بين تراث السواقي والعمارة المملوكية.. ملتقى الفيوم للرسوم المتحركة يواصل فعالياته 

اخر تحديث في 8/23/2025 5:34:00 PM

شهد اليوم السابع من ملتقى الفيوم للرسوم المتحركة، الذي يقام تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، جولة ميدانية للفنانين المشاركين استمرارا للتعرف على أبرز معالم الفيوم التاريخية.

استهل الفنانون زيارتهم عند سواقي الهدير، التي تعود للعصر البطلمي واستخدمت منذ أكثر من ألفي عام في رفع المياه لري الأراضي الزراعية، لتصبح رمزا متجذرا في هوية الفيوم. 

كما زاروا مسجد قايتباي، الذي يعد تحفة معمارية من العصر المملوكي، أنشأته خوند أصلباي زوجة السلطان قايتباي، ولفت أنظارهم المنبر الخشبي المطعم بالعاج والمحراب الرخامي والمشكاوات المملوكية.

وأكد الفنانون أن أجواء الفيوم وموروثها الشعبي تمنحهم مادة بصرية ملهمة لأعمالهم المقبلة؛ حيث أوضح الفنان مصطفى البنا، المدرس بقسم الجرافيك بكلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية، أنه بدأ عمله في مجال الرسوم المتحركة منذ عام 2003، بعد تخرجه في فنون جميلة قسم جرافيك جامعة المنيا، ونال الماجستير عن أعمال المخرج الفرنسي "سيلفان شوميه"، والدكتوراه حول استخدام الأنيميشن في فنون ما بعد الحداثة، وشارك في أعمال بارزة مثل "المغامرون الخمسة" و"سنوحي"، كما أخرج "تقفيل مصري" و"زينة".

وقال البنا: "مشاركتي في الملتقى فرصة مهمة لتبادل الخبرات مع مجموعة من أبرز الفنانين الذين يختلف كل منهم في أسلوبه، سواء في الموشن جرافيك أو ثنائي وثلاثي الأبعاد. الفيوم بتراثها الغني تقدم لنا مادة إبداعية، لذلك اخترت أن أستلهم فيلما عن مولد الروبي، الذي يجسد الحياة الشعبية وعلاقة الناس بالمكان والذاكرة".

الفنان إبراهيم سعد، خريج فنون جميلة قسم تصميمات 2000، وتتلمذ على يد رائد الرسوم المتحركة الدكتور علي مهيب. وبدأ مسيرته بالمجال حيث أسس أول مدرسة لتعليم فن الرسوم المتحركة (جزويت القاهرة)،بجمعية النهضة العلمية والثقافية  والتي وفرت تدريبا متخصصا في الإخراج، كتابة السيناريو، تصوير وموسيقى الفيلم والإنتاج. شارك لاحقا في مهرجانات مصرية ودولية، وكان عضوا بلجان تحكيم بمهرجانات مراكش، مارسيليا، الإسماعيلية، كما تولى رئاسة لجنة المشاهدة بالإسماعيلية، ورشح عضوا بلجنة تحكيم للأفلام الطويلة في مهرجان برلين.

وأوضح سعد أن أهم التجارب التعليمية في مجال الرسوم المتحركة يمكن رصدها في المجر وكذلك في الدنمارك، وقال: "من خلال مشاركاتي الدولية التقيت بأسماء بارزة في صناعة الأنيميشن، وهو ما أبرز التباين بين ما يقدم عالميا وما ينتج في مصر. نحتاج إلى مشاركة أوسع في المهرجانات الكبرى بعدد أكبر من الأعمال، فصناعة الرسوم المتحركة أصبحت رافدا اقتصاديا وثقافيا مهما في دول عدة مثل التشيك التي تدرس الرسوم المتحركة ضمن مناهج التعليم الأساسي، بينما لا تزال التجربة المصرية بحاجة إلى انفتاح أكبر".

وتقام فعاليات الملتقى تحت إشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وتنفذها الإدارة العامة للفنون التشكيلية والحرف البيئية بقيادة الفنانة فيفيان البتانوني، بالتعاون مع إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي وفرع ثقافة الفيوم. القوميسير العام للملتقى الفنان الدكتور محمد ربيع، ويشارك فيه الفنانون: أحمد محمود، أحمد حسن، أحمد الصباح، محمد دندراوي، مصطفى البنا، مصطفى صوفي، مصطفى السواح، إبراهيم سعد، إبراهيم طاهر، خالد شاهين. ومشرف الفوج الفنانة ولاء فرج.

وقد تضمن الملتقى برنامجا متكاملا من الزيارات الميدانية للمواقع الأثرية والطبيعية بالمحافظة، حيث تتميز الفيوم بثراء حضاري على مدار عصور التاريخ المصري، فضلا عن إرثها في الصناعات الحرفية، وتنوع بيئاتها بين الزراعية والصحراوية والواحات. وتختتم فعاليات الملتقى اليوم حيث يقدم كل فنان فيلم رسوم متحركة قصير ويتم عرض نتاج الملتقى لاحقا.