متابعات هذه التغطية سريعة نقدمها للقارئ المتابع لأنشطة الهيئة نظراً لكثرتها كل دقيقة ونحن نعتبرها تجريبية تعتمد أساساً على الصورة ويتولى محررينا بعد ذلك صياغتها بالتفاصيل
اخر تحديث في 10/4/2025 7:34:00 PM
استقبل مسرح السامر بالعجوزة، عرض "استدعاء ولي أمر"، ضمن مهرجان مسرح الهواة في دورته الحادية والعشرين، "دورة الكاتب والفنان الكبير الراحل نجيب سرور"، والذي يقام تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان،
العرض لفرقة جمعية قصر ثقافة الفيوم، تأليف محمد السوري، وإخراج كريم الخولي، ويناقش عددا من القضايا الاجتماعية والأسرية، من خلال رؤية تجمع بين الرمزية والواقعية، مع إبراز أثر هذه المشكلات في تكوين الشخصية والمجتمع.
قدم العرض بحضور الفنان رياض الخولي، رئيس المهرجان، عبير رشيدي مدير المهرجان، ولجنة التحكيم المكونة من د. عبد الناصر الجميل، الفنانة وفاء الحكيم، والمخرج عادل حسان.
قال المخرج كريم الخولي إن العرض يناقش مجموعة من القضايا الجوهرية، والتشوهات المعرفية التي تتشكل داخل الأسرة، موجها رسالة تحذيرية من خطورة هذه الأفكار المشوهة التي قد تؤدي بالضرورة إلى التفكك والانهيار.
وأشار أن العمل جاء بمثابة صرخة صادقة تنبع من قلب مهمَل، تستهدف ضمير المجتمع بأسره، مؤكدا أنه أراد أن يضع كل متفرج في مواجهة مع ذاته، ليجد في أحداث العرض انعكاسا من حياته أو حياة من حوله.
وأضاف أن هذا العمل يمثل إهداء إلى الصامتين المقهورين، وإلى التائهين بين جدران الحياة، في محاولة لتحويل الألم إلى طاقة مسرحية تفتح بابا للحوار أو توقظ سؤالا طال تأجيله.
وأوضح أن الزمان والمكان في العرض يتمثلان في عقل شخصية "يحيى"، وهو ما انعكس على تصميم الديكور الذي جرى تقسيمه إلى أربعة أقسام تجسد الفصوص الدماغية الأربعة، مبينا أن كل مشهد من مشاهد العمل ارتبط بالجزء المسئول في الدماغ عن الرؤية أو السمع أو غيرهما، ليقدم الطرح بشكل رمزي عبر التنقلات، مع أداء تمثيلي واقعي يمنح الممثل حرية التلوّن والانتقال من حالة إلى أخرى.
أما الإيقاع العام للأحداث اتسم بالسرعة والتتابع الحاد من مشهد إلى آخر، للتعبير عن التوتر الداخلي للشخصية الرئيسية.
من ناحيته، قال الفنان محمد وربي، بطل العرض، إنه جسد شخصية "يحيى" الذي يواجه تحديات كبيرة منذ طفولته، أبرزها عجزه عن التعبير عن ذاته نتيجة فقدانه الثقة، خاصة من أسرته التي كانت السبب الأساسي في خوفه ومعاناته النفسية.
وأكد أن "يحيى" يجسد طفولة الكثيرين، وكل ما يتمناه هو أن يجد من يستمع إليه ويمنحه الثقة التي تجعله قادرا على العيش بحرية.
وعن رسالة العرض، أوضح أنها موجهة بالأساس إلى الآباء كونهم الداعم الأول لأبنائهم، وعليهم منح الثقة لهم كي يواجهوا الحياة بسلام.
أما الفنانة ميرنا ياسر، فأوضحت أنها تجسد شخصية "هدير"، الأخت الصغرى ليحيى، وتمثل نموذج الفتاة التي تعبر عن رأيها بطريقتها الخاصة، الأمر الذي يخلق حالة من التوازن داخل العمل ويعكس شريحة مهمة من الواقع الاجتماعي.
"استدعاء ولي أمر" بطولة: محمد وربي، مروان إيهاب، ميرنا ياسر، محمد فوزي، حبيبة محمود، زياد أشرف، ومصطفى محمود.
ديكور محمد الجمل ملابس زياد أشرف، ماكياج أميرة أحمد، تنفيذ موسيقى مينا سامي، تعبير حركي صافي، مساعدو إخراج طارق كمال، يوسف حسن، علاء لؤي، ومخرج منفذ عبد الرحمن حسين.
الندوة النقدية
أعقب العرض ندوة نقدية أدارها الناقد أحمد خميس، وشارك بها الفنان د. هاني كمال، والناقد د. طارق عمار.
أوضح "خميس" أن ما يميز العرض أنه لم يكتفِ بالسرد المسرحي التقليدي، بل قدم رؤية تجريبية تفتح بابا للتأويل، حيث بدت الشخصيات وكأنها تجسد لعبة نفسية معقدة بين أفراد الأسرة، في محاولة لكشف عمق المأساة الإنسانية داخل البيت الواحد.
وأضاف أن العرض كشف عن فريق عمل موهوب استطاع أن يقدم تجربة مختلفة تحمل بصمة إخراجية واضحة، تستحق التوقف أمامها بوصفها نموذجا لتجريب واعٍ في المسرح المصري المعاصر.
من ناحيته، أشار الناقد طارق عمار إلى أن هذا العمل يمثل تجربة مغايرة تحمل في طياتها أفكارا جديدة قد تشكل رؤية مغايرة للمسرح في الفترة المقبلة، ربما تحتاج بعض الجوانب إلى التطوير مع الوقت، لكن البدايات واعدة جدا، والمستقبل مفتوح أمام هؤلاء الشباب لتقديم المزيد، فالفريق يتمتع بقدرات خاصة ولديه حماس كبير.
أما الفنان هاني كمال، أعرب عن سعادته بما شاهده، مؤكدا أنه لمس تجربة مسرحية جادة ومختلفة، ووجد وجوها جديدة مبشرة على مستوى التمثيل والأداء، مما يجعله متفائلا بمستقبل هؤلاء الشباب في المشهد المسرحي.
وأوضح أن العرض جاء في بشكل أكاديمي منظم، معتمدا على معايير أساسية في الأداء والتمثيل، مضيفا أن بعض الممثلين الشباب يمتلكون أدوات مميزة تؤهلهم لاكتساب خبرات أعمق خلال عام أو عامين، ليصبحوا مبدعين بارزين إلى جوار أسماء مسرحية معروفة.
وأشار "كمال" إلى ضرورة التركيز على الأداء الصادق البعيد عن المبالغات أو ما يعرف بالـ Overacting، موضحا أن البعض يقع في مشكلة المبالغة في الأداء كمن يؤدي شخصية صعيدية فيلجأ إلى افتعال الصوت والحركات، وأكد أن الممثل الحقيقي يعتمد على صدقه الداخلي بعيدا عن أي تصنع.
وأضاف أن العرض نجح في المزج بين عناصره الفنية، حيث جاءت الموسيقى موظفة في كثير من الأحيان بما يخدم الممثل ويعزز حضوره، كما أشاد بتكوين المشاهد وحركة الممثلين على خشبة المسرح، التي جاءت مبررة وسلسة، وساعدت في تعزيز المعنى الدرامي.
يقام "مهرجان مسرح الهواة" بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، والإدارة العامة للجمعيات والمساعدات الثقافية، ويونس شعبان مقررا، ويشارك به هذا العام 9 عروض مسرحية تقدم مجانا للجمهور.
وتتواصل الفعاليات اليوم الخميس بتقديم عرضين لفرقة الجمعية المصرية لهواة المسرح، الأول بعنوان "جسور على الباب" ، تأليف وإخراج أحمد رجائي، أما الثاني بعنوان "عهد السفليين"، تأليف محمد عيد وإخراج أحمد حداد، ويعقبهما ندوة نقدية.
ويعد المهرجان أحد أبرز المهرجانات المسرحية التي تحرص الهيئة العامة لقصور الثقافة على تنظيمها بشكل سنوي، ويستهدف تقديم العروض المسرحية المتميزة لفرق الهواة التي تقدمها فرق الجمعيات الثقافية خلال عام، لتشجيع المبدعين في مجال العمل المسرحي على خوض منافسة إبداعية بناءة في مختلف أقاليم مصر.