اخر تحديث في  10/27/2025 9:32:00 PM
 
شهدت قاعة المؤتمرات بالقرية الأولمبية بمحافظة الإسماعيلية، اليوم الأحد، أولى الندوات العلمية المتخصصة ضمن فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية، المنعقد تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء أكرم جلال محافظ الإسماعيلية، وتنظمه وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة والإدارة المركزية للعلاقات الثقافية الدولية، بالتعاون مع محافظة الإسماعيلية، وبالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة، وهيئة قناة السويس، وهيئة تنشيط السياحة.
جاءت الندوة بعنوان "الفنون الشعبية والهوية الثقافية"، وأدارها الشاعر د. مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وشارك بها د. سمر سعيد عميد المعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون، د. حمدي سليمان أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بجامعة العريش والباحث بأطلس المأثورات الشعبية. وحضر الندوة د. شعيب خلف مدير عام إقليم القناة وسيناء الثقافي، والفنان ماهر كمال مدير المهرجان.
أكد د. مسعود شومان في كلمته أن مصر غنية بتراثها الشعبي المتنوع، وأن الفنون الشعبية تمثل جزءا أصيلا من الهوية الثقافية المصرية، مشيرا إلى أن الحفاظ عليها مسئولية وطنية تتطلب وعيا وتطويرا مستمرين.
وأوضح أن الهدف من عقد الندوة هو تطوير فرق الفنون الشعبية والكشف عن الملامح المميزة لكل فرقة، مشددا على أهمية الحفاظ على بصمة كل منطقة دون خلط أو دمج.
وتناول شومان أثر التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي على مستقبل الفنون الشعبية، متسائلا عن قدرة الوسائط الإلكترونية على نقل الروح الإنسانية الكامنة في الأداء الشعبي.
كما دعا إلى توثيق الآلات الموسيقية الشعبية القديمة مثل آلة "الباسنكوب" التي كانت تصاحب رقصات نادرة كرقصة "الأوكولا"، مشيرا إلى أن هذه التفاصيل الدقيقة تعكس عمق الوعي الفني للمبدع الشعبي المصري.
وشدد شومان على أهمية انتقال العروض من الإطار المغلق إلى العرض الجماهيري المفتوح الذي يجعل التراث حيا في وجدان الناس، مقترحا أن تضم كل فرقة باحثًا متخصصا يتولى توثيق الزي الشعبي وتاريخه وتطوره.
واختتم حديثه بدعوة لإنشاء بنك معلومات شامل يتضمن تاريخ الفرق الشعبية وآلاتها وسماتها الفنية ليكون مرجعًا علميًا للحفاظ على التراث الفلكلوري المصري.
من جهتها أكدت د. سمر سعيد أن الحفاظ على الهوية الثقافية مسئولية مشتركة، مشيرة إلى أن العاملين في الأقاليم الثقافية يمثلون خط الدفاع الأول عن التراث المحلي.
وأضافت أن العولمة والتكنولوجيا ليست خطرا في حد ذاتهما، بل تتطلب وعيا وتمسكا بالجذور، موضحة أن التوثيق الرقمي أصبح ضرورة لحفظ الموروث الفني والذاكرة الشعبية.
وأكدت أن التطوير لا يعني تغيير الهوية، بل تحسين أساليب العرض والأداء بما يواكب العصر، داعية إلى أن يكون لكل فرقة حضور رقمي يوثق تاريخها وإنجازاتها، لأن الغياب عن الفضاء الإلكتروني يعني الغياب عن الذاكرة الثقافية.
وأشاد د. حمدي سليمان بجهود الهيئة في تنظيم الندوات العلمية المتخصصة، مؤكدا أنها تسهم في تطوير فكر وأداء الفرق المشاركة من خلال معالجة التحديات ووضع حلول عملية لها.
وتحدث عن أبرز المشكلات التي تواجه فرق الفنون الشعبية، من نقص الإمكانات وضعف الدعم المؤسسي إلى تراجع العنصر النسائي، مشددا على ضرورة دعم هذه الفنون ماديا ومعنويا لأنها تمثل جسرا للحفاظ على الهوية الوطنية.
وتضمنت الندوة فقرات فنية لفرق الوادي الجديد، حلايب، والتنورة التراثية، قدمت خلالها عروضا موسيقية مميزة.
كما شهدت مداخلات فنية من الحضور، طالب خلالها الفنانون محمد صلاح وأحمد سويلم وعلاء عبد الرازق بتكثيف الدورات التدريبية، وتوفير الآلات الموسيقية، والعودة إلى العزف الحي في العروض بدلا من الموسيقى المسجلة.
واختتمت الندوة بتكريم اسم الراحل الدكتور شمس الدين الحجاجي، والفنانين نادر عبده إسكندر ومحمد المصري، بدرع الهيئة وشهادات تقدير من الهيئة والمحافظة.
تقام الندوات العلمية للمهرجان تحت إشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، بعنوان "الفنون الشعبية بين الذاكرة الثقافية وآفاق المستقبل".
وتعقد غدا الاثنين ندوة بعنوان "توثيق عناصر التراث الثقافي غير المادي والتحولات المعاصرة من التدوين الورقي إلى التوثيق الرقمي"، بمشاركة د. حسام محسب، د. محمد فرماوي، وعمرو عجمي.
يذكر أن فعاليات المهرجان تقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وتنفيذ الإدارة العامة للمهرجانات، والإدارة العامة للفنون الشعبية، بالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي، وفرع ثقافة الإسماعيلية.، وتشارك فيه 25 فرقة مصرية وأجنبية، وتستمر فعالياته حتى 30 أكتوبر الجاري