مهرجان الإسماعيلية يناقش توثيق عناصر التراث الثقافي غير المادي والتحولات المعاصرة 

مهرجان الإسماعيلية يناقش توثيق عناصر التراث الثقافي غير المادي والتحولات المعاصرة 

اخر تحديث في 10/27/2025 9:54:00 PM

 

استضافت قاعة المؤتمرات بالقرية الأولمبية بمحافظة الإسماعيلية، اليوم، ثاني الندوات العلمية المتخصصة ضمن فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية، المنعقد تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء أكرم جلال محافظ الإسماعيلية، وتنظمه وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة والإدارة المركزية للعلاقات الثقافية الدولية، بالتعاون مع محافظة الإسماعيلية، وبالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة، وهيئة قناة السويس، وهيئة تنشيط السياحة.

جاءت الندوة بعنوان "توثيق عناصر التراث الثقافي غير المادي والتحولات المعاصرة من التدوين الورقي إلى التوثيق الرقمي"، وأدارها الشاعر د. مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وشارك فيها د. حسام محسب أستاذ الرقص الشعبي بأكاديمية الفنون ومستشار رئيس الأكاديمية، والفنان عمرو عجمي المخرج والمصمم والمدرب في الفنون الحركية، د. محمد فرماوي المشرف الفني لفرقة رضا للفنون الشعبية، بحضور د. شعيب خلف مدير عام إقليم القناة وسيناء الثقافي.

استهل د. مسعود شومان اللقاء مؤكدا أن ما يميز مهرجان الإسماعيلية عن غيره من المهرجانات الدولية هو احتواؤه على ندوات علمية متخصصة تتناول الفنون الشعبية، موضحاً أن الثقافة تمثل بعدا أساسيا في حركة الرقص الشعبي، فالراقص الواعي يجسد وعيه بثقافته وتاريخه في أدائه، لأن الفن الحركي ليس مجرد تعبير جسدي، بل هو ترجمة لوعي حضاري وتراثي.

وأشار إلى أن نحو 90٪ من الفرق الحالية مستلهمة من الفنون الشعبية وليست فنونا شعبية خالصة، بعد أن تراجع دور العازف الحي لصالح الآلات الإلكترونية، ما أفقد العروض جزءا من روحها الأصيلة. وشدد على أن الانطلاقة الحقيقية تبدأ من فهم الأنثروبولوجيا وطبيعة المكان وتاريخه الفلكلوري، داعيا إلى تطوير الحركات القديمة بدلا من هجرها، والحفاظ على خصوصية كل فرقة من حيث الزي والأداء واستخدام العصا، لما تحمله هذه العناصر من دلالات ثقافية وهوية فنية.

وفي كلمته، دعا الفنان عمرو عجمي الحضور للوقوف دقيقة حداد على روح الفنان الراحل أحمد الركابي تقديرا لمسيرته الفنية، ثم تحدث عن أهمية فرق الأقاليم بوصفها القلب النابض للحركة الثقافية في مصر، مؤكدا أن التحول الرقمي أصبح ضرورة لا يمكن تجاهلها في مجال الفنون الشعبية، وأن التكنولوجيا باتت وسيلة أساسية لتطوير الأداء ونشر التراث.

وأوضح أن توظيف الوسائط الرقمية والإضاءة والمؤثرات البصرية أصبح عنصرا محوريا في العروض الفنية الحديثة، مستشهداً بحفل افتتاح المهرجان الذي أقيم على المسرح الروماني بالإسماعيلية، حيث جرى توظيف التكنولوجيا لخدمة الفن الشعبي بصورة بصرية جذابة.

وأشار إلى أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في دعم الفنون الشعبية، موضحا أنه خلال جائحة كورونا أطلق أغنية بعنوان "من قلب الدنيا" تضمنت حركات مصرية أصيلة، وشارك فيها فنانون من 46 دولة عبر الإنترنت في تجربة جمعت بين الفن الشعبي المصري والأداء العالمي.
كما اقترح إنشاء مدارس فنية صغيرة لتعليم الأطفال فنون الرقص الشعبي، لتنشئة جيل جديد قادر على حمل راية هذا الفن بروح معاصرة.

من جانبه، أوضح الدكتور حسام محسب أنه يعتز بتجربته في تأسيس فرقة أسيوط للفنون الشعبية أطفال عام 2002، مشيرا إلى أن أعضاءها اليوم أصبحوا من عناصر فرقة أسيوط للكبار. وأكد أن الرقص الشعبي يمثل ذاكرة متحركة وأداة توثيق للثقافة اللامادية، فهو ليس مجرد أداء فني، بل وسيلة للتعبير عن الهوية والتراث الجمعي.

وأضاف أن الرقص الشعبي هو الوعاء الذي يجمع كل أشكال الثقافة غير المادية من موسيقى وعادات وتقاليد، داعيا إلى تجاوزه النظرة السطحية، والتعامل معه باعتباره لغة الشعوب وذاكرتها الحية.

فيما أكد الدكتور محمد فرماوي أن حفظ التراث لا يتحقق بالتوثيق فقط، بل بتداوله وممارسته عبر الأجيال، مشدداً على أن الراقص الواعي المثقف هو القادر على توظيف التحول الرقمي في تطوير الفنون الشعبية دون الإخلال بروحها الأصيلة.
ودعا إلى إنشاء قاموس حركي لتوثيق الخطوات والرقصات الشعبية كأداة علمية تحفظ هذا الفن من الاندثار، مشيرا إلى ضرورة توثيق الرقصات التراثية مثل "التماس" و"الهوسيت" التي تحمل خصوصية ثقافية فريدة.

كما تضمنت الندوة فقرة فنية قدمتها فرقة المنيا للفنون الشعبية، ومداخلات من الحضور، حيث اقترح محمود يحيى مدرب فرقة أسيوط للفنون الشعبية عقد ورش تعليمية لصناعة الآلات الشعبية المندثرة بدلاً من استيراد الآلات الموسيقية.

وفي ختام الندوة، تم تكريم الدكتور أحمد يونس، واسم الراحلين زكريا الحجاوي ومحمود السمان بدرع الهيئة وشهادات تقدير من الهيئة والمحافظة.

تقام الندوات العلمية للمهرجان تحت إشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية بعنوان "الفنون الشعبية بين الذاكرة الثقافية وآفاق المستقبل"، وتعقد غدا الثلاثاء ندوة بعنوان "الفنون الشعبية في زمن العولمة.. التحديات والفرص" بمشاركة الدكتور مدحت فهمي، وأشرف عوض الله، وإيناس عبد العزيز عبد الظاهر.

يذكر أن فعاليات المهرجان تقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وتنفيذ الإدارة العامة للمهرجانات والإدارة العامة للفنون الشعبية، بالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي وفرع ثقافة الإسماعيلية، بمشاركة 25 فرقة مصرية وأجنبية، وتستمر فعالياته حتى 30 أكتوبر الجاري

شاهد بالصور


متابعات

متابعات

راسل المحرر @