اخر تحديث في 4/16/2019 12:06:00 PM
محمد شومان
عقدت في السادسة مساء الإثنين 8 أبريل مائدة مستديرة بعنوان "الصناعات التقليدية بين التراث والتنمية" بقصر ثقافة الغردقة، ضمن فعاليات المؤتمر العلمي السادس للشباب الذي تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بعنوان "شباب أفريقيا بين الواقع والمأمول" في الفترة من 7 إلى 9 أبريل الجاري.
عقدت المائدة برئاسة د.حنان موسى وشارك بها د.إيمان البسطويسي، د.محمد جلال، د.محمد عبد الراضي، محمود إمام.
أشارت "موسي" في كلمتها إلى أهمية الصناعات التقليدية وتنوعها واختلاف أبعادها بين أن تكون معبرة عن التراث وأن ترتبط بالتنمية، وأكدت على أهمية الكنوز البشرية التي تمتلك الحرفة وأهمية الحفاظ عليها لما تمتلكه من تاريخ كبير مع الحرفة كما تساهم في استمرارية تلك الحرف، وأن الصناعات التقليدية منتشرة في مصر مثل صناعة السجاد في كفر الشيخ رغم كم التحديات والمعوقات التي تواجه الحرفيين، منوهة إلى أن نظرة المجتمع للحرفيين كثيرا ما تكون سببا في هجر الحرفة، وأنه لابد من استراتيجية للحفاظ على تلك الصناعات بالإضافة لعمل خريطة ثقافية للصناعات والحرف والحرفيين والكنوز البشرية ليتم دراستها بشكل علمي والحفاظ عليها، مضيفة أن الدولة تعير اهتمامها لتلك الحرف، سعيا منها في الحفاظ على الهوية والاستمرارية، واختتمت كلمتها بالحديث عن دور الهيئة في الحفاظ على تلك الصناعات من خلال محاضرات التوعية، وإقامة الورش التدريبية سواء داخل المواقع الثقافية بشكل منفرد وأحيانا بالتعاون مع القطاعات المختلفة، ومؤسسات المجتمع المدني.
أما الدكتورة "إيمان البسطويسي" فأكدت على أهمية الصناعات التقليدية الموجودة منذ عصر مصر القديمة حتي عصرنا الحالي، وأكدت على أهمية التراث، وأنه لا يتمثل في وضع المقتنيات في المتاحف بل في كيفية استخدام التراث والصناعات ولكن في شكلها الأمثل، بالإضافة إلى نشر الوعي في كيفية التعامل مع تلك الصناعات القديمة والإسهام في نشرها.
وتحدث الدكتور "محمد عبد الراضي" عن الصناعات التقليدية وأنها قائمة على الحرفية اليدوية بعيدا عن التكنولوجيا وأضاف أنها تعتمد على الإبداع بعيدا عن الربحية، لذا تكتسب هذه الصناعات خصائص تميزها وأنها لابد أن تجمع بين اليدوية والجمالية الحرفية وتتسم بصفة التوريث وأن الصناعات التقليدية تصف الهوية الثقافية، والتفاعل بين الإنسان والبيئة التي ترصد المادة الخام ليحولها الفنان إلى صناعات بخامات بيئية، فصناعات الأصواف ترتبط بالصحراء، ومنتجات النخيل والخوص ترتبط بالواحات، والفخار ترتبط بالبيئة الزراعية.
وتطرق الدكتور "محمد إمام" لتعريف الصناعات التقليدية فهي نتاج حضاري من التفاعل الحي بين المجتمعات المحلية بما تحمله من رؤى وقيما حضارية بينها وبين الطبيعة والمجتمعات الأخرى؛ فهي مكون أصل الذاكرة، وعرض نماذج حية من مقتنيات المصريين القدماء مثل صناعة الحلي، ريش النعام، العاج، صناعة الأثاث وتطعيمها بحرفية شديدة، الحبال، صناعة البردي، مصنوعات الذهب التي تدل على العبقرية والعلم والحرفية الكبيرة لدي قدماء المصريين حتى أنها باقية لتحكي التاريخ بكل عظمته.
أما الدكتور "محمد جلال" فتناول في كلمته ارتباط تلك الصناعات بالسياحة وأن العلاقة بينهم علافة تكافلية تكاملية؛ فكل منهم يرتبط بالآخر بشكل كبير مشيرا إلى أهمية تسويقها، وعرض نموذجا مصريا عن "قرية كرداسة" التي تشتهر فيها صناعة النسيج وكيف تم استغلال تلك الصناعة في الترويج السياحي.