العدد 899 صدر بتاريخ 18نوفمبر2024
اختتم مهرجان ظفار الدولي للمسرح فعالياته في دورته الأولى والتي نظمتها محافظة ظفار بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب والجمعية العمانية للمسرح. الذي انطلق في 20 أكتوبر حيث عين المخرج مازن الغرباوي مستشارا فنيا للمهرجان. وتكون المهرجان من 6 مسارات دولية للتسابق هى مسابقة العروض الكبرى، ومسابقة المسرح الجماهيري، ومسار المونودراما،و الديودراما، ومسرح الطفل، ومسرح الشارع والفضاءات المسرحية غير التقليدية. التقينا وبعض من الفائزين والحديث معهم حول الجائزة وأهميتها وتقييمهم للمهرجان في دورته الأولى..
حصدت مسرحية « موشكا» لسلطنة عمان، ضمن مسار العروض الكبرى على جوائز أفضل أزياء، أفضل موسيقى مسرحية، وأفضل إضاءة، وأفضل ممثلة أولى، وأفضل ممثل، وأفضل عرض متكامل. كما حصدت مسرحية» مساء للموت» على أفضل مؤثرات بصرية، وكذلك حصدت «خلاف» لدولة العراق ثلاث جوائز وهي: جائزة أفضل نص مسرحي للمخرج والمؤلف مهند هادي، وجائزة أفضل ديكور محمد النقاش، وجائزة أفضل ممثلة د. سهى سالم والتي بدأت حديثها حول بداياتها الفنية حيث قالت:
كانت البداية عام 1980 حين أتيحت لي فرصة بطولة في مسلسل« النعمان الأخير »، وكما تعلمون فنحن أسرة فنية ومعظم جذور العائلة واهتماماتها فنية؛ فجاءت كل الجهود دعما لي ولتجربتي وموهبتي. بالإضافة لتشجيع أساتذتي الأجلاء. وأثناء دراستي للفنون الجميلة قدمت الكثير من الأعمال التي دعمت موهبتي وأسست لتجربة فنية وأسلوب جديد في الأداء التمثيلي. وحصلت عام 1984 على أفضل ممثلة واعدة عن مسرحية رسالة الطير، كما حصلت عام 1986 على لقب نورسة المسرح العراقي في مهرجان بغداد العالمي، وكذلك عن مسرحية الملك لير، للمخرج الدكتور صلاح القصب. شاركت بمسلسلات عربية، وبدوية، وعراقية، وكذلك الأفلام السينمائية، والأعمال الإذاعية. وبجانب دراستي للفنون الجميلة أنهيت دراسة البكالوريوس في الإخراج المسرحي، فقد عاصرت الكثير من التجارب من خلال أساتذتي الكبار والأعمال الفنية.
وأضافت «سالم»، عملي الأول كان انفتاحا في العراق؛ حيث كانت تصور المسلسلات العربية بمشاركة أساتذة وفنانين عرب منهم رشوان توفيق وأسامة المشيني وبدري حسون فريد، وجعفر السعدي، وشاركت بدور هند بنت النعمان والتي كانت جواز مروري للإبداع والفن في السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة، ثم حصلت على الماجستير والدكتوراه تخصص الإخراج المسرحي، وقبل أشهر كنت رئيسة قسم الفنون الجميلة بكلية الفنون الجميلة لخمس سنوات، وكانت تجربة مهمة حيث حصلت على جوائز عربية وعراقية محلية وكان أبرزها من مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون عام 2001 عن دوري في مسلسل «ابو جعفر المنصور»، وجائزة أفضل ممثلة عن الأعمال التاريخية. ومن مهرجان الدن وأخيراً هذا المهرجان.
وتابعت سالم ، الجوائز بشكل عام مهمة ولها مكانة خاصة بداخلي وتعبر عن نجاحاتي وجهدي في كل مرحلة من عمري وهذه تتويج لجهدي في مسرحية« خلاف » إخراج وتأليف المبدع مهند هادي للمخرج المبدع، فقد حصلت على مكانة كبيرة من قبل المهرجان والجمهور وشرفا لي التتويج بها خاصة مع مشاركة دول عربية وأجنبية.
أما عن المسرحية فهي تقدم فكرة أساسية وفلسفية للمجتمع والمتلقي وخاصة أننا كنا في محنة خاصة الدول التي كانت على تماس مع هجوم داعش بالعراق حيث كان هناك نضج في معالجة تلك الحال من خلال الفن العراقي وقدمنا هذا العرض الذي كان بوابة للمجتمع ليفهم الحقيقة وأن ما يدور خلف جدران غرف المنازل لانستطيع السيطرة عليه خاصة مع ظهور التقنيات الرقمية والسوشيال ميديا، وغيرها توظف بطريقة سيئة من قبل المجرمين والقتلة، المسرحية توعية وتجيب على كثير من التساؤلات الموجودة بالمجتمع والتناقض الموجود من اختلافات ومغايرات.
أما عن الجائزة والمهرجان فاردفت قائلة: حصدت أفضل ممثلة وهي شهادة اعتز بها كونه مهرجانا يعد عالميا .
مضيفة، على الرغم من كونها الدورة الأولى إلا أنها مميزة ومهمة واكتسب خبرته من المهرجانات الأخرى، وأن يضم العديد من المسارات المختلفة أمر مهم لأنه يدعو للتنوع والدهشة في كل أنواع المسرح بمشاركة الفرق من مختلف دول العالم، إدارة المهرجانات في عمان متمكنة وواعية لما تقدمه في هذا المهرجان بالإضافة للتفاهم الكبير من قبل السلطنة وتوفير كافة الإمكانيات من قاعات ومسار والمساحات التي كانت غنية بالتجارب الفنية المختلفة، سعيدة بالمهرجان وأتمنى أن تكون دورته الثانية أكثر توهجا وتألقا وإبداعا فمبارك لهم هذا الوهج والإبداع فيسعدنا أن نجد هكذا مهرجانات في مدن لم يكن بها مسرح ولكن نكتشف فيها نشاطات مسرحية ومسرح وشباب خليجين يقدمون عروضا مميزة فشكرا لهم.
المخرج عدي الشنفري الحاصل على جائزة أفضل مؤثرات بصرية في مسار العروض الكبرى عن عرض «مساء للموت» ،عمان، يقول:
تدور أحداث المسرحية في قرية ساحلية يعمل أهلها في الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، حيث يوجد “نوخذة” متسلط يُدعى مبارك، يحب ابنة عمه مريم التي لم تكن تبادله الحب بسبب سوء أفعاله. لذا فضّلت عليه صديقه الفقير غانم، وقد بارك عمّها هذا الزواج لأنه كان يفضل غانم ويعتبره ابناً له، بينما لا يثق بابنه مبارك ولا يعتمد عليه، مما أثار غيرة وحقد مبارك. ولهذا حاول إغواء مريم، لكنها كانت تصده وتهدده وتهينه، فقرر الانتقام بتحريض زوجها على طلاقها ليتمكن من الزواج بها. ولتحقيق ذلك، ادّعى وجود علاقة آثمة بين مريم وابن عمها الآخر “بدر”، الذي كان غارقاً في الديون. وعندما طلب بدر مساعدتها، أعطته عقد اللؤلؤ الذي أهداها إياه زوجها ليلة زفافهما ليقوم برهنه لدى مبارك ويحمي نفسه من تهديداته وضغوطه إلى أن يتمكن من سداد ديونه لمبارك.
وأضاف الشنفري، يستغل مبارك وجود العقد في يده كدليل لإقناع غانم بعلاقة زوجته مريم مع ابن عمها بدر، ما جعل غانم يفقد صوابه ويقع فريسة للشك والرغبة في الانتقام في ظل تقلبات من الإنكار والغضب، لينتهي به الأمر بقتل زوجته. وبعد ارتكاب جريمته، يدخل مبارك البيت متعجباً من عدم طرد مريم له كعادتها، ليجدها مستلقية على الأرض، فيظنها نائمة ويخبرها بمشاعره وفرحته بقرب زواجه منها. وأثناء حديثه، يعترف بطهارتها وإخلاصها لزوجها ويكشف عن المؤامرة التي حاكها ليتسبب في طلاقها. وهنا يسمع غانم المختبئ في زاوية من البيت، لكنه يكتشف الحقيقة بعد فوات الأوان. وفي النهاية، يكتشف مبارك أن مريم مقتولة وليست نائمة، فيُصدم ويندم على فعلته ويصرخ متألماً قائلاً إنه بموت مريم مات مبارك أيضاً.
وتابع الشنفري، أن القصة تعالج قضايا إنسانية ونوازع نفسية عديدة منها الحب، والغيرة، والحسد، والتضحية، والغرور، إلى جانب قضايا اجتماعية مثل الطبقية، والعلاقات الزوجية، وجرائم الشرف وغيرها، ففيها ملامح تتقاطع مع التراجيديا الكلاسيكية الشكسبيرية. فمريم تمثل “ديدمونة” التي فضّلت الحب على المظاهر، وغانم هو “عطيل” ببطولاته ونقاء قلبه، بينما مبارك يمثل “ياغو”. ونشير هنا إلى الخطأ الذي ارتكبته مريم دون قصد وأدى إلى موتها، وهو إعطاؤها العقد لبدر، حتى تكتمل لعبة القدر وتحدث المأساة.
وعن ما يميز المؤثرات البصرية في مسرحية “مساء للموت” عن العروض الأخرى، أوضح المخرج عدي الشنفري: “تميز العرض من خلال توظيف الإضاءة والمجاميع بطريقة تغني عن قطع الديكور في فضاء مفتوح باحترافية، حيث شكلت المجاميع لوحات فنية ورسومات مميزة وصاحبت الممثلين الرئيسيين في كل المشاهد؛ حيث مثلوا في لحظة البيت، وفي لحظة أخرى السفينة، وشبابيك البيت، وعقد اللؤلؤ، بمعنى أنهم أصبحوا في لحظات معينة قطع ديكور يتشكلوا حسب المشاهد بطريقة مبتكرة.
وحول توظيف الإضاءة والصوت لتنسجم مع الرؤية الفنية، أضاف قائلاً: “تم الاعتماد في هذا العرض على الإضاءة بشكل كبير بحكم عدم استخدام أي قطعة ديكور باستثناء الشباك المعلق في عمق المسرح، وهو ما كان تحدياً في هذا العمل. فقد منحت الإضاءة دلالات ورمزيات واضحة من خلال اختيار الألوان المناسبة لكل مشهد، وصنعت خطوطاً مبتكرة توضح بها معالم البيت ومرسى الميناء وغيرها من المشاهد التي اعتمد عليها الممثلون في الأداء.” أما المؤثرات الصوتية فقد تم التركيز فيها على الصوت المباشر الصادر من المسرح، من خلال الأغاني التي ترافق المشاهد، والرقصات الفلكلورية الشعبية، بالإضافة إلى الموسيقى المسجلة الخاصة بالعرض، مما خلق مزيجاً جميلاً بين الإثنين في لحظات من العرض.
واستطرد الشنفري قائلاً، إن المهرجان في نسخته الأولى يُعد انطلاقة حقيقية لترسيخ قاعدة مسرحية دولية بالمحافظة، وهو ما سوف يعود علينا نحن أبناء المنطقة بالفائدة من خلال استقطاب عروض عربية وعالمية لمشاهدتها وتبادل الخبرات معها. التقييم جيد جداً، مع الأخذ في الاعتبار تطوير النسخة القادمة وتفادي أي مشاكل ظهرت في هذه النسخة. من الطبيعي أي نسخة حديثة لأي مهرجان لابد أن تصحبها أخطاء؛لكن؛ سيتم تداركها في النسخ القادمة المهم هو الاستمرار في هذه التظاهرة الثقافية الدولية.
وفي مسار مسرح الطفل حصل المخرج حازم القاضي، على جائزة أفضل إخراج عن مسرحية “الجميلة والوحش”، مصر، والذي قال:
سعدت بالمشاركة في المهرجان في دورته الأولى كمخرج بعرض للأطفال؛ فدائمًا ما تكون للدورة الأولى طابعها وذكرياتها الخاصة لدى كل المشاركين والمنظمين.
وأضاف القاضي: شاركت البعثة المصرية في ثلاثة مسارات هي المسرح الجماهيري، ومسرح الشارع والفضاءات المختلفة، ومسرح الطفل، الذي شاركت من خلاله بعرض “الجميلة والوحش”، وهو بطولة مجموعة من النجوم والممثلين من طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية. سعدت بالتجربة وبالأجواء المميزة، حيث كان الجميع سعيدًا وتمكنا من الحصول على خمس جوائز في التمثيل والإخراج والديكور والإضاءة والموسيقى، ونتمنى المشاركة في الدورات المقبلة.
وتابع حديثه قائلاً: النص أُعيدت صياغته بشكل عربي ومختلف عن الفيلم الأصلي وتيمة ديزني، وكتبه محمد زكي الذي حاول تطويعه ليناسب شكل المسرح. كذلك، تولت د. عبير فوزي، رئيسة قسم التمثيل، الإشراف العام، وهي من تبنت الفكرة وساعدتنا في كل التفاصيل ليظهر العرض بهذه الصورة ويحصد كل هذه الجوائز.
وأوضح أن العرض يستند إلى التيمة الأساسية لقصة “الجميلة والوحش” التي قدمتها ديزني، والتي تحمل فكرة أن الإنسان لا يجب أن يحكم على المظهر الخارجي على حساب الجوهر، فالجوهر الداخلي هو الذي يحدث الفارق. القصة تدور حول فتاة تلتقي بأمير تحول إلى وحش بسبب لعنة سحرية، وتعاملت معه باعتباره وحشًا عنيفًا، لكن بمرور الوقت تكتشف جوهره الجيد وتتجاهل مظهره الخارجي لتتعامل مع صورته الداخلية، ويكون حبها سببًا في إنقاذ الأمير وعودته إلى هيئته البشرية الوسيمة. هذه هي الرسالة التي حاولنا إيصالها من خلال موازنة بين تقديم عرض ممتع يتميز بالصورة البصرية والأجواء الجاذبة للأطفال وتقديم رسالة واضحة وبسيطة يفهمونها ويخرجون محملين بها من المسرحية.
واستطرد القاضي: استخدمت في العرض ملابس مبهجة تحتوي على ألوان زاهية وديكور يجذب الأطفال يتضمن أشجارًا وورودًا. كما استخدمت الشاشات لجذب انتباه الأطفال من خلال عرض عناصر متحركة مثل مياه النهر والعصافير والشمس التي تشرق وتغرب، لضمان جذبهم للمسرح وعدم انصرافهم عنه. أما بالنسبة للممثلين، فقد اعتمدنا على الكوميديا التي تجذب الكبار والصغار مع إضافة بعض الرومانسية والغناء. كانت الموسيقى والغناء عنصرين مهمين، وضم الفريق مجموعة من الأصوات الجميلة مثل حور تامر، أمير عبدالواحد، فاطمة النوبي، ميرنا، بولا ماهر، وجوبا، حيث يجيد الجميع الغناء والرقص. كما صمم الاستعراضات محمود نوح، الذي أضاف لمسات جاذبة للصورة وساهم في إثراء الدراما.
فيما عبر أحمد حسني، الحاصل على جائزة أفضل ألحان عن عرض «الجميلة والوحش »ضمن مسار مسرح الطفل، عن سعادته قائلا:
الحمد والشكر لله رب العالمين على هذه الجائزة المهمة والعزيزة عليّ، والحمد لله الذي أكرمني بجائزتين وليس جائزة واحدة. كما كانت فرحتي مضاعفة أيضا لحصول الممثلة فاطمة النوبي على جائزة أفضل ممثلة.
وأضاف «حسني»: استغرقت الألحان مني وقتًا طويلاً جداً للوصول إلى الفكرة الأساسية، وليس فقط في تنفيذها، وهذا بالتأكيد يتطلب جهداً كبيراً، سواء في عرض مع «الشغل والجواز « أو عرض «الجميلة والوحش». كانت هناك جلسات عمل مكثفة مع المخرجين عبد الباري سعد، وحازم القاضي، وتحدثنا كثيراً، خاصة مع عبد الباري، مخرج عرض مع «الشغل والجواز»، نظراً للطابع الفانتازي للعرض الذي كان يمثل تحدياً في بعض الأحيان. والحمد لله، توصلنا إلى الشكل الأنسب من وجهة نظرنا. كما عقدت جلسات مع حازم القاضي، مخرج عرض الجميلة والوحش، نظرا لفكرة الألحان الكرتونية، وعملنا مع الممثلين بجدية. الحمد لله، تكللت جهودنا جميعا بالنجاح.
وتابع: المهرجان كان مشرفاً وقوياً للغاية، وضم عروضًا كانت بحق خارج المنافسة والتقييم لجمالها. كانت دورة أولى قوية جداً، بتنظيم متميز، وفي بلد جميلة جداً، وشعبها الأجمل. كانت تجربة عظيمة بكل ما تحمله من مشاعر واحتكاكات متنوعة. بالإضافة إلى ذلك، أسهم وجود مسارات مختلفة للمهرجان مع لجان تحكيم قوية في تعزيز قوة المهرجان وزيادة العدالة والمساواة في توزيع الجوائز. إن شاء الله، مع كل دورة جديدة، أنا واثق أن المهرجان سيزداد قوة وتميزاً، لأنه بدأ بالفعل بشكل قوي.
واستطرد حسني قائلاً: أكرمني الله بالحصول على جوائز عديدة في مهرجانات مختلفة، مثل المهرجان العربي، والمهرجان العالمي بالمعهد العالي للفنون المسرحية، والمهرجان القومي، ومهرجان إبداع، إلى جانب جوائز دولية في مهرجانات متعددة في مصر والمغرب وسلطنة عمان، بالإضافة إلى مهرجان ظفار ومهرجانات أخرى. الحمد لله على هذا التوفيق والنجاح.
فيما أوضحت الممثلة فاطمة النوبي الحاصلة على أفضل تمثيل ضمن مسار مسرح الطفل عن عرض «الجميلة والوحش»:
بالنسبة لي، كانت الجائزة مفاجأة كبيرة، فقد شعرت بفرحة حقيقية من أعماق قلبي ولم أكن أتوقعها على الإطلاق. كما أن هذه الجائزة مهمة جدًا بالنسبة لي، خاصة أنها جاءت في مهرجان مهم وحدث كبير. كان لي الشرف الحقيقي أن أحصل على جائزة في مهرجان يضم ممثلات من مختلف دول العالم. بالطبع، كانت فرحتي مضاعفة لأن هذه هي أول جائزة أحصل عليها في مسيرتي.
وأضافت «النوبي»: كان دوري هو دور الساحرة، وهو دور مهم جداً في دراما عرض الجميلة والوحش. في الحقيقة، كان الدور صعباً للغاية، ليس فقط من ناحية التمثيل، بل أيضاً من حيث الأداء الغنائي، وهو ما ساعدني فيه الملحن أحمد حسني، والأداء الاستعراضي المعقد الذي أشرف عليه المصمم محمود نوح. عملت بجد كبير على هذا الدور حتى أتمكن من تقديمه بأفضل صورة ممكنة، بفضل توجيهات المخرج حازم القاضي وجهوده المستمرة.
وأشارت، ما يميز هذا الدور هو صعوبته مقارنة بأي دور آخر قدمته، حيث يتطلب العديد من التفاصيل. الشخصية تبدأ كفتاة جميلة تحب الأمير، لكنها تتحول بشكل كبير بعد أن يرفض حبها، مما يعكس تحولا درامياً كبيراً . كان هذا الدور من أحب الأدوار إلى قلبي، ليس فقط بسبب صعوبته في الأداء، ولكن لأنه مختلف تماماً عن شخصيتي وطبيعتي، فقد عملت على نفسي بجد لإظهار روح الشر بطريقة تجذب الأطفال وتناسبهم.
وعن استعداداتها للدور أوضحت، استعدادي للدور بدأ بالتركيز على ضبط اللغة العربية، من حيث مخارج الألفاظ والتشكيل، وذلك لأهمية اللغة في تمثيلي كممثلة عربية، ولحبي الشديد لها. بعد ذلك، عملت على تفاصيل الدور، محاوِلة إضافة لمسات مميزة مثل الضحكة الشريرة. كما اشتغلت على تطوير أدائي الجسدي والصوتي بشكل مكثف، حتى أتمكن من تقديم أداء مميز. في الحقيقة، بذلت مجهوداً كبيراً ، وأتذكر أننا كنا نعمل بجد لدرجة أننا لم نكن ننام أحياناً. في النهاية، أحب دائماً أن يكون أي دور أقدمه مختلفاً تماماً عما قدمته من قبل، حتى أستطيع أن أقدم للجمهور شيئاً جديداً ومميزاً.
أما عن تقييمي للمهرجان، أنه كان تجربة مختلفة ومبهرة جداً. التنظيم كان رائعاً، والناس كانوا في غاية الجمال والاحترام، والمشرفون على المهرجان كانوا مجتهدين ومحترمين للغاية. ما جعل المهرجان مميزاً هو العروض التي قدمت قيماً فنية وإبداعية من مختلف أنحاء العالم، مما أتاح لنا فرصة التعرف على فنون وثقافات متنوعة. هذا الانفتاح مهم جداً لأي فنان لأنه يساعدنا على اكتساب أفكار جديدة ومبتكرة.
وأخيرا، بالنسبة لي، استمتعت كثيراً وكان لي الشرف أن أكون جزءا من مهرجان مهم كهذا. كما أن تنوع أنواع المسرح في المهرجان يساهم في توسيع آفاق أفكارنا ويضيف نوعاً من الإبداع، ويجعل المسابقة متنوعة ومليئة بالأفكار المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يتيح هذا التنوع فرصة لمشاركة عدد أكبر من الفنانين.
وفي نفس السياق عبر مصمم الديكور محمود صلاح الحاصل على أفضل ديكور مسار مسرح الطفل عن عرض «الجميلة والوحش» عن سعادته بالمشاركة حيث قال:
شاركت في المهرجان بعرضين «الجميلة والوحش» و»حيث لا يراني أحد» والأخير تأليفي وإخراجي.
وأضاف “صلاح”، الجائزة مهمة جداً لأنها جائزة دولية، وبما أنها تُمنح في الدورة الأولى من المهرجان، فستظل في الذاكرة لفترة طويلة؛ حيث تكون جوائز الدورة الأولى دائماً محط اهتمام كبير. علمنا بمشاركتنا في المهرجان في وقت قصير، فاضطررنا للإسراع في قراءة العرض وتحضير الديكور. ولأنني كنت “مذاكر” العرض، كانت لدي خلفية تساعدني، فبدأنا أنا ومصمم الإضاءة والمخرج في جلسات مطوّلة للتحضير قبل السفر، حيث كان الوقت ضيقاً. أعتقد ساعدتنا خبرتنا إلى حد ما لتقديم عرض جيد.
وتابع «محمود»، الخبرة كانت عنصراً فارقاً، فقد حصلت العام الماضي على جائزة أفضل مصمم ديكور في المهرجان القومي عن عرض ‘أحدب نوتردام’، كما عملت في الجامعة، وهذا جعلني معتاداً على العمل تحت ضغط وفي وقت قصير. هذه التجربة كانت مهمة للغاية لأنها منحتني القدرة على التكيف مع أي ظروف غير متوقعة في العرض، وأتاحت لي التعامل مع التحديات التي واجهتنا أثناء التحضير.
ومن جانب آخر، وفّر لنا المهرجان ما نحتاجه من شاشات وغيرها من المستلزمات، وكان هناك تواصل جيد بيني وبين المخرج ومصمم الإضاءة ومصممة الملابس لضمان تنسيق شامل من حيث الألوان وتناسبها مع العرض وحركة الممثلين، خصوصاً بعد أن عرفنا مقاسات المسرح. العمل كان مكثفاً وأكثر احترافية، والتزام الفريق كان واضحاً، والحمد لله تمكنّا من تقديم عرض مميز.
واسترسل، تنظيم وإدارة المهرجان كانا احترافيين لدرجة تشعرك وكأنها الدورة الأربعين، وليس الأولى. ترحيب العمانيين بالوفود أضاف بُعداً رائعاً، كما أتاح لنا المهرجان فرصة اكتشاف مدينة صلالة، التي لم أكن أعرف الكثير عنها، فوجدتها واحدة من أعظم المدن السياحية في الخليج، بفضل مناظرها الطبيعية الجميلة. وهكذا، لم يكن المهرجان حدثاً فنياً فقط، بل سياحياً أيضاً، ما زاد من تميز التجربة. اختيار الموقع كان موفقاً، والجوائز المميزة ودافعاً لنا لتقديم أفضل ما لدينا، إذ كان هناك العديد من الجوائز المشجعة. أعتقد أن هذه الدورة كانت ناجحة بشكل كبير، ففي الغالب تكون الدورات الأولى وحتى الثالثة مرتبكة إلى حد ما، لكن هنا كانت الأمور سلسة ومُنظّمة.
واستطرد، فكرة المسارات في المهرجان رائعة، لأنها تسمح لنا بالتنافس بشكل أكثر احترافية، حيث يتنافس كل عرض ضمن فئته الخاصة. الحضور الجماهيري أيضاً له دور كبير في تقييم العرض، فالتفاعل مع الجمهور وردود فعلهم التي نراها في اللقاءات تساعدنا على فهم تأثير العرض. الحضور العماني كان لافتاً، وكذلك اهتمامهم الكبير بالفن، فهناك الكثير لم أكن أعرفه. فالاحتكاك بثقافات جديدة يُعد تجربة غنية، وأحياناً يحمل مفاجآت. على سبيل المثال، حين سافرت بعرض ‘حيث لا يراني أحد’ إلى مهرجان بغداد العام الماضي، فوجئت بمستوى الفن والوعي الثقافي، إلى جانب الأفكار مثل هذه التجارب توسع آفاقنا.
أما عن الصعوبات التي واجهتنا، بالتأكيد، كان هناك ضغط كبير، لكن العرض تم تقديمه مسبقاً في العديد من الأماكن، مثل مسرح بلا إنتاج، والمسرح التجريبي، ومهرجان بغداد الدولي، ومهرجانات المعهد، وقدمنا أيضاً ليالٍ حرة. هذا التاريخ سمح لنا بالتحضير بشكل مكثف والاهتمام بالتفاصيل. الإشكالية الحقيقية كانت في تقليل عدد الفريق، إذ كان عليّ حفظ موسيقى العرض، واستغنينا عن نصف الفريق، بحيث قامت إحدى الممثلات بدور مصممة الأزياء والمكياج قامت به ممثلة في العرض. كانت هذه ظروفاً ضاغطة للغاية، ولكن بفضل تعاون الفريق ومرونته، استطعنا التعامل مع التحديات وتقديم العرض بشكل يليق بالجمهور.
وأشار أنه في كلية التجارة، كان لدينا الكثير من البروفات، وكان الضغط كبيراً، حيث كانت البروفات تمتد حتى التاسعة مساءً أثناء دراستي في الجامعة. هذا التحدي جعلني أتعلم كيف أتحمل العمل الشاق وأكون أكثر انضباطاً. كما أن المخرج حازم القاضي كان متعاوناً جداً معنا، مما ساعد في تحسين أداء العرض وتنظيمنا بشكل أفضل.
وفي النهاية، أتوجه بالشكر لكل من ساهم في إنجاح المهرجان، وأخص بالشكر المخرج مازن الغرباوي، فوجود اسمه في المهرجانات يبشرك بالتنظيم. لقد اكتسب خبرات عديدة من تجربته في مهرجانات مثل مهرجان شرم الشيخ، الذي شهد تطوراً من دورته الأولى حتى العاشرة، وكذلك من إدارته لمهرجان بولندا. وجوده يُشعرك دائماً بأنك في مهرجان مميز ومنظم.
فيما حصل ضمن نفس المسار «العرض المسرحي العالم الآخر» على جائزة أفضل نص مسرحي حيث قال المؤلف المسرحي حمد الظنحاني:
أود في البداية أن أعبر عن مدى سعادتي بحصول العرض على ست جوائز بالإضافة أيضا لحصول المخرج إبراهيم القحومي على جائزة أفضل مؤثرات بصرية عن مسرحية «إبره» ضمن مسار المسرح الجماهيري.
وأضاف «الظنحاني»، الجائزة ليست مجرد تكريما شخصيا لي، بل هي تتويج لكافة فريق العمل، ولكل الممثلين والمخرج الذين بذلوا جهداً كبيراً لإخراج هذا العرض بأفضل صورة ممكنة. الفوز بالجائزة يعد حافزاً للاستمرار وتقديم المزيد من الأعمال المميزة.
وأضاف «الظنحاني»، أما بالنسبة للنص الفائز بالجائزة، فكل نص أكتبه أعتبره تجربة ومغامرة؛ ولكن؛ أنتبه قبل كتابة أي جملة أو فكرة أشعر بمسؤولية مضاعفة تجاه ما أكتب. لأنني مدرك تماما لمدى تأثير هذه المسرحيات على الأطفال فالطفل يتأثر بكل ما يشاهده ويسمعه، لذا أحاول دائماً أن أضمن في النص ما يعزز من وعيه ويغذي ذاكرته، لتكون التجربة المسرحية ممتعة ومفيدة في آنٍ واحد.
وتابع، يجب على مسرح الطفل أن يواكب تطلعات الطفل المعاصر واهتماماته. هناك توجهات في الإمارات للفضاء وعلوم الفضاء وهناك تجارب تبنتها الدولة ومن هنا تولدت لدي فكرة أنه من المهم توجيه الأطفال نحو هذه العلوم بطريقة شيقة ومناسبة لعقليتهم، ليصبح المسرح وسيلة للتعلم والإلهام في نفس الوقت.
واستطرد قائلا: أما عن المهرجان في دورته الأولى، فأراه قدم نفسه بطريقة قوية جدا ومبشرة، على كافة المستويات الفنية والتنظيمية فهو يتميز بتنوع عروضه وانفتاحه على مختلف فئات المسرح. بالإضافة إلى استعانتهم بخبرات من الوطن العربي، كما استعانوا بالمخرج مازن الغرباوي، رئيس مهرجان شرم الشيخ، مما ساهم في تجاوز كافة الصعوبات التي تواجه إدارة المهرجانات وتواصلهم مع الفرق المسرحية على مستوى العالم.
نومين-إردين إنخباتار، مصممة رقصات ومعلمة بالية في أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، من منغوليا والفائزة بجائزة أفضل استعراضات عن العرض المسرحي «العالم الآخر»:
سعيدة جدا بالفوز بهذه الجائزة؛ لأنها تعبير عن عملي الشاق وشغفي حيث بذلت الكثير من الجهد في هذا العمل، وحاولت نقل فكرة الشخصيات، مع كل حركة تتطابق مع اللحن الموسيقي وكلمات الأغاني، فهذه الجائزة تعني الكثير بالنسبة لي.
وأضافت “إنخباتار” كفنانة منغولية تعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة، إنه لشرف عظيم أن أعمل مع فريقها. لقد اعترفوا بعملي، وشاركنا كفريق واحد وفزنا بالعديد من الجوائز في المهرجان.
وتابعت، لا تلهمني هذه الجائزة لتقديم المزيد من الأعمال الفنية فحسب، بل تظهر أيضاً أنني كفنانة، أؤمن بنفسي، ويمكنني تحقيق النجاح بكل عملي الشاق وتصميمي، هذه الجائزة تلهمني وتسمح لجميع الفنانين بتحقيق أهدافهم وأحلامهم.
صممت رقصاتي بأفكاري وخيالي وموسيقاي، حيث تعبر جميع حركات الرقص الخاصة بي عن مشاعر وأحاسيس الشخصيات في المسرحية . كانت أساليب الرقص التي استخدمتها معاصرة ومهرجانية بما يتناسب و نص المسرحية الرئيسية. بالطبع، ابتكرت رقصات تناسب النص وتدعم الشخصيات الرئيسية في المسرحية، لكنني أردت أيضاً إظهار تطور الرقص الحديث ومهارات الراقصين المحترفين، مع التركيز على الدمج بين هذه الأشكال الفنية لخلق أداء وعرض مسرحي متكامل رائع.
وأردفت قائلة: من خلال رؤية وخيال مخرجنا الموهوب، اجتمعت رؤانا معا لتشكيل عرضا معقد بشكل مذهل. لهذا السبب، بالإضافة إلى جائزة أفضل تصميم رقصات، فزنا بجائزة أفضل أداء وجوائز أخرى في فئة مسرح الأطفال.
وأشارت، بادئ ذي بدء، أود أن أشكر الأشخاص الذين نظموا هذا المهرجان الرائع لقد كانت واحدة من أفضل الرحلات في حياتي . قابلت الكثير من الفنانين العظماء الذين يحبون الفن، وشاركنا آرائنا وعملنا وخبراتنا. لطالما أردت أيضا زيارة مدينة صلالة في عمان؛ لهذا السبب كنت ممتنة جدا لأن النسخة الأولى من المهرجان أقيمت في هذه المدينة الجميلة فكان لدي أيضا فرصة لاستكشافها. سعيدة جدا بالمشاركة في هذا المهرجان. كان من أبرز أحداث هذا المهرجان أنهم دعوا حكاماً رائعين من جميع أنحاء العالم. لقد قام الحكام المتعلمون وذوو الخبرة بعمل رائع. أود أن أشكرهم على عملهم الجاد وتفانيهم. بالإضافة إلى ذلك، كان سكان عمان المحليون أشخاصاً لطفاء وودودين للغاية. كنت سعيدة بالتعرف عليهم وعلى ثقافتهم.
وتابعت “نومين”، حول أهمية وجود مسارات مختلفة في المهرجان: كان هذا الحدث منظما بشكل جيد، بمشاركة فنانون موهوبون ومذهلين من جميع الدول، يتمتعون بالخبرة والعزيمة في تقديم أعمالهم الفنية. كانوا جميعاً سعداء للغاية، يتنافسون مع بعضهم البعض في مواهبهم وأسلوبهم وودّهم. لكن الأهم من ذلك، أنهم يعرضون أفكارهم وتعبيراتهم لبعضهم البعض من خلال الفن. الفن يمتلك قوة تغيير الطريقة التي نرى بها العالم، حيث يوقظنا على رؤى وأفكار وقيم جديدة. كنت ممتنة للمشاركة في هذا المهرجان مع مثل هؤلاء المنافسين الرائعين. كنا سعداء جدا لأننا تمكنا من رؤية الكثير من الأعمال المذهلة في مكان واحد.
وأخيرا : أعتقد أن مهرجان ظفار سيكون أعظم حدث في العالم يوحد البشرية من خلال الفن، فالمهرجانات الدولية مهمة لاكتساب المعرفة والخبرة عن الدول والثقافات الأخرى، كما أنها تجلب سعادة كبيرة للناس. فشكراً لكل من ساهم في ظهور هذا المهرجان الجميل وكان جزءا منه. أود أن أشكر فريق عمل مسرح دبا الفجيرة والمخرج لثقته بعملي، وأشكر الراقصين وجميع الممثلين وكل من عمل معنا. شكراً لأكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة على دعمها لي.
وإلى جانب آخر حصلت ميلانا رسول، مصممة أزياء مسرحية على أفضل تصميم أزياء عن مسرحية عن نفس المسرحية حيث عبرت عن سعادتها قائلة:
الفوز بهذه الجائزة كان أشبه بحلم نقي، كنت دائماً أحلم به لكن لم أتخيل أبداً أنني سأكون في هذا المكان الذي أقف فيه الآن. هذه الجائزة تقدير لكل النجاح الذي حققته، وأنا ممتنة للغاية لكل الدعم الذي تلقيته.
وأضافت «رسول»، عندما أصمم معظم أزيائي، أفكر دائماً في الألوان لأنها تلعب دوراً كبيراً في تصاميمي. يجب أن أضع في اعتباري كيف تتناسب أزيائي مع الديكور على المسرح أو الإضاءة وحتى المكياج. في كثير من الأحيان يجعل المكياج أزيائي تبرز بشكل أكبر، ولذلك أظل دائماً على تواصل مع خبيرة المكياج موجغان لأننا نقوم بتنسيق الأزياء والمكياج كثيراً . وبعيداً عن الجوانب التي تضيف لأزيائي، فإن أهم شيء أحب أن أضعه في الاعتبار هو أنني عندما أصنعها، أحرص على أن يكون الممثلون والممثلات مرتاحين وواثقين في الأزياء، حتى يتمكنوا من تجسيد الشخصيات التي من المتوقع أن يؤدوها.
وتابعت”ميلانا”، أحب أننا قادرون على تقدير الفن في أعظم صوره، فهذه المهرجانات يمكن أن تشكل المستقبل، خاصةً بالنسبة للأطفال الذين لديهم الكثير من الحب والشغف لفن المسرح.وأحب بشكل خاص كيفية ربط هذا بالثقافة العربية، فأنا أؤمن حقاً بأن هذه المهرجانات ستربطنا بالناس والفنانين في المسرح، مع الأمل أن تكشف لنا أفكاراً جديدة وتفتح لنا أبواباً للإبداع.
وحول فكرة إقامة ست مسابقات دولية،من مسرح الشارع، ومسرح الأطفال، والمونودراما، وغيرها أشارت قائلة: هي فرصة كبيرة في حد ذاتها، ستساعد هذه الفرص الآخرين على تنمية شغفهم واكتساب المزيد من الخبرات، وهي طريقة رائعة لعرض أشكال متعددة من الفن، لقد تحمست لها تماما، كما أنها تجمع بين ثقافات متعددة، فمن من الجميل أن نرى ذلك؛ لأنني أعتقد أن هذا هو ما سيغير العالم، لأن هذا المهرجان يبرز المشاعر الإيجابية، والسلام، والسعادة، وجمال هذا العالم.
وأخيرا أود أن أوجه شكراً خاصاً لمخرج العرض إبراهيم القحومي على كل دعمه وثقته في قدراتي، لم يشك فيّ ولو لمرة واحدة، وكذلك الفريق الذي وقف بجانبي وساعدني في الحصول على هذه الجائزة.
أما عادل القصار، المخرج السينمائي من سوريا والحاصل على جائزة أفضل مؤثرات بصرية عن مسرحية “العالم الآخر” في مسار مسرح الطفل،فقد أشار في حديثه
إلى أهمية الجائزة على الصعيدين الشخصي والمهني، خاصة في دولة الإمارات التي تهتم بالجوائز. وأضاف قائلاً: “إنها وسيلة لتوثيق عملي وحضوري أمام الناس؛ فالآن يعرفني الناس بشكل أكبر.”
وتابع القصار حديثه موضحاً أن المسرحية كتبها المؤلف حمد الظنحاني، وتم تصميمها باستخدام تقنية “بروجيكشن مابينج”، بالإضافة إلى تقنية “الهولوجرام” التي استُخدمت لأول مرة في مسرح الطفل في الإمارات. ولكن واجهنا صعوبات في مسرح صلالة منعتنا من استخدام تقنية الهولوجرام، لعدم توافر المعدات اللازمة، مما دفعنا للاعتماد على تقنية “البروجيكشن مابينج” فقط.
وأوضح القصار: “كوني مخرجاً سينمائياً ومخرج إعلانات ولدي العديد من التجارب في مجال الإعلان، خاصة أني متخصص في المؤثرات البصرية، أجد أن العمل على خشبة المسرح يختلف تماماً عن العمل في السينما. في السينما، يمكننا إعادة المشهد وتصحيح الأخطاء من خلال المونتاج، لكن في المسرح لا مجال للخطأ بنسبة 100?، وهنا تكمن الصعوبة مما يتطلب تركيزاً عالياً وانتباهاً دقيقاً بكل مقاييس حواسك لكل التفاصيل.
أما عن رأيه في المهرجان، فقال القصار: “كانت الدورة الأولى رائعة من حيث التنظيم والإدارة، لكن لدي بعض التحفظات حول توقيت العرض؛ فقد تم عرض مسرحية الأطفال في الساعة الحادية عشرة صباحاً، ولم يكن هناك جمهور من الأطفال. بخلاف ذلك، انبهرت بالمهرجان، بالجوائز، وبعرض الختام. إن فكرة إقامة مهرجان يضم ستة مسارات فكرة ممتازة، وأتمنى أن يكبر ويتوسع. وأعتقد أنه طالما كانت الدورة الأولى بهذا النجاح والزخم، فسيكون هناك الأفضل في الدورات القادمة، وسننافس بشكل أكبر، فقد أصبحنا نخشى العروض القادمة لأننا لابد أن تقديم عروض أعلى جودة وأكثر تميزاً.
عبدالباري سعد، مخرج عرض مع الشغل والجواز الحاصل على جائزة أفضل عرض ضمن مسار المسرح الجماهيري، مصر، قال:
العرض غنائي فانتازي كوميدي يناقش فكرة الرضا بالنصيب، وأن ما يحدث قد يكون هو الخير والراحة، حتى لو تخيلنا عكس ذلك. هذه هي الفكرة التي نطرحها من خلال مواقف حياتية بين زوجين، تتناول حياتهما المهنية والزوجية.
وأضاف»عبدالباري»، أنا سعيد بالجوائز التي حصدناها، وأؤمن أن العمل الجماعي هو العنصر الأساسي لنجاح العرض. لقد كان هناك تعاون كبير بيني وبين فريق العمل كاملاً، بدءاً من مهندس الديكور ومصمم الإضاءة ومصمم الاستعراضات، مروراً بالملحنين والممثلين والراقصين، وصولاً إلى مساعدي ومصممي الأزياء ومنفذي الديكور. جميعنا عملنا بروح واحدة وهدف مشترك لإخراج عرض متميز، ولم يقصر أحد في أداء دوره، فالجميع كان على قدر المسؤولية.
أما عن المهرجان، فأوضح «سعد»، كان ناجحاً، لكنني أرى أن تعدد المسارات يتطلب جهداً أكبر للتنظيم. أعتقد أن تقليل عدد المسارات مع رفع مستوى التنظيم سيكون أفضل من كثرتها بتنسيق أقل. بشكل عام، كانت دورة أولى موفقة، وأطمح أن أكون منافساً دائماً في هذا المهرجان مستقبلاً.
الممثل أمير عبدالواحد، الفائز بجائزة أفضل ممثل عن مسرحية “الشغل والجواز” ضمن مسار المسرح الجماهيري:
بدايتي ومسيرتي في المسرح كانت من خلال مسرح المدرسة، لكن البداية الحقيقية كانت في مسرح كلية الهندسة بجامعة المنصورة، حيث انضم عبدالباري سعد، مخرج العرض، إلى نفس الفريق. من هناك، بدأت تعلم أصول المسرح والتمثيل، واكتشفت شغفي الكبير بهذا الفن. في السنة الثالثة من دراستي الجامعية، قررت أن يكون المسرح هدفي الأساسي، رغم صعوبة الدراسة، لكنني بذلت جهدي لتحقيق ذلك ونجحت. وبعد التخرج، التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
واسترسل «أمير» حصدت العديد من الجوائز، منها أربع جوائز لأفضل تمثيل داخل الجامعة، بالإضافة إلى جائزة أفضل إخراج في آخر تيرم لي بالجامعة، وكذلك جائزة أفضل عرض. وبعد التحاقي بالمعهد، فزت أيضا بجوائز عديدة، من بينها جائزة أفضل تمثيل في أول مهرجانين العربي والعالمي، وجائزة أخرى في مهرجان إبداع. كما حصلت على جائزة المهرجان القومي عن عرض “الشغل والجواز”، بالإضافة إلى جائزة الدوم وجائزة ظفار مؤخراً.
وأضاف «عبدالواحد»، أما حول المسرحية ودوري فيها، فالمسرحية كانت نتاج ورشة عمل. بدأت الفكرة من عندي، وتولى أحمد رجب كتابة النص، حيث كانت هناك ورشة دائمة عملنا جميعاً عليه، وكل فرد منا مشاركاً في تفاصيل التحضيرات والبروفات، مما أضفى روح كل واحد فينا على العرض النهائي، لذلك خرج متكاملا فكانت تجربة ممتعة.
أجسد شخصية دفّان أثناء عمله يصل إليه عريس وعروس وأثناء دفنهما يعبران عن رغبتهما في البقاء على قيد الحياة. يعقد الدفّان معهما اتفاقاً بأن يعيشا حياتهما الجديدة مقابل أن يموت بدلاً منهما هو وزوجته، في تقليد يتكرر، حيث عانيا هما أيضا بسبب اتفاق قديم أبرماه مع الدفان والدفانة السابقين. تحول العروسان في النهاية إلى دفّان ودفّانة جديدين ينتظران من ينقذهما بعد أن تحديا القدر. خلال العرض، أديت أنا وزميلتي نغم شخصيات متعددة، إلى جانب دور الصديق والصديقة، الذين يمثلان نموذجاً آخر للزواج المثالي في الظاهر، لكنه من الداخل مليئ بالمتاعب. سعدت بالدور ولعبته بالشكل الذي أحببته.
وتابع «أمير»، تعتبر الجائزة خطوة كبيرة ومهمة للأمام ، سواء كانت جائزة أفضل عرض أو جائزة التمثيل، لأنها دولية حيث حصدت المسرحية العديد من الجوائز داخل مصر. المهرجان سمح لنا بالاحتكاك بثقافات وفنون متنوعة من دول عديدة، حيث شاهدنا عروضاً وتفاعلنا إنسانياً مع فنانين من خلفيات ثقافية مختلفة، مما أضاف الكثير لمسيرتنا ولعرضنا.
واردف ، كان المهرجان متميزاً من حيث التنظيم والإدارة، وشعرنا فيه بأننا في بلدنا بفضل التعاون واللطف من الجميع. فكرة المهرجان الدولي الذي يتيح لنا التفاعل مع ثقافات وخلفيات متنوعة أثرتنا كثيراً. كما أن وجود مسارات مختلفة للمنافسة أتاح فرصاً أكبر للتنافس العادل، حيث تعددت وتنوعت العروض، ما خلق فرصاً متكافئة وأتاح لكل عرض أن يظهر بصورة أفضل. هذا أيضاً جعل تجربة المشاهدة للمشاهدين أكثر متعة، حيث يتسنى لهم مشاهدة أنواع متعددة من العروض، مما يثري ذائقتهم الفنية. كانت دورة المهرجان ناجحة، وأتمنى أن تكون الدورات القادمة أفضل، مع معالجة أي مشكلات أو ملاحظات لتقديم تجربة أكثر تميزا.
محمود نوح، الحاصل على جائزة أفضل استعراضات عن عرض “مع الشغل والجواز”، ضمن مسار المسرح الجماهيري قال:
كانت الجائزة مفاجأة بالنسبة لي وسعدت بها، لأن العرض يعتمد بشكل كبير على التعبير الحركي والاستعراض الغنائي بجانب التمثيل، مما يعني أن اللجنة قدّرت جهدي وما صممته من استعراضات”.
وأضاف نوح: عند تصميم الرقصات، كان معي راقصون موهوبون، وفي الوقت نفسه شمل العرض أنواعًا مختلفة من الموسيقى، مما جعلني أعمل بشغف دون ملل. لكن عند تنفيذ التصميم كان تحديًا كبيرًا بسبب وجود ممثلين ليسوا راقصين محترفين، لذا كان من الضروري تصميم حركات تناسب قدراتهم، وتتماشى في الوقت ذاته مع الشكل العام للتصميم.
وتابع قائلاً: واجهنا تحديًا كبيرًا في المهرجان، حيث توليت دور الراقصين وأتحت للممثلين أن يشغلوا أماكنهم في أوقات أخرى، لأن العدد المسموح بالسفر لم يسمح بالراقصين.
وأشار “نوح “إلى أن الأداء الحركي كان من أهم العناصر المؤثرة في الدراما بالعرض، حيث اختلفت الرقصات بين الشخصيات؛ فقد كان رقص الدفّان والدفّانة والزوج والزوجة مميزًا بطريقته، بينما كانت استعراضات الراقصين مختلفة عنهم. جعلت كل مجموعة تؤدي حركات تتماشى مع أداء الشخصية، فمثلًا، كان الزوج يخلق إفيه في رقصاته، بينما كانت الزوجة رومانسية في أدائها. تشابهت استعراضات الدفّان والدفّانة بسبب تشابه أفكارهم، حيث تقبلوا بعضهم وتعايشوا مع الواقع حتى أصبحوا كيانًا واحدًا. أما الراقصون، فقد كانوا يمثلون اللعنة التي أثرت على الشخصيات منذ موافقة الزوجين على الحياة مقابل الموت، وأحيانًا كانوا بمثابة معادل درامي لحكايات مشابهة سواء قبل لعنة الدفّان وزوجته أو الزوجين.
وأضاف: كانت بداية معظم المشاهد تتضمن رقصة تعرّف الجمهور على الشخصية عند ظهورها لأول مرة أو في كل مرة تظهر فيها شخصية جديدة، حتى وإن كانت من نفس الممثل الذي يؤدي أدوارًا متعددة، أو مثل ظهور الدفّان والدفّانة، الزوج وزوجته، وأصحاب الزوجين، وكذلك الراقصة والمغني والصعيدي والصعيدية.
وختم نوح بقوله: أرى أن الدورة كانت ناجحة بنسبة 100?، بغض النظر عن الجوائز، من حيث التنظيم الجيد، والورش، واختيار العروض المناسبة للدورة الأولى. كما أن الجوائز كانت عادلة لأنها توافقت مع رغبة الجمهور. ومع ذلك، كانت هناك صدمة بسبب عدم فوز العرضين المصريين المشاركين في مسار الطفل ومسرح الشارع، وأبارك للفائزين في جميع المسارات، وأهنئ العناصر المصرية التي حصلت على الجوائز.
فيما قال المخرج خالد الشنفري، الحاصل على جائزة أفضل إخراج في مسار المسرح الجماهيري عن مسرحية «النوخذة »، سلطنة عمان:
إن المهرجان كان رائعا. والجائزة لا تعني أنني أصبحت الأفضل، بل هي نتاج إنجاز محدد قد أكون تميزت فيه في حدث ما. فهي تمثل تكليفاً لما هو قادم، حيث تلزمك بالاستمرارية والبحث عن الإبداع. يجب ألا تكون الجائزة نقطة توقف، بل مصدر إلهام وعطاء للمزيد.
وأضاف «الشنفري»، تكمن جمالية المهرجان في عدد المشاركين والضيوف الذين قدموا من خمسين دولة، حيث أتيحت لنا فرصة التعارف والنقاش. وبما أن المهرجان أقيم في بلدي ومنطقتي، حاولت بقدر المستطاع أن أعرّفهم على ثقافة بلادنا وأرسم الابتسامة على وجوههم. فكرة المهرجان كانت طموحة، خاصةً مع وجود ستة مسارات، وقد تكون مسألة تنظيمية مربكة، لكن بلدية ظفار مؤهلة لإدارة أي احتفالية عالمية، وكانت الأمور تسير بسلاسة ومتعة.
وعن العرض ورؤيته، أوضح« خالد»، هذا العرض من أحب الأعمال إلى قلبي، فهو يحمل رسالة بسيطة جداً حول العلاقة والمسافة العمرية بين الأب والابن. الأب يعيش في ماضيه ويرغب في الأفضل لابنه، بينما الابن يعيش حاضره، وتحدث بينهم مواقف كوميدية مباشرة تُظهر تلك المفارقة. كما يتناول العرض بعض العبر والرسائل العامة التي تدور بين عالم الإنس والجن، حيث يُختتم العرض بقول الشخصيات من عالم الجن: `نحن معشر الجن لم نأتِ إليكم، بل أنتم من استدعيتمونا وأسأتم التعامل معنا.
واستطرد، قدمنا هذا العرض 34 مرة في مهرجانات وافتتاحات واحتفالات، وقد حصل على 15 جائزة بالإضافة إلى الثلاث جوائز التي حصدها في مهرجان ظفار. كل الشكر لبلدية ظفار ووزارة الثقافة والرياضة والشباب والجمعية العمانية للمسرح. نتمنى استمرارية هذه اللقاءات، فجمالها يكمن في التعارف وتبادل الثقافات.
هيثم سويلم الحاصل على أفضل ديكور ضمن مسار مسابقة المسرح الجماهيري عن مسرحية« النوخذة »عمان :
الحمد لله على حصولي على هذه الجائزة كونها جاءت في الدورة الأولى من المهرجان، وأنا سعيد جداً بهذا الإنجاز.
أشعر بالامتنان لأنني حصلت على هذه الجائزة، التي تعد ثمرة عمل دؤوب. وقد حصلت سابقاً على جائزة في مجال الديكور أيضاً بمهرجان شرم الشيخ الدولي، بالإضافة إلى جوائز محلية في مهرجان ظفار المسرحي، والحمد لله دائماً وأبداً. وأتوجه بالشكر فرقة صلالة المسرحية لدعمي المستمر.
وأضاف«سويلم»، بصراحة، كانت فكرة تصميم الديكور مستوحاة من قراءتي لنص مسرحية “النوخذة” للمؤلف عبدالله جحنون الحضري. فكرت في إدخال قارب صيد حقيقي للمسرح لخلق رؤية واقعية تعكس أجواء القصة بشكل حقيقي. وقد نالت الفكرة إعجاب المخرج خالد بن عمر الشنفري، الذي دعمها بشكل كبير. فعملت على دمج التصاميم الواقعية مع بعض من تصاميم الخيال والفنتازيا لتتناسب مع طبيعة العرض المسرحي وتضفي رؤية جميلة للمشاهد.
وتابع، المهرجان كان رائعًا وجميلًا، وعشنا أجواءً ممتعة ومليئة بالحماس. فخور بالمشاركة في هذا المهرجان، وسعيد برؤية مهرجان يضم مسارات متنوعة ومستقلة، مما يتيح لنا فرصة التعرف على العروض المقدمة والاستفادة من التجارب المتنوعة التي يقدمها المشاركون. أتمنى أن يستمر المهرجان كل عام.
في النهاية إتوجه بالشكر لكل من ساهم في نجاحه، محافظ ظفار صاحب السمو مروان بن تركي آل سعيد، وبلدية ظفار، والمديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة ظفار، وفرقة صلالة المسرحيه، وشكرا جريدة مسرحنا.
فراس ابو صباح الحاصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة ضمن مسار المسرح الجماهيري عن مسرحية«كلب الست» لمسرح القصبة، فلسطين:
الجائزة مهمة جداً بالنسبة لنا، خاصةً لأنها جاءت في وقت عصيب لنا كفلسطينيين فمن المهم أن نحكي رسالتنا ولذلك كانت هذه الجائزة ذات قيمة معنوية ومهنية بالنسبة لنا. المهرجان جميل و”متعوب عليه”، ويعرفون جيداً ما عليهم القيام به. ومن الجيد أنه ضم مسارات مختلفة، مما أتاح لنا فرصة مشاهدة أنواع متنوعة من المسرح. عادةً ما تشهد الدورة الأولى لأي مهرجان بعض التحديات أو التخبطات، لكن هذه الدورة كانت رائعة، والعمانيون أهل كرم، والإدارة عملت بشكل ممتاز.
وأضاف«الصباح»، المسرحية كوميديا سوداء حيث يتناول الواقع الفلسطيني، ولكن دون ذكر اسم فلسطين بشكل مباشر. النص الأصلي هو كوميديا الأيام السبعة للكاتب العراقي علي عبدالنبي الزيدي. الرؤية الإخراجية تركز على أن نروي واقعنا ونضحك على مآسينا، نوصل رسالتنا بطريقة بسيطة بعيداً عن العنف والدماء. نحن نحكي الجانب الإنساني من حياتنا، كيف يقوم الاحتلال باستغلال أبسط الأشياء، بتلفيق تهم لا علاقة لنا بها. العرض يعكس فلسطين في هذا البيت الفقير الذي يطمع فيه الجميع رغم بساطته، فيقوم الاحتلال على التفرقة بين الأجيال ليغزو الجيل الصغير ويقنعهم ببيع المنزل.
وتابع فراس، لم يكن من السهل خروجنا من فلسطين خاصة أن الوقت الذي أقيم فيه المهرجان كان يتزامن مع الضربة الإيرانية، والاغتيالات، وغلق الحدود بين فلسطين والأردن. خرجنا وكانت مخاطرة كبيرة لأننا لم نكن نعلم إن كنا سنتمكن من العودة لفلسطين أم لا. ومع ذلك، كان من المهم جداً مشاركتنا في هذه المهرجانات، وكان واجباً علينا كفنانين فلسطينيين المقاومة ونقل رسالتنا. تحدينا الظروف وقررنا الخروج للمشاركة في المهرجان، ونأمل أن نكون قد وفقنا في نقل الرسالة ومعاناة الشعب الفلسطيني، وكذلك معاناتنا كفنانين. شكراً للمهرجان، وإن شاء الله نلتقي بكل الممثلين في جميع المهرجانات، لأن حلمنا دائماً أن نلتقي بهم. فنحن لا نستطيع استضافة جميع الزملاء والفنانين والمسارح العربية في فلسطين، ولذلك نحمل حلم إقامة مهرجان فلسطين المسرحي الدولي واستضافة جميع الفنانين في فلسطين.
فيما قال الكاتب المسرحي العراقي علي عبد النبي الزيدي الحاصل على أفضل نص ضمن مسار المسرح الجماهيري، العرض الفلسطيني «كلب الست» :
إن هذه شراكة مهمة ورائعة بين العراق وفلسطين، وهي ضمن شراكات واسعة مع نصوصي في بلاد عربية شتى، ولكن فلسطين لها طعمها وروحها وخصوصيتها بالتأكيد، لذلك جاء هذا التعاون من قبلي ككاتب للنص مع المخرج الفلسطيني فراس ابو صباح، وهو هنا كانت له كمخرج قراءته الخاصة للنص، اذ تم اسقاطه على القضية الفلسطينية.
وأضاف«الزيدي»، هذا النص كتب عام 1995 وقدم عراقيا وعربيا بشكل واسع جدا، وكل مخرج له رؤاه وقراءته لهذا النص، ومن هنا تكمن أهمية هذا النص بتعدد قراءاته، وقد فاز نص مسرحية «كلب الست» بجائزة أفضل نص مسرحي في المهرجان، بمشاركات عربية وعالمية، وسبق للنص أن فاز بجوائز عديدة، منها جائزة أيام قرطاج المسرحية عام 2019.
وتابع، يشير لنا هذا النص عن ظهور طاهٍ في أحد المنازل الفقيرة، لمساعدتهم، وتوفير الطعام لهم، وهي وكما يؤكد من الأعمال الخيرية التي يقوم بها بين مدة وأخرى في أغلب بيوت الفقراء لغرض مساعدتهم وتوفير المساعدات لهم، ولكننا سرعان ما نكتشف أن هذا الطاهي ليس سوى قناع لدكتاتور، أو احتلال، أو سلطة قمعية، تريد أن تغيّر معالم هذا البيت لسبب تافه وهو موت كلبه بالسم بعد أن التهمه في المطبخ، إنه استلاب السلطة التي تريد أن تجوِّع وتُذِل أهله، وتجعل منهم عبيداً لها بطريقة وأخرى، وهكذا ينجح هذا الطاهي فيتحوِّل إلى سيد في هذا البيت، ويجعلهم يضربون عن الطعام لسبعة أيام حداداً على كلبه العزيز، ويتكرر الأمر لسبعة أيام أخرى بعد أن يعرف ان كلبته ماتت هي الأخرى حزنا على كلبه، إنها لعبة الدكتاتورية التي تجوِّع شعبها من أجل إذلاله.
وختم الكاتب علي عبدالنبي الزيدي حديثه قائلاً: تكمن خصوصية مهرجان ظفار للمسرح في تعدد مساراته، وهذه السعة والتنوع أكسبته روحاً مختلفة عن كل المهرجانات العربية، إذ نجد عروض المسابقة لمسرح الكبار، وعروض مسرح الطفل، وعروض الشارع والفضاءات البديلة وهكذا، وهو هنا يريد الاقتراب كثيراً من الجمهور بمختلف تصنيفاته، والذهاب له عبر مسرح الشارع، وجعله يتابع العروض المسرحية الأخرى في القاعات المغلقة، لذلك نجاحات هذا المهرجان ستتواصل بشكل كبير من دورة لأخرى وفق هذا المنوال الإبداعي الجميل.
وضمن مسار مسرح الشارع والفضاءات الغير تقليدية حصل العرض المسرحي” ألوان الطيف” على أفضل عرض متكامل، وأفضل تمثيل لمحمود بكر، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لعرض “أمكنة إسماعيل”، بالإضافة لأفضل فكرة عرض لعرض “رحمة بصورة”، وأفضل أزياء لعرض صبوحة والنصيب..
حيث قال أحمد بن وليد الزدجالي، الحاصل على جائزة أفضل أزياء لمسرحية “صبوحة ونصيب” لفرقة الحيل المسرحية ضمن مسار المسرح الجماهيري:
الجائزة هي ثمرة العمل والاجتهاد، وسعيد جداً بالفوز بجائزة أفضل أزياء عن مسرحية “صبوحة ونصيب” لفرقة الحيل المسرحية. خاصة أن المهرجان ذو طابع دولي ومنافسة قوية، والحمد لله على هذا الإنجاز. تعتبر الجائزة حافزاً كبيراً لي للعمل والتركيز والتطور بشكل أكبر، خاصةً وأنني أعمل كمخرج فني ومصمم أزياء في مجالات المسرح والسينما. شكر خاص لفرقة الحيل المسرحية على الثقة، وشكراً للقائمين على مهرجان ظفار الدولي.”
وأضاف « الزدجالي»، عن عرض “صبوحة ونصيب” ورؤيته الفنية: العرض جماهيري بطابع كوميدي عُماني يجسد فترة نهاية التسعينيات وبداية الألفية. هدفه الأساسي أن يعيش الجمهور الحياة بتفاصيلها والدخول للعرض وكأنه يعيش هذه الحياة بهذا الزمن ويستعيد الذكريات، وقد تجسد ذلك في الديكور وألوانه، والأزياء التي تتنوع تفاصيلها وألوانها الصارخة نوعا ما، وتفاصيل القماش المستخدم قديما والتطريز وطريقة اللبس، وتفاصيل المصر وأيضا تفاصيل الكمة العمانية بمزيج لوني يجعل الصورة البصرية جميلة ومعبرة عن الشخصيات وتقلباتها.
وتابع”بن وليد”: الأزياء والديكور جزء أساسي ومهم جداً في أي عرض مسرحي، حيث تساعد في إبراز الشخصيات وتفصيلهاو ، وتساعد الجمهور على فهم الوضع الاجتماعي والنفسي والمادي للشخصية، إضافةً إلى الزمان والمكان الذي تجري فيه الأحداث. هذه العناصر تضيف للرؤية الإخراجية، وتكمل أركان العرض المسرحي، كما تساعد المخرج على توصيل فكرة العرض.
واستطرد، مهرجان ظفار الدولي للمسرح كان بمثابة عرس مسرحي عالمي بتنظيم جميل ورائع. إقامة مثل هذه المهرجانات أمر مهم جداً، حيث تسهم في صقل مواهب الشباب، وتتيح فرصة تبادل الخبرات المسرحية عبر المسارات المختلفة. كل عرض في المهرجان يتميز بقالب ومدرسة مسرحية مميزة ومنفردة عن الأخرى، مما يوفر بيئة غنية للاحتكاك بفنانين متمرسين بالإضافة إلى الاحتكاك بفنانين لهم خبرة مسرحية كبيرة وحضور ورش مسرحية تساعد في التطور والتعلم. ونتمنى استمراره وتطورك بشكل أكبر .شكراً لكم.
محمود بكر، الحاصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة كأفضل ممثل ضمن مسار مسرح الشارع والفضاءات المسرحية غير التقليدية عن مسرحية «حيث لا يراني أحد»، مصر:
هذه ليست الجائزة الأولى لي، فقد حصلت من قبل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة كأفضل ممثل من مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي عن نفس المسرحية. كان شعوراً رائعاً أن أنال جائزة باسم بلدي مرتين، وفي مهرجانين دوليين مختلفين. عُرضت المسرحية، وعدت إلى مصر، وعندما علمت بالجائزة شعرت بسعادة كبيرة، فهي جائزة ذات قيمة خاصة لأنها من مهرجان دولي، وتأتي من مكان مهم مثل بلدية ظفار.
وأضاف «بكر» متحدثاً عن دوره: تعطلت الساعة، فيلتقي عقرب الساعات القديم بالعقرب الجديد لإجراء مقابلة تعيين ليحل الجديد مكانه. وأثناء المقابلة، يتبادلان النقاشات، ومن خلالها نكتشف أن العقرب القديم يحاول تنبيه العقرب الجديد إلى أهمية التمسك بأحلامه، موضحاً أن العمل لا يجب أن يكون على حساب تلك الأحلام. ينصحه بأنه حتى لو انخرط في العمل، فلا ينبغي أن يتخلى عن طموحاته. الفكرة تتمثل في أنه مهما انغمست في الوظيفة والعمل، لا تنسَ كونك إنساناً، وعليك أن تمنح نفسك حقها وتهتم بها، وألا تكون كمن يصل إلى سن التقاعد ليكتشف أنه لا يملك بيتاً أو عائلة يعتمد عليها، ويجد نفسه غير قادر على الاستمتاع بما جمعه من مال طوال حياته. أحببت الدور لشعوري بواقعيته، حيث يعبر عن مشاعر تشبه حال الكثير من الناس الذين أرادوا التمثيل لكنهم اختاروا التخلي عن الفن وموهبتهم من أجل الوظيفة، ونسوا كونهم ممثلين. الرسالة هنا هي أن تعمل، لكن لا تنسَ حلمك.”
وتابع محمود: كان المهرجان رائعاً، وفكرة أن تكون الدورة الأولى خالية تقريباً من الأخطاء أمر جميل. حتى إن وُجدت بعض الأخطاء، فهي بسيطة، وهذا طبيعي لأي دورة أولى. التنظيم كان جيداً، ووفّروا لنا جميع المعدات التي نحتاجها والمسارح. الناس كانوا متفاعلين وداعمين لنا بشكل كبير، ونحن نشكرهم على ذلك. عُرضت المسرحية في الشارع خلال النهار، وكانت تلك من أجمل المرات التي قدمنا فيها العرض، حيث كنا سعداء والجمهور أيضاً. حتى بعد المهرجان عرضنا في ملتقى الجامعات، أبدى بعض المسرحيين من عمان إعجابهم بالعرض، إذ أخبرونا أنهم شاهدوه في عُمان وجاؤوا مرة أخرى لمشاهدته بسبب إعجابهم الكبير به، ردود الأفعال كانت إيجابية جداً ومشجعة.
وعن مشاركاته السابقة، أوضح محمود بكر: حصلت على جائزة أفضل ممثل في المعهد، ومهرجان شرم الشيخ، ومهرجان بلا إنتاج، وأخيراً في ظفار. كما شاركت في عدة مسلسلات منها «تياترو»، و«عود سخية»، و«عتبات البهجة»، وكذلك في فيلم «الباب الأخضر»، بالإضافة لمشاركتي في مسابقة «الدوم».
مبارك غزالي الحاصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل فكرة ضمن مسار مسرح الشارع عن عرض «رحمة بصورة» من سلطنة عمان:
تأتي هذه الجائزة وبشكلها المختلف، كأفضل فكرة في مسرح الشارع والفرجات المفتوحة، تأكيدا على أهمية الفكرة وصياغتها من أجل تقديم عرض يلامس الحضور بمختلف شرائحهم وأطيافهم. فالفكرة هي أساس أي عمل إبداعي، خاصة في المسرح. فهي التي تحدد الرسالة وتوجه العمل وتمنحه قيمة ومعنى. في مسرح الشارع، تكتسب الفكرة أهمية إضافية لأنها تصل مباشرة إلى الجمهور دون حواجز، وتتفاعل معه في بيئته اليومية.
وأضاف «غزالي»، تمثل مسرحية “رحمة بصورة “صرخة استدراكية في وجه السلوك البشري الذي يجنح اتجاه تشويه فضيلة سامية في الجنس البشري، يحدث ذلك حين يسعى بعض الحمقى للإنتشاء بشعور تقديم “الرحمة” للمحتاجين مقابل “صورة” يفضحونهم بها ويدوسون بقبح أفعالهم على آلام المستضعفين من أجل “لايك أو فولو”.
وتابع «مبارك»، اعتمدنا في عرض «رحمة بصورة» على البساطة والواقعية في الطرح؛ لذا نجد بأن أغلب عروض هذه المسرحية تحديدا الجمهور هو من يحدد عدد مرات العروض. تتويج فرقة الحيل المسرحية بهذه الجائزة لهو دافع للمضي قدما في تقديم أعمال فنية تعكس نبض الشارع وهموم الناس.
أما عن المسرح في سلطنة عمان فأكد قائلا: له جذور ممتدة ويعد جزءاً مهماً من التراث الثقافي والفني في البلاد. تطور المسرح العماني بشكل ملحوظ خلال العقود الأخيرة، وأصبح وسيلة للتعبير عن القضايا الاجتماعية والثقافية، ومجالاً يبرز فيه الإبداع والمواهب الشابة. ومن أهم النقاط التي تعزز أهمية المسرح في سلطنة عمان هو اهتمام المؤسسات الحكومية والخاصة بالمسرح إذ تولي وزارة الثقافة والشباب والرياضة اهتماماً كبيراً بالمسرح، من خلال دعم المهرجانات المسرحية المحلية والدولية، مثل مهرجان المسرح العماني، وتشجيع الفرق المسرحية على المشاركة.
وأخيرا، أرى أن مهرجان ظفار الدولي للمسرح يُعتبر فرصة لتعريف الجمهور العماني بالفنون المسرحية العالمية ولعرض المواهب المحلية على الساحة الدولية. أما عن المسارات المختلفه خلال فترة المهرجان فقد اتسمت بالإيجابية بحيث استطعنا اختزال عدة مهرجانات متخصصه في مهرجان واحد يحوي كل هذه المسارات.
المخرج محمد بن حيدر، الحاصل على جائزة أفضل عرض ضمن مسار المونودراما عن مسرحية «سجين رغبة» سلطنة عمان:
أولاً، الحمد لله على حصولنا على جائزة أفضل عرض وأفضل ممثل في مسار المونودراما. الفوز شعور رائع يتمناه أي شخص، وهو دافع قوي لنا للمشاركة في مهرجانات قادمة. دائماً أقول إنني أعمل لأرضي نفسي وطاقم العمل، ولتقديم عمل يُشرفنا قبل أي شيء. في النهاية، هناك أذواق مختلفة، لكننا نحرص دائماً على تقديم أفكارنا، والحمد لله تحقق ذلك بنجاح.
وأضاف “بن حيدر”: الفكرة الأساسية من العرض بدأت بشغفي بالمسرح وحبي لتجربة جديدة في مجال مسرح المونودراما. هذه هي تجربتي الثانية في هذا النوع من المسرح، وأختصر ما أردت طرحه في العرض بهذه العبارة: “قد نكون نمتلك كل شيء ونبحث عن السعادة في طيات حياتنا، من المهد إلى اللحد، ونجري وراء رغباتنا بلا وعي، وتغرينا الحياة بالمال والمنصب، فنعيش وحيدين في سجن رغباتنا.” من هنا، طرحت سؤالاً حول معنى السعادة الحقيقية، وهل يمكن للسعادة أن تُشترى بالمال؟
وأوضح، حول كيفية مساهمة عناصر العرض في تحقيق رؤيته: أحيي جميع طاقم العمل على الجهد الكبير وتحملهم لكل لحظة من أجل نجاح العرض. قبل أن نرسم اللوحة، طرحنا الفكرة بريشة الكاتب أحمد باصديق، وعند رسم اللوحة بالقلم الرصاص كان لا بد من إضافة الألوان واللمسات الخاصة لتنبض اللوحة بالحياة.
وتابع: عملنا على أهم عنصر، وهو الممثل، وعند اكتمال الصورة، أضفنا لمسات المبدع والسينوغرافي طارق كوفان، ليضفي جمالية على العرض. وهنا بقيت روح العرض، وهي الموسيقى من إبداع محمد بالرعود، الذي أضفى حساً رائعاً للعزف المباشر على آلة العود أثناء العرض، حيث كان يسير بتناغم مع أداء الممثل والإضاءة والديكور، ليرسم لنا لوحة متكاملة. ولا ننسى الجنود الذين يعملون دائماً خلف الكواليس، وعلى رأسهم أحمد بن حيدر، الذي قدم الدعم لجميع أطراف العرض. بهذه الجهود المتكاملة، حققنا ما كنا نطمح إليه لتقديم العرض في أبهى صورة.
وعن جمهور المونودراما أكد بن حيدر: ما لاحظته خلال المهرجان هو أن هناك فئة خاصة من الجمهور المتذوق لهذه العروض، وما زال هذا النوع من العروض بعيداً بعض الشيء عن الجمهور العادي. ومع ذلك، فقد أحببت شخصياً هذه العروض وشعرت بأنها قريبة مني.
أما فيما يخص المهرجان فوجه التحية لجميع القائمين عليه، ووصفه بالعرس المسرحي. واسترسل، مهرجان ناجح بكل المقاييس، بغض النظر عن أي ملاحظات. إنه مهرجان دولي يضم ستة مسارات، وقد وُلد كبيراً. أتمنى له الاستمرار والتطور، مع العمل على تفادي أي أخطاء في الدورات القادمة.
وبالنسبة للجوائز الأخرى التي حصل عليها، أضاف بن حيدر: لديّ عدة أعمال من إخراجي قدّمتها وحققت نجاحات متعددة. منها مسرحية “شيطان البحر”، التي نالت أربع جوائز في مسابقات الإبداعات الشبابية بمحافظة ظفار. كذلك، حققت مسرحية “عربان” جائزة أفضل ممثل، وشاركت “عربان” في مهرجان المسرح الكوميدي العربي حيث حصلت على ثلاث جوائز: أفضل ممثل دور أول، أفضل إضاءة، وأفضل أزياء. كما حصلت على جائزة أفضل عرض لمسرحية “النوخذة” كمساعد مخرج ضمن المهرجان الكوميدي، إضافة إلى جائزة أفضل موسيقى من تأليفي. هناك أيضاً العديد من العروض الأخرى التي شاركت فيها ونالت عدة جوائز.
فيما بدأ الفنان وليد شعبان، الحاصل على جائزة أفضل ممثل ضمن مسار المونودراما عن مسرحية «سجين رغبة» حديثه قائلا:
في البداية، أود أن أشكر كل من ساهم معي في نجاح هذا العمل، من المخرج وفريق العمل الفني والإداري. كما أتوجه بشكر خاص لفرقة صلالة الأهلية التي أتاحت لي الفرصة للظهور في هذه المسرحية “سجين رغبة”.
وأضاف شعبان: بالنسبة لي، هذه الجائزة تحمل قيمة فنية ومعنوية كبيرة، خاصةً كونها إنجازًا مهنيًا مهمًا لي كفنان. وما جعل هذه الجائزة أكثر تميزًا هو كونها جائزة دولية.
وتابع، أما عن دوري في المسرحية، فجسدتُ دور شخص يبحث منذ صغره عن السعادة، ورغم ما يملكه من مال ونفوذ وسلطة، بقي طوال حياته أسيراً لأفكاره ومعتقداته، واستمر في البحث عن السعادة فيما تبقَّى من عمره.
كما أوضح وليد، أن من أصعب مشاهد المسرحية هو الحفاظ على تماسك العرض وتناسقه طوال الساعة المخصصة له. وأضاف: كممثل، كان عليّ تجسيد جوانب متعددة للشخصية وإقناع الجمهور بصدق معاناة هذه الشخصية من خلال هذا العرض المليء بالتحولات.
وحول فن المونودراما ومدى صعوبته أكد موضحا: بالفعل، يعتبر مسرح المونودراما من أصعب أنواع المسرح التي عملت بها في حياتي، وهذه هي التجربة الثانية معه، ولكن رغم صعوبة الأمر ومشقته، إلا أن الفوز ترك في داخلي شغفًا للاستمرار.
وحول تقييمه للمهرجان، أشار: أن المهرجان كان جميلًا بكل ما فيه من إيجابيات وسلبيات. واستطرد، رغم أن التنظيم كانت عليه بعض علامات الاستفهام، إلا أنه كان مهرجاناً وعرساً فنياً استمتعنا به للغاية كممثلين وفنانين. ونتمنى له الاستمرار والتطور في المستقبل.
وفي النهاية أتوجه بالشكر والتقدير للمخرج مازن الغرباوي، وجميع طاقم العمل، من إداريين، وفنيين ممن ساهموا في نجاح المهرجان، وكذلك لجميع المنظمين من داخل الدولة وخارجها.
وضمن مسار الديودراما قال الحاكم مسعود مخرج عرض «فريمولوجيا» الحاصل على أفضل عرض متكامل ضمن مسار الديودراما، الأردن:
عندما تجد نفسك تعيش في إطار ضيق من الأنماط السائدة المسقطة على المجتمع في لحظة ذكورية سائدة أيضاً، وعندما يطلب منك التصرف ضمن منظومة تلك الأنماط المجتمعية المقحمة الممجوجة والممزوجة التي عمت وطمت، وعندما يحاول الرجل الذكر الخروج من إطاره على حساب دفع المرأة إلى أقصى درجات التطرف، عندما يعتقد أنه يملك القرار والأمر والنهي وتكون مصائر النساء ضمن منظومته الفلسفية في فضائه المفرغ من كل الأدوات المعرفية الإنسانية، ولكن سرعان ما يدرك أن امرأة في انتفاضة واحدة تعيده إلى حدوده المظلمة بقرار واحد، وتصرف، تحرك واحد، وليعلم أيضا أنها حقيقة تملك مرجعية القرار. إحدى يوميات الصراع في كسر الأنماط المجتمعية السائدة والعودة إلى التوازن بعيدا عن أنت بفتح التاء وأنتِ بكسرها.
وأضاف«مسعود»،فريمولوجيا، ساعة درامية بين التراجيديا والكوميديا السوداء، يحاول فيها الذكر متسلحا بكل الأنماط الذكورية السائدة الجائرة المركبة، بزج المرأة ودفعها إلى أقصى درجات النفي بعيدا عن كل أشكال المنظومة الأخلاقية، مستندا على شرعية التسلط ومركزية القرار الذكوري الواهم الواهن. تحت سقف واحد تنتفض المرأة الخادمة الزوجة العاملة لمحاولة كسر تلك المربعات الضيقة، والصور النمطية لاسترداد المرجعية الأساسية القائمة على التوازن بين الكر والفر، فريمولوجيا إحدى يوميات امرأة في إطارها الضيق.
وتابع «الحاكم» في الحقيقة، الفوز بثلاث جوائز يمثل إنجازا كبيراً، خاصة عندما تتنوع هذه الجوائز لتشمل أفضل عرض، وأفضل موسيقى، وأفضل ممثلة. فالحصول على جائزة أفضل عرض هو تقدير كبير يسلط الضوء على الجهد الشامل والعمل الجماعي الذي بُذل ليخرج العمل في أبهى صورة، وهو أيضاً اعتراف بجهود المخرج الذي يشكل الرؤية البصرية بشكل يعكس وحدة الموضوع.
واسترسل المخرج «الحاكم مسعود» ، عندما أفكر بأهمية الجائزة، خاصة في سياق أفضل عرض، أرى أنها لا تعني فقط تميز العمل ولكن أيضا تبرز القدرة على إبداع تكوين بصري قوي يعكس الأفكار الأساسية التي يحملها العرض. فالتحدي الأكبر للمخرج يكمن في تحويل النص والأفكار إلى صور تعبر عن روح العمل ووحدته، بحيث يتناغم كل عنصر - من الموسيقى، والإضاءة، وتصميم الأزياء، الديكور والمكياج وغيرها من الأدوات المكملة لتشكل وحدة مع متكاملة مع الأداء – مما يبتكر تجربة فنية غامرة تؤثر في الجمهور. هذا التكوين البصري الشامل يتطلب مهارات عالية، ليس فقط من حيث الحرفية الفنية، بل أيضاً من حيث الحس الإبداعي والقدرة على إيصال مقولة العرض بشكل واضح ومؤثر»الاتقان فالدهشة».
أما بالنسبة للمهرجان في دورته الأولى، فكان تجربة رائدة وواعدة، وأثبت بجدارة أن لديه القدرة على أن يكون منصة فنية وثقافية متميزة. التنظيم الجيد، وتنوع الفعاليات، والرؤية الواضحة التي يتبناها، كلها عوامل ساهمت في جعل الدورة الأولى انطلاقة قوية تبشر بمستقبل مشرق للمهرجان. أما فكرة تنوع المسارات من مسرح شارع، ومسرح جماهيري، ومونودراما، وغير ذلك، فهي خطوة ذكية تعكس وعي القائمين على المهرجان بأهمية تلبية الأذواق والاهتمامات المسرحية المتنوعة، مما يتيح الفرصة لفنانين من مختلف الخلفيات والأساليب ليعبروا عن رؤاهم ويقدموا عروضهم لجمهور متنوع، مما يغني التجربة المسرحية ويجعل المهرجان أكثر شمولية وتنوعاً. إضافة إلى ذلك، فإن هذه المسارات تساهم في تعريف الجمهور بتجارب وأساليب جديدة؛ فمسرح الشارع، على سبيل المثال، يخرج من إطار القاعات المغلقة ليصل إلى الجمهور العام، مما يزيد من التفاعل بين الفنانين والجمهور ويخلق تجارب فريدة من نوعها. أما المسرح الجماهيري والمونودراما، فلكل منهما طابعه الخاص الذي يستقطب جمهورا ذا اهتمامات فنية وثقافية عميقة. بالتأكيد، هذه التنوعات ليست فقط إضافة فنية للمهرجان، بل هي أيضاً تجربة تعليمية للمشاركين والمشاهدين، تُكسبهم رؤى وأساليب مختلفة تعزز من عمق تقديرهم للفن المسرحي.
واستطرد، مسرح الديو، فهذا المسار تحديداً يعد إضافة مميزة لأنه يعكس طبيعة التفاعل الثنائي بين شخصيتين فقط على الخشبة، مما يجعله شكلاً مسرحياً مركزاً ومكثفا. مسرح الديو يتيح للممثلين والمخرجين مساحة لاستكشاف التوترات والعلاقات العميقة بين شخصيتين، ويضع تحديات فريدة أمامهم لتحقيق تواصل قوي ومباشر مع الجمهور. الفوز في هذا المسار تحديداً يعد إنجازاً مضاعفاً، لأنه يتطلب من فريق العمل قدرة عالية على ضبط الإيقاع والتفاعل الديناميكي بين الشخصيتين، بالإضافة إلى البراعة في التكوين البصري والاعتماد بشكل أكبر على الحوار الداخلي والشعور النفسي لإيصال الرسالة. في هذا النوع من المسرح، يصبح كل تفصيل مرئي أو صوتي جزءاً مهماً في إيصال عمق النص وأبعاد القصة، ما يعني أن جهود المخرج والممثلين يجب أن تكون متسقة تماماً لتقديم عرض متماسك ومؤثر.
وفي النهاية، بفضل تنوع المسارات ووجود مسرح الديو، يثبت المهرجان حرصه على احتضان تجارب مسرحية غير تقليدية تتيح الفرصة للإبداع المسرحي المتجدد، وتمنح الفنانين الفرصة لاستكشاف طاقات فنية جديدة تعزز من تجربة الجمهور وتجعلها أكثر غنىً وعمقا.