«ملامح المسرح البلاستيكي في عروض المسرح العراقي المعاصر»

«ملامح المسرح البلاستيكي في عروض المسرح العراقي المعاصر»

العدد 908 صدر بتاريخ 20يناير2025

تم مناقشة رسالة الماجستير بعنوان «ملامح المسرح البلاستيكي في عروض المسرح العراقي المعاصر» مقدمة من الباحث مقداد رياض يونس المقدادي، وتضم لجنة المناقشة الدكتور صلاح مهدي القصب، أستاذ بكلية الفنون الجميلة جامعة بغداد (رئيسًا)، الدكتور جاسم كاظم عيد، أستاذ كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد (عضوًا)، الدكتور محمد كاظم علي، أستاذ بكلية الفنون الجميلة بجامعة ميسان (عضوًا)، الدكتور كاظم عمران موسى، أستاذ بكلية الفنون الجميلة جامعة بغداد (مشرفًا). والتي منحت الباحث من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الماجستير وبتقدير(أمتياز).
وجاءت رسالة الماجستير الخاصة بالباحث مقداد رياض يونس: 
يرتكز الموضوع على المفهوم التشكيلي وخلق الصور التشكيلية وإدخالها في المسرح عن طريق العلامة الصورية للتشكيل أو بتناول الأساليب النحتية وإنتاج الأداء الحركي والفني فيضوء الأسس التشكيلية التي تناولها المخرج وأسس صورته الفنية على وفق هذا النحو، وإيضاح الأساليب التطبيقية التي أستخدمت في تطبيق الصورة التشكيلية في العرض المسرحي والآليات الإخراجية ألتي تناولها المخرجون في تكوين التشكيل الجمالي والفني لمفردة البلاستيك من الناحية الفلسفية لتكوين النمط الاخراجي.
فالصورة بتكويناتها اللونية هي موضوع مضمر ذو دلآلآت تظهر في حين وتشفر في أخرى، كذلك تحمل خصائص تحدد أطرها الموضوعية يمكن أن تكون تخطيطية عامة أو تقوم بالوظيفة الترابطية الخاصة بين الكلمات بعضها البعض، إذ تساعد الصورة على إيجاد العلاقات المناسبة بينها وبين عناصر التفكير، تؤدي الى أكتساب الفرد لغة فكرية مدركة وهذا يشير إلى انبثاق علاقة بين الصورة والكلمة ويعد أولى ملامح الفن التشكيلي عند الأنسان القديم التي كان يزين بها جدران الكهوف التي يسكنها، إذ تعد هذه الرسومات لغة سردية صوية تروي أحداث مر بها من عمليات صيد الفرائس أو الحرب مع الوحوش، شكلت هذه اللغة صوراً فلسفية جمالية من موضوعاتها التي تحدد الأطار العام لمجموعة مضامين فلسفة وموضوعية، فيشكل الفضاء التشكيلي اشتغال الصورة المرئية التيتتناغم مع فضاء المسرح ويؤثر بتشكيل الرؤية الإخراجية ضمن فضاء الرؤى، وجميع هذه العناصر تقود إلى الكيفية التي تناولت الرؤى الإخراجية في إيجاد وتكوين بيئة العرض التشكيلية، والعمل على الدلالة والتواصل والأشارات أو تشفير الصورة والتي أدت الى إختلاف الرؤى من مخرج لآخر بحسب أسلوبه وطريقة إشتغاله وبين هذا الإختلاف في المغايرة بين المخرجون ، لذا فإن الصورة التشكيلية ضمن المنظومة البصرية المرئية للعالم الموازي داخل العقل البشري، المتشكلة بالخطوط والألوان والأشكال والأحجام ذات الدلالات الفلسفية المشفرة .
فالمسرح البلاستيكي يمتلك القدرة التشكيلية من خلال الولوجوالعمل في مفاصل عدة من المعارف والعلوم المجاورة المرتبطة بأساليب فتراضية متجدد وهذه السمة الأساسية له وكذلك يمتلك دلالات متعددة وفق نسق الصورة ومنظومات الرؤية في فضاء العرض الفنية ، وبتحديد الموضوع الفني الذي يشكل بوصلة الهوية المعرفية للموضوع المطروح فتبرز القيمة المعرفية والفلسفية والموضوعية والأبداعية، وهذا يتطابق مع الآلية الموضوعة في أنتاج المنجز العملي فلابد من وجود الفكرة الموضوعة لها والتي يقابلها فنياً ذهن الفنان وحرفته في إنتاج هذا الجانب، والآخر روحي يحمل عبق الذهن التصوري للآلية الفنية بتصوراتها التأريخية والأجتماعية وأبعادها الموضوعية ، فيثير العمل الفني ذهن المتلقي بإشتراط إستيعابه للمشهد البصري الماثل للعيان، عبر أستفزاز مشاعره وانسجامه مع التكوين وأفتراض إمتداد حركته عن طريق الشعور بأبعاده، فالصورة الذهنية المتولدة تضيف للعمل الثابت والساكن في المكان بعداً زمنياً لحركة مستقبلية إفتراضية تحدد داخل فكر المتلقي، وهي تعتمد على قوة تركيز المتلقي وعمق تأمله، وهو شعور سيكولوجي مستمد من تلك الحركة الإيهامية، من حيث إدراكه للشكل وما يحقق لديه من شعور بالحركة في حدود الإيهام البصري ، وهذا يشير الى الأساليب التي تطوعها فاعلية المفردة التشكيلية في الوصول الى هدفها عن طريق الإنجاز الآني بالأستناد الى الوسائل الساندة فنياً وبتذوقها بصورة جمالية، والتي يقابلها في الصناعة العنصر العلمي الذي يؤسس للمادة تأثيثها الصوري ضمن مفهوم مفردة البلاستيك.
يتشكل المسرح البلاستيكي من حصيلة تراكيب جمالية وهيكلية تشكيلية أسهمت في إنشاء منظومة بصرية بغض النظر عن فكرة العرض المسرحي، إذ إنها توظف إشتغال الفنون التشكيلية داخل منظومة العرض المسرحي على وفق تصوير دلآلآت تشكيلية تنعكس داخل العرض بمجموعة من الأنساق ضمن شبكة من الحقائق والدلآلآت الجمالية المادية التي تلامس واقع الأنسان وتداعب أفكارهُ على وفق الطروحات الذهنية المفترضة، قد تكون هذه الأنساق متشكلة من نتاج المخيلة أو هي حصيلة إنتاج الفهم والأدراك والذاكرة وإستحضار للموقــــف.
إن أي تخيل ناتج من إنعكاس الصورة التشكيلة في صورة العرض العامة يكون مرتبط بالواقع المادي المحسوس، فإن أي طرح يأخذ مدرك موازي إلى ما موجود في ذهن الفنان كنموذج للصورة الأمثل للعرض المسرحي الذي قد يتضمن في محتواه على جمال وفكرة، كما إن الجماليات البصرية أحد الوسائل القيمة التي تستند إليها أي عمل فني وتخلق له حالة تواصل ما بين الممثل ومحيطهُ والمخرج وأدواتهُ التي يوظفها في كيفية بناء الصورة التشكيلية على خشبة المسرح والتي تسهم في خدمة العناصر البصرية، فهي بدلالآتها الرمزية وأقترانها الجمالي تحمل أنساقاً معرفية تأويلية وأنساقاً جمالية تبرز في بنية العرض المسرحي.
قُسم البحث على مقدمة وأربعة فصول جاء الفصل الأول (الإطار المنهجي) الذي أحتوى على مشكلة البحث والتي تلخصت في السؤال التالي: ماهي ملامح المسرح البلاستيكيفي عروض المسرح العراقي المعاصر؟ وإحتوى أهمية البحث وهدف البحث وحدود البحث الزمانية والمكانية والموضوعية ومصطلحات البحث. 
جاءَ في الفصل الثاني (الأطار النظري) مقسماً على ثلاثة مباحث أساسية تشكل عنوان المبحث، فالمبحث الأول حملَ عنوان(المرجعيات التأسيسة لمفهوم البلاستيك) ومقسم على ثلاثة محاور المحور الأول (الصورة التشكيلية)، والمحور الثاني بعنوان (مفهوم المسرح البلاستيكي)، والمحور الثالث بعنوان (مرجعيات المسرح البلاستيكي)، أما في المبحث الثاني بعنوان (الجماليات البصرية في المسرح البلاستيكي)، والمبحث الثالث بعنوان (تجارب المخرجون العالميين في المسرح البلاستيكي) وإحتوى هذا الفصل على الدراسات السابقة ومؤشرات الإطار النظري.
جاءَ في الفصل الثالث (إجراءات البحث) محتوياً على مجتمع البحث وعينة البحث و منهج البحث وأدوات البحث وتحليل نموذج العينة.
إحتوى الفصل الرابع (النتائج والأستنتاجات) على نتائج البحث والأستنتاجاتوأهم المقترحات والتوصيات، وإحتوى البحث على قائمة المصادر وملخص باللغة الانجليزية.
 


ياسمين عباس