السايكودراما المسرح النفسي وتجربة مجموعة المختبر المسرحية الفنية

السايكودراما المسرح النفسي وتجربة مجموعة المختبر المسرحية الفنية

العدد 910 صدر بتاريخ 3فبراير2025

نظم اتحاد تجمع الفنانيين السودانيين بمصر، ندوة بعنوان “ندوة عن المسرح النفسي وتجربة مجموعة المختبر الفنية” يوم الأحد الموافق 26 يناير 2025 ، بمقر الاتحاد في تمام الساعة السادسة مساء، تحدث كلاً من: الموسيقار علي الزيني، المخرج عادل علي الحسن وأدارت الجلسة ميسون عبد الحميد.
استهلت الندوة بكلمة للمخرج عادل علي الحسن قال فيها :  إن النفس البشرية كانت ومازالت سر غامض اجتهد الأكاديميون الممارسين من علماء النفس و الاجتماع و الفلاسفة في تقديم تفسيرات وتعريفات من خلال الملاحظة و الدراسة والاستنتاج لتعريف و كشف سر النفس البشرية و حتى الأديان قدمت في إطار الرسالات السماوية بالإضافة للأديان الإنسانية مثل: الكونفسيشتية و البوذية و الماوية ما يمكن أن نسميه مفاتيح معرفية للتعرف عليها في ذلك الإطار و كل ذلك كان محكوما بشرط الفعل و رد الفعل في المواقف المختلفة حسب تنوعها و تدرجها أفقيا و رأسيا في حركة الإنسان فردا أ جماعة مما أثر على تكوين و تعريف المجتمعات و تصنيفها ،و من هنا كان مدخل علم الاجتماع ليدلي بدلوه في التعريف و التنظير حول النفس البشرية استنادا على نظرية و تعريف دور الفرد في المجتمع و أثره على ما حوله من أفراد و نشاط إنساني مجتمعي أما الفلسفة فكانت تنظر بعين محايدة لمحاولة الوصول لحقيقة التعريف قبل التعريف به في مزج بين دراسة الفرد و المجتمع و بعض الأحكام والمقولات في الأديان السماوية المختلفة لتتطابق الرؤى في بعض التعريفات و التفسيرات رغم أن جزء مقدر من الفلاسفة حصروا نظرياتهم الفلسفية فقط فيما يخص حركة الفرد و المجتمع دون النظر أو الاهتمام و ربما الإيمان بما هو خارج حدود حركة الإنسان (الديانات السماوية) و رغم ذلك قدمت لعلماء النفس مداخل وزوايا جديدة للرؤياء المختلفة لتسهم في اجتهاداتهم فيما يخص النفس البشرية.
تحدثت ميسون عبد الحميد قائلة: اليوم أمام موضوع مهم للغاية وهو “السايكودراما” تجربة مجموعة المختبر المسرحية من داخل مستشفى النفسية والعقلية بالخرطوم بحري(كوبر) وهي تجربة العلاج بالموسيقى والدراما، بالفعل توجد تجارب حقيقية مثل أغلب الفنانيين المسرحيين عملوا على الدمج النفسي وهي تأسست عام 1990، هذه المجموعة بدأت بالموسيقى.
 ثم تحدث المخرج عادل علي الحسن قائلا: ارتبط تعريف المسرح النفسي بتعريف تجربة السايكو دراما لدى مورينو و لكن استنادا لم ما تم تقديمة من تجارب مسرحية اقدم من بدايات مورينو نجد ان الاهتمام بالمسرح النفسي دون تصنيف او تعريف مصطلحي دقيق يدل على اهتمام المسرح بالحالة النفسية باعتبارها حالة إنسانية و بالتالي مجتمعية و ما بعد مورينو تواصلت التجارب المسرحية بنفس نسق الأولى إضافة لمن اهتموا من المسرحيين بمواصلة نظرية تجربة السايكو دراما بالقدر الكافي من التغيير الذى يتطلبه اختلاف المجتمعات و الثقافات مع الحفاظ على الاطار العام لنظرية السايكودراما لدى مورينو. و هنا نذكر بعض هذه التجارب القديمة ما قبل مورينو و المعاصرة و ذلك على سبيل المثال.
وتابع علي الحسن، أوديب ملكا و يكفى إنها كانت الملهمة لسيغموند فرويد في نظريته التحليل النفسي، دوناتا ألفونس فرانسوا دي ساد المعروف بالماركيز دي ساد استحق بجدارة من خلال أعماله أن تًسمى نظرية السادية (حب إيذاء الاخرين) على اسمه و حتى أن بعض الدارسين لأعماله قالو عنه أنه يكتب من ذاكرة اللا وعي الخاصة به.
هنريك إبسن الذي عاصر فرويد الذي سمي في دراساته و نظرياته بعض أسماء الحالات النفسية بأسماء الشخصيات في مسرحيات ابسن مثل حالة دورا... حالة الصغير هانس... حالة الرئيس شريبر تميزابسن في أعماله بالتحليل النفسي العميق لأبطال مسرحياته وبكشف صراعاتهم الداخلية وكشف أسباب تصرفاتهم المتناقضة بين القول والأفعال و منها نذكر بيت الدمية - عدو الشعب- هيدا غابلر - بير جنت - براند – رزمرزهولم.
 و نجد›العُزلة› لهارولد بنتر و›الساعة الناطقة› لتوم ستوبارد و›البيت› لدافيد ستورى يجمع بينها ثيمة أساسية، وهي الانتماء إلى الدراما السيكولوجية حيث تُركِّز جميعها على الأمراض النفسية الشائعة في هذا العصر.
ومن العروض المسرحية المعاصرة ، يُبرِز العرض المسرحي التفاعلي «كل حاجة حلوة» دور الفن الفعال في التوعية بالصحة النفسية ومحاربة كل ما تصنفه منظمة الصحة العالمية ضمن الاضطرابات النفسية المؤدية للانتحار من إخراج أحمد العطار من مصر وبطولة الممثلة ناندا محمد من سوريا.
6/ مسرحية «علاقات خطرة مستلهمة من كتاب لاستشاري الطب نفسي د. محمد طه استلهم المخرج مايكل مجدي تلك الفكرة في عمل مسرحي بنفس اسم الكتاب
7/ بالإضافة لكل أعمال مجموعة المختبر الفنية التخصصية المستلهمة و المنفذة من خلال المختبر المسرحي للمجموعة أثناء و بعد عملها داخل مصحة كوبر للأمراض النفسية و العقلية مستشفى عبد العال الإدريسي حاليا من كلما ذكر نجد أن هناك تاريخ متقطع في بداياته و متواصل، الان للمسرح النفسي بشكل عام و المتخصص في العلاج و التأهيل النفسي  والاجتماعي تجربة مجموعة المختبر الفنية التخصصية كمثال 1991م و حتى الان.
وهنا يأتي سؤال ما هو الفرق بين المسرح النفسي و السايكودراما؟

تعريف السايكودراما:
السيكودراما (بالإنجليزية: Psychodrama)‏ هو مصطلح يُطلق على نوع من أنواع العلاج النفسي/المجتمعي بالأدوات المساعدة الذي يجمع بين الدراما كنوع من أنواع الفنون وعلم النفس، تكمن فعاليتها في مساعدة الشخص على تفريغ مشاعره وانفعالاته من خلال أداء أدوار تمثيلية لها علاقة بالمواقف/الحالة التي يعايشها حاضراً أو عايشها في الماضي أو من الممكن أن يعايشها في المستقبل. جلسات علاج السايكودراما تتخذ وقتاً من 90 دقيقة إلى ساعتين وهي ليست العلاج الجماعي بل هي جزء منه تشترك فيه في منطق التنفيس الجماعي فقط. تستخدم لعلاج الصدمات العاطفية، للأطفال الذين تعرضوا للعنف والمدمنين على الكحول في بداياتها وتطورت بعد ذلك لتدخل في قوالب التأهيل والتطوير النفسي الاجتماعي وبرامج التنمية البشرية و اكتشاف الذات و تطوير الشخصية.
وأضاف عادل، أن الهدف من السايكودراما هو إيجاد حلول للمشاكل النفسية و الاجتماعية عن طريق مساعدة الشخص في فهم مشاعره عبر تجسيد الواقع بشكل تمثيلي لإخراج الشخص من عزلته النفسية. السيكودراما تعتبر أسلوب عملي لحل مشاكل الشخص بدلاً من الأساليب الشفهية المتبعة في العلاج النفسي التقليدي كالتخيل والتنويم المغناطيسي.
مؤسس علم السايكودراما جاكوب ليفى مورينو مؤسس السيكو دراما، حيث أسس أول جمعية لهذا العلاج والتي للآن تقدم هذا النوع من العلاج في امريكا. كان مورينو مناهضاً لأفكار فرويد و لدية اراء مختلفة حول النقاط في نظرية التحليل النفسى لفرويد واهتم بدراسة العلاقات البشرية و أسس علم السيسيودراما كمكمل للسايكودراما و بذلك تكون الدراما و تحديدا المسرح له اسهامه الأعلى في التاهيل و العلاج النفسي و المجتمعي بين الفنون التي لها اسهامها المقدر في هذا المجال رغم حداثتها. عاش في فيينا ودرس فيها الطب والرياضة والفلسفة. شغل عدة مناصب في أمريكا أهمها في جامعة كاليفورنيا وفي المدرسة الجديدة للبحث الاجتماعي.
واختتم المخرج عادل علي الحسن، بدعوة لكل الجهات المعنية الاهتمام بالمسرح النفسي من خلال ورش، ندوات، مسرحيات، جميع الفنون المعنية بذلك الشأن.
بينما تحدث الموسيقار علي الزيني قائلا: اليوم نتحدث في موضوع مهم للغاية ويرجع الفضل للبروفيسر عبدالله الإدريسي، هو مؤسس مصحة كوبر وسميت مصحة «كوبر» على اسمه للجهود التي بذلها في تطوير وإنماء الطب النفسي في السودان، ويعتبر المسرح أبو الفنون ومجموعة المختبر داخل المصحة تلعب دور كبير في الحواس وتتدخل في النفس البشرية والمعلومات، وإذا بدأنا بحاسة السمع هي الحاسة الأساسية في كيفية التعلم والبصر أيضا والسرور ويقاس حالة التوازن النفسي وكل الحواس التي يمتكلها الإنسان.
واضاف الزيني: أن كل الحواس تدخل البهجة على الإنسان، في البداية لم تكون  وسائط موجودة للوصول للمعلومة والموسيقى لها دور كبير، والشق الدرامي والجانب العلمي و تقمص الشخصيات تعمل على العلاج،لذلك في السنوات الأخيرة أغلب الحالات التي دخلت المصحة هي مجموعة «الهوس الديني» وكان المستهدف منها هم الفنانيين وفتح أبواب للنقاش والتفكير الجماعي والعصر الذهبي لكل التخصصات المختلفة.
وفي النهاية قال الزيني: جاءت الفكرة والمساهمة عبر الفنون للعلاج بالعمل على الحالات في المصحة مرة بالنوبة ومرة بالزار ومرة بالذكر ومرة بالموسيقى، والمعايشة مع المرضى النفسيين مهمة جدا والمباشرة مع المرضى النفسيين والتعابير تلعب دور مهم والأداء التمثيلي للمسرح النفسي.
 


تغريد حسن