العدد 910 صدر بتاريخ 3فبراير2025
تعد نوادي المسرح من أهم المشروعات بالهيئة العامة لقصور الثقافة لما تساهم به في إكتشاف الشباب المبدع على مستوى المحافظات ليس ذلك فحسب وإنما تساهم في طرح رؤى وأفكار جديدة للمخرجين الشباب الذين يقدمون حلولاً إبداعية لعروضهم ومنذ اسابيع قليلة بدأت المهرجانات الأقليمية لنوادي المسرح المرحلة التى تسبق المهرجان الختامي ويتم تقييم المخرجين من خلالها لتصعيدهم للمرحلة النهائية تقدم هذا الموسم لنوادي المسرح 352 مشروعاً على مستوى محافظات مصر وأنتج 155 عرضاً مسرحيا وايماناً منا بأهمية تجارب نوادي المسرح خصصنا هذا المساحة لنتعرف على بعض تجارب المخرجين وتحدثنا مع مدير نوادي المسرح المخرج محمد الطايع .
اقدم تجربة مختلفة ومميزة أقرب للتجريب
قال المخرج أحمد الحرفه من إقليم القناة وسيناء والذي يقدم عرضه هذا العام بعنوان « مأ أ « من تأليفه عن طموحه لهذا الموسم : طموحي هذا الموسم أن يشاهد أكبر عدد من المتفرجيين العاديين والمسرحيين تجربتي لأنها مختلفة ومقدمة بحب وشغف شديد، وأتمنى أن أصل بها للمهرجانين القومي والتجريبي لأنها تجريبية بشكل كبير.
وعن أبرز تحديات تجربته تابع : تمثلت التحديات أننى اقدم مايير هولد في العرض أو البايومكيانكس وهو منهج نادر وصعب في آن واحد لأنه يحتاج إلى مجهود كبير جداً، ومذاكرة كثيرة لذلك في الموسم الماضي اخترت أن لا أشارك بإرادتي لمذاكرة المنهج، والتعمق به حتى اتمكن من تقديم عرض متميز، واستطيع أن افيد فريقي الذي يشاركني التجربة فعندما عرضت الفكرة على فريقي وافق الجميع واجمع أنه من الصعب تنفيذها ولكن عندما بدأت بروفات التجربة بدأ فريقي في الأهتمام وحب التجربة والإيمان بها وكان الأمر في البداية صعباً لأنه تكنيك مختلف وجديد وعن التجربة إستطرد قائلاً : اسم العرض (مأأ) العرض مسرح تفاعلي.
تدور أحداثه حول الطبيب صالح فكري الذي كان يحظي بمكانه مرموقه لدي الناس.... بداية من تركه الطب حينما وجد نفسه لا يستطيع علاج جميع الامراض كالأمراض المستعصيه (سرطان ..إلخ) فإتجه إلي أن يساعد من لديهم أمراض مستعصيه فقط بالقتل الرحيم بمساعدة أختيه إخلاص وفداء فظل يلاحقه المفتشون حتي أصر مفتش يدعي ناصف علي الإمساك به وإتخذ القضيه حياة أو موت فيحدث صراع بين الطرفين صالح الذي يظن انه يفعل الصواب ،
وهنا يأتي دورك كمشاهد اذا اصبحت مكان المريض واصبت بمرض خبيث واخبرك الطبيب انك ستموت بعد شهر وتم وضعك في اختيار بين أن تموت الان علي يد صالح وتنتهي من الألم نهائيا او تظل في ألم لمده شهر وتموت ..ماذا ستختار؟.
اتمنى أن تصل رسالة العرض لأكبر عدد من الجمهور
فيما كشف المخرج محمود جمال من محافظة البحيرة بأقليم غرب الدلتا عن تجربته هذا الموسم وهي عرض «إنتحار معلن» وتدور أحداثه عن مأساة سيدة يتوفى زوجها لكنها تلقى معاملة سيئة وقاسية من زوج ابنتها لها ولحفيدتها وكذلك سلبية شديدة من أبنتها وترى زوج أبنتها يحبس ابنته لأنها تعاني من
« متلازمة دوان « ويرى أنها لاتصلح للتعامل مع المجتمع وهو يخاف من نظرات الناس لها وعن أبرز طموحاته والتحديات التى واجهها لهذا الموسم أضاف : تمثلت تحديات التجربة في الطفلة التى تجسد الطفلة المصابة بمتلازمة داون فهي تقدم دوراً كبيراً فهي ترقص وتغني وهو ماكان يمثل تحدياً كبيراً علاوة على أن الموقع لدينا ليس به مسرحاً فكنا نقوم بعمل البروفات في غرفة وكانت معنا الطفلة التى تقدم لأول مرة شخصية على خشبة المسرح وأطمح في أن يشاهد العرض أكبر عدد ممكن من الجمهور لأن رسالته إنسانية ومهمة جداً في وقتنا الحالي.
«جريمة في جزيزة الماعز» من أهم التجارب وهي المتنفس لشباب موهوبين
الفنانة والمخرجة وفاء عبد الله تقديم تجربتها هذا العام لفرقة نادي مسرح قصر ثقافة الجيزة التابع لأقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد وعن التجربة قالت : طموحي لهذا الموسم النجاح الحقيقي للتجربة لأن التجربة بذل بها مجهود كبير وتعتبر من أهم التجارب وهي المتنفس لشباب موهوبين يتمنون أن يخرج فنهم وابداعهم للنور أما عن التحديات فهي كثيرة جدا ومحبطة جدا واتمني عدم الحديث عنها في الوقت الحالي أقدم عرض «جريمة في جزيرة الماعز» وهو تابع لقصر ثقافة الجيزة الفكرة الأساسية للعرض تدور حول عندما تسيطر الرغبة علي مشاعرنا فنستسلم لاحتياجات قد تجعلنا نؤذي من نحب ونؤذي أنفسنا أيضا عندما يتحول الحب الي رغبة فقط.. أحتياج .. حرمان ... وحدة حقيقية ... استغلال ... يبدء الجنون فيأتي الإنتقام فيصبح الحب قتلاً لا حياة.
أتمنى تدريب كوادر ثقافية تنقل علمها ومعرفتها بصدق
يقدم المخرج أحمد آدم من إقليم القناة وسيناء تجربته هذا العام بعنوان « ساليم « هو إعداد عن نصي البوتقة للكاتب آرثر ملير ونص تحقيق متواضع للكاتب محمد فجل وعن أبرز أمنياته للموسم الجديد ذكر قائلاً : أتمنى أن أصل للمراحل النهائية في تصفيات نوادي المسرح وأن أحصل على أفضل عرض مسرحي في ختامي النوادي لهذا الموسم وأن يتم إعتمادي كمخرج معتمد لدى الهيئة العامة لقصور الثقافة كما أتمنى أن يتم تدريب كوادر ثقافية تنقل علمها ومعرفتها بصدق لكل الفروع الثقافية في مصر الكادر الثقافي الواعي أصبح عمله نادره صعبة الوجود في معترك الثقافة الجماهيرية وعن أبرز التحديات التى واجهته تابع قائلاً : التحديات التي واجهتني كمخرج لأول مرة في محراب الثقافة الجماهيرية أن الموعد الذي تم تحديده من قبل الإدارة أو الأقليم كان نفس وقت الإمتحانات أعضاء الفرقة حيث أن معظم المشاركين في نوادي المسرح هم شباب الجامعة وكذلك كان المهرجان الأقليمي مواكباً للتصفيات المؤهلة لمهرجان إبداع.
النص ليس سهل في تقديمه على المسرح
المخرج عمرو حجاج من اقليم غرب الدلتا يقدم عرض «موت معلق» عن رواية انقطاعات الموت لجوزيه ساراماغو تأليف الرائعة اسراء محبوب وعن أبرز طموحاته أوضح قائلاً : طموحي هذا الموسم أن اقدم تجربة لمستني ولمست كياني بكل كلمة، وهذا ما وجدته في النص فهو تجربة صعبة جدا؛ لأنه النص ليس من السهل تقديمه على المسرح ابدا خاصة لو كانت اول تجربة مسرحية، وكان هذا التحدي والمواجهة الصعبة الوحيدة اللي واجهتني واجتهدت فيها وعلى الله التوفيق فكرة العرض هي عبارة عن فرضية في بلد معين بينتهي منها الموت فلايموت أحد ولا أحد يعرف السبب ففكرة العرض قائمة على سؤال وجودي ماذا يحدث لو انتهى الموت من الوجود؟ والسؤال الثاني هل الموت جيد أم سىء؟ وهو ما نشاهده في العرض على المستوى الديني والعلمي والاقتصادي والاجتماعي فعلى الرغم من فرضية الفكرة؛ إلا أن فحواها يحدث معنا في وقتنا الراهن.
«إنتحار ملعن» يطرح اسئلة كبرى أهمها ما معنى الحياة ؟
وتقدم هذا الموسم المخرجة سهر عثمان من إقليم شرق الدلتا تجربتها بعنوان «إنتحار معلق» وعن أبرز أمنياتها وطموحاتها قالت: اتمنى أن أحقق النجاح وتصل فكرة العرض ل أكبر عدد ممكن من الشباب في جميع أنحاء الجمهورية وعن التحديات كنت اوجه صعوبات العرض في بعض الأحيان والتى كانت تتمثل في الممثلين وعناصر العرض الأخرى وعن فكرة العرض وأحداثه اكملت قائلة : “انتحار معلق».
يسلط الضوء على لحظة فارقة في حياة شاب يقرر إنهاء حياته. عند اتخاذه هذه الخطوة الحاسمة، يجد نفسه عالقًا بين الحياة والموت، حيث يظهر أمامه شريط ذكرياته متجسدًا في شخصيات مختلفة.
تظهر هذه الشخصيات كممثلين للذاكرة، المشاعر، والقرارات التي شكلت مسيرته. “مسؤول الذاكرة ”
يستعرض الأحداث البارزة في حياته، بينما “الذاكرة الانفعالية” تكشف عن المشاعر التي خبأها طويلًا. كما تحضر شخصيات أخرى تجسد الأشخاص الذين تركوا أثرًا في حياته، من حب غير مكتمل.
العرض ليس فقط محاولة لفهم دوافع البطل، بل هو رحلة وجودية تعيد إحياء حياته أمام عينيه، ليواجه الأسئلة الكبرى: ما معنى الحياة؟ ومن نحن بدون ذكرياتنا؟ وهل يمكن أن تمنحنا هذه اللحظة فرصة للتصالح مع الماضي؟
رؤيتى للنص انطلقت من منطلق قضية انثوية
المخرجة نهى أشرف تقدم عرضها لنادي مسرح قصر ثقافة الجيزة التابع لأقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد تقدم تجربتها هذا العام بعنوان “ اللحاد “ أعربت نهى عن أمنياتها لهذا الموسم فقالت :أمنيتي أن يكون موسماً ناجحاً ملىء بالمواهب والإبداع وعن النص والرؤية التى تقدمها قالت :اللحاد تأليف عبد الفتاح رواس قلعجي رؤيتى للنص انطلقت من منطلق قضية انثوية نعانى منها فى مجتمعاتنا الشرقية وهى قهر احلام المرأة ؛ وبالتالي تناولت النص وطوعته لخدمة الفكرة الخاصة بي فمنطق العرض تناول ان الرجل( السيىء ) هو لحاد لأحلام المرأة وطموحاتها.
وأضافت قائلة: لم اغير فى النص، ولم اقم بعمل اى معالجة كتابية له ، ولكن كان التناول من خلال تطويع أفكار النص، وجمله الحوارية لخدمة القضية التي اؤمن بها قضية قهر أحلام الأنثى فى المجتمعات الشرقية .
أتمنى احتواء وانتشال المواهب وتعليمهم وتثقيفهم
أما المخرجة منى رسلي تقدم تجربتها بنادي مسرح قصر ثقافة الأقصر التابع لأقليم جنوب الصعيد وعن أبرز طموحاتها وأمنياتها ذكرت قائلة: أطمح أن ترتقي النظرة الخاصة للمرأة الصعيدية وأنها إنسانة قادرة على تحمل المسؤولية كما أتمنى أن احقق النجاح بهذا الموسم واقدم تجربة متميزة كما أتمنى أن يتم احتواء وانتشال المواهب وتعليمهم وتثقيفهم وإثقال موهبتهم عن طريق الورش التدريبية للإرتقاء بالذوق الفني لديهم وعن تحديات التجربة اكلمت قائلة : تتمثل الصعوبات في عدم وجود ممثلين متوفرين بسهولة وأن وجودوا يحتاجون لتدريب مكثف نحن هنا نفتقر للورش التمثيل والإخراج والإضاءة والديكور علاوة على عدم وجود عنصر نسائي بسبب تحكم الأهل والأسرة للبنت في الصعيد وأيضاً النظرة الدونية للممثلة فأنا أعاني من عدم وجود عنصر نسائي معاناة شديدة وتابعت : في حالة وجود ممثلين في العرض المسرحي فأنهم أما يعملون ؛ لتوفير نفقاتهم أو يدرسون وفي كلا الحاليتن فأنهم يحتاجون تغطية مصاريفهم الشخصية من مواصلات ومأكل ومشرب لأن أغلب الوقت يقضون وقتاً كبيراً في المسرح وكذلك عدم توافر مكان مؤهل لمخرجي نوادي المسرح فلا توجد قاعات للبروفات لأن القصر مشغول بتقديم فعاليات وندوات علاوة على تأخر الأنتاج وفي النهاية أود أن اتوجه بالشكر للأستاذ محمود النجار « الإداري الخاص بقصر ثقافة الأقصر « على تعاونه معي وتشيجعه الدائم لفكري.
نوادي المسرح التجربة الأكثر إنتاجاً في مصر والوطن العربي
قال المخرج محمد الطايع مدير نوادي المسرح : نوادي المسرح بفضل الله منذ ثلاثة سنوات وبالتحديد منذ أن توليت إدراتها تعتبر التجربة الأكبر إنتاجاً في مصر والوطن العربي والعالم كله بمعنى أنه لاتوجد مؤسسة ثقافية في العالم تنتج في الموسم الواحد هذا الكم من العروض، وهو شىء يحسب لإدارة النوادي، ويحسب لإدارة المسرح بقيادة الأستاذة سمر الوزير ورئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية الأستاذ والفنان أحمد الشافعي ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف هذا العام تقدم لنا على مستوى الجمهورية من كل محافظات مصر 325 مشروعاً مسرحيا من 325 مخرجاً وفرقة والفئة المستهدفة ما لا يقل عن عشرة الآلاف فنان على مستوى الجمهورية شاركوا في نوادي المسرح، وذهبت لجان في كل أقاليم مصر ناقشت المخرجين وشاهدت عروضهم حتى يقررون من سينتج، وقررت اللجان إنتاج 155 عرضاً مسرحياً في كل محافظات مصر، وهو رقم كبير استطعنا تحقيقه وبالطبع هو شىء يحسب لنا ، وعن المهرجان الختامي وموعده : حددنا موعداً مبدئياً وهو شهر فبراير القادم في اجازة منتصف العام وأتمنى أن يقام في موعده المحدد، والمشكلة التي نواجهها هي الصرف من خلال الأقاليم فدائما نرسل للأقاليم الإرتباطات المالية للعروض بأسرع وقت، ولكن الأقاليم يكون لديها حالة تأخير في صرف الميزانيات للمخرجين، وهو ما يجعلنا نتأخر خاصة أننا نرغب في مشاركة كل الفرق، وهو أمر خارج عن إرداتنا وعن الجديد في هذا الموسم لنوادي المسرح تابع : الجديد هذا العام أننا في المهرجانات الأقليمية استعدنا الندوات فلا يتوقف الأمر عند لجنة تحكيم فقط للعروض، ولكن هناك أيضاً لجنة نداوت فيتم مشاهدة العروض في المحافظات يعقبها ندوة بعد كل عرض، وهو أمر هام وأساسي بالنسبة لي فالندوات تمثل أهمية كبيرة، ويتعلم منها المخرجين من أخطائه من خلال الندوة يذكر خلالها مواطن القوة والضعف والسلبيات والإيجابيات بالعروض فبالنسبة لي الندوة في نوادي المسرح أهم من التحكيم، وخاصة في المهرجان الأقليمي فعلى سبيل المثال المخرج الذي لايتم تصعيده يكون قدم عرضه واستمع إلى رأى لجنة الندوات في عرضه، ووضع يده على السلبيات والإيجابيات بعرضه، وتعلم بشكل أكاديمي خاصة أننا ننتقى المتخصصين في لجان الندوات سواء «نقاد اومخرجين أو كتاب أو مؤلفين» ويفيدون شباب نوادي برأيهم ووجهات نظرهم في العروض التي قدموها، وهو أمر يمثل أهمية كبيرة مقارنة بالتحكيم وتصعيد العروض وأضاف قائلاً : أود أن أتوجه بالشكر لرئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية الفنان أحمد الشافعي والذي قام بدعم الندوات مرة أخرى وعن التحديات هذا الموسم استطرد قائلاً : هي فكرة الأقاليم والأفرع طوال الوقت نواجه معهم مشكلة سرعة الإنتاج فننتهي من ميزانيات العروض بسرعة كبيرة في إدارة النوادي وإدارة المسرح ونرسل للأقاليم، ولكن بالأقاليم يوجد بها أزمات في صرف الميزانيات، وهناك مشكلات خاصة بالمورد والحسابات والمراقبين الماليين في كل إقليم صعوبات إدارية تأخر من صرف الميزانيات، وهي الأزمة الوحيدة التى نواجهها بشكل دائم في نوادي المسرح، ولكن باقي المشكلات والأزمات من السهل حلها بسرعة . وعن السمة المميزة هذا الموسم أضاف : يقدم المخرجون نوادي المسرح هذا الموسم تجارب متميزة ومختلفة يغلب عليها الطابع التجريبي ومناقشة قضايا مجتمعاتهم فهناك عروض عديدة تناقش قضايا الشباب في مجتمعهم فالعروض هذا الموسم المستوى الفني بها في تقدم ملحوظ جداً يبشر بمهرجان ختامي لنوادي المسرح قوى ومتميز يتبارى به المخرجين .