العدد 910 صدر بتاريخ 3فبراير2025
في تمام الواحدة مساء يوم الأحد الموافق 12 من يناير 2025 م، تمت مناقشة الباحثة مروة خالد فراج محمد في بحثها المقدم لقسم الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم جامعة المنيا لنيل درجة الماجستير في الأدب العربي الحديث بعنوان "قضايا المرأة في مسرح مروة فاروق_الرؤية والأداة".
وتكونت لجنة المناقشة والحكم من كل من: الأستاذ الدكتور محمد عبدالله حسين (أستاذ الأدب والنقد الحديث بقسم الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم جامعة المنيا، وأمين اللجنة العلمية لترقية الاساتذة) مشرفا ورئيسا، وأ.د حسن إسماعيل عبدالغني ( أستاذ الأدب العربي بكلية دار العلوم - جامعة المنيا ) مناقشًا داخليًا، وأ.د أماني جميل العطار ( أستاذ المسرح المساعد بكلية التربية النوعية جامعة طنطا ) مناقشًا خارجيًا ، وانتهت المناقشة بمنح الباحثة مروة خالد فراج درجة الماجستير مع التوصية بطبع الرسالة وتداولها بين الجامعات.
وفي مقدمتها للرسالة أشارت الباحثة إلى أن قضايا المرأة في المسرحِ العربي حظيت بنصيبٍ كبير من الاهتمام على مرِ العصور، حيث لعبت شخصيةُ المرأة دورًا مؤثرًا في النصوص الدرامية قديمًا وحديثًا، وما زال إبداع المرأة يشق طريقه نحو إثبات الذات في عالمٍ تهيمنُ عليه الكتابة الذكورية، ويُعد المسرحُ المصري من أكثرِ المسارحِ اهتمامًا بقضايا المرأةِ، بل يرجع له السبق في التأليف عن هذه القضية، وضمن هؤلاء الكتاب تأتي الكاتبة المسرحية (مروة فاروق) التي أشارت تجربتها لواقع نسوي أليم نابع من أحداث سياسية واجتماعية مهمة، أثَّرت بشكل ملحوظ على المرأة المصرية البسيطة؛ فآثرتْ أن تكونَ كتاباتها معبرة عن قضايا المرأة بكل صُورها.
وترجع الباحثة أسباب اختيار موضوعِ الدراسة إلى أن الكاتبة تعرضت في مسرحياتها للعديد من القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية التي تمثل جانبًا مهمًا وكبيرًا من حياة المرأة داخل المجتمعِ، وقد لمستها الكاتبة، وعايشتها، مما يشير إلى التزامها تِجاه قضايا مجتمعها بوجه عام، وتِجاه قضايا المرأة على وجه الخصوص. وأشارت الباحثة أن مروة فاروق حاولت بلورة تلك القضايا في طيات نصوصها، مما يشير إلى أسباب أخرى تشير إلى وجاهة تلك الدراسة منها:
قدرةُ الكاتبة على استخدام الأدوات الفنية في التعبير عن قضايا المرأة، بالإضافة إلى كثافة قضايا المرأة في أعمال مروة فاروق المسرحية، فضلا عن تعدد صور المرأة في أعمال مروة فاروق المسرحية ، و انفتاح النص الدرامي على الفنون الأخرى في مسرح مروة فاروق.
وذكرت الباحثة أن أهداف الدراسة تتمثل في:
محاولةُ تقديم دراسةٍ متخصصة دقيقة تقرأ النصوص المسرحية عند مروة فاروق من زاوية قضايا المرأة؛ لإبراز القضايا الاجتماعية والسياسية والفكرية في مسرحِ مروة فاروق، ورصد التأثير الفني للفضاءات الدرامية على البناء الفني في مسرحِ مروة فاروق، ورصد تباين الفضاءات الدرامية في مسرحِ مروة فاروق، والوقوف على ما يميز مسرحِ مروة فاروق، والكشف عن ملامحِ التجربة الدرامية للكاتبة والموضوعات التي تطرقَت إليها من خلال رصد الرؤى والأدوات.
أما عن الدراسات السابقة فأشارت الباحثة إلى ندرة الدراسات السابقة المتكاملة لمسرح الكاتبة مروة فاروق. وأوضحت أن هذه تعد أول دراسة متكاملة متخصصة تتناول إبداعها الدرامي، باستثناء دراستين تعرضتا لدراسة جزئية لمسرحيتين من مسرحياتِ مروة فاروق، وهما:
1- خصوصية القهرِ النسوي في دراما كُتاب الصعيد: أماني جميل على العطار، جامعةُ كفر الشيخ، كلية التربية النوعية جامعة طنطا، مجلة التربية النوعية والتكنولوجيا بحوث علمية وتطبيقية، المجلد17، العددُ السابعِ، تخصص إعلام تربوي، ديسمبر2020.
2- دلالات توظيف صورة المرأة في المسرحِ مسرحية الأكياسِ الممتلئةِ: أنعام جمال الدين عبده، جامعة الزقازيق كلية التربية النوعية، المجلة العلمية المحكمة لدراسات وبحوث التربية النوعية، المجلد السادس– العدد الثاني– مسلسل العدد12– يوليو2020، رقم الإيداع بدار الكتب24274 لسنة2016، ، ص315-330.
ومن الدراسات التي تناولت قضايا المرأة عند كُتابِ المسرح بوجه عام، ذكرت الباحثة ما يلي:
1- (مسرح المرأة في مصر. دراسة تاريخية اجتماعية فنية: سامية حبيب، 1989م)
2- (المرأة في مسرحِ شكسبير وعلاقتها بأزمة البطل: هند أحمد منصور الهلباوي، العدد الرابع، مصر، المنوفية 2015م)
3- (القضايا الاجتماعية في دراما المسرحِ الجامعي المصري - دراسة تحليليةٌ - أحمد نبيل أحمد، رسالة دكتوراه، القاهرة، 2008م)
4- (أنوثةُ قاتلةُ: دراسة جديدة عن قضايا المرأة في المسرحِ السعودي، الدكتورة لطيفة عايض البقمي، دار رؤية المصرية 2021م)
وعن المنهج المستخدم في الدراسة أشارت الباحثة إلى أن طبيعة الدراسة فرضت الاستعانة بآليات المنهج الفني؛ للكشف عن قضايا المرأة في مسرح مروة فاروق، وإبراز تجربة الكاتبة المسرحية ككل؛ من خلال رصد الرؤية والأدوات الدرامية.
وقد جاءتِ الدراسة في مقدمة، وتمهيد، وبابين، تتبعُهمَا خاتمة، ثم ثبت للمصادر والمراجع، وملخص عربي وأجنبي.
أما مقدمة الدراسةِ فتضم موضوع الدراسة، وأسباب اختيارِها، وأهميتها، وأهدافَها، والدراساتِ السابقة، والمنهج والمُحتوى.
وفي التمهيد: تناولت الحديث عن بدايات الكتابة المسرحية للمرأة، وأبرز القضايا التي شغلت المهتمين بالكتابة في هذا الصدد، ثم نبذة مختصرة عن الكاتبة مروة فاروق، وأهم أعمالِهَا المسرحية وحياتها ومكانتهَا.
وجاءت الدراسة في البابين كما يلي:
الباب الأول: (الرؤيةُ)، واشتمل على ثلاثة فصول كالآتي:
الفصلُ الأولُ: قضايا المرأة “القضايا الاجتماعية”.
وتضمن الفصل الأول مبحثين أولهما القهر، وثانيهما الفقرُ.
وعنون الفصلُ الثاني ب: “القضايا السياسيةُ”.
وتضمن مبحثين أولهما الحريةُ، وثانيهما الاضطهادُ السياسي.
فيما تضمن الفصل الثالث: صور المرأة.
واشتمل على ثلاثة مباحث الأول منها: صورةُ المرأةِ الرمزِ، و الثاني : صورةُ المرأة المناضلة، و الثالث : صورة المرأة الصعيدية.
أما الباب الثاني فعنون ب (الأداة) وتضمن فصلين،
الفصلُ الأول: البناء الفنيُ في مسرحِ مروة فاروق، واشتمل الفصل ثلاثة مباحث الأولُ منها : الشخصيةُ، والثاني : الصراعُ، أما الثالثُ ف: الحوارُ.
وتضمن الفصلُ الثاني: الفضاءُ الدرامي وانفتاح النص في مسرحِ مروة فاروق: واشتمل على مبحثين، الأولُ: الفضاءُ الدرامي الداخلي والخارجيُّ، والمبحثُ الثاني: انفتاحُ النص الدرامي في مسرحِ مروة فاروق.
وتضمنت الخاتمة أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة مع ثبت بالمصادر والمراجعِ وملخص عربي وأجنبي للدراسة.
وبعد الوقوف على أهم قضايا المرأة في مسرح مروة فاروق ذكرت الباحثة أهم النتائج التي توصلت لها الدراسة وهي:
- رسمت مروة فاروق صورة لعلاقات المرأة بالمرأة، واستنطقت الدراما عندها العواطف النسائية المختلطة بين الحب والأمومة والكراهية والغيرة والحقد والشهوة والنرجسية والشر والرغبة في تدمير الآخرين.
- أوضحت مروة فاروق نوعًا مختلفًا من القهر لم يتناوله كثير من الكتَّاب؛ وهو قهر المرأة للمرأة، الذي ربما يفوق قهر الرجال لها.
- تنوعت قضايا الفقر في مسرح مروة فاروق؛ بين فقر المال وفقر الفكر في المجتمع، وكان له في مسرحها ثلاثة أبعاد؛ أولها الماديات، ثم إدراك المرء لحالته، وأخيرا كيف يرى الآخرون الفقير، وقد وفقت مروة فاروق بشكل كبير في تحقيق الهدف من ذلك؛ عبر تعرية الفقر وأسبابه وتمثلاته في المجتمع.
- كشف تناول الكاتبة لقضية الحرية عن كونها أحد المفاهيم المتغيرة التي تختلف من نظام إلى آخر، ومن مكان إلى مكان، ومن شخص إلى آخر.
- عمقت الكاتبة الشعور بالاغتراب والعزلة واللامعقول في طرقها لقضايا المرأة؛ من خلال إيجاز العبارات والتقطيع والتكرار، والإكثار من استخدام الصمت، مما يخلق أفعالا درامية مختلفة؛ عبر رسم ملامح بارزة لشخصيات رمزية تستأثر بانتباهنا.
- كشفت رؤيا الكاتبة في تناولها لصور المرأة المتعددة في مسرحها- عن الغوص في أعماق الشخصية من الناحيتين الداخلية والخارجية- ومن كافة النواحي النفسية والاجتماعية والسياسية والثقافية..إلخ، فالكاتبة نفسها امرأة تعرف ما تعانيه النساء في مجتمع شرقي محافظ، وتتخفى خلف الشخصيات لتجهر على لسانها برأيها حينا وبرأي القارئ حينا آخر.
- تعددت أنماط شخصية المرأة في مسرح مروة فاروق؛ ما بين الشخصية الرمزية، والشخصية المناضلة والشخصية الصعيدية.
- اكتملت الأدوات الدرامية لتعبر عن رؤية مروة فاروق لقضايا المرأة بتفاصيلها كافة وأطروحاتها، وقد استعانت بكافة العناصر الدرامية –وعلى رأسها الحوار والصراع والشخصيات- لتضفي على أفكارها لمحة إبداعية تشير إلى قصدية الإبداع وتكامل الرؤى والأدوات في مسرحها.
- كشف التشكيل الدرامي عند مروة فاروق عن اكتمال أبعاد الشخصيات الدرامية (الطبيعي – الاجتماعي والنفسي)؛ لندرك كافة الأبعاد الداخلية (النفسية والجسمية) والخارجية (الاجتماعية) للشخصية قبل التعرف على كيفية إسهامها في تصعيد الحدث الدرامي.
- كشفت بنية الصراع الدرامي في مسرح مروة فاروق عن تعدد أنواعه إلى صراع داخلي بين رغبتين، أو بين عاطفتين، أو بين الواجب فعله والضمير الداخلي داخل شخص واحد، وصراع خارجي بين البطل وقوى أخرى خارجية تنازعه الرغبات والميول ذاتها.
- كشف التصعيد الدرامي عبر بنية الحوار عن تعدد أنواعه إلى حوار داخلي يشير إلى حديث الشخص مع ذاته، وحوار خارجي يشير إلى الأخذ والرد بين الشخصيات المتصارعة فيما بينها.
- استغلت الكاتبة إمكانات الفضاء الدرامي المرئي لتشكل نموذجًا لحقيقة المجتمع وكيفية تعامله مع المرأة، كما إنها استغلت إمكانات الفضاء الدرامي غير المرئي لتناقش قضايا المرأة عبر الفضاء الدرامي التخيلي/ غير المنظور.
- استعانت الكاتبة بتقنية السلويت والمخايلة السينمائية؛ في مسرحية الشنطة وقد ساعد السلويت في عرض الشخصيات التي تناضلها الشخصية وتعارضها طوال الوقت.
- زَخر مسرح مروة فاروق بالعديد من الظواهر اللغوية والأدبية التي تثير انتباه القارئ؛ عبر تداخل النصوص وتلاقحها في آن واحد، وكان التناص الغنائي/ الشعبي على رأس تلك الظواهر؛ ليربط القارئ بين انطباعاته حول الموروث الشعبي من ناحية وموقفه تجاه قضايا المرأة من ناحية أخرى في آن واحد.