مسرحيون ومتخصصون يضعون روشتة لاختيار لجان التحكيم بالمهرجانات المسرحية

مسرحيون ومتخصصون  يضعون روشتة لاختيار لجان التحكيم بالمهرجانات المسرحية

العدد 912 صدر بتاريخ 17فبراير2025


تعد لجان التحكيم الخاصة بمهرجانات المسرح عتبة أولى للدخول إلى عالم المهرجانات، العديد من المعايير المطلوبة تثير جدلا واسعا في اوساط المسرحيين، التراوح ما بين الأكاديمية والخبرة الفنية، تعدد التخصصات المسرحية واكتمالها في اللجان، الرصيد الإبداعي لأعضاء اللجنة، انتشارهم في الوسط، أمور عديدة تجعلهم بشكل كبير في دائرة المواجهة مع مبدعي العروض بمختلف أنواع المسابقات المسرحية، لذلك كان من الضروري أن تتاح مثل هذه المساحة من الضوء لمعرفة آراء المسرحيين.

عضو لجنه تحكيم المسرح لابد ان يكون قارىء جيد جدا للمسرح
قال الناقد د. محمود سعيد في هذا الصدد : يعد عضو لجنة تحكيم المسرح بمثابة قاضي داخل محكمه لابد أن يكون قاريء، ومضطلع جيد جدا علي اوراق قضيته ،بل وشتى مفردات القضية كي يصل لحكم موضوعي وعادل ومنطقي ايضا ،حكم مبرر بقرائن وأسانيد، وما الأسانيد سوي المعرفة والانخراط مع وفي خشبة المسرح لأبعد مدى والوعي بمفردات اللعبة المسرحية بشكل يكفل له وضع تصور كامل للعمل ،ثم النزول قليلا لكل مفرده علي حده فالتحكيم يعطي صوره عامة كامله عن العرض ثم ينزل لمفردات العرض الاخري، وهنا يجب الاستعانة بمتخصص دقيق لكل منطقة ،واعني هنا بالتخصص الدقيق منطقتين اما ان يكون دارس حقيقي للمفردة الدقيقة او ممارس لها بشكل واضح لا يقبل الشك، ويا حبذا لو جمع المنطقتين معا . لذا يجب أن يكون من داخل المطبخ المسرحي كي يكون ملما بأصول اللعبة بشكل جيد ،فليس من الطبيعي الاستعانة بمصمم ديكور سينمائي لعمل ديكور مسرحي إذ ان كل نوع له اصوله وضوابطه وطريقة تشغيله وحتي جمهوره المغاير، عضو لجنه تحكيم المسرح لابد له أن يكون قاريء جيد جدا للمسرح ومشاهد نهم للعرض المسرحي كي يمتلك من الخبرات بما يكفل له من الغوص داخل العرض والنفاذ لكل مفردات العرض، وربطها بشكل منطقي بالمعنى العام والخاص، مع معرفه متطلبات الخشبة والصالة، والأداء والتلقي ،اذن لابد لعضو لجنة التحكيم أن يكون عضوا اصيلا في لعبه المسرح، ولن يكون عضوا أصيلا؛ إلا لو امتلك أحد ألقاب اللعبة (ممثل، ناقد، مؤلف، مخرج ،مصمم اضاءه مصمم سينوغرافيا، موسيقي..وهكذا).
فامتلاكه أحد ألقاب اللعبة هو المحك المهم للدخول بلجنة تحكيم المسرح اي ان يصل لدرجة التحقق في لعبته والاعتراف الرسمي به بين المسرحيين، هي لعبه قاسية ومهمة ودقيقة يلزمها الوعي والممارسة والفهم والأهم من ذلك كله الا يكون قد هجر الخشبة فمن يهجر الخشبة لن يعرف متطلباتها أصلا.

يُفضل أن يكون العضو على دراية بالاتجاهات الحديثة في المسرح
الناقد والباحث حسام الدين مسعد طرح عدة نقاط هامة تخص معايير اختيار أعضاء لجان التحكيم بالمهرجانات فقال: تعد لجان التحكيم ركيزة أساسية في أي تظاهرة  مسرحية، إذ إنها تضطلع بمهمة تقييم العروض وتحديد الأعمال التي تستحق التقدير والجوائز. ولهذا، فإن اختيار أعضاء هذه اللجان يعد عملية دقيقة تؤثر بشكل كبير على نزاهة التظاهرة المسرحية ومصداقيتها. إذ لا يقتصر دور أعضاء تلك اللجان على تكريم الأعمال الفنية، بل يتجاوز ذلك ليشكل مساهمة في تطور المسرح وتشجيع المبدعين،إذ أن لجان التحكيم  تعكس وجه المهرجان وهويته الثقافية والفنية، ويحدد أعضاؤها مستوى التقييم والموضوعية التي سيحظى بها المشاركون، فاختيار أعضاء يتمتعون بالنزاهة والخبرة يعزز ثقة الفرق المشاركة والجمهور بالمهرجان، بينما الاختيارات غير المدروسة قد تؤدي إلى التشكيك في نتائجه.
وتابع قائلاً :تلعب اللجان دورًا محوريًا في تطوير المسرح عبر تشجيع الأعمال التي تقدم إضافة نوعية من حيث الأفكار أو الأساليب الفنية. قرارات التحكيم لا تقتصر على منح الجوائز، بل تسهم في خلق حوار نقدي حول القضايا التي يعالجها المسرح، وتشجيع صناع الفن على الابتكار فلجان التحكيم تساهم  في توجيه الحركة المسرحية نحو معايير احترافية،  وعالمية من خلال خلق حوار نقدي حول القضايا التي يعالجها العرض المسرحي،وتشجيع صناع الفن علي الابتكار، فوجود أعضاء على دراية بالاتجاهات الحديثة في المسرح، محليًا ودوليًا، يعزز من قيمة المهرجان كمحفل فني يسهم في دفع عجلة التطور الثقافي،لذا اعتقد ان  المعايير التي تهدف إلى ضمان تكوين لجان تحكيم قادرة على تقديم أحكام عادلة وموضوعية تسهم في تطوير الفنون المسرحية وتشجيع الإبداع تتمثل أولاً: في الخبرة المسرحية والفنية الواسعة  للعضو المنتخب سواء كان مخرجاً،او كاتباً،او موسيقياً، أو سينوجرافياً، أو ناقداً حصيفاً.
ثانياً: أن يكون  التفضيل في إنتخاب عضو لجنة التحكيم للعضو ذو الخلفية الأكاديمية،ثم يليه أصحاب الخبرات المهنية، والأدبية. 
ثالثاً: أن يكون العضو المرشح مشهود له بالنزاهة والحيادية والتقييم الموضوعي بإمتلاكه لمهارة تحليل العروض بناءً على معايير فنية موضوعية.  
رابعاً: أن يكون العضو قادراً على التعبير،وتقديم ملاحظات بناءة وصياغة تقارير تقييمية دقيقة للعروض المسرحية.
خامساً: يُفضل أن يكون العضو على دراية بالاتجاهات الحديثة في المسرح، سواء من حيث الأساليب الإخراجية أو توظيف التكنولوجيا والفنون الرقمية.
سادساً: مراعاة التنوع الثقافي والجغرافي في تشكيل اللجنة لتعكس وجهات نظر مختلفة.
سابعاً: يجب أن يتوافر في عضو اللجنة التزامه بالمصداقية واحترامه آراء باقي الأعضاء والجمهور.
ثامناً: يفضل في الاختيار معيار الخبرة السابقة في لجان التحكيم،إذ يمكن أن تكون ميزة إضافية، ولكنها ليست شرطًا أساسيًا إذا توفرت الشروط السابقة.                                                      لكن يبقي السؤال الأهم هل لو توافرت جميع الشروط السابقة في اختيار أعضاء لجان التحكيم سيتسق تقيمها للعروض مع أراء وانطباعات الجمهور المتلقي ؟ اعتقد أن للجمهور ذائقة تختلف عن ذائقة المختصين لذا اري ان تشكيل لجان التحكيم يجب أن يتضمن اختيارات عشوائية للجمهور المتلقي ضمن أعضاؤها، أو علي الأقل تطرح إدارات هذه التظاهرات استطلاع لرأي الجمهور المتلقي تضعه لجان التحكيم نصب أعينها حين تشرع في تقييم العروض المتنافسة.

التخصص والحيادية والعقلية الناقدة والانضباط أبرز سمات أعضاء لجان التحكيم بالمهرجانات
فيما رأى الكاتب المسرحي طارق عمار عدة نقاط هامة يجب أن تتوافر بلجان تحكيم المهرجانات فذكر قائلاً : من أهم السمات الواجب توافرها في أعضاء لجان التحكيم : أولاً: التخصص حيث أن المتخصصين يكونون أكثر ميلاً لتقديم أحكام نقدية منضبطة بحكم درايتهم بطبيعة ما يحكمون،
ثانياً العقلية الناقدة: فقد يكون المبدع على درجة عالية من الإبداع إلا أنه لا يتمتع بقدرة نقدية تمكنه من تحليل العمل بالصورة التي تيسر إصدار حكم قيمة عليه.
ثالثاً: الحيادية: بمعنى أن يتمكن المحكم من تحييد تفضيلاته الفنية أثناء الحكم على العمل والنظر بموضوعية إلى ما هو مقدم دون إجراء مقارنات مع أعمال سابقة لنفس المبدع ودون الميل إلى آراء مسبقة عن نوعية العرض المحكم ومدى تفضيله لهذا النوع من عدمه .
رابعاً: الانضباط وأقصد به قدرة المحكم على الحفاظ على سرية الرأي التحكيمي لحين إعلانه رسمياً حتى وإن تحدث عن العمل في ندوة نقدية أي أنه عليه الفصل بين ما يصدره من حكم وبين ما يقوم به من تحليل نقدي سابق على إعلان النتائج. وأضاف قائلاً : تلك هي المعايير الواجب توافرها من وجهة نظري في المحكم أما عن تكوين اللجنة ككل فيجب أن تمتاز اللجنة بالتواصل الجيد والفهم المتبادل والتناغم عند إصدار القرارات حتى لا تقع في مأزق التضارب في الآراء بصورة تؤدي إلى إصدار قرار تحكيمي متضارب وعن الإستعانة بمحكمين من خارج الحقل المسرحي تابع : بالفعل أنا لا أحبذ الاستعانة بمحكمين من خارج الحقل المسرحي لتحكيم المسرح وذلك لا ينتقص من قدراتهم الفنية أو النقدية أو التحكيمية ولكنهم وبكل تأكيد لن يكونوا على دراية كافية بطبيعة العمل المسرحي وما قد يعانيه من معوقات إنتاجية أو غيرها وكلها أمور تؤثر في العرض المسرحي ويجب أن يأخذها المحكم في الحسبان فإن كانت درايته بها غير كافية فقد يشوب القرار التحكيم بعض القصور.

التنوع بين الأعمار والاجناس والتخصصات مطلوب
فيما أوضحت الناقدة منار خالد رأيها في معايير اختيار لجان التحكيم فقالت : لابد أن يتوافر عنصري «الاتساق والعدل»، الاتساق على مستوى اختيار أعضاء اللجنة من أعمار مختلفة، فمن الممكن ألا يتفق عضو في عمره السبعين على سبيل المثال، مع آخر شاب في العشرينات أو الثلاثينات، وسبق ومررت بهذه التجربة في أحد لجان التحكيم، وكانت تجربة مريرة، نظرا لفارق السن الذي يؤدي بالكبار النظر إلى الصغار باعتبارهم أطفالا، وكذلك فارق آلية التفكير والاختلاف الزمني الذي يمكن الأجيال الجديدة من التفكير بطرق مبتكرة واستيعاب ما لم يقدر عليه البعض وليس الكل بالتأكيد من «كبار السن“ .
ولكن على جانب آخر أحيانا ربما يكون فارق العمر في مصلحة جدية التحكيم ونزاهته، إذا كان الكبير أكثر مرونة، ومررت أيضا بتلك التجربة في مهرجان آخر ولكن ربما تمتع الكبار بهذه المرونة نظرا لكونهم غير مصريين، ولا أجزم أبدا بقاعدة واحدة بل فقط هي حالات مررت بها، بين الحميد والمتعب.
وتابعت: أما عن عنصر العدالة، فلابد ايضا من الوضع في الاعتبار عدد النساء في اللجنة الواحدة مقارنة بالرجال، وأيضا العدالة في التنويع بين التخصصات داخل اللجنة الواحدة، بين مخرج وناقد ومهندس ديكور وموسيقى وهكذا حتى يأخذ كل عنصر حقه، وبالتأكيد إذا تنوعت الاجناس ايضا ستتنوع الاراء، وأيضا إذا تنوعت الأعمار فالاتساق المذكور لا يعني الاستغناء عن أي عمر منهما، بين كبير وصغير، ولكن ربما الالقاء بشاب صغير وسط مجموعة من الكبار في السن -والمقصود هنا دائما بالكبير والصغير هو العمر وليس المقام لا سمح الله- فهذا يعتبر ظلم لأفكاره، وأيضا إذا تم إلقاء كبير في وسط مجموعة شباب سيحدث حجر على زمنه وأفكاره، لذا فالتنوع بين الأعمار والاجناس والتخصصات مطلوب ويستلزم الحيادية والنظرة الثاقبة ممن يقوموا باختيار هؤلاء الاعضاء من الممكن الاستعانة باعضاء من خارج المسرح بالطبع ولكن ليس في لجان التحكيم، بينما في الندوات التطبيقية للعروض المسرحية في أغلب المهرجانات، وبخاصة إذا كان هناك عروض تهتم بخطاب محدد، فمثلا إذا كان يتصدر العرض خطاب تاريخي فلا ضرر من الاستعانة في الندوة التطبيقية بأستاذ في التاريخ لتصحيح وتوضيح بعض التفاصيل المتعلقة بتخصصه، وبالطبع يتطلب علينا جميعا الوعي بالكثير من العلوم والآداب حتى يتأتى لنا قراءة وتفنيط عناصر العرض المسرحي، ولكن لا ضرر مطلقا في الاستعانة بمتخصص في هذه الحالة للاضافة لنا جميعا، وكذلك الحال في العروض التي يتصدرها خطابا نسويا فلابد من الاستعانة بناشطات نسويات وبالطبع يوجد ناقدات فنيات متخصصات في هذا الشأن ربما لم يعرفهم الحقل المسرحي لكنهن موجودات ومتحققات بالفعل، ولابد من تواجدهن جنبا إلى جنب على منصات الندوات حتى يتمكن من قراءة خطاب العرض وتصحيح المفاهيم المغلوطة، لربما نعبر بعض الشيء من كليشيهيات النسوية المقوبلة التي طالما نشاهدها على خشبات المسارح.

أن يكون لديهم المرونة الكافية لتقبل التجارب الجديدة
اما الدكتور محمد الهجرسي فارتكز على عدة نقاط هامة في معايير الاختيار الخاصة بلجان التحكيم المهرجانات فقال: اختيار لجان التحكيم في المهرجانات المسرحية يتطلب توافر معايير دقيقة لضمان الحيادية، الاحترافية، والقدرة على تقييم العروض بشكل موضوعي. من أهم هذه المعايير .

أما عن المعايير الأساسية لاختيار لجان التحكيم
التخصص والخبرة: يجب أن يكون الأعضاء من ذوي الخبرة في مجال المسرح، سواء في الإخراج، التمثيل، الكتابة المسرحية، أو النقد الفني.
كذلك التنوع في التخصصات المسرحية: لضمان شمولية التقييم، يجب أن تضم اللجنة خبراء في الإخراج، الأداء، الدراماتورجيا، تصميم الإضاءة، الديكور، والموسيقى.
الحيادية والنزاهة: تجنب تضارب المصالح من خلال اختيار أعضاء ليس لهم صلة مباشرة بالعروض المتنافسة.
التواصل والقدرة على التحليل: يجب أن يكون لدى الأعضاء القدرة على تقديم ملاحظات بناءة وواضحة تدعم تحسين الأداء الفني.
القدرة على تقييم العروض بشكل شامل: يجب أن يكون لديهم منظور شامل يشمل الأداء، النص، الإخراج، الإضاءة، الموسيقى، والديكور.
الوعي بالتطور الفني: يجب أن يكونوا مطلعين على الاتجاهات الجديدة في المسرح المحلي والدولي.
ان يكون لديهم المرونة الكافية لتقبل التجارب الجديدة دون رفض لفكرة الاختلاف و الخروج عن المألوف.                                              
أما عن الاستعانة بأعضاء من خارج المسرح.
من الممكن الاستعانة بأعضاء من خارج المسرح، متخصصين في المجالات غير المسرحية، ولكن بشرط:
أن يكون لديهم فهم عميق لخصوصية العمل المسرحي ومتطلباته .
أن يتم اختيارهم لخبرتهم المميزة التي تضيف قيمة لتقييم عناصر بعينها.
حيث أن الدمج بين التخصصات المسرحية وغير المسرحية يمكن أن يعزز جودة التحكيم.

يجب أن يكون متابع  للحظة المسرحية الراهنة
الناقد أحمد خميس الحكيم طرح وجهة نظر مغايرة في معايير اختيار لجان التحكيم فقال: عضو لجنة تحكيم يجب أن تتوافر به خبرة طويلة في مجال المسرح سواء مصمم ديكور أو كاتب او مخرج أو دراما تورج، وكل عناصر اللعبة المسرحية فعندما نختار عضواً من هذه العناصر فيجب انتقاء عضو له خبرة طويلة،  ومر بعروض كثيرة سواء عمل بهذه العروض أو شاهدها أو كتب عنها أو كتبها،  وكذلك موثوق في ذائقته فتحققه في سوق العمل هو ما يعطيه هذا الثقل والخبرة، وكذلك ولديه وعي وشارك في العديد من المهرجانات المسرحية،  وكذلك من أهم  المعايير حضوره ومتابعته للحظة المسرحية الراهنة، ومشاهدته لكل الأعمال المطروحة بالسوق سواء عروض مسرح الدولة أو عروض قطاع خاص أو عروض جامعات،  ومشارك في صناعة هذا المشهد حتى نكون أكثر اطمئنان أنه لم ينقطع عن المسرح لمدة طويلة حتى لا يحكم على العروض بذائقه قديمة، وبناء عليه من الممكن أن يظلم العديد من العروض المسرحية التى تمتلك وعي مغاير أو مشهدية جديدة أو اشتغال مختلف ومن ثم حضور المشهد يعطي خبرات ووعي بالمشهد الراهن؛ وبناء عليه نكون على ثقة بالمحكم أن لديه من الخبرة والوعي والكفاءة ما يعطيه الثقة بأن يكون محكم آمن،  ولن يظلم تيمات أو أشكال مختلفة أو تطور للاشتغال على سينوغرافيا أو موسيقى أو الصناعة نفسها ككاتب كمخرج وملامس لهم بشكل أساسي ولأفكارهم وواعي بالمختلف والمتغير وتابع قائلاً : مسـألة أخرى مهمة يجب طرحها، وهي عندما يتم تشكيل لجنة تحكيم يتم استجلاب عضو لجنة التحكيم من عناصر الصناعة المختلفة على سبيل فيكون هناك كاتب ومخرج ومهندس ديكور وكيروجرافر ومن الضروري أن يكون كل عنصر بمثابة علامة في العنصر الذي يمثله وتحدث عنه فعلى سبيل المثال الموسيقى والرقص في العروض نحتاج لعنصر من أبناء الصنعة ذاتها كموسيقي أو كيرجرافر يستطيع أن يميز بين عنصر وعنصر آخر فهناك فرق أن يطرح رأى فني عام ورأى فني متخصص جداً ودقيق،  وهي مسألة توافرها أساسي، ومهم في تكوين أعضاء اللجنة،  وعن الإستعانه بفنانين من خارج أبناء الصناعة كوسيقى أو مهندس ديكور ذكر خميس قائلاً : لا مانع من الإستعانه بفنانين من خارج الحقل المسرحي،  ولكن يكونوا ملامسين للحركة المسرحية ومشاهدين للعروض، ولديهم هذه الخبرة فعندما يكون اسم معروف في مجاله؛ سيتمكن بكل سهولة من التحكيم في عناصر العرض المسرحي من موسيقى وديكور .... إلخ فمن يشاهد سينما يشاهد المسرح وكذلك من يشاهد الأعمال الدرامية يشاهد أعمال مسرحية وهكذا فالتنوع بالنسبة له جزء من تربية الخبرة فلا مانع من وجود اعضاء من خارج الحقل المسرحي،  ولكن لديهم خبرة في المجال الخاص بهم فيكون لديهم تخصص دقيق في الفنون .
يجب أن تكون لجان التحكيم على قدر كبير من الإدراك والوعي بالفن المسرحي .
بينما أشار د. محمد عبد المنعم إلى أبرز المعايير الخاصة باختيار لجان التحكيم فقال : ارى أن أبرز المعايير التى يجب أن تتوافر في لجان التحكيم أن تكون لجان التحكيم على قدر كبير من الإدراك والوعي بالفن المسرحي وعلومه وفنونه المختلفة من ديكور وأزياء وإضاءة وموسيقى واستعراضات وأداء تمثيلي،  وغيرها من عناصر العرض المسرحي، والمعيار الثاني يجب أن تكون اللجنة متنوعة فلا تنحصر في ثلاثة أعضاء أو خمسة أعضاء فلا يكون أعضائها كلهم نقاد أو نقاد وكتاب أو كلهم ممثلين أو مخرجين ينبغي أن يتنوع أعضاء اللجنة ما بين مخرج وناقد وممثل أومخرج وناقد وكاتب أو مخرج وناقد وكيروجرافر وهذا يعني أننا نغلب عنصر المخرج أو الناقد ويفضل أن يكونوا داخل لجنة التحكيم بالإضافة إلى عنصر آخر متغير قد يكون الموسيقي وقد يكون مدرب رقصات والسؤال لماذا يجب أن يكون هناك مخرج مع ناقد في لجنة التحكيم،  وذلك لأن المخرج كما نعلم أنه يكون داخل كواليس و«مطبخ» صناعة العرض المسرحي، ويعي أسرار هذا الفن، وعناصره المختلفة وقادر على إدراك مدى إجادة هذا العناصر عند تقديمها على خشبة المسرح من عدمه لأنه أحد عناصر العرض المسرحي، وهو يشاهد العرض ويحكمه يعي بشكل كبير لأسرار صناعة العمل الذي يشاهده،  وسيستشعر مدى جدية كواليسه، ومدى وعي المخرج، ومدى وإدراك الممثلين لما يقدمونه كما أن أهمية وجود الناقد ترجع لديه كم معرفي وثروة معرفية وثقافية بمدارس النقد الحديثة،  ونظريات التلقي إلى جانب تذوقه الإبداعي الجمالي لعناصر العرض، ولكن سيكون لديه أسس معرفية مثل النظريات النقدية ونظريات التلقي التى من الممكن أن يحكم بمعايرها العرض الذي يتلقاه وذلك لأنه سيضع نفسه في موضع الجمهور ويخدع العرض لنظريات عملية وفنية تمثل المعايير لتقييم الفن المسرحي؛ وبالتالي سيكون رأيه على صواب. وأكمل قائلاً المعيار الثالث في اختيار لجنة التحكيم، وهو أن تكون اللجنة جميعها لجنة متخصصة في الفن الذي تقيمه سواء كان فن مسرحي أو فن سينمائي أو تلفزيوني أو إذاعي فيجب أن تكون لجنه متخصصة ودارسه لهذا الفن، ولا يمنع أن يكون ضمن  أعضاء اللجنة عضو لديه خبرة طويلة بالمجال، وممارس فعلي على أرض الواقع للفن المسرحي فممارسته وخبرته تثقله وتوازيه لمكانه المتخصص الدارس الممارس المتخصص يكون لديه خبرة واسعة وعن الإستعانه بعنصر من عناصر أعضاء لجنة تحكيم خارج الحفل المسرحي لتحكيم أحد عناصر العرض المسرحي استطرد قائلاً : في هذا التوقيت كل شىء يجوز ولكن وجهة نظري الشخصية لا أفضل الإستعانه بعناصر من خارج الحقل المسرحي على سبيل مخرج سينمائي يحكم عرض مسرحي أو مخرج مسرحي غير دارس أو ممارس للإخراج السينمائي يقيم العرض السينمائي وينطبق ذلك عى كاتب السيناريو يحكم نص مسرحي وكاتب مسرحي يحكم سيناريو فأري أن الأحكام ستكون بعيدة وينقصها شىء من الدقة والسبب في ذلك لأن كل وسيط من الوسائط الفنية «مسرح وسينما وتلفزيون» له أدواته وتقنياته، والمخرج المتخصص في مجال واحد فقط، وغير ممارس لكل الفنون لاسيما «المخرج» سيكون عالم فقط بإسرار الفن المتخصص به فنحن في عصر متقدم يؤمن بالتخصص فعندما نشرع في تحكيم عروض مسرحية يجب انتقاء لجنة متخصصة في فن المسرح فقط،  وعندما يتم التحكيم في السينما أيضا لابد الإستعانه بمتخصصين في الفن السينمائي، وعندما نشرع في تحكيم عرض مسرحي راقص أو مسابقة موسيقية يجب الإستعانه بموسيقيين متخصصين وتابع: من وجهة نظري أن السينوغرافر أو مهندس الديكور ينطبق عليه يستطيع تحكيم سينما ومسرح وتلفزيون لأنه دارس الديكور له اسس ومبادىء والأسس والمبادىء لا تتجزأ في المسرح والسينما من حيث الخامة والطراز ومدى مطابقته للشخصية والفضاء والكتله والإيقاع البصري والوزن النسبي، والعناصر الأخرى من فن رسم والتصوير والتشكيل والسينوغرافر يدرس كل هذه الأشياء في الفنون الجميلة والفنون التشكيلية،  وبعد ذلك يتخصص أما ديكور مسرحي تعبيري أو ديكور معماري؛ وبالتالي يجوز الإستعانه بمهندس الديكور حتى وإن لم يكن في المجال المسرحي؛  بالتالي من الممكن أن يحكم في مهرجان مسرحي مهندس ديكور سينمائي، والعكس من الممكن ان يحكم مهندس ديكور مسرحي في العروض السينمائية فالدارسة والمعايير،  والأسس في الفن التشكيلي واحدة،  والمدارس والمذاهب في الفن الحديث واحدة ولكن يكون غالب عليه التذوق الجمالي مع الجانب العلمي فيستطيع طرح رأى صائب إلى حد ما،  وفي حالة الموسيقى أيضا تنطبق عليه قاعدة مصمم الديكور أو السينوغرافر فالموسيقى دارس الآله الموسيقية، والمقامات الموسيقية ويعرف الأشكال الغنائية المختلفة وعن المواصفات التي يجب أن تتوافر في لجنة التحكيم أضاف : اولا يجب أن تجمع اللجنة خبرات متنوعة وأجيال مختلفة فلا تصبح اللجنة كلها من الرواد الذين يؤمنون بالنظريات الكلاسيكية أو من الشباب يرفضون الأعمال الكلاسيكية الراسخة ويميلون للتجريد أكثر والتعصير فيجب أن تكون اللجنة متوازنه فالعرض المسرحي الواحد قد يجمع في تكوينه اتجاهات وأساليب مختلفة، والمهرجان الواحد يجمع عروض من طرز مختلفة؛ وبالتالي يجب أن تجمع اللجان أجيال مختلفة وهم الرواد القدامى، ومحكمين من جيل الشباب الممارسين أصحاب الخبرة الذين يتمتعون بقدر كبير من الوعي والدقه والمعرفة والخبرة والشىء الثاني يجب أن تتسم لجنة التحكيم بالنزاهة والحيادية والموضوعية فلا تضع اى اعتبارات أخرى فوق المعايير الفنية  التى تميز عرض عن أخر والشىء الثالث يجب أن تتمتع اللجنة بشىء من «المرونة» حتى يكون اعضائها على قدر من التفاهم والتوافق مع بعضهم البعض وهم يحكمون فيجب أن يكون لديهم عقلية مرنه ويستمعوا لنقاشات بعضهم البعض، والرأى مقنع يستجاب له ويشمل عنصر “المرونه” أيضا التحكيم في مهرجانات الهواة الغير دارسين والغير ممارسين بكثرة تكون مستوياتهم الفنية والإبداعية متواضعه فنجد في بعض الأحيان اللجان ولأنها ممارسه ولها خبرة تغضب من الشباب وتحجب بعض الجوائز، وتمنع جوائز آخرى، وتحبط مشاركين، وممارسين يجب أن تكون اللجنة مرنه، وتراعي أن ما تشاهده عرض “ هواة “ فيجب أن تميز أفضل العروض في وسط هذا الكم من العروض المتواضعه، وذلك لأعطائهم جرعه أمل وحماس، ونوجههم إلى ما ينقصهم وإلى إى مدى وصل مستواهم وماذا يحتاجون ليصلون لمستوى متميز .

يجب أن تكون لجنة التحكيم متنوعة التخصصات
فيما أوضح الناقد أيمن غالي رأيه في الإستعانه بأعضاء لجان تحكيم من خارج المسرح قال : لا أحبذ الإستعانه بأعضاء لجان التحكيم من خارج المسرح مثل مصمم ديكور،  ولكن ليس في مجال المسرح أو موسيقى لا أحبذ أن تكون اعضاء لجان التحكيم من خارج المسرح فالمسرح والدراما لهما خصوصية فعلى سبيل المثال عندما يكون هناك موسيقى يؤلف أغاني، ولكن ليس في أعمال درامية سيكون التقييم موسيقي بحت وليس لا علاقة بباقي العناصر الدرامية الموجودة بالمسرح فيجب أن يكون له علاقة بالدراما المسرحية، وبطبيعة عناصر العرض المسرحي فيجب أن يكون الموسيقي ومصمم الديكور أو غيرها من العناصر يجب أن يكون له علاقة بالدراما المسرحية،  وبطبيعة العرض المسرحي فالدراما المسرحية مختلفة عن باقي الفنون وإن كانت تتقاطع معهم لكن هذا التقاطع لايكفي أن يكون عضو لجنة التحكيم غير متخصص أو غير ملم بعناصر الدراما المسرحية.
أما عن مواصفات لجان التحكيم مبدائيا يجب أن تكون لجنة التحكيم متنوعة التخصصات فيجب أن يكون هناك مخرج وكاتب وسينوغرافر وممثل وناقد مسرحي بلجنة التحكيم، ومشهود له في كتابته ويجب أن تتوافر مواصفات في هذه العناصر،  ومنها أن يكون لكل عنصر محكم تاريخ في مجاله مسرحي،  ومشهود له بالكفاءة وعلى درجة من الدراسة الأكاديمية أو على الأقل الثقافة المسرحية المشهود بها يجمع عليها الجميع والشىء الثالث أن يكون متواجد في الساحة،  وملم بما يقدم من عروض مسرحية، ومتابع لها حتى لا تكون آليات التقييم الخاصة به قديمة فيجب أن يكون على وعي بالظواهر الحديثة بالمسرح المصري والاتجاهات السائدة، وهي ثلاث مواصفات أساسية في اختيار اعضاء لجان التحكيم ،


رنا رأفت