«جسور» ضمن فعاليات المركز الثقافى الفرنسى

«جسور» ضمن فعاليات المركز الثقافى الفرنسى

العدد 915 صدر بتاريخ 10مارس2025

استضاف المركز الثقافى الفرنسى العرض المسرحى «جسور»، وهو نتاج برنامج جسور للفنون الأدائية، على خشبة المركز الثقافى الفرنسى بالقاهرة، أيام 23 ،22، 21 فبراير 2025.
العرض المسرحى «جسور» انطلق كورشة تدريبية متكاملة فى الفنون الأدائية، شملت التمثيل، الغناء، الرقص، الحكى، والإدارة المسرحية، استمرت على مدار سبعة أشهر بواقع 140 ساعة تدريبية، وقد تم تنفيذها بدعم من الاتحاد الأوربى، بالتعاون مع اتحاد المعاهد الثقافية الأوروبية (EUNIN)، وبالشراكة مع استوديو عماد الدين، وتحت إشراف وتنفيذ سودوكو للفنون.
أشرف على كتابة العرض المسرحى “جسور وأخرجه أحمد رجائى، بطولة: محمود أبوكيفه، محمد نوارى، محمد رجاء، سيزا سوركتى، بسملة أحمد، أبوبكر سالم، ندى نصار، عبير عز الدين، ستيفن ريمون، مها بابكر، أمنية على، بولا طارق، سلافه عز الدين، إسراء ممدوح، تصميم بوستر: مينا نادر، تصوير فوتوغرافيا مدحت صبرى، محمد رجاء، فادى حبيب، خدمات pr شركة وصلة، تصميم وتدريب الاستعراضات مينا ثابت أشعار أحمد رجائى، تأليف موسيقى ليالى، استايلست وأزياء نور القناوى، إضاءة عز حلمى، المادة الفيلمية ليالى يحيى، مساعدوا الإخراج بافلى وائل، مؤمن عيد، مادونا عماد، تقى الألفى.
قال مخرج العرض المسرحى “جسور” أحمد رجائى العرض يستعرض تأثير الهجرة على الأفراد نفسيًا واجتماعيًا، ويشجع على التعايش السلمى وتبادل الثقافات بين دول الجوار، وهو نتاج ورشة مستوحاة من قصص حقيقية يؤديها مجموعة من الفنانين من مصر والسودان وسوريا.
وأضاف رجائى، فى أجواء تجمع بين الواقع والخيال تعرض مسرحية “جسور” مزج بين حكايات وأحداث حقيقية حدثت بالفعل كتهجير المواطنين من بلادهم وقت الحروب ونزاعات الطعام والمياه وصراعات البقاء، وخطيئة قتل النفس والغير وجرائم الشرف والإتجار بالأعضاء وتفكك الأسرة، حيث تجتمع كل هذه الحكايات على مركب تائهة فى منتصف البحر، فى إطار تجريبى يمزج بين التمثيل والحكى والغناء والرقص.
قال الفنان محمود أبوكيفه، مسرحية “جسور” تتحدث فى المقام الأول عن الكثير من القضايا والأفكار مثل الحروب فى الوطن العربى والعالم، العادات والتقاليد المجتمعية، صراع الإنسان مع نفسه، المرض، التربية الخاطئة وإغفال المشاعر، الاستغلال والاستنزاف النفسى، وكل هذه المشاعر والأفكار يتم تقديمها من خلال سينوغرافيا تخيلية عن عالم البرزخ، العالم المجهول ما بين الحياة والموت، ويتم ذلك عن طريق قارب نجاة يتواجد عليه عشرة من الأشخاص يقومون بالتجديف على هذا القارب أملًا فى النجاة من مصير مجهول، ويتعرض الكثير منهم إلى أحلام مزعجة وكوابيس تذكر كل واحد على حدة بما فعله فى الحياة الدنيا من ذنوب وأخطاء وكأنهم فى وقت الحساب يعرض عليهم كتاب أعمالهم، مع ملاحظة أن الشخصيات ليسوا بالضرورة يمثلون شخصياتهم الحقيقية فى الدنيا بقدر ما يكونوا رمزًا لكل شخصية تؤدى نفس الأفعال فى العالم الحقيقى، وبالتالى نضع المشاهد أمام استفسار وسؤال دائم عن من هم هؤلاء الأشخاص، وهل يستحق كل منهم فرصة أخرى أم لا، ويظل المشاهد فى حالة السؤال طيلة العرض فيحاول أن يرى صورة تقريبية للكثير من المشاكل التى تسيطر على مجتمعاتنا ومحاولة فهمها، ولا يقدم العرض الإجابات بشكل مباشر بقدر ما يسعى إلى أن يكون المشاهد قد استطاع أن يدرك هذه الرمزيات ويحللها.
وأضاف أبوكيفه، بالنسبة لدورى فقد أديت شخصيتين مختلفتين فى المسرحية، ففى الليلة الأولى قدمت شخصية تمثل رمزًا لكل الاختبارات الخاطئة للإنسان فى الحياة، الإنسان الذى يظن أنه استطاع أن ينال من الحياة ما يريد بكل أنانية دون الاعتبار للغير ودون رقيب أو حسب، ولكنه دائم الشعور بالوحدة والنقص رغم نرجسيته وغروره الواضح، وبالتالى فهو ككتلة النار المتقدة دائمًا والتى تحاول البحث عن فرصة ثانية للعودة بعدما أدرك سوء اختياراته، وفى الليلة الثانية قدمت الشخصية الثانية، وهى رمز لكل إنسان مسئول عن أسرة وأبناء ولكنه أغفلهم مع الوقت والتفتت لصراعاته الشخصية مع ذاته وانغماسه فى عالم المخدرات حتى تفرق شمله معهم، ويظل طوال المسرحية فى عالم البرزخ يحاول أن يشرح لابنته أنه كان ضعيفا وخائفا من أن تشوه صورة الأب الجميل فى عينيها فاختار الهروب باسمه تاركًا لها أسئلة كثيرة فى رأسها حول أنانيته وزيف مشاعر حبه لها.
قالت الفنانة بسملة أحمد، يعتبر العمل أول عرض احترافى لى والفضل يرجع للأستاذ أحمد رجائى المخرج وفريق العمل، أبطال العرض فى كل ليلة عرض يختلفون عن الليلة الثانية، بالتأكيد فكرة أ أحمد رجائى فكرة جديدة ومختلفة، بلعب دورين، و دورى الأساسى هو دور لطفلة عندها سرطان فى الدم، وفى الحقيقة أحببت الدور جدا وتأثرت به، (وجايز يرجع شعرى يطير) هذه آخر جملة قالتها الطفلة قبل أن تموت، أنا أحب كل الأدوار لأنها قصص حقيقية وهذا شىء كنا متأثرين أكثر بكل قصص العرض ومتعاطفين معها.
وقدمت الفنانة بسملة أحمد الشكر “لسودوكو” وقالت بالنسبة لى هى عائلتى الثانية ومساحتى الآمنة ، مليئة بالحب والدعم ونجاح لى ولغيرى وفى الحقيقة أى شخص يدخل “سودوكو” يخرج منها إنسان جديد.
بينما قال الفنان أبوبكر سالم، ألعب دور شخص عنده تخوف من معرفة الحقائق ولا يملك الشجاعة الكافية لاتخاذ قرارات حياتية وفى نفس الوقت يحاول مساعدة غيره ولا يعرف مثل ما كان يساعد أخته وأنه يحميها من قسوة افكار المجتمع الناتجة عن العادات والتقاليد والتى يتم تنفيذها بطريقة بشعة ورجعية معتمدة على” من يخطئ يستحق العقاب” فى النهاية أقدم الشكر للقائمين عن شركة “سودوكو”، على رأسهم  المخرج أحمد رجائى والتحية أيضا موصولة لجميع مدربى الورشة.
قالت أمنية على، دورى فى العرض المسرحى “جسور” أحبه جدًا لأن دورى عن الحرب وأرسلت رسالة لوطنى، من خلال العرض استرجعت ذكريات حلوة ومؤلمة، وكل حاجة عن وطنى السودان، وأضافت أمنية العرض عموما يعتبر “نفاجات” مقفولة عن كل شخص ونحن قمنا بالفتح، يعتبر العرض المسرحى “جسور من العروض العبثية الممتعة بشدة ودسم وثقيل فكل شخص فى العرض يحكى الحدوتة بطريقته الخاصة مثل المثل “اللى يشوف مصايب الناس تهون عليه مصيبته” بالنسبة لعرض جسور من أفضل العروض التى عملت فيها بحب.
 


تغريد حسن