بمناسبة اليوم العالمى للمرأة هل قضايا المرأة فى المسرح وجدت من يعبر عنها؟

بمناسبة اليوم العالمى للمرأة هل قضايا المرأة فى المسرح وجدت من يعبر عنها؟

العدد 918 صدر بتاريخ 31مارس2025

المرأة والمسرح، تساؤل يطرح نفسه حول دور المراة فى المسرح، وعن تجلب الحالة المسرحية النسائية فيما يقدم من أعمال من خلال قضاياها الخاصة، وهل استطاع المسرح أن يعبر عن تلك القضايا برؤية تتسق ومتطلبات المرأة، أسئلة عديدة نحاول الإجابة عنها من خلال هذا التقرير...

المسرح لم يعطِ فكر المرأة المساحة المروية
 قالت الدكتورة دينا أمين: «المرأة دائمًا دورها مهم وله تأثير ولدينا نماذج رائعة مثل دكتورة نهاد صليحة، وبالطبع الأستاذة سميحة أيوب وكثيرات آخريات اثروا حياتنا وثقافتنا المسرحية».
هؤلاء الرائدات تركوا إرثًا عظيمًا متمثلًا فى فنانة أو أكاديمية تتلمذوا على يديهم وتدربوا من خلال العمل معهن.
وتابع عن إظهار المسرح جوانب المرأة تابعت: «الجوانب الخاصة للمرأة هى فكرها وطرحها لفلسفات مختلفة وخيال مبتكر وكل هذه الجوانب تظهر من خلال الكتابة والإخراج. ومن هذا المنظور لا بد لنا من الاعتراف أن المسرح لم يعط فكر المرأة المساحة المروية لأن لا يوجد نشر كاف لمسرحيات ونقد وإخراج المرأة.   
 وأضافت: «أظن أن المرأة حظها أفضل فى الكتابة والنشر الروائى. ومن وجهة نظر أخرى المرأة ليس لها دور قوى فى وضع سياسات المسرح أو الإدارة بأشكالها.
 وعن قضايا المرأة فى المسرح وهل وجدت من يعبر عنها استطردت قائلة: لقد اعتمدت المرأة لمدد طويلة على طرح قضاياها على يد الرجل ولم يكن دائمًا طرحًا عادلًا، لأن قضايا المرأة ليست من أهم هموم الرجل، لكنها حقيقتها وخبرتها فى الحياة، وهى وحدها القادرة على التعبير عنها ووصفها بدقة؛ لذلك إذا نشرت وأعطت المساحة العادلة للأعمال المسرحية والنقد المسرحى للمرأة أظن أن فى ذلك الحين نستطيع أن نقول إن قضايا المرأة وجدت من يعبر عنها.         
مشاكل المرأة ليس لها وجود فى مضامين أغلب الأعمال المسرحية
 بينما أوضحت الكاتبة نسرين نور قائلة :بالنسبة لدور المرأة ومدى تأثيره فى الفن، هو ليس فى الفن فقط ولكنه فى كل مناحى الحياة سواء فى الثقافة أو الأدب واقل فى المسرح فطالما عرف المسرح برجاله، ولم يكن له نساء إلا قليلًا فصرن علامات يعرفن به ويفخر بهن، على رأسهن سيدة المسرح العربى سميحة أيوب ونجمة إيرادات سهير البابلى وإن حالت انتماءاتها الأيدلوجية اللاحقة من الاحتفاء بتجربتها والتنظير لها بشكل جيد. من الجيل القديم فاطمة رشدى طبعًا ومنيرة المهدية واللاتى كانا لهن فرقا تحمل أسماءهن.    
 وتابعت نسرين نور قائلة :أما الآن فأنا لا ادرى ما هى قضايا المرأة فقضايا المرأة نجدها دائمًا فى محكمة الأسرة، أما إن كان المقصود مشكلات المرأة للأسف ليس لها وجود تقريبًا فى مضامين أغلب الأعمال المسرحية، ذلك أن مشكلات الشباب أيضا ليس لها وجود فى المسرح، وأكثر ما يسىء هو المسرحيات الموجهة، والتى تحمل شحنة من الادعاء والمباشرة تغم النفس، المباشرة عدو لدود للفنون بكل انواعها الفن هو وجهه نظر للمشاكل وللحياة رأى يخرج على هيئة لوحة أو شعر أو رواية.. إلخ لكن للأسف معظم المسرحيات التى تهتم بالمرأة موجه للمرأة ولا أدرى لماذا فهى صاحبة المشكلة وليست جمهورًا مستهدفًا، كذلك مباشرة وسطحية كما أسلفت، وتفتقر فى معظمها للصدق الفنى، كما تحتوى مثل طبق السلطة على كل الفيتامينات فمن ختان الإناث إلى الحق فى الإجهاض مرورًا بالعنف الأسرى.

مع نهاية القرن التاسع عشر استطاعت المرأة التعبير عن أفكارها وطرح قضاياها
 الناقدة د. أميرة الشوادفى ذكرت قائلة تعانى المرأة فى المجتمع المصرى الحديث اغترابا شديدًا. فهى تنتقل اليوم من عهد التبعية الضعيفة، المسحوقة المقهورة. إلى عهد التبعية المبدعة القوية. وهى فى حيرة وأزمة ازاء خلط الأدوار الذى وضعت فيه. فمطلوب منها أن تستخدم أسلحة التحرير والقوة التى يستخدمها الرجل، فتتعلم وتعمل وتستقل وتحمى نفسها، أى أن المرأة فى المجتمع المصرى الحديث قد أصبح لها ثلاث مراحل من النضج الحسى، والنضج التعليمى، ثم النضج الاقتصادى، وهذا جعلها تتشابه مع الرجل أحيانًا.
وتابعت: «مع نهاية القرن التاسع عشر استطاعت المرأة التعبير عن أفكارها وطرح قضاياها بأشكال متنوعة مثل الشعر والنثر، معاجم السير الذاتية للنساء ومقالات صحفية.
وظهرت العديد من النصوص الرائدة آلتى أنتجتها نساء على مدى خمسة عشر عامًا قبل الجدل حول قضية المرأة المنسوب إلى قاسم أمين الذى ألغى بكتابه تحرير المرأة 1899 كل النساء الأخريات على أساس امتيازاته كرجل وقاضٍ، فحتى اليوم ما زال قاسم أمين يتمتع بلقب محرر المرأة رغم أنه نادى بتعليم المرأة فى المرحلة الإلزامية فقط، وكأن الفكر النسوى لم يكن مطروحًا قبله، فمثلا فى عام 1879 نشرت مريم النحاس قاموس السير الذاتية للنساء بعنوان: معرض الحسناء فى تراجم مشاهير النساء وفى عام 1887 نشرت عائشة تيمور: نتائج الأحوال فى الأقوال والأفعال وفى 1893 نشرت زينب فواز قصتها حُسن العواقب ثم نشرت معجمًا لسير النساء بعنوان الدر المنثور فى طبقات ربات الخدور عام 1894، كما برزت فى مصر بعض الأديبات المبدعات نذكر منهن السيدة عائشة عصمت هانم التيمورية وباحثة البادية، والآنسة مى ولقد كان للأدب النسوى أثره فى نفوس الرجال، فقد غير من نظرتهم إلى المرأة واضطرهم إلى تقديرها وإكبارها، ومن هؤلاء الكتاب على أحمد باكثير الذى لم يقتصر دوره على إبراز المرأة فى صورة مشرفة فى الأعمال التى يبدعها ويؤلفها فحسب، بل لقد عمد إلى قصص التاريخ والأساطير فإذا وجد فى بعضها نيلًا من قدسية المرأة أو موقفًا سلبيًا تجاهها شرع يعيد كتابة تلك القصة معيدًا للمرأة اعتبارها ومكانتها مصححًا خطأ التاريخ أو معيدًا تفسير الأسطورة.    
المسرح المصرى منذ قديم الأزل قدر دور المرأة
فيما أشارت د. سمر سعيد، مدير المعهد العالى للفنون الشعبية، قائلة: «المرأة تلعب دورًا كبيرًا فى المجتمع بشكل العام، فالمرأة المصرية هى التى تساعد زوجها الفلاح وتحكى الحكايات الشعبية لأحفادها المرأة المصرية مؤثرة جدًا فى الثقافة والفن والمسرح بل على العكس دورها يزيد، ويمتد بشكل كبير.
وتابعت: «بعد استراتيجية 2030م وجود المرأة فى جميع المناحى الثقافية أبرز دور المرأة وأهميتها وكذلك المسرح المصرى منذ قديم الأزل قدر دور المرأة وجسده بشكل كبير، وهناك عملاقة من السيدات منهم سيدة المسرح العربى الفنانة سميحة أيوب، وهى من أعظم الفنانات اللواتى جسدن الأدوار المختلفة للمرأة بالمسرح المصرى وإذا عدنا سنجد نماذج للفنانات كانوا متفردين فى المسرح منهم الفنانة مارى منيب كان لها دور كبير فى المسرح المصرى.    
وأضافت: «تعكس المرأة من خلال الفنون المختلفة دور المرأة فى انتشار الثقافة، وهناك دور عظيم لعبته الفنانة القديرة فريدة فهمى فى تكوين “فرقة رضا” وكيف غيرت وجهة نظر المجتمع فى ذلك التوقيت عن الراقصة ولكن دور المرأة فى تأسيس فرقة رضا من خلال تشجيع والدها جعل لفرقة رضا قيمة كبيرة لدور فريدة فهمى فى أن تجذب كل الفتيات من الجامعات المصرية ليشاركن فى تكوين فرقة رضا حتى تستلهم عناصر الثقافة الشعبية وتؤديها على المسرح لتكون سفيرة لمصر فى الخارج وتنشر الثقافة الخارجية           
المرأة فى المسرح والثقافة: بين التأثير والتحديات
قالت المخرجة منار زين إن المرأة لها دور أساسى ومؤثر فى مجالات الثقافة والفن والمسرح، مشيرة إلى أن الفروق بين الرجل والمرأة لا ينبغى أن تُطرح كنقاش، لأن كليهما إنسان قادر على الإبداع والمشاركة والتأثير. وترى أن النساء تركن بصمات واضحة فى المسرح المصرى، حيث شهدت الساحة الثقافية تجارب نسائية رائدة. ومع ذلك، فإن استمرار حضور المرأة فى المجال المسرحى يواجه عقبات متعددة، الأمر الذى يجعل بعض النساء غير قادرات على مواصلة التحدى، رغم وجود نماذج قوية أثبتت نجاحها.
التراجع النسائى رغم التقدم الزمنى تتساءل منار زين عن سبب محدودية عدد النساء العاملات فى المسرح، رغم التطورات الحديثة التى كان من المفترض أن تعزز مشاركتهن. فبينما شهدت العقود الماضية نجمات مثل فاطمة رشدى التى ساهمت فى ازدهار المسرح المصرى، إلا أن العدد الحالى من المخرجات والكاتبات المسرحيات ما زال محدودًا. وتضيف أن هذا التراجع قد يكون ناتجًا عن تحديات اجتماعية ومهنية تواجهها النساء فى المجال المسرحى، ما يجعلهن أقل قدرة على الاستمرار مقارنة بالرجال.
قصور المسرح فى تناول قضايا المرأة ترى منار زين أن المسرح المصرى لم يتناول قضايا المرأة بالشكل الكافى، حيث لم تُكتب عروض مسرحية قوية تناقش قضايا النساء بعمق وحقيقة. وتشير إلى أن هناك قضايا اجتماعية مثل العنوسة تم تناولها مرارًا، لكنها لم تعالج بأساليب فنية متجددة، ما يجعلها قضايا مستهلكة لا تترك تأثيرًا حقيقيًا. وتؤكد أهمية أن يكون للفن دور رئيسى فى تغيير المفاهيم المجتمعية المغلوطة حول المرأة، خصوصًا تلك التى تعيق تقدمها فى المجتمع.
تشير المخرجة منار زين إلى أن بعض التجارب المسرحية النسوية تلقى تفاعلًا واسعًا، لأنها تلامس قضايا حقيقية تعيشها النساء فى المجتمع. لكنها فى الوقت ذاته تنتقد أن النصوص المسرحية التى تتناول المرأة عادةً ما تكون من كتابة الرجال، وغالبًا ما تعالج القضايا بشكل سطحى لا يتعمق فى التفاصيل الإنسانية لمشاكل النساء. وتوضح أن هذه المعالجة السطحية تؤدى إلى تقديم صور نمطية بدلًا من تصوير المرأة كإنسانة تواجه تحديات معقدة على المستويات الاجتماعية والمهنية.
ومن خلال تجربتها كمخرجة، تلفت منار زين الانتباه إلى التحديات التى تواجهها النساء فى هذا المجال، حيث لا يزال يُنظر إلى المرأة المخرجة بعدم الجدية، خاصة فى تعاملها مع فريق عمل يضم رجالًا، سواء كانوا فنيين أو عمال مسرح. وتشير إلى أن التحديات التى تواجهها المرأة فى المسرح لا تقتصر فقط على العمل الفنى، بل تمتد إلى القيود الاجتماعية، حيث تُفرض عليها التزامات عائلية ومجتمعية تجعل من الصعب عليها التفرغ الكامل للإبداع الفنى.    
تختتم منار زين حديثها بالتأكيد على ضرورة تقديم دعم حقيقى للمرأة فى المجال المسرحى، سواء من خلال مبادرات تدعم المخرجات والمؤلفات المسرحيات، أو عبر تغيير النظرة المجتمعية التى تحد من قدرة المرأة على القيادة والإبداع فى الحقل الثقافى والفني. وتؤكد أن المرأة التى تنجح فى المسرح، رغم التحديات، تستحق تقديرًا أكبر من نظيرها الرجل، نظرًا للقيود الإضافية التى تواجهها فى طريقها نحو النجاح.    

غياب الرؤية واستراتيجية للإتاحة والعدالة الثقافية
فيما أوضحت المخرجة عبير أن المرأة موجودة بحكم أنها جزء من تكوين المجتمع، فهناك الكثير من الممثلات العظام الموهوبين الدارسين، وهناك كثير من الكاتبات والمديرات الثقافيات اللواتى أدارن العديد من المؤسسات الثقافية بمهارة مثل د. هدى وصفى التى أدارت مركز الهناجر للفنون والمسرح القومى اللذان حقق كلا منها فى فترة إداراتها أعلى إنتاج كمًا وكيفًا، وكذلك سيدة المسرح العربى الفنانة سميحة أيوب، والأستاذة بسمة الحسينى التى كانت مدير مؤسسة المورد الثقافى، وهى مديرة ثقافية من الطراز الأول، وقدمت مشاريع كثير فى المورد الثقافى بالقوانين الخاصة بحرية الإبداع وحماية المبدعين، وفى نفس الوقت عملت على مشروعات عمل منها مشروع لصياغة سياسية ثقافية مصرية وهناك مخرجات مسرح لعبن دورًا كبيرا فى المسرح والسينما ولهم علامة بارزة، وكذلك ناقدات مبدعات أمثال المخرجة منحة البطراوى، والأستاذة نهاد صليحة رحمة الله عليها، د. سامية حبيب وناقدات من الجيل الجديد أمثال ليليت فهمى، وهى ناقدة واعدة إذن، فالمرأة لها دور بحكم وجودها نسيج المجتمع ولكن هل تمارس دورها بسهولة وسلاسة مثل الرجل، ومؤكدًا أن هناك ضيقًا فى التحقق، وفرص العمل والإتاحة والتواجد، وذلك نتيجة التعداد السكانى وعدم وجود رؤية واستراتيجية تحدد المعايير التى يتم العمل من خلالها ما يجعل الأمر يخضع لقيادات فبحسب كل قيادة ومدى تفهمها لفكرة التنوع فكل قيادة من المفترض أن تكون متفهمة أن هناك تنوعًا وتحقيقًا للإتاحة والعدالة الثقافية سواء بين الرجل والمرأة أو بين سكان العاصمة والأقاليم، وتابعت: «الإشكالية تكمن فى عدم وجود رؤية واستراتيجية واضحة تعتمد على العدالة الثقافية والمعايير، وهى مشكلة كبيرة فى أى مؤسسة ثقافية والأمر ليس تصنيفًا جندريًا مرأة أو رجلًا، لكن الأمر يتعلق بامرأة أو رجل يحلمون رؤية مما يؤثرون فى الحركة المسرحية والثقافية والعكس صحيح، وهناك مخرجات فى حركة المسرح المستقل أمثال نورا أمين وعفت يحيى وداليا بسيونى يعملن وفق رؤية واضحة فى المسرح الحر ويقدمن مشاريع تحمل أبعادًا فكرية وتقنية مميزة، كما ضربت المخرجة عبير على أمثلة لناقدات وعدات فى الفترة الحالية، منهن الناقدة هند سلامة التى لديها حرص شديد على متابعة الحركة المسرحية وهى تنضج يومًا بعد يوم وأخريات وعن مناقشة قضايا المرأة فى المسرح والوسائط الأخرى ذكرت قائلة: «ناقشت السينما قضايا المرأة فى أعمال متعددة بدءًا من السينما منها “أريد حلًا»، «وأسفه أرفض الطلاق”، “القانون لا يعرف عائشة»، وهناك أعمال ناقشت علاقة الرجل بالمرأة مثل “مراتى مدير عام» «تيمور وشفيقة”، وقد عدلت العديد من القوانين بناء على صدى هذه الأعمال، وكذلك فى المسرح المجتمعى؛ حيث قدمت العديد من الفرق المسرحية المستقلة بدعم من مؤسسات دولية مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان عروضًا تناقش قضايا العنف ضد المرأة، التميز القائم على النوع، ختان الإناث وزواج القاصرات، وشددت المخرجة عبير على أن المشكلة لا تكمن فقط فى مناقشة القضايا، بل القدرة على تحقيق التغيير الفعلى مؤكدة أن القوانين تتغير ولكن التطبيق يظل تحديًا كبيرًا، وأن تحقيق العدالة الثقافية يتطلب سياسات واضحة ومعايير محددة لضمان التنوع والتمكين الحقيقى للمرأة فى المجال المسرحى والثقافى.

لا يزال هناك حاجة إلى المزيد من الأعمال المسرحية التى تناقش مشكلات المرأة
أشادت د. رانيا يحيى، مدير الأكاديمية المصرية للفنون بروما، بدور المرأة فى التاريخ المصرى، خاصة فى ثورة 1919، وأثنت على دعم الدولة الحالى للمرأة، مؤكدة أن العشر سنوات الأخيرة شهدت إنجازات كبيرة فى تمكين المرأة وفى دور المرأة فى الثقافة والفن: أكدت أن المرأة المصرية لها دور بارز فى المسرح والفن منذ الحضارة المصرية القديمة، حيث كانت جزءًا من الفنون التعبيرية مثل الموسيقى والرقص، كما ساهمت الفنانات المصريات فى دعم الوطن خلال الأزمات والحروب.   
كما أشارت إلى أن المسرح المصرى تناول قضايا المرأة فى عدة أعمال، لكنه لم يسلط الضوء بشكل كافٍ على نماذج نسائية متفردة فى المجتمع، وأنه لا يزال هناك حاجة إلى المزيد من الأعمال المسرحية التى تناقش مشكلات المرأة وتعكس نجاحاتها وتحدياتها.
وعن أهمية المسرح التوعوى أكدت أهمية المسرح فى التوعية بقضايا المرأة، مشيدة بالمبادرات والمهرجانات المسرحية التى تهتم بهذه القضايا، مثل مهرجان «إيزيس» والمسرح النسوى. كما شددت على ضرورة نقل العروض المسرحية إلى المحافظات والقرى لنشر الوعى بقضايا المرأة على نطاق أوسع.
 وعن الدعم السياسى وانعكاسه على المسرح: ربطت بين دعم الدولة للمرأة فى السنوات الأخيرة واهتمام المسرح بقضاياها، حيث تم تناول موضوعات مثل العنف ضد المرأة، الميراث، والختان فى بعض العروض المسرحية. بشكل عام، وترى د. رانيا يحيى أن المسرح لعب دورًا مهمًا فى إبراز قضايا المرأة، لكنه يحتاج إلى مزيد من الجهود لتوسيع تأثيره وجعل هذه القضايا أكثر حضورًا فى الدراما المسرحية، خاصة فى المناطق الريفية.

المرأة نالت مساحة كبيرة فى التعبير عنها فى المسرح العالمى والمعاصر وما بعد الحداثة
ورأت الفنانة القديرة سلوى محمد على أن المسرح ليس فنًا ذكوريًا بعكس باقى الفنون وقد بدأ المسرح بشخصيات كبيرة ومهمة وذلك منذ العصر اليونانى، فهناك شخصيات نسائية بارزة فى المسرح العالمى أمثال انتيجون، ليدى ماكبث، اوفيليا وغيرهم من الشخصيات النسائية فى الأدب العالمى موضحة أن المسرح وضح صور متعددة وحالات للمرأة وهى محبة ومنتقمة وحزينة وغيرها من الحالات المختلفة للمرأة وصولا للأم شجاعة، وهو نص عبر عن المرأة فى الحرب العالمية وكيف تتصرف فى الحرب كذلك طرح نموذج المرأة “قليلة الحيلة” فى مسرحية «الإنسان الطيب» إذن، فالمرأة نالت مساحة كبيرة فى التعبير عنها فى المسرح العالمى والمعاصر وما بعد الحداثة.
وأضافت، قائلة: «المسرح يعد من الوسائط التى طرحت نماذج متعددة للمرأة وعالمها أكثر من الوسائط الأخرى، كما أنه من أكثر الوسائط التى اهتمت بالكتابة عن المرأة وقضاياها».


رنا رأفت