العدد 918 صدر بتاريخ 31مارس2025
نواصل الكلام عن مسرحية «كوابيس فى الكواليس»، ونقول: الاختلاف الثالث بين مخطوطة الرقابة وبين النص المنشور وبين النص المعروض هو ختام المسرحية، حيث إننا أثبتنا – فيما سبق - أن ختام العرض المسرحى على خشبة المسرح تمثل فى إعدام القاضى، أما ختام النص الرقابى فتمثل فى إعدام المؤلف! أما ختام النص المنشور عام 1997 فتمثل فى إنقاذ المؤلف من الموت ودفعه إلى مواصلة الكتابة! وبما أن خاتمة النص المنشور موجودة فى المسرحية المنشورة، فلم يبق لنا إلا ذكر خاتمة النص الرقابى، وجاءت هكذا:
القاضي: (يدق بالمطرقة) المحكمة تكتفى بدفاع المتهم وترجو إخلاء القاعة للمداولة..
علي: أنا لسه ما خلصتش كلامى..
القاضى: كلامك واضح.. (يدخل فجأة إلى القاعة قاضى المحكمة الأولى ومعه عضو اليمين والنائب وبعض الجمهور ويتجه القاضى الأول إلى القاضى الثانى)
القاضى (1): إحنا عايزين المتهم..
القاضى (2): إحنا بنحاكمه دلوقت والمحاكمة لسه مانتهتش..
القاضى (1): لكن إحنا حاكمناه والحكم صدر كمان وعاوزينه عشان ننفذ الحكم..
القاضى (2): ممكن أعرف الحكم إيه؟!
القاضي: الإعدام شنقًا.. (تحدث ضجة)
القاضى (2): دا نفس الحكم اللى إحنا حكمنا بيه عليه الإعدام شنقًا (ضجة)
القاضى (1): لكن إحنا اللى حكمنا الأول ولازم نشنقه الأول.
القاضى (2): لكن إحنا حكمنا عليه.. وهو فى إيدنا.. ولازم إحنا اللى نشنقه.. (يتقدم القاضى (1) من المتهم ويمسكه من ذراعه اليمنى ويتقدم القاضى الآخر ويمسكه من ذراعه اليسرى ويجذبانه حتى يرفعانه من فوق الأرض وينضم النائب للقاضى الأول ويمسك بساق المتهم ويتقدم النائب الثانى ويمسك من ساقه اليسرى ويجذبانه وهو يصرخ وهم يتصايحون) لازم إحنا اللى نعدمه.. لا لازم إحنا اللى نعدمه (وسط الضجيج والصراخ يقف بين النظارة عباس ويصيح)
عباس: وكتاب الله ما أنا كاتب مسرح.. قال مسرح قال.. ودين النبى ما أنا كاتب حاجة.. أيها حاجة.. إلحقونى.. (تهبط أصوات الصراخ والضجيج.. ستار).
مما سبق يتضح لنا أن مسرحية «كوابيس فى الكواليس» لها ثلاثة نصوص: الأول النص الأصلى المخطوط الذى قُدم إلى الرقابة – وأحتفظ بصورة منه – والنص الثانى الذى قُدم على خشبة المسرح وهو نص المخرج كرم مطاوع – إذا جاز لنا قول هذا – والمحفوظ فى أرشيف المسرح القومى – كما أتوقع - والنص الثالث المنشور ضمن الأعمال الكاملة لسعد الدين وهبة، وهو نص المؤلف سعد الدين وهبة فى صورته النهائية، والذى ارتضى نشره قبل وفاته بعد أن حذف منه وأضاف إليه وغيّر فى بدايته ونهايته.. إلخ!
وبناء على ذلك أتمنى أن يقوم أى مهتم بمسرحيات سعد الدين وهبة بتحقيق شامل للنص الرقابى، الذى سيتاح للباحثين قريبًا، عندما أسلم النصوص إلى «الجهة الرسمية المصرية»، كى ينشره بعد مقارنته بنص المخرج وبالنص المنشور فى الأعمال الكاملة لسعد الدين وهبة، كون هذا التحقيق سيظهر لنا أمورًا جديدة تثرى فهم ودراسة سعد الدين وهبة ومسرحه! وربما يظهر باحث متخصص فى مسرح سعد الدين وهبة، يقوم بهذا التحقيق بعد اطلاعه على بقية النصوص الرقابية لسعد الدين وهبة الموجودة فى حوذتى – بعد تسليمها - ربما يجد بها اختلافات كما حدث فى نص «كوابيس فى الكواليس»، حيث إننى أحتفظ بصورة من النسخ الرقابية لمسرحيات سعد الدين وهبة، ومنها: المسامير 1968، سد الحنك 1971، سبع ولا ضبع 1973، حبيبتى يا مصر 1974، الذئب يهدد المدينة 1978، أحمد الفسخانى 1978، شاهد نفى 1980، الوزير شال الثلاجة 1983، عنتر 86، بابا زعيم سياسى أو بطل رغم أنفه 1986، وظيفة واحدة تكفى 1987.
طرائف وعجائب
هكذا كتبت الدراسة حول مسرحية «كوابيس فى الكواليس»، وقدمتها للجهة التى كلفتنى بكتابة المقدمة لتنشرها مع النص، وكانت المفاجأة أن الجهة أعجبت جدًا بالدراسة، ولكنها لم ترد دراسة بل تريد مقدمة قصيرة! فما كان منى إلا أن كتبت المقدمة وفقًا لرغبتها، وكتبتها تحت عنوان «سيرة ذاتية ساخرة»، وها هى لتكتمل الصورة!
من العسير الحُكم على مرجعية سعد الدين وهبة فى تأليفه لهذه المسرحية! وهذا الأمر يذكرنى بالمنهج التكاملى فى البحوث الأدبية، الذى يأخذ فيه الباحث من كل منهج ما يناسب بحثه! هذا ما فعله سعد الدين وهبة فى تأليفه لهذه المسرحية، التى كتبها وعرضها قبل نكسة 1967 بشهر واحد، مما يعنى أن النماذج التى كتب عنها هى النماذج التى عاش معها قبل النكسة، بل وأن السلبيات التى جاءت فى أحداث المسرحية، ربما تدخل ضمن أسباب النكسة! ولعل القارئ – فى بعض مواضع المسرحية – سيشعر بأن المسرحية مكتوبة بعد النكسة لا قبلها، وهذا أمر سأوضحه فى نهاية هذه المقدمة.
بدأ سعد الدين وهبة مسرحيته بمقدمة غير منطقية فى أحداثها وأقوالها – بصورة مقصودة – ليعطى للقارئ انطباعًا بأن ما سيقرأه فنتازيا كوميدية ساخرة غير مقصودة! ومثال على ذلك اكتشاف بقايا مكياج وشعر مستعار فى المقابر الفرعونية، دلالة على أن الفراعنة عرفوا المسرح ومارسوه قبل أية حضارات أخرى! وهذا أمر منطقى بعض الشيء لوجود بحوث أثبتت ذلك.. أما غير المنطقى أن يكون الفراعنة قد ترجموا مسرحيات «موليير» إلى اللغة الهيروغريفية! أو أن «كليوبترا» الحقيقية والتاريخية قامت بتمثيل دورها فى مسرحية «مصرع كليوباترا» لأحمد شوقى، لأنها لم تقتنع بأن تقوم أية ممثلة بدورها! وأن سبب صراع قابيل وهابيل أن مخرج مسرحى وعدهما بتمثيل دور واحد! وهكذا قصد «سعد الدين وهبة» وضع بعض الحقائق التاريخية فى صورة غير منطقية ليقتنع القارئ بأنه سيقرأ تلفيقات وأكاذيب فى صورة حقائق، أو حقائق فى صورة تلفيقات وأكاذيب، وهذا هو الغرض من كتابته لمسرحية «كوابيس فى الكواليس»! ولأن سعد الدين وهبة كاتب كبير فى مجال الصحافة والمسرح، ناهيك عن خبرته القانونية بوصفه من ضباط الشرطة.. إلخ، فهذه المجالات كانت الخلفية الثقافية والقانونية فى كتابته لهذه المسرحية، التى أعدها سيرة ذاتية له فى فترة ما قبل النكسة!
تبدأ أحداث المسرحية بهدم الجدار الرابع فى محاولة لإشراك الجمهور فيما سيراه، حيث يعترف الممثل بأنه مؤلف هذه المسرحية الموجود اسمه على إعلانات المسرحية فى الشوارع، وهو أيضًا المؤلف الموجود اسمه على الورق بوصفه مؤلفًا للنص المسرحى، وهو أخيرًا المؤلف داخل العرض بوصفه ممثلًا لدور مؤلف مسرحية «الكابوس» التى سيشاهدونها الآن! ولأن العملية المسرحية تحتاج أولًا إلى «مؤلف» على دراية بأنواع الكتابة المسرحية، وعلى دراية بالتمثيل والإخراج حتى يكتب نصه بعلم وخبرة، ومن ثم يحتاج النص إلى «عرض» ليجسده على خشبة المسرح، وهذا العرض يحتاج إلى «جمهور ونُقاد» حتى يشاهدوا العرض ويكتبون عنه.. لذلك قسم المؤلف مسرحيته إلى ثلاثة فصول، الأول لشرح عملية تأليف «النص»، والثانى لشرح عملية «العرض»، والثالث لشرح عملية تقبل «الجمهور والنقاد» لهذا العرض.. وكل ذلك من أجل الحُكم على المؤلف - سيد العملية المسرحية – هل نجح أو أخفق فى عمله! مما يعنى أن «سعد الدين وهبة» كتب هذه المسرحية لتكون سيرة ذاتية كوميدية سخر فيها من كل شيء، وجمع جميع الأضداد فى العملية المسرحية والصحفية أيضًا!
فعلى سبيل المثال جعل للكتابة الإبداعية والنقدية والبحثية سوقًا وهو «سوق الخميس»، وفيه دكان مكتوب عليه «مسرحيات من جميع الأنواع.. تسهيلات فى الدفع، توصيل طلبات إلى المسرح»! أى أنه محل لبيع النصوص المسرحية الجاهزة، أو التى تُجهز وتُكتب للمؤلفين حسب الطلب من كل لون وصنف ونوع! والمقصود باللون التقدمى «بتاع دلوقت»، أو الرجعى «بتاع زمان»! أما الصنف فيقصد به «الكوميداتى يعنى تضحك يعنى فرايحي»، أو «التراجيدياتى يعنى تبكى يعنى حزاينى»! أما النوع ففيه «الواكعى» أى الواقعى، و«لا معكولي» أى اللا معقول.. إلخ. ورغم السخرية الواضحة فى هذه التصنيفات، فإن «سعد الدين وهبة» - ربما – كان يقصد ما يُشاع وقت كتابة المسرحية بأن فلانًا كان يكتب لهذا المؤلف الشهير! ولكن الطريف أن سعد الدين وهبة كانت له نظرة استشرافية على المستقبل، فمثل هذا الدكان ظهر بقوة فى سنواتنا الأخيرة – وما زال للأسف الشديد – متمثلًا فى مكاتب كتابة الرسائل الجامعية وبحوث الترقية، التى تعلن عن نفسها فى وسائل التواصل الاجتماعى دون أى رادع لها! ناهيك عن «الذكاء الاصطناعى» الذى بدأ استخدامه فى تأليف الروايات والمسرحيات!
ويستمر سعد الدين وهبة فى حواره الساخر ويكشف عن لعبة يمارسها بعض المبدعين المسرحيين، عندما ترفض لهم الرقابة نصًا، فما على المؤلف إلا تغيير العنوان والتقدم إلى الرقابة بالنص نفسه! ويصل سعد الدين إلى قمة السخرية عندما يعرض صاحب الدكان على المؤلف المبتدئ بيع النص وفقًا لموضة العنوان المكون من كلمة واحدة، فيعرض عليه العناوين الجاهزة ليختار منها، مثل: «الحاسد، الجامد، العابد، الوائد، الوافد، الواقد، العائد، السائد، القائد، البائد، الكائد، المائد»! ومن خلال ذلك نقرأ عدة طرائف منها، أن البائع جامل الشارى بأن باع له مسرحية رمزية بسعر الواقعية، رغم اختلاف السعر بينهما! وعندما يستقر الشارى على شراء مسرحية رمزية، يشرح له البائع معنى الرمزية بأنها: “صنف جديد بحيث إن الكلام بشكل والمقصود شكل تانى. وهو صنف يخلى الأليف [أى المؤلف] مسقف [أى مثقف] قوى.. يعنى تحط شوية شخصيات ع المسرح وتخليهم يقولوا كلام مش بتاعهم تبقى الشخصية رمزية على طول”!
وتنتقل الأحداث داخل السوق إلى دكان التمثيل والإخراج لتعليم المؤلف كيف يؤلف نصًا مسرحيًا من خلال تجسيد التمثيل والإخراج أمامه داخل الدكان بصورة ساخرة من خلال كافة أشكال الكوميديا! فمثلًا عندما يسأل المؤلف صاحب الدكان الفرق بين التشخيص والتمثيل والإخراج، فيجيبه صاحب الدكان: التشخيص يعنى تشخيص والتمثيل يعنى تمثيل، أما الإخراج فمستورد بييجى من بره.. والنوع الجديد هو الأعماق يعنى المخرج يخرج من الممثل كل شيء من أعماقه! وأخيرًا تصل الأحداث إلى دكان «النقد» ليسخر سعد الدين وهبة من النقاد ويكشف عورات بعضهم، عندما يقول صاحب دكان «النقد» للمؤلف المبتدئ عن النقد أيام زمان: “ما كانش ينقد غير البهوات والأساتذة.. كان الدكتور من دول يضرب لى التليفون يوصينى ع الطلبية.. وحياتك زى ساعتين كانت توصل له ولا رسالة الدكتوراه”! وفى هذا الدكان يُباع كتاب «كيف تصبح ناقدًا فى 24 ساعة»، الذى يشتمل على أنواع النقد - ويسردها سعد الدين بصورة ساخرة - ومنها: النقد التشريحى والتحسيسى والتهبيشى والتدميرى والتمزيقى والتفسيحى والفلحوسى.
وبعد هذا التنظير يكتب المؤلف المبتدئ مسرحيته «الكابوس» ويعرضها على الجمهور، فنجد أحد النقاد ينقد العرض من خلال الديكور دون أن يرى العرض أو يقرأ النص، مبتكرًا نوعًا نقديًا جديدًا، ويأتى بمثال على ذلك عندما نقد الرايات المعلقة فى الديكور، فيأتى أحد العمال ويأخذ الرايات، وعندما يعترضه الناقد يخبره العامل بأنها ملابسه الداخلية وكان ناشرها لتجف! أما مسرحية «الكابوس» فيتم عرضها، أى أننا نشاهد مسرحية داخل مسرحية، وكانت أحداثها تمثل الجانب الصحفى الذى عايشه سعد الدين وهبة، ولكن بصورة ساخرة، توضح أن أغلب الصحف لا تنشر الحقيقة بل تنشر الأكاذيب والتلفيقات! ووصلت السخرية الخيالية بالمؤلف أنه تحدث عن جريدة تأخرت فى الصدور ففكر رئيس التحرير فى إصدار عدد سابق بدلًا منه، أو طرح بيع المرتجع بحجة أن الجمهور لا يقرأ ولن ينتبه للأمر!
أما عقدة مسرحية «الكابوس»، أو هدفها الرئيس فتمثل فى قول الصحفى للحقيقة مهما كانت مؤلمة! لذلك اجتمع جميع الصحفيين فى النقابة وشربوا عصيرًا معينًا، يجعل الصحفى لا يكتب إلا الحقيقة، وهى الفكرة نفسها لفيلم «أخلاق للبيع» - بطولة فؤاد المهندس وشويكار وسميحة أيوب – والذى ظهر فى السينما عام 1968 وكتب السيناريو سعد الدين وهبة أيضًا.
ومن هنا تبدأ أهم أحداث مسرحية «الكابوس» وأثرها على الجمهور والنقاد، لدرجة اتهام مؤلفها بأنواع التهم المتعلقة بالكتابة من قبل اليمين واليسار والمتشددين، وأهم تهمة وُجهت إليه كانت القتل، لأنه قتل الدراما! فيتم الحكم عليه بالإعدام من قبل محكمتين، وكل محكمة تريد أن تشنقه الأول، فيصرخ المتهم أو «المؤلف» بأنه لن يكتب مسرحًا بعد الآن! فيتدخل والده ويهدد المحكمة برفع حذائه فى وجوههم ويطلب من ابنه أن يستمر فى كتابة المسرح بعد أن أعاطه القلم والورقة ليبدأ فى الكتابة!
هذه المسرحية تم عرضها على المسرح القومى فى مايو 1967، وكانت من إخراج كرم مطاوع، وشاهد العرض كثير من النقاد، كان على رأسهم الناقدان «فاروق عبد الوهاب» و«جلال العشري» اللذان – نشرا مقالتين - هاجما فيهما العرض قائلين: إن سعد الدين وهبه مؤلف المسرحية مريض بالذاتية، وأن المسرحية تعبير بدائى مباشر عن أحقاد شخصية لدى المؤلف، وكل ما فيها حب المؤلف لنفسه بنرجسية مرضية تجعله يصور نفسه مدانًا من اليمين ومن اليسار وموضع محاكمة من الجميع! فالمسرحية تهاجم كل شىء فى حياتنا، وتعتبر الفن عبثًا، والنقد عبثًا، والصحافة عبثًا، واليمين عبثًا، واليسار عبثًا، كل شيء عابث، عفن، فاسد.. كل شىء مريض منحط لا قيمة له.
عندما قرأت هذا الهجوم تعجبت كون المؤلف «سعد الدين وهبة» اعترف بكل هذا الهجوم وعالجه فى النص! كما أنه كتب بذاتية مقصودة وواضحة، وكافة النماذج الموجودة كُتبت بصورة كوميدية ساخرة! فكيف لم يعِ الناقدان الكبيران هذا؟! والأغرب أن هجومهما هذا منصوص عليه فى النص المسرحى، وعالجه سعد الدين وهبة بالفعل بأكثر من صورة، فكيف لم ينتبه الناقدان العظيمان لهذا! هنا اكتشفت أن النص المسرحى الذى قُدم على خشبة المسرح، يختلف كثيرًا عن النص الذى بين أيدينا الآن، مما يعنى أن «سعد الدين وهبة» استفاد من نقد الناقدين المنشور عام 1967، وعالجه فى نص مسرحيته المنشور فى هذا الكتاب، والمقارنة بين نص العرض والنص المنشور هنا يحتاج إلى جهد كبير ودراسة شاقة، ربما أتفرغ لها يومًا ما، لا سيما وأن نص العرض المخطوط المُقدم إلى الرقابة عام 1967 أحتفظ بصورة منه فى مكتبتى الخاصة!