المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية يحتفل باليوم العالمى للمسرح..

المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية يحتفل باليوم العالمى للمسرح..

العدد 919 صدر بتاريخ 7أبريل2025

 وكلمة مصر يكتبها الفنان القدير محمود الحدينى

فى إطار مشاركته ضمن برامج احتفالية اليوم العالمى للمسرح التى تقام فى السابع والعشرين من مارس كل عام، المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، أعد المشاركة المصرية بالحدث تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وقطاع المسرح برئاسة المخرج خالد جلال.
وقال المخرج عادل حسان، مدير المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، أن برنامج الاحتفال شمل فتح القاعة المتحفية بالمركز التى تضم مقتنيات نادرة أمام الجمهور، إضافة إلى تكليف الفنان القدير محمود الحدينى بكتابة كلمة المسرح المصرى فى هذه المناسبة كتقليد جديد هذا العام.
فى كلمته يستعيد الحدينى ذكرى احتفالية سابقة بالحدث نفسه شهدت إحياء فرسان المسرح اليونانى الذين أسسوا لفن المسرح، وتقديم أعظم منتوجاتهم الإبداعية أوديب وأنتيجون وأورست، إلكترا، وكلتمنسترا، مع جوقة حاملات القرابين التى كتبها اسخيلوس الأب الروحى للمسرح اليونانى وترجمها الدكتور لويس عوض وقام بإخراجها تاكيس موزينيديس بناء على دعوة من الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة آنذاك.
وجاء نص كلمة الحدينى كالتالى: فى يوم 27 مارس من كل عام يحتفل العالم أجمع بيوم المسرح، هذا الفن الساحر، والوحيد الذى يترك أثرًا مباشرًا فى مشاعر الجماهير.
لهذا يتم الاحتفال به فتفتح المسارح أبوابها أمام الجماهير وتقام الندوات واللقاءات بين فنانى المسرح والجماهير.
هو عيد تتجدد فيه مشاعر الحب والانتماء إلى هذا الفن الجميل والفريد من بين الفنون الأخرى.
وفى هذا اليوم يستيقظ من رقادهم فرسان المسرح اليونانى أسخيلوس وسوفوكليس ويوروبيدز ووأرستوفانيز الذين وضعوا أسس هذا الفن الجميل منذ آلاف السنين ومن قبل الميلاد.
 فنشاهد أوديب وأنتيجون وأورست، إلكترا، وكلتمنسترا.. وغيرهم.
وخلفهم تحوط بهم جوقة مسرحية حاملات القرابين التى كتبها اسخيلوس الأب الروحى للمسرح اليونانى والتى ترجمها الدكتور لويس عوض وقام بإخراجها المخرج اليونانى العالمى تاكيس موزينيديس بناء على دعوة من الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة آنذاك.
وقدمتها فرقة المسرح القومى على مسرح الأزبكية وقام ببطولتها فنانو الزمن الجميل: أمينة رزق، محمد السبع، محسنة توفيق، محمود الحدينى.
وقد اختار المخرج مجموعة الجوقة من فتيات لا تزيد أعمارهن على خمسة عشر عامًا يقدن أحداث هذه المسرحية، ومن خلفهم ديكور المبدع صلاح عبدالكريم وكانت الموسيقى تصدح بألحانها التى صاغها المايسترو جمال عبدالرحيم.
ذكريات جميلة نقشت فى تاريخ المسرح المصرى، وللأسف لم تتكرر هذه المبادرة لأنها كانت مرتبطة بأحلام الدكتور ثروت عكاشة.
كانت الجماهير آنذاك تحتشد داخل جدران المسارح لمشاهدة العروض المسرحية البديعة التى يقدمها المبدعون من المؤلفين والمخرجين والممثلين المصريين منذ أنشأ الخديو إسماعيل دار الأوبرا والتى قدمت عليها أوبرا عايدة احتفالًا بافتتاح قناة السويس.
 ولم يكتفِ بذلك بل أنشأ عدة مسارح فى الإسكندرية ودمنهور وطنطا ومنذ هذا الحدث ظلت الدولة تدعم فن المسرح لإدراكها بأن له تأثيرًا فعالًا عند الجماهير.
وقامت الدولة أيضًا بدعم المسرح فى عدة دول عربية فأرسلت أبناءها من المخرجين والمؤلفين لينشئوا المعاهد الفنية فى تلك الدول ويقدموا عصارة خبراتهم إلى أبنائها.
 وكان لهذا الدعم عظيم الأثر لدى الجماهير العربية.
كان لمصر – وما زال – الدور الكبير فى إثراء الحركة المسرحية فى الدول العربية الشقيقة، وهو ما يشعرنا بفخر يزيد من مسئوليتنا تجاه هذا الفن الجميل.
يتعرض المسرح حاليًا إلى انصراف بعض الجماهير عنه نتيجة ظهور الدراما التليفزيونية التى تعرض مختلف الفنون الأخرى من خلال شاشاتها وأنت جالس فى منزلك.
وبالتالى تأثر المسرح وبدأ يفقد أهم مقوماته وهو وجود الجماهير داخل مسارحه ودور عرضه.
فمسرح بدون جمهور يفقد وجوده حتمًا وهو ما يجعلنا نستشعر الخطر الذى يهدد وجود المسرح ويتطلب جهدا مضاعفا من قطاعات الإنتاج المسرحى فى مصر.
هذه الظاهرة ليست قاصرة على فن المسرح فى مصر وحدها بل تحدث فى كل المسارح العربية والأفريقية، بل وفى بعض الدول الأوروبية.
مما يستدعى منا أن نحتشد ونضع الحلول العملية لإنقاذ هذا الفن الجميل من الاندثار.
والحقيقة أن الدولة المصرية لم تقصر فى دعم المسرح. فقد قامت بإنشاء أكاديمية الفنون والتى تضم مختلف المعاهد الفنية المتخصصة.
 هذه المعاهد التى تقوم بتعليم وصقل وإعداد أبنائنا المبدعين.
وتقوم الدولة أيضًا بإنشاء المسارح الجديدة وتطوير وتحديث المسارح القائمة. وأقامت أيضًا قصورًا وبيوتًا للثقافة فى مختلف المدن والأقاليم محتفية ومحتضنة للمواهب الواعدة.
إضافة إلى ما سبق قامت وزارة الثقافة بفتح أبواب معاهدها الفنية لأبناء الدول العربية والأفريقية ليكتسبوا الخبرات اللازمة والتى تعينهم على نشر الفنون الجادة والهادفة فى بلدانهم.
وأخيرًا.. لا مفر من التصدى لظاهرة (انصراف الجمهور عن المسرح) وذلك بتقديم عروض مسرحية متميزة وقادرة على جذبهم إلى المسرح ليظل المسرح إشعاعًا مضيئًا بالجماهير.


أحمد زيدان