«الطريق».. الذى غير التاريخ لفرقة القومية بالغربية

«الطريق»..  الذى غير التاريخ لفرقة القومية بالغربية

العدد 931 صدر بتاريخ 30يونيو2025

قدمت الفرقه القومية بالغربية العرض المسرحى الطريق، على مسرح المركز الثقافى لطنطا ضمن المهرجان الإقليمى لفرق إقليم غرب ووسط الدلتا فرع ثقافة الغربية، فى الموسم المسرحى الجديد 2024-2025 التى تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان وإشراف الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة.
قال المخرج أسامة شفيق: تدور الأحداث فى بدايات عصر الظاهر بيبرس؛ حيث يصل إلى مسامع السلطان شائعات تفيد بنشاط دعاة الباطنية النذارية لاستعادة الخلافة الفاطمية. والانقلاب ضد السلطان، وهو ما يدفعه إلى التحقيق بصورة مكثفة فى الأمر.
وفى ذات الوقت يشرع السلطان فى إجراء العديد من الإصلاحات فى دولته. وتوعز له زوجته الأولى عائشة بالزواج من توركان خاتون، ابنة
بركة خان زعيم القبيلة الذهبية لإقامة حلف معه ضد بقايا المغول. على الناحية الأخرى نرى انشغال السيد البدوى بأحوال الناس ونصرتهم. وعند إحباط مؤامرة الكورانى ضد السلطان يقوم الكورانى بمحاولة إشعال فتنة.
فيزعم تورط عدد كبير من المتصوفين فى الأمر ومنهم السيد البدوى مما يدفع بيبرس إلى محاولة التحقق من الأمر إلى أن يثبت له عدم صحة الموضوع.
تنتهى المسرحية بوفاة الظاهر بيبرس بعد أن أقام دولة مهابة متحضرة ترعى شئون رعاياها وبعد أن رد للسيد البدوى اعتباره عقب هذه الوشاية الظالمة.
قال مهندس الديكور والملابس محمد محسن، العمارة المستخدمة فى العرض مستوحاة من طراز مسجد أحمد بن طولون، وتعكس سمات العمارة الطولونية بما تحمله من روح تراثية وفلسفية. ويعكس الديكور صراعًا داخليًا وفلسفيًا بين بُعدى العقل والمنطق ممثلين فى شخصية قطز، وبين الروح والتصوف، كما يتجسد فى شخصية السيد البدوى.
التصميم المسرحى لا يسعى لمحاكاة الواقع بشكل مباشر، بل يهدف إلى خلق فضاء رمزى يمنح المتفرج فرصة لتأمل أعمق فى المعانى الكامنة خلف الشكل الظاهرى.
يتمتع التكوين العام بتوازن بصرى يحمل فى كل جانب طاقة مضادة للأخرى:
الجانب الأيسر بتكويناته الهندسية المائلة ونافذته الدائرية، يرمز إلى التجرد الصوفى والسمو الروحى المرتبط بالسيد البدوى.
الجانب الأيمن بأعمدته المستقيمة ومقاعده المنتظمة، يعكس الانضباط والصرامة المرتبطة بعالم قطز، عالم العقل والسلطة والواقع. أما الدرج متعدد المستويات، فيرمز إلى رحلة الترقى الصوفى؛ حيث يصعد الإنسان من العالم الظاهرى إلى الباطن، كما يعبّر أيضًا عن تدرّج الفهم بين الدين والعقل.
ويأتى المقعد الخشبى الديوان كرمز للحكمة والعقلانية التى يمثلها قطز، فى حين تُحاكى القبة والنوافذ الدائرية البُعد الكونى، موحيةً بحالة التصوف والانفتاح الروحى.
جاء التصميم بسيطًا عمدًا، ليدعم الطابع الرمزى، ويتيح مرونة فى الإضاءة والتنقل بين المشاهد بسلاسة، مع الحفاظ على انفتاح المساحة الوسطى لتأمين حركة الممثلين بحرية، بينما صُممت المنصة على مستويات متعددة، تتيح للمخرج توزيع الشخصيات بشكل يُعبر عن الحالة الدرامية لكل مشهد.
قال محمد عبدالعزيز: أجسد شخصية السلطان الظاهر ركن الدين بيبرس البندقدارى. المعروف شعبيًا باسم الظاهر بيبرس.
حين أُسند إلى تجسيد دور الظاهر بيبرس، بدأت فى التحضير للشخصية من خلال قراءة موسعة فى تاريخه، مستعينًا بعدد كبير من الكتب والمراجع. اطلعت على تفاصيل ميلاده ونشأته ومرحلة صباه وشبابه، وكيف أصبح مملوكًا، ثم كيف شق طريقه حتى بلغ قصر الحكم فى مصر خلال عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب. تابعت رحلته فى الصعود السريع حتى أصبح من كبار قادة الجيش، ودرست علاقته بالسلطان قطز، والتعاون الذى جمع بينهما لمواجهة المغول وتحقيق النصر عليهم.
كما قرأت كثيرًا عن سماته الشخصية وملامحه الخارجية، وكذلك عن زيجاته وزوجاته وأولاده. وحرصت تمامًا على عدم مشاهدة أى عمل فنى سابق تناول شخصية الظاهر بيبرس، حتى لا أتأثر بأى تجسيد آخر للشخصية، رغبة منى فى تقديم رؤية صادقة وخاصة من خلال فهمى الشخصى للتاريخ.
قال محمد علاء: أجسد شخصية محيى الدين بن عبدالظاهر، الكاتب والمفكر المصرى الذى عاصر فترة حكم السلطان الظاهر بيبرس، وكان له دور بارز فى دعم مسيرته السياسية. وقد واجهت منذ البداية تحديًا كبيرًا فى تجسيد هذه الشخصية، تمثل فى الابتعاد عن النمطية التقليدية التى ارتبطت فى أذهان الجمهور بصورة المفكرين والكتّاب فى تلك الحقبة.
وقد تمكن الأستاذ أسامة شفيق، مخرج العرض، من تجسيد هذا الصراع بصورة متميزة على خشبة المسرح.
وعلى الصعيد التمثيلى، كان التحدى أكبر، نظرًا لانضمامى إلى الفرقة القومية بالغربية، والتى تضم نخبة من الفنانين أصحاب الخبرات المسرحية العريقة فى مجال الثقافة الجماهيرية، وهو ما يضع أى ممثل فى حالة من الضغط المستمر لتقديم أفضل ما لديه. إلا أن ما يميز هذه الفرقة هو الدعم المتبادل بين أعضائها، والذى ساعدنى كثيرًا فى تقديم الأداء التمثيلى بأفضل صورة ممكنة.
قالت مارينا أمين: ألعب شخصية توركان خاتون، لقد كان أدائى للدور تجربة مميزة بالنسبة لى، وكان من أهم العوامل التى أسهمت فى نجاح العرض بشكل عام وظهور الدور بهذا الشكل المميز هو وجود فريق عمل رائع، يضم نخبة من القامات الفنية البارزة، الذين كانوا حريصين دومًا على تقديم الأفضل فى كل تفاصيل العمل.
من الإخراج عالى المستوى إلى مشاركة كبار الأساتذة من الممثلين، كانت البيئة الإبداعية مثالية بكل المقاييس. وقد كان الدور قريبًا إلى قلبى بشكل خاص، كونه أول تجربة لى فى عمل تاريخى بهذا المستوى الراقى.
كما لا يسعنى إلا أن أشيد بالأستاذ أسامة، أحد أفضل المخرجين الذين تعاملت معهم، إذ يمتلك القدرة على استخراج أفضل ما فى الممثل، وهذه كانت من أهم مكاسب هذا العمل بالنسبة لى.
«الطريق» من تأليف طارق عمار من بطولة الفرقة القومية بالغربية إقليم غرب ووسط الدلتا فرع ثقافة الغربية، ومن بينهم: أحمد سالم، محمد عبدالعزيز، أحمد راضى، مصطفى فجل، محمد هشام، محمود قناوى، سمر مسعد، حسن مدحت، رامى الشريف، محمد علاء، احمد الشريف، إسلام زكى، ماجد صلاح، مارينا أمير، نسرين نصر، أيسل أحمد، عبدالرحمن السباعى، محمد السايس، سينوغرافيا محمد محسن، تنفيذ ديكور أحمد البحارى، ملابس حسام عبدالحميد، ماكياج نسرين نصر، إضاءة أحمد راضى موسيقى وألحان عبدالله رجال تنفيذ موسيقى هانى رمضان مخرج منفذ حسن خليل إخراج أسامة شفيق.
 


آية عرفة