العدد 931 صدر بتاريخ 30يونيو2025
بين أروقة المسارح وممرات البروفات، تنبض الحياة فى المهرجان الختامى لفرق الأقاليم، الذى تنطلق دورته السابعة والأربعون بمسرح السامر وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، ويستمر حتى 5 يوليو المقبل بمشاركة 26 عرضًا مسرحيًا تمثل مختلف محافظات مصر، فى احتفال فنى فريد يعكس روح الثقافة الجماهيرية ويكرّس للمسرح بوصفه مرآة للمجتمع وأداة للتغيير.
فى هذه الدورة، يلتقى مخرجون من مختلف أنحاء الوطن لعرض تجاربهم المسرحية، وتقديم رؤاهم الفنية، والأهم من ذلك: لتبادل الأحلام والطموحات. فى هذا التحقيق، نستعرض جانبًا من تطلعات عدد من المخرجين المشاركين فى هذه التظاهرة الثقافية، حيث عبّروا عن آمالهم فى أن يكون المهرجان مساحة حقيقية للحوار والإبداع، ومنصة عادلة لتكريم الجهود، وفرصة لإعادة الاعتبار لمسرح الأقاليم بوصفه أحد أهم روافد الحركة المسرحية المصرية.
\علينا العودة إلى روح الود والتنافس الحقيقى التنافس “الشريف”
أوضح المخرج عادل بركات مخرج عرض “الأسكافى ملكا” لقومية المنيا رأيه فى المهرجان الختامى لفرق الأقاليم فقال: «مهرجان فرق الأقاليم كطبيعة اى مهرجان نجد أنه له شقين شق القائمين على المهرجان وشق المتنافسين.
والكل يعمل من أجل النجاح؛ فكتيبه العمل المنوط بها الإشراف وإدارة المهرجان تبذل أقصى الجهد لنجاح المهرجان ليس على مستوى الشكل فقط وإنما للغاية التى وضعوا وأقاموا المهرجان من أجلها، وبذل أقصى جهد مع كل الفرق وكل العروض فالجميع منها على مسافه واحده دون محاباة لخروج العروض بشكل مشرف، وعلى الفرق المتنافسة أن تقدم منتجها للجمهور وأن تقبل بشرف نتيجة هذا التنافس ليصل كل هذا الى الضلع الثالث والأهم، وهو الجمهور، لأنه ومن وجهه نظرى وقد قلت ذلك مرارًا أن يكون الهم الرئيسى والمبتغى هو الجمهور، وأن يكون التنافس من اجل الوقوف على آخر ما وصلنا إليه وإعادة تقييم المستوى، حيث إننا وهنا نستطيع أن ننظر ونحن على مسافة من العرض بعد أن أنهينا مهمتنا فنقوم بدور الناقد والباحث فى تفاصيل المنتج (العرض) جنبًا إلى جنب مع اللجان ومع المتلقى ثم نضع الخطة لتطوير أدواتنا.
وتابع: «كما نتمكن من الإطلاع على ما يقدمه الآخر وما وصل إليه الاخرون من تقنيات وأساليب حديثة او مستحدثة تفيد العملية الفنية هذا بالإضافة إلى أننا كقائمين على المهرجان وإداراته المعنية نستطيع أن نلمح كواليس أو ما بين السطور ونقف على مشاكل وقضايا الفرق سواء المتمثلة فى عنصر المكان أو الإدارة أو كيان الفرقة، وذلك من خلال الشكل العام والانضباط وحرفية الفريق على خشبة المسرح فهذه الملاحظات تشى بمدى ترابط الفرقه وتماسكها وكم المشاكل الموجودة بها وكذا حاجتها للإحلال أو التجديد ومدى تعاون الإدارات معها وهل تمتلك دارًا للعرض أم أنها تعمل فى ظروف قاسية فبعض الفرق تعمل فى أماكن تشبه (الخرابة)
وأكمل، قائلًا: «ًكل هذا يجب أن يكون الهم الأول والرئيسى للهيئة متمثلة فى الإدارات القائمة على المهرجان مع ما يقدم إليها من تقارير لجان المتابعة والتفتيش واللجان الفنية التى ترسلها للمواقع حتى نلمس الوضع الحقيقى دون زيف أو تدليس علينا العودة إلى جمهورنا فجمهورنا لم يهجر المسرح، ولم يبتعد عنا نحن من ابتعد عن الجمهور بعد أن صارت الركيزة الأولى هو( يوم عرض اللجنة) و(التسابق) الذى خرج عن مسعاه الحقيقى؛ علينا العودة إلى روح الود والتنافس الحقيقى التنافس الشريف؛ الذى يقبل النتائج ويحترم رأى اللجنة حتى لو جانبهم الصواب – من وجهه نظرنا.
واستطرد، قائلًا: «علينا العودة الى احترام وتقدير رأى الناقد الفنى لأن الناقد “مبدع» وليس “عدوًا» ويسعى جاهدًا كى يقرأ العرض قراءة فنية يقرأ العلامات والدلالات الضمنية والظاهرة، ويقوم بتفكيك وتحليل وإعادة بناء ما يراه من إبداع على خشبة المسرح؛ ليقدم لنا قراءته الإبداعية للعرض فيكون مرشدًا لنا فى البعض ومعينًا ودافعًا لنا فى البعض الآخر لنخطو نحو ما هو افضل ما يصنع حراكًا فنيًا وثقافيًا وإبداعيًا على المستوى العام.
وأضاف: «المهرجان هو عرس حقيقى إذا إلتف الجميع وتحولق حول معنى وهدف سام وهو أن يصل إلى (الجمهور) وتقديم رسالة ومتعة مخاطبا العقل والوجدان وأن يكون انعكاسًا لقضايا وطنه وبيئته حاملًا قضاياه الثقافية والفنية خاصة الاقليم الذى ينتمى إليه وينتهى العقد المبرم بينه وبين المتلقى بنزول الستار ويصفق الجميع للجميع متمنيًا له التوفيق.
هذا نحن وهذا هو مهرجاننا الذى نفخر به كحصاد لموسم ملئ بالمشقه والتعب والنجاح بالوصول الى الجماهير ف نحصد ثماره. بالمهرجان الختامى لفرق الاقاليم.
وعن عرض “الإسكافى ملكًا تحدث المخرج عادل بركات، قائلًا: «الاســـــــــكافى ملكآ تأليف / يســــرى الجندى سينوغرافيا وإخراج / عادل بركات عرض غنائى استعراضى المسرحية مستوحاة من تراثنا الشعبى وحكايات ألف ليلة وليلة ويغوص ليأتى لنا باحدى لآلئ وجواهر تلك الليالى.. بها من الشعر والشاعرية ما يخلق أجواء حالمة ومبهجة رغم الأزمة.
ومن خلال حكاية («معروف الاسكافى» وعلاقتة بالسوق
الدنيا). وبشاعة هذا الواقع وأغلب نماذج هذا العصر وماتحمل من انتهازية وطمع وجشع واستغلال واستلاب.. إلا أن التمسك بالحلم والتحلى بالوعى يُعد قارب نجاة للإنسان.
يحاول العرض أن يقول لنا تمسكوا بأحلامكم وكفانا ما صنعته أذرع الشر من حروب وخراب وأمراض وتشويه للنفوس ، وخلق نماذج نهمة وشرهة سرعان ما تتحول لوحوش تفترس بعضها البعض وتُلقى التبعة على الظروف والآخر.
وهى مسرحية تقليدية من حيث البناء والشكل وان كانت تحوى بعض الملامح الأسطورية والفانتازيا، لذا فهى تتخذ من الواقعية التعبيرية نهجًا مسرحيًا لها، فيها عوالم زمكانية بعضها ما هو واقعى وبعضها فانتازى والبعض الآخر ذو ملامح أسطورية.
وتابع: «نستطيع إن نقول إننا أمام ما يمكن أن نسميه بالمسرح الشامل والذى يستغل كل الامكانات الممكنة من كلمة، صورة، موسيقى ورقص وغناء، صمت وحالات طقوسية وماسكات وأقنعة وعرائس، بالإضافة إلى تجسيد العوالم الخيالية.
سعيد بتجربتى فى «شارع 19».. ومتحمس للمشاركة بالمهرجان
أعرب المخرج عمرو حسان عن سعادته الكبيرة بتجربته الإخراجية فى عرض “شارع 19”، من إنتاج مركز الجيزة الثقافى التابع لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، والذى يضم أكثر من أربعين ممثلًا، معظمهم من الشباب فى بدايات مشوارهم المسرحى، مؤكدًا أن الفريق بذل جهدًا ضخمًا خلال فترة البروفات، وهو ما يجعله فخورًا بهذه التجربة.
وقال حسان: “أنا سعيد جدًا بالعرض وبالطاقم الذى عملت معه هذه التجربة كانت مثرية واستفدت منها كثيرا، خاصة أنها جمعتنى بطاقات شبابية واعدة، عندهم حماس حقيقى للفن والمسرح.
وأعرب عن حماسه للمشاركة فى المهرجان، معتبرًا أن صعود العرض للمرحلة النهائية يمثل تتويجًا فعليًا لمجهودات طويلة،
وأضاف: الوصول للمهرجان هو فى حد ذاته تقدير لجهودنا وشهادة بأننا على الطريق الصحيح.
كما وجه تحية خاصة لإدارة المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة، مثمنًا جهودهم فى تنظيم مهرجان قوى، ومشيدًا باختيارات اللجنة، التى وصفها بأنها تضم كوادر فنية محترمة وأساتذة كبار مشهود لهم بالكفاءة والخبرة.
واختتم حديثه، قائلًا: “أتمنى التوفيق لكل الفرق المشاركة، وإن يكون مهرجان هذا العام بمستوى يليق بالمسرح المصرى وبطاقاته الشابة.
أتمنى أن يتحول الختامى إلى مهرجان حى يحتفى بالتجارب لا مجرد توزيع جوائز.
عبّر المخرج عمرو الزغبى، مخرج عرض “ملحمة السراب”، لفرقة قصر دمياط الجديدة بأقليم غرب الدلتا عن أمنيته فى أن يكون المهرجان الختامى أكثر من مجرد محطة لإعلان النتائج، بل مساحة حقيقية للاحتفاء بالتجارب المسرحية والإنصات إلى أصوات الفرق المشاركة.
وقال: أتمنى أن أرى المهرجان ليس مجرد نهاية، بل بداية، منصة مفتوحة للنقاش بعد كل عرض، لأن كل عرض مسرحى فى رأيى هو بداية سؤال، وليس نهاية قصة.
واقترح الزغبى أن تتضمن فعاليات المهرجان جلسات تحليلية للعروض، بمشاركة نقاد وفنانين، إلى جانب إشراك الجمهور فى النقاشات، من أجل خلق حالة من الحوار الحقيقى، تتجاوز فكرة التقييم إلى فضاء أوسع من التفاعل والإضاءة على المعانى.
وعن عرض “ملحمة السراب”، أوضح الزغبى أنه ليس عرضًا تقليديًا، بل رحلة وجودية “لإنسان يبحث عن المعنى وسط وهم كبير، فى صراع دائم مع رغبته، ومع صورته عن نفسه، ومع الحقيقة التى يهرب منها.
وأضاف: حاولنا بقدر ما نستطيع أن نلمس وجع كل مشاهد، ونفتح له بابًا للتأمل فى ذاته وعلاقته بالعالم. وتابع قائلًا: عملنا من قلوبنا، وصدقنا أن المسرح ليس مجرد خشبة، بل هو مساحة نواجه فيها أنفسنا، ونسأل بصدق: من نحن وبماذا نحلم؟ هذا العرض لم يكن تمرينًا على الأداء، بل كان فعل حياة. وكل تفصيلة فيه خرجت من دواخلنا، من مشاعرنا الحقيقية، من الأشياء التى نخشى البوح بها أحيانًا إلا على خشبة المسرح. كنا نحاول أن نتحدث مع الجمهور، لا عنه، نمد خيطًا صادقًا من القلب إلى القلب.
واختتم حديثه، قائلًا: أتمنى من قلبى ألا ينتهى العرض عند سقوط الستارة، بل أن يظل حاضرًا فى أذهان من شاهدوه. أن يبقى سؤالًا مفتوحًا، أو أثرًا صادقًا فى الذاكرة. لأننى مؤمن أن المسرح لا يُغلق، بل يظل مفتوحًا فى دواخل من صدّقوه.
صراع النور والظلام.. وعرضى صرخة ضد الدجل والتخلف
أعرب المخرج محمد يسرى مخرج عرض «تاتا نيا» عن سعادته بتجربته فى المهرجان الإقليمى لفرق وسط الصعيد، مشيدًا بجودة التنظيم والتزام الفرق بالمواعيد المقررة، متمنيًا أن يحافظ المهرجان الختامى على نفس مستوى الانضباط والدقة.
وحول عرضه المسرحى، أوضح يسرى أن العمل يدور فى «قرية معزولة عن العالم، تعيش فى ظلام دامس وتخلف قاس، تحكمها سلطة كاهن يدّعى احتكار المعرفة الإلهية ويُصدر القوانين حسب أهوائه”. وأشار إلى أن “الصراع ينفجر حينما ترسل العاصمة معلمًا لنشر العلم والنور، ليصطدم بجدران الجهل والخرافة والشعوذة التى أحكم الكاهن بناءها، فيتحول العرض إلى مواجهة رمزية بين المعرفة والسلطة، بين النور والظلام». وأكد يسرى على أهمية تحديد مواعيد ثابتة وواضحة لجميع مراحل المهرجانات (الإقليمى، الختامى، والقومي) إلى جانب جداول الورش، موضحًا أن التأخير فى الإعلان عنها يربك الفرق ويؤدى إلى اعتذارات كثيرة من المشاركين.
وختم حديثه بقوله: أتمنى أن أخرج بعرضى فى المهرجان الختامى بشكل يليق بإسم الفرقة وكل الأساتذة المشاركين، وأن يحمل صوتنا رسالة ضد الجهل ويكون احتفاءً حقيقيًا بقيمة الفن والمعرفة.
أتمنى أن يظل المهرجان مساحة للتنوع والتعبير
يقول المخرج بيشوى عماد من إقليم القناة وسيناء عن تجربته “ اليد السوداء» التى يقدمها لفرقة بورسعيد النوعية.
عرض “اليد السوداء” هو ملحمة وطنية تتناول حقبة من أهم فترات التاريخ المصرى، وهى فترة الاحتلال الإنجليزى. نعالج من خلال العمل صراع المقاومة المصرية ضد المحتل وهيمنة السلطة البريطانية. اخترنا أن نسلط الضوء ليس فقط على البعد السياسى والوطنى، بل على الجانب الإنسانى الذى يحرك أبطال المقاومة، لنؤكد أن الدفاع عن الوطن لا يكون بالسلاح فقط، بل بالإيمان والحب والتضحية.
وعن رؤيته تابع “رؤيتى الإخراجية تقوم على تقديم النص فى صورة معالجة درامية حديثة، تتيح للجيل الجديد فهم تاريخ بلاده من منظور وجدانى وواقعى.
أردت أن يكون العرض صلة بين الماضى والحاضر، فاخترت التعاون مع الكاتب ميشيل منير، ليصيغ النص بأسلوب يمزج بين التوثيق الدرامى والتأثير العاطفى.
فى العرض نتابع صراعًا حقيقيًا حول مقتل السير لى ستاك، ونغوص فى دوافع كل شخصية من المقاومة: عبد الحميد، شفيق، نوال، صالح، وراغب. فى مقابل ذلك، يمثل توماس راسل السلطة البريطانية وقسوتها. من هنا يُطرح السؤال: ما ثمن حرية الأرض؟ وهل الاحتلال أشخاص، أم أفكار علينا أن نواجهها بالفكر والفن؟
وعن مشاركته فى المهرجان الختامى تابع: حتى الآن مشاركتى فى المهرجان الختامى لفرق الأقاليم لم تتم، لكن مجرد تصعيد العرض هو وسام ومسئولية فى آنٍ واحد. ولكن وجودك بين تجارب كبيرة وأسماء مؤثرة بيحمّلك أمانة أكبر إنك تكون على قدر الثقة.
واختتم حديثه قائلًا: أتمنى أن يظل المهرجان مساحة للتنوع والتعبير، ونحتفل فيه بالفن وليست بالمنافسة. الأهم عندى إن يظل العرض صادقا، مثلما بدا.
اتمنى أن يكون لـ”العائلة الحزينة” نصيب فى الترشح للدورة المقبلة من المهرجان القومى للمسرح المصرى.
قال المخرج أحمد كمال مخرج عرض “العائلة الحزينة» لفرق قصر ثقافة الإسماعيلية عن العرض: «تدور أحداث العرض حول عائلة تتظاهر بالحزن على قريب ثرى توفى، بينما تخفى خلف السواد والتنهيدات طمعًا شديدًا فى الميراث. يفضح النص ازدواجية المشاعر وسطحية الحزن، ويركز على الانهيار الأخلاقى حين تتدخل المادة فى العلاقات الإنسانية. ولعل براعة نوشيتش تتجلى فى تقديم هذا العالم الحزين - ظاهريًا - من خلال كوميديا لاذعة وسوداء، تعكس سخريته من الواقع الذى لا يزال ممتدًا حتى اليوم، وخلال حديث عن المعالجة الإخراجية اوضح كمال انه اعتمد فى معالجته الإخراجية على تقديم النص بروح معاصرة قريبة من الجمهور المصرى، فاختار العامية المصرية لغة للعرض، ما أضفى طزاجة وتلقائية على الحوارات دون أن يُفقد النص جوهره أو دلالاته العميقة.
كما استخدم كمال تقنيات الإضاءة والموسيقى بشكل ذكى لإبراز التوترات الداخلية للشخصيات، وحرص على أن تكون المؤثرات الصوتية جزءًا من البناء الدرامى وليس مجرد خلفية. أما الديكور فجاء على هيئة شكل شبه منحرف مدبب الزوايا، فى رمزية بصرية تعكس الانحرافات النفسية والأخلاقية لأفراد العائلة.
عن مشاركته بالمهرجان الإقليمى وآماله عن مشاركته هذا العام بالمهرجان الختامى لفرق الأقاليم.
أكد المخرج أحمد كمال أن المنافسة كانت قوية والعروض المقدمة تميزت بجودة فنية عالية، مشيرًا إلى أن مشاركته فى العام الماضى بمسرحية “ابن الإيه” للكاتب سامح عثمان، قد حصدت جائزتى أفضل عرض جماعى وأفضل ممثل مركز ثانٍ، وإن لم تُرشّح للمهرجان القومى. ويأمل هذا العام أن يكون لـ”العائلة الحزينة” نصيب فى الترشح للدورة المقبلة من المهرجان القومى للمسرح المصرى.
ما دور الجمهور فى المهرجانات؟
قال المخرج مصطفى الشطوى مخرج عرض “عرض حال» لفرقة الفشن عن أبرز أمنياته للمهرجان الختامى: الأمنيات كثيرة لكنها مجرد أمنيات لصاحبها فقط فكلمة «مهرجان» بمفردها كلمة ذات مسئولية كبيرة وأمنيات كثيرة وأمنياتك لن تغير من الواقع شيئا ولذا أتمنى التوفيق للجميع فالصورة ستختلف من عرض لآخر حسب الإمكانيات ولذا الحسابات والتقييمات تختلف فلسنا سواسية فى الصراع والظروف اقصد فى المنافسة ولا تختلف من شخص لشخص فهم هم بإمكانايتهم وظروفهم الثابتة التى لا تتغير من عام إلى عام.. هناك عدة أسئلة ما هو دور الجمهور فى المهرجانات وأين بقية الأقاليم من هذه المهرجانات؟ أعرف أنها أمنيات ساذجة أطرحها على نفسى قبل طرحها على حضراتكم. وعن أحداث عرض «عرض حال» أضاف تدور أحداث العرض:» مابين الشك والحب شعرة ولكل منهما حياة مختلفة.. وما بين الزواج الطبيعى والزواج التبادلى مصالح للأهل أو أحدهما بعيدا عن الحب والرغبة هكذا تحذر منهما العزيزة جدة أبطال العرض من الطرفين.
أتمنى أن أكون على قدر المسؤولية وأحمل اسم بلدى السويس فى كل عمل أقدمه
قال المخرج أحمد رضوان مخرج عرض “كرنفال الأشباح» لبيت ثقافة فيصل عن أحداث عرض “كرنفال الأشباح» ومعالجته: ينسج “كرنفال الأشباح” خيوطه داخل عالم الموتى، حيث يتلاقى عدد من الأثرياء فى «نادى المقابر” بعد الحرب العالمية الأولى، تدور بينهم حوارات فلسفية وإنسانية، حتى تقتحم عالمهم شخصيات من المقبرة العمومية، فتشتعل الأحداث وتتصاعد نحو تمرد وجودى، ينتهى بتجربة علمية يقودها البروفيسور “ماركوس” تعيد بعضهم إلى الحياة.
وهنا يتبدل مسار العرض، إذ يطرح سؤالًا عميقًا: هل يمكن أن تُعاش الحياة مرتين؟ وما الذى يختاره الإنسان إذا مُنح فرصة ثانية؟
وتابع قائلًا: تتشابك المعالجة الدرامية مع روح نص “فاوست”، عبر استدعاء الأشباح كمعادل نفسى يجسد الصراع الداخلى بين الخير والشر داخل النفس البشرية، دون أحكام مطلقة، بل بتفكيك طبقات الشخصية وتقديمها بشكل تركيبى متماوج. يعتمد النص على مبدأ “الفرصة الثانية” ليعيد مساءلة الإرادة والاختيار والمصير.
وتابع قائلًا: امزج فى رؤيتى بين الرمزية والبُعد البصرى والدراما النفسية، مستعينًا بخلفيتى كمساعد مخرج ومخرج منفذ، ومتسلحًا بورش متعددة خاضها فى مجالات المسرح المختلفة، لأصنع عرضًا متماسكًا ومغايرًا فى روحه وبنيته. العرض يراهن على الحس الجمالى والفكرى معًا، وعلى تحريك وعى المتلقى عبر طرح سؤال فلسفى يتجاوز المكان والزمان.
وعن طموحاته وأمنياته للمهرجان الختامى ذكر رضوان: فى ظل أجواء تنافسية مشرفة اطمح أن تكون مشاركتى فى مهرجان ختامى فرق الأقاليم لهذا العام بداية لسلسلة من العروض التى تثبت أن السويس حاضرة، وأن الشباب المسرحى قادر على إعادة تشكيل الخريطة الفنية بأفكار جريئة وطروحات جديدة، قائلًا بثقة: أتمنى أن أكون على قدر المسئولية، وأحمل اسم بلدى السويس فى كل عمل أقدمه.