العدد 931 صدر بتاريخ 30يونيو2025
تحت رعاية الأستاذ الدكتور غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون، والأستاذ الدكتور طارق مهران عميد المعهد العالى لفنون الطفل، وفى إطار امتحانات الفصل الدراسى الثانى للفرقة الأولى بدبلوم الدراسات العليا قسم العرائس واللعب اليدوية وتحت إشراف الأستاذ الدكتور جيهان فاروق والدكتور رضا حسنين والفنان القدير إسماعيل الموجى والإشراف على تصميم الديكور والعرائس الدكتور جمال الموجى، وأشرف على تنفيذ العرائس المصمم محمود الطوبجى، قدم على مسرح نهاد صليحة العرض المسرحى «جويا» عن النص المسرحى «الفنان» تأليف عبده الزراع، دراماتورج دكتور ناهد الطحان.
تدور الفكرة الرئيسية للعرض حول الصراع بين الأدوات التقليدية (القلم الرصاص الملون) والأدوات الحديثة (الكمبيوتر)، ولأول مرة يتم تقديم النص بتجربة جديدة “العرض بالعرائس” ودمج بـ»العنصر البشري” فى أضيق الحدود، فكان العنصر البشرى فى بدأية العرض بتقديم استعراض الأقلام، ومشهد قصير لجويا فى فصلها الدراسى، وأعتمد باقى العرض على العرائس، وقدم العرض فى حوالى 30 دقيقة عن نص “الفنان” للكاتب عبده الزراع بما يتناسب مع مشروع تخرج للطلاب لقياس قدراتهم، وكانت كل تجارب العروض السابقة التى قدم فيها نص الفنان تعتمد على العنصر البشرى والماسكات، ويعتبر عرض جويا ليس بمفهوم العرض المسرحى المتكامل الذى يقدم على مسرح به إمكانيات مثل مسرح القاهرة للعرائس وبتكاليف إنتاجية كبيرة، لكن عرض جويا قدم بإمكانات مالية بسيطة، وبذل فيه الطلاب جهدا كبيرا حسب الإمكانيات المتاحة، والتزموا بالمحافظة على الفكرة الأساسية للنص والرسالة المقدمة، والعرض يقدم رسالة فكرية وفنية هادفة، فيتعلم الطفل أن لا يهتم بالكمبيوتر والثورة المعلوماتية فقط، وألا يعيش مع الكمبيوتر فى جزيرة منعزلة عن كل ما حوله، فلا بد من التعامل مع الأدوات القديمة والتقنيات الحديثة والتوازن بينهما والاندماج مع الآخر، فالطفلة جويا فى العرض منذ أن قدم لها والدها الكمبيوتر هدية لتفوقها الدراسى بدأت فى التعامل معه بشكل دائم، وأهملت الألوان والتى كانت تعتبر أصدقائها القدامى التى كانت الوسيلة الأولى فى تعلمها فن الرسم، فالرسم بالألوان له متعة الخاصة، وأن الرسم والتلوين باليد يجعل الفنان متميزا ومن الممكن أن يصل للعالمية وضرب مثل بلوحة الموناليزا، والأسماء الكبرى فى عالم الفن التشكيلى، كما قدم العرض صورة تربوية وجمالية للطفل، من خلال أن رفع من شأن الأدوات التقليدية (القلم الرصاص الملون)، ولم يغفل دور الكمبيوتر، ويعلمه أن كل شيء موجود له أهميته، كما يزرع فيه قيمة التسامح، من خلال إنهاء الصراع دون انتصار طرف على حساب الطرف الآخر.
بين النص والعرض
كتب المؤلف النص باللغة العربية الفصحى، وكتبه أيضاً ليقدم كعرض بشرى وليس عرائسى، والأهم من ذلك عنصر زمن العرض، ففى عرض جويا تم اختصار النص والتركيز على الألوان الرئيسية (الأحمر، الأزرق، الأصفر) وتحويل نص العرض إلى اللهجة العامية المصرية، كما تم استبدال الطفل الفنان الذى يدعى عمر بالطفلة جويا، وركز أكثر على شخصية الأم وعلى النصح والإرشاد وتوجه ابنتها إلى المسار السليم للمحافظة على القيم التى ينشأ عليها الطفل على الرغم من وجودها بالنص الأصلى الذى برز هذا الدور الهام كما اختار المخرج من أشعار الكاتب عبده الزراع بما يتوافق مع الموسيقى والألحان من أغانى الأطفال مع تغيير بسيط لبعض الكلمات، واستعان بأغان من غير كتابة المؤلف نظراً لارتفاع تكلفة الألحان.
رؤية المخرج
قدم المخرج مشاهد حوارية قصيرة تعبر عن المضمون لسرعة إيقاع العرض، ونجد بعض المشاهد الحوارية التى بها معلومات كثيرة يقدمها المخرج على أكثر من مشهد دون الاخلال بتسلسل الأحداث مثلما قدم مشهد بشرى فى منتصف العرض حتى يفصل المَشاهد عن المنظور الضيق للعرائس لتتسع الرؤية للمَشهد البشرى ثم يعود مرة أخرى لمشاهد العرائس، واستخدم عرائس مبهرة فى حدود الإمكانيات المتاحة، فنجد العروسة جويا مصنوعة على شكل طفلة ذات وجه مقبول يتعاطف معه الطفل ويصدقها، وكانت الألوان لطيفة ومبهرة، وكذلك الأم وملابسها البسيطة، كما استخدم حركة بسيطة جداً لحركة الألوان حول العلبة، حيث حركة محدودة داخل الإطار الخشبى (البرفان)،
كان الديكور عبارة عن منزل جويا، ومدرسة جويا، وقسمت خشبة المسرح إلى جزأين الجزء الأكبر والذى يمثل منزل جويا كان له النصيب الأكبر من المساحة يقدر بحوالى الثلثين، وهو عبارة بارفان يعبر عن غرفة جويا بمنزلها، ويقف خلفه محركين العرائس، وبداخلة أحجام صغيرة ومناسبة سرير على يمين المتلقى، وفوقه رف وضع علية ألعابها، والمنبه و
كمبيوتر وكرسى على يسار المتلقى، وفى وسطة توجد علبة الألوان وضعت على منضدة وكان لون خلفية حائط الغرفة (لبنى فاتح)، وهو لون بارز وعاكس لألوان وملابس العرائس، ورسم على حائط الغرفة عدد اثنين حصان بألوان زاهية (الأحمر، الأزرق، والأصفر)، ومن وجه نظرنا نختلف مع هذه الألوان الزاهية، لأنها كانت تلفت النظر إليها، خاصة عندما تقف أمامها جويا أو والدتها،
وفى الثلث الباقى على يمين المتلقى كان فصل فى مدرسة جويا وضع فيه لوحة رسم وداخل المنظر يقف المدرس، وهو يعاتب جويا لعدم تلوين اللوحة ويقف معها زميل وزميلة لها فى الفصل.
تم تصميم وتنفيذ العرائس والملابس بشكل تقرب الطفل للشخصية على الرغم من أنها شىء مادى (جماد)، وتم اختيار الألوان الأحمر والأصفر والأزرق وهى الألوان الأساسية التى يستخرج منها جميع الألوان الباقية،
استخدمت الإضاءة للإنارة فى معظم المشاهد، وفى مشاهد الكمبيوتر استخدمت ألوانا فسفورية مع الإضاءة الزرقاء غامق من جهاز الموفنج هد ذو الإمكانات الاقوى والأسرع والمحددة على القطعة المراد تركيز الإضاءة عليها بديله عن الألتر وكأن الكمبيوتر له عيون مفتوحة.
وبالنسبة للاستعراضات تفاعل معها الاطفال خاصة فى بداية العرض وقدمة مجموعة من الأطفال التى كانت ترتدى ملابس سوداء، وتحمل ألوانا زاهية فسفورية، وتشعر وكأن الألوان هى التى تتكلم.
أما الموسيقى فقد اختار المخرج من شعر الكاتب عبده الزراع ما يتوافق مع الموسيقى والألحان من أغانى الأطفال مع تغيير بسيط لبعض الكلمات، ومن هذه الأغانى أغنية توت توت (توت توت احنا الألوان إنما أمامير، بلون ناس بلون طير) فى بداية العرض، وأغنية أخرى لتمرد الألوان على جويا (بعد النهارده ما فيش نعم.. تمرد صباح تمرد مسا.. بعد النهارده مفيش نعم) وتم دمجها على لحن النشيد الوطنى لجنوب القوقاز، وتم تغيير كلمات أغنية النهاية وحل محلها أغنية دنيا سمير غانم لينا حق نعيش فى سلام، لتعبر عن موضوع العرض، وهو الصداقة والتعاون داخل المنزل والتسامح (لينا حق نعيش فى سلام، وحق فى التعليم،نجرى نلعب مهى أيام، عاوزه جو وعقل سليم) وأنهى العرض بجملة خلفنا مفرناش الدنيا بالأصحاب تتعاش والنجاح بقى كده مضمون.
يعتبر العرض من العروض البسيطة والمتميزة وبه صورة مريحة للعين، وعلى الرغم من ضعف الإمكانات، والمسرح غير مجهز لعروض العرائس، وجاءت الإضاءة رأسية من أعلى فظهر فى الخلفية المحركون، ومن وجهة نظرنا كان المطلوب عمل بروفات أكثر على تحريك العرائس، على الرغم من الأخطاء التى دائما تحدث فى مثل تلك العروض (عروض اليوم الواحد)، استطاع المخرج خلق حالة من المتعة خاصة الأغانى المحببة لدى الأطفال والكبار.
كل الشكر لمن ساهم فى خروج هذا العرض للنور
أداء صوتي: د. ناهد الطحان (الأم)، حور أحمد (چويا)، أنس علاء الدين (اللون الأحمر)، چومانا أشرف (اللون الأصفر)، إمام وحيد (اللون الأزرق)، هبة الله على (الكمبيوتر)، أحمد مراد (المدرس)
تحريك عرائس: هانى نبيل، هبة الله على، إسلام جلال، إسلام يوسف، نهاد شاكر، كوثر عبدالرحمن.
غناء: أحمد مراد. يوسف يونس. سما شوقى حجاب
تصميم ديكور وعرائس: أمانى سالم، تصميم إضاءة: رضوى رشاد عثمان.
تنفيذ ديكور: ياسين محمد، تنفيذ إضاءة: عبدالله حجاج،
مدير خشبة مسرح: هدير هشام، چومانا أشرف، مى الزيدي
مخرج منفذ: هبة الله على، تصميم استعراضات وإخراج: هانى نبيل.