انطلقت مساء الأحد ثانى جلسات المحور الفكرى المصاحب لفعاليات المهرجان القومى للمسرح فى دورته الـ18، حيث جاء الجلسة الثانية تحت عنوان «التوجه المؤسسى ودوره فى تشكيل الذوق المسرحى العام» ويتحدث فيها كل من الكاتبة رشا عبدالمنعم والمخرج محمد الطايع، والمخرج أشرف عزب، ويدير الجلسة الكاتب عماد مطاوع.وفى بداية الجلسة قدم الكاتب عماد مطاوع المشاركين فى الندوة والتى بدأت بكلمة المخرج أشرف عزب، والذى سيقدم رؤية حول آليات الإنتاج فى وزارة الثقافة، وأثر ذلك على تشكيل وعى الذوق العام للجمهور.قدم المخرج أشرف عزب خلال كلمته التى تضمنت رؤية واستراتيجية المؤسسات الثقافية فى تقديم خدامتها للجمهور، ومنها وزارة الثقافة والتى تعمل وفق رؤية وأهداف واضحة، لافتًا النظر إلى رؤية وزارة الثقافة فى تقديم الخدمات الثقافية ومنها ما يحقق تعزيز الهوية وترسيخ الانتماء من خلال الأنشطة الثقافية ونشر الثقافة من خلالها، ودعم الصناعات الثقافية، وحرصها على تقديم كل سبل الدعم الثقافى لتحقيق تلك الأهداف التى تُسهم فى تشكيل الوعى الإنسانى، والذى ينطلق من خلال إعادة تشكيل السلوك العام.مشيرًا إلى الفترات التاريخية المختلفة التى مرَّت بها وزارة الثقافة منذ نشأتها فى فترة الستينيات وحتى الوقت الراهن، وتنوع الرؤى والأفكار التى كانت موجه للرأى العام مثل تعميق الفكر الاشتراكى - على سبيل المثال فى فترة الستينيات - وتعميق الروابط الاجتماعية بين جميع فئات الشعب، وهو ما يقوم بالأساس على الفكر المؤسسى لتوجيه الجمهور، وتشكيل وعيه.مضيفًا: إن تلك الفترة قد شهدت ظهور الكثير من الفرق الشعبية مثل الفرقة القومية وفرقة رضا، والتى شهدت أزهى عصورها فى تلك الفترة، إلا أن تلك الفرق قد شهدت تراجعًا كبيرًا فى الفترات الأخيرة لدرجة أن فرقة رضا قد تقلص أعدادها من 200 عضوًا إلى 12 عضوًا، وأن هذه الفرق لابد وأن يتم إعادة النظر اليها باعتبارها التى تحافظ على الموروث الثقافى الشعبى، وغياب كل سبل الدعم لتلك الفرق فلن تعد هناك ميزانيات أو نجم يمكن الاعتماد عليهم للنهضة تلك الفرق.فيما تحدثت الكاتبة رشا عبدالمنعم عن آليات الإنتاج فى البيت الفنى للمسرح والمسرح المستقل، وأهم الإشكاليات التى تواجه الإنتاج المسرحى فى البيت الفنى للمسرح، مشيرًا إلى أن أهم عيوب البيت الفنى للمسرح هو المركزية واقتصار فرقة على التواجد بالقاهرة دون النظر إلى المحافظات، وان الوصول المحافظات يأتى ضمن مبادرة المسرح المتجول فقط، وأنه من حق المحافظات أن تتواجد بها نجوم وفرق مسرحية، وأن أغلب الفرق هى فرق مركزية يقتصر وجودها على القاهرة.وتابعت عبد المنعم حديثها عن أهم الإشكاليات التى تواجه العملية الإنتاجية فى البيت الفنى للمسرح قائلًا:”أن هناك جانب مهم يواجه البيت الفنى للمسرح وهو تقادم الأدوات، والنقص الكبير فى عدد الموظفين وعدم قدرتهم على مواكبه التطورات الحديثة، وأن هناك قلة قليلة هم فقط الحريصين على تطوير أدواتهم، بالإضافة إلى الدورة الورقية ”الروتين” والذى يعمل على إعاقة العروض بشكل كبير، هذا بالإضافة إلى خروج الكثير من الموظفين على المعاش، وهناك أشكال أخرى والتى أراها فى منتهى الأهمية وهى إشكالية الموظف الفنان، والتى تحول بينه وبين التركيز فى عمله الإبداعى.أما عن المسرح المستقل فقد اكدت “عبد المنعم” على أن نشأة المسرح المستقل تعود إلى فكرة البحث عن فرصة، وإيجاد سياقات إنتاج مرنة يستطيع الشباب من خلالها تقديم أفكارهم، وأيضًا أن المسرح المستقل لم يكن يعانى من الإشكاليات التى تواجه الشباب مع مسرح الدولة كضرورة وجود تصريح من النقابة، وذلك يعود لاقتصار ليالى العرض على ليتليتن أو تلات ليالِ، وهو ما انعكس بطريقة كبيرة على جماليات المسرح المستقل وحرية تلك العروض وكسر للتوقع بشكل دائم، فأغلبها كان خارج السياقات التقليدية، وأن أغلب العروض تستطع أن تعمل بشكل أقرب ما يكون إلى المختبر المسرحي”.فيما تحدث المخرج محمد الطايع مدير نوادى المسرح بإدارة المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة، عن آليات الإنتاج فى مسرح الثقافة الجماهيرية، مؤكدًا على أن الهيئة العامة لقصور الثقافة تعمل مع جميع القطاعات فى مختلف ربوع مصر، وأن قطاع المسرح لم يتوقف فى التعامل مع المسرحيين، وتعتبر إدارة نوادى المسرح من أهم الجهات التى تعمل فى مجال المسرح فهى تنتج ما يقرب من 155 عرضًا فى الموسم المسرحى الواحد، وأن هذا العدد فى تزايد بشكل دائم.وعن الإشكاليات التى تواجه العروض المسرحية قال: «إن أهم الإشكالية التى تواجه إنتاج العروض المسرحية هى نفسها التى يعانى منها باقى الجهات الإنتاجية، وهى وزارة المالية، مؤكدًا أن الإدارة العامة المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة تنتج عروضًا مسرحية تتخطى الـ350 عرضًا مسرحيًا فى الموسم المسرحى الواحد».وعن موضوع فلسفة الإنتاج فى الهيئة العامة لقصور الثقافة، أوضح، قائلًا: «إن لكل منطقة جغرافية تنتج عروضًا يجب أن تتوافق مع البيئة، غير أننا كجهة إنتاجية لا نتدخل فى نوعية العروض التى يتم تقديمها، وميزانيات العروض تختلف من نوعية إلى أخرى مثل نوادى المسرح والتجارب النوعية او القصور وبيوت الثقافة، والفرق القومية، فلكل نوعية إنتاجية لها مخصصاتها المالية المختلفة، والتى قد تصل إلى 100 الف جنيه فى بعض الأحيان».مؤكدًا أن تجربة نوادى المسرح هى من التجارب الأقل ميزانية، لكنها الاكثر إنتاجًا فى عدد العروض التى يتم تقديمها.يذكر أن المحور الفكرى المصاحب لفعاليات المهرجان القومى للمسرح فى دورته الـ18 برئاسة الفنان محمد رياض، يأتى تحت عنوان «تحولات الوعى الجمالى فى المسرح المصرى»، ويرأس اللجنة الناقد أحمد خميس وبعضوية كل من الدكتور عبدالكريم الحجراوى ومحمد علام، وإسراء محبوب»، وبمشاركة عدد كبير من النقاد وأساتذة المسرح والتاريخ، ويضم المحور عددًا من الموضوعات التى تشتبك مع مسيرة المسرح المصرى منذ بداياته حتى الآن، ومنها أثر السياقات السياسية والاجتماعية على الوعى الجمالى، والتوجه المؤسسى فى تشكيل الوعى، وتحولات العروض المسرحية، وجماليات الجسد، وتحولات الفضاء المسرحى وآليات الإنتاج، وأشكال الخطاب النقدى، وينطلق المحور الفكرى من 13، ويستمر حتى 29 يوليو الجارى بالمجلس الأعلى للثقافة، ويضم ما يقرب من إحدى عشرة جلسة نقاشية، وتعقبها ندوات المكرمين، خلال أيام المهرجان.