«بدل رفيق».. عن الغياب والوَنس والذاكرة الرقمية على خشبة مسرح نهاد صليحة

«بدل رفيق»..   عن الغياب والوَنس والذاكرة الرقمية على خشبة مسرح نهاد صليحة

العدد 935 صدر بتاريخ 28يوليو2025

افتُتح مساء الأحد 6 يوليو 2025 العرض المسرحى الجديد “بدل رفيق” على خشبة مسرح نهاد صليحة، وأعيد تقديمه مساء الإثنين 7 يوليو، فى تجربة مسرحية مختلفة تستكشف العلاقة بين التكنولوجيا والمشاعر الإنسانية، من خلال معالجة درامية تنتمى إلى الخيال العلمى الاجتماعى.
العرض من تأليف وإخراج إيمان سمير، ويأتى ضمن نمط خاص من المسرح المعاصر الذى يمزج بين الوجود الإنسانى والتطور التكنولوجى، ليقدّم رؤية فلسفية حول الحب، والذاكرة، والفقد، فى عالم يتغيّر بوتيرة متسارعة.
يشارك فى بطولة العمل نخبة من الفنانين الشباب: معتصم شعبان، مريان سامى، إيمان يوسف، أحمد حتحوت، وأحمد البسطويسى. مخرج منفذ محمد خيري. 

ويضم الفريق الفني: تصميم الديكور والأزياء سماح نبيل، تنفيذ الموسيقى حسام عبقرينو، إعداد موسيقى فادى سمير، إضاءة وسينوغرافيا زيزو، تصميم البوستر والفيديوهات المعتمدة على الذكاء الاصطناعى أحمد صدقى، التصوير الفوتوغرافى أحمد فرحات، تصوير الفيديو والمونتاج رامى عكاشة، المكياج لمياء محمود، وتنفيذ عروض الإسقاط الضوئى (Projection) ميدو هود وأدهم حمام.

المخرجة إيمان سمير: المسرحية تطرح سؤالا عن الحب والغياب فى عصر الذكاء الاصطناعى
صرّحت المخرجة إيمان سمير بأن العرض ينتمى إلى نوع نادر من المسرح الذى يمزج بين الإنسانى والتقنى، حيث تدور الأحداث حول عائلة مصرية تُفاجأ بعودة الجد الراحل “رفيق”، لكن فى هيئة كيان رقمى مستند إلى الذكاء الاصطناعى، تم تطويره انطلاقًا من ذاكرته وصفاته البشرية.
وأضافت: «تبدأ القصة من مبادرة عاطفية تقودها الجدة المريضة، التى تحاول تعويض غياب زوجها، لكن وجود هذا الكيان داخل الأسرة يكشف صراعات قديمة ويثير تساؤلات حول الندم، والمغفرة، والحب المشروط وغير المشروط».
وأوضحت أن تحدى اختيار الممثلين كان من أصعب المراحل، لكون العرض يتطلب طاقات تمثيلية ناضجة. 
وتابعت: «رغم صعوبة إيجاد ممثلين من أعمار مناسبة لديهم شغف حقيقى بالمسرح، كنت محظوظة بفريق مثل ماريان سامى، معتصم شعبان، أحمد البسطويسى، إيمان يوسف، وأحمد حتحوت».
وعن كواليس التحضير، كشفت: «البروفات كانت مرهقة، خصوصًا أننى كنت أرافق طفلى فريد، عمره عام ونصف، خلال رسم الحركات المسرحية. لكن الفريق كان داعمًا للغاية، خاصة أثناء تجهيزات الديكور والإضاءة والعروض البصرية».

محمد خيري: «الونس» هو البطل الحقيقى للعمل
أعرب محمد خيرى، المخرج المنفذ، عن اعتزازه بالمشاركة فى هذا العمل، قائلًا: «العمل كان تجربة غنية، إذ شاركت فى كل تفاصيله اليومية من البروفات إلى التنسيق الفنى. أكثر ما جذبنى فيه هو فكرة الاحتياج الإنسانى للونس، ولذلك وضعت فيه كل طاقتى ليخرج بشكل صادق».
وأضاف: «روح الفريق كانت مدهشة، والمخرجة إيمان كانت دومًا مصدرًا للطاقة الإيجابية والدقة الفنية».

مريان سامي: تحديت التحول بين ألزهايمر والشباب الرقمي
قالت الفنانة مريان سامى، التى جسدت شخصية “راوية” – الأم المصابة بألزهايمر – إن التجربة كانت مشوقة وغير تقليدية، إذ تمر شخصيتها بمرحلتين متناقضتين:
«راوية العجوزة المريضة، ثم عودتها شابة عبر الذكاء الاصطناعى».
وأضافت: «التحول بين المرحلتين كان تحديًا كبيرًا، خاصة تقديم شخصية مسنّة بأسلوب إنسانى عميق، لكن ما جذبنى هو قصة الحب بين راوية وزوجها، ووعدهما بألا يفرقهما حتى الموت».

أحمد البسطويسي: الذكاء الاصطناعى مرعب.. وإيمان مخرجة تُشربك الدور شاى!
أشاد الفنان أحمد البسطويسى، مجسّد شخصية أحمد فتحى، بالتجربة، قائلًا: «العرض يغوص فى أعماق النفس البشرية، حيث تختلط مشاعر الحب، والندم، والغضب، والرغبة فى التصالح. التعامل مع مخرجة مثل إيمان يجعل الممثل يتقمص الشخصية حتى النهاية، وتشعر كأنك بحاجة لفنجان شاى بعد كل مشهد!”.
وتابع: «الذكاء الاصطناعى يطرح مخاوف وجودية، فنحن بالكاد نفهم بعضنا كبشر، فكيف سنتعامل مع كيانات رقمية تتعلم وتحب؟”

معتصم شعبان: “رفيق” ليس مجرد برنامج.. بل يتطور ليحب ويشعر
أما الفنان معتصم أحمد شعبان، الذى أدى شخصية الجد “رفيق”، فقد وصف التجربة بأنها “مختلفة وجريئة”، مشيرًا إلى أن شخصيته تبدأ كنسخة جامدة رقمية، ثم تتطور مع التحديثات لتصبح أكثر إنسانية.
وقال: «رفيق يتحول من مجرد نموذج ذكاء اصطناعى إلى كائن قادر على الحب، والشعور، وحتى محاولة إصلاح أخطاء الماضى». وختم حديثه بقوله: «العرض يطرح سؤالًا عميقًا: هل يمكن للحب أن يعيش فى نسخة رقمية؟ وهل الذكريات تكفى لتكوين علاقة جديدة؟”.
 


آلاء عاطف مصطفى