العدد 549 صدر بتاريخ 5مارس2018
يعد مهرجان المسرح العربي (زكي طليمات) الذي يقام على خشبة المعهد العالي للفنون المسرحية، واحدا من أبرز المهرجانات المسرحية في مصر، فله تاريخ طويل، وها هو يصل إلى دورته الـ35 هذا العام، وهو بمثابة مختبر مسرحي يعرض فيه طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية حصيلة تجاربهم خلال سنوات الدراسة، حول الجديد في هذه الدورة التي اختتمت في 22 فبراير الماضي، التقينا مع مدير المهرجان علاء هلال الطالب بالفرقة الرابعة قسم التمثيل والإخراج.
ما الجديد في المهرجان هذا العام؟
أرى أن الندوات النقدية التي تم تفعيلها هذا العام عقب العروض ونشرة المهرجان اليومية، هي مساحة حرة للطلاب للتدريب على كتابة المقال النقدي ومناقشة العروض ولا سيما طلاب قسم الدراما، وهو ما يعد فارقا للمخرج عندما يتابع آراء زملائه ممن سيشكلون الحركة الثقافية والنقدية في المستقبل، بالإضافة إلى لجنة التحكيم المكونة من المخرج محمد ياسين والمنتج محمد مشيش والسينارست مريم ناعوم والمؤلف والمخرج نادر صلاح الدين، ومن أعضاء هيئة التدريس بالمعهد العالي للفنون المسرحية د. أيمن الشيوي من قسم التمثيل، ود. علاء عبد العزيز من قسم الدراما، ود. أحمد عبد العزيز من قسم الديكور، وأرى أن هذه من أقوى اللجان التي تم تشكليها خلال دورات هذا المهرجان الـ35.
هل هذه هي المرة الأولى التي تتولى فيها إدارة مهرجان مسرحي؟
هي المرة الأولى داخل المعهد، ولكن قمت بذلك خارج المعهد قبل ذلك.
إلى أي مدى أضافت لك هذه التجربة؟
لا شك أنها أضافت كثيرا على مستوى الخبرات، ولا سيما وأنها السنة الأخيرة لي داخل المعهد في ظل وجود اتحاد طلابي قوي، فالمعهد العالي للفنون المسرحية عبارة عن معمل ومختبر، والهدف من المهرجان إنارة المكان بكل ما يحويه من طاقات فنية تستحق مزيدا من النور والضوء.
لذا أرى أن هذا لا يمكن أن يتم دون تعاون من الطلاب ولجان الاتحاد الطلابي والسادة أعضاء هيئة التدريس والعمال والتقنيين وغيرهم، وقد بذل الجميع جهدا كبيرا مخلصا في هذه الدورة ليخرج المهرجان بهذه الصورة.
كيف تم اختيار العروض التي شاركت في المهرجان؟
تم اختيار العروض عبر لجنة مشاهدة مكونة من ثلاثة معيدين بالمعهد وهم الأستاذ كمال عطية من قسم التمثيل، والأستاذ ياسر علام من قسم الدراما، والأستاذ مصطفى حامد من قسم الديكور، وتم اختيار العروض المشاركة بعد اجتياز مشاهدتين، تقدم للمشاهدة الأولى 42 عرضا مسرحيا، وتم ترشيح 15 عرضا منهم، اعتذر منهم عرضان، وتمت مشاهدة 13 عرضا في المشاهدة الثانية واختارت لجنة المشاهدة 6 عروض فقط للمشاركة في المهرجان، بالإضافة إلى عرض “باب الفرج” إخراج أشرف علي، الذي شاركت به وحدة إسكندرية التابعة للمعهد، وقد شاهد هذا العرض د. علاء قوقه، ولم تشاهده اللجنة التي اختارت بقية العروض نظرا لبعد المسافة ومشقة السفر.
ما هي أبرز التحديات والعقبات التي واجهتك في إدارتك للمهرجان؟
معظم المشكلات تمت السيطرة عليها بشكل سريع، وإن كان أغلبها لظروف خارجة عن إرادتنا، ولكن سريعا ما كان يتدخل د. أشرف زكي عميد المعهد، أو د. عبير فوزي، أو غيرهم من السادة أعضاء هيئة التدريس، في ظل تفهم تام من الطلاب.
ماذا عن أزمة التنظيم والزحام الشديد أمام أبواب المسرح؟
حاولنا تجربة عمل دعوات مجانية للحفاظ على النظام إلا أن الإقبال الجماهيري كان هائلا، وهو ما يعدّ نجاحا في حد ذاته.
الى أي مدى نجحت هذه الفكرة في حل الأزمة؟
الحقيقة، إنها كانت جيدة إلى حد كبير، ولكنها في النهاية تجربة جديدة وتحتاج إلى التطوير في الدورات القادمة، إلا أنها حققت نجاحا على مستوى الجذب الجماهيري بما تضيفه لشكل المهرجان من الناحية التنظيمية.
ما الذي يمنع أن يتم كل عرض لمدة ليلتي عرض لإتاحة الفرصة للجميع ممن يرغبون مشاهدة عروض المهرجان؟
أتمنى ذلك بالطبع، ولكن الأمر سيمثل عبئا ثقيلا على لجنة التحكيم ولا سيما أن أغلبهم تمت استضافتهم من خارج المعهد، ولا سيما ونحن في موسم تصوير. وهذا نظرا لتأخر موعد المهرجان عن موعده في الفصل الدراسي الأول من كل عام.
وما سبب تأجيل موعد المهرجان عن موعده في ذكرى وفاة زكي طليمات 22 ديسمبر من كل عام؟
السبب الرئيسي للتأجيل هو ما حدث من تقديم موعد امتحانات الفصل الدراسي الأول لنهاية ديسمبر بدلا من يناير كما يحدث كل عام، وهو قرار وزاري لكل الجامعات والمعاهد المصرية، وبالتالي كان الأصوب تأجيل موعد المهرجان لهذا التوقيت.
كيف تم تقسيم العمل بين لجان المهرجان المختلفة؟
عن طريق جلسات عمل بين إدارة المهرجان ولجان اتحاد الطلاب، تم تقسيم خطة العمل بأن تشرف مجموعة على نشرة المهرجان، ومجموعة أخرى على الندوات، ولجنة إعلامية، ولجنة للتنظيم والتواصل مع الجمهور، ولجنة المشاهدة، ولجنة تحكيم العروض، ولجنة تحكيم التأليف، ولجنة تحكيم المقال النقدي وغيرها.
ما هي جوائز المهرجان هذا العام؟ ولماذا لم يتم وضع جائزة للموسيقى وهو ما يطالب به الكثيرون من الطلاب؟
جوائز المهرجان هي الجوائز المعتادة كل عام كالتمثيل والإخراج والديكور والتأليف والمقال النقدي وجائزة أفضل عرض، أما ما يخص جائزة الموسيقى والإضاءة والأزياء، فيتم منح شهادات تقدير إن رأت اللجنة ذلك، نظرا لأن الجوائز المادية لا تمنح إلا لطلاب المعهد بأقسامه المختلفة، أما فيما يخص الموسيقى فغالبا ما يكون صناعها من غير طلاب المعهد، والجوائز المادية تمنح من صندوق اتحاد الطلاب داخل المعهد، ورغم ذلك أنا بشكل شخصي أطالب بأن يكون للموسيقى وغيرها من العناصر جائزة مادية ولكنه أمر خارج اختصاصي.
هل لديك مقترح للاهتمام بالفائزين وإتاحة فرص عمل لهم بعد ما حققوا من نجاح؟
المهرجان في حد ذاته يتيح للفنان أن يعرض موهبته/ سلعته، وأتمنى بالطبع أن يكون هناك آلية تضمن للفائز فرصا أفضل واهتماما أكبر.
هل إدارتك للمهرجان حرمتك من المشاركة في المهرجان مخرجا أو ممثلا؟
بالطبع، فالتمثيل والإخراج هما موهبتي وغايتي الأسمى، ولكنني سعيد بهذا الدور وهذه التجربة المختلفة.
ماذا تقول لزملائك من طلاب المعهد جمهورا ومتسابقين؟
أتمنى أن أكون قد بذلت كل ما أستطيع من جهد ونقدم مهرجانا مشرفا، وأشكرهم على تفهمهم، وأتوجه بالشكر لكل من شارك معنا من أساتذة وطلاب وولكل من بذل جهدا لكي يخرج المهرجان بهذه الصورة.