العدد 877 صدر بتاريخ 17يونيو2024
تحت شعار «لنجعل المسرح مرآة حياتنا نظم «مركز شئون المسرح بوزارة الثقافة القطرية برعاية سعادة الشيخ/ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة بمدينة «الدوحة» عاصمة دولة»قطر»فعاليات الدورة السادسة والثلاثين خلال الفترة من السبت الموافق25 مايو إلى الثلاثاء الموافق4 يونيو
سعادتي لا توصف بدعوتي للمشاركة كضيف شرف وتمثيل المسرح المصري بالدورة السادسة والثلاثين لمهرجان «الدوحة المسرحي»، لأنها فرصة حقيقية للقاء وتجديد الصداقات وتبادل الخبرات مع نخبة متميزة من كبار المسرحيين بمختلف الأقطار العربية الشقيقة (ومن الأساتذة: أسعد فضة، د.حنان قصاب (سوريا)، محمد المنصور (الكويت)، عبد الله صالح،عمر غباش (الإمارات)، د.عبد الكريم جواد، طالب محمد البلوشي (سلطنة عمان)، د.سعيد الناجي (المغرب)، د.حسن رشيد، ناصر عبد الرضا (قطر)، والحقيقة مما ضاعف من سعادتي هو تجديد الزيارة إلى هذه المدينة الخليجية الجميلة بعد ما يقرب من ربع قرن من الزمان لأصبح شاهدا بنفسي على هذه النقلة الحضارية البديعة بمختلف مناحي الحياة ومن بينها تطوير البنية الأساسية بصورة مبهرة، ولكن الأهم أيضا هو تحقيق تلك الحكمة والمقولة والتي نكررها دائما «البشر قبل الحجر» لأصبح شاهدا كذلك على مدى ارتفاع مستوى الوعي والتذوق لدى جمهور المسرح بمختلف فئاته ومدى حرصه على حضور جميع العروض يوميامع الإلتزام بالتقاليد المسرحية، وكذلك حضور جميع الندوات والمشاركة في مختلف المناقشات الفنية والقضايا الأدبية المتنوعة. وهذه مما لاشك فيه ميزة كبرى قد تفتقدها كثير من المهرجانات المسرحية، وكما هو معروف بأن «الجمهور هو الضلع الثالث والمهم بالظاهرة المسرحية»، ومسرح بلا جمهور مجرد حرث في الماء ولا جدوى منه، وهو ما وفق في التعبير عنه شعار هذه الدورة، فكان هذا الشعارهو أيضا من الإيجابيات المضيئة بهذه الدورة
وتقتضي الحقيقية أن أسجل بصراحة أن سعادتي قد تضاعفت كثيرا بهذه الدعوة خاصة بعدما توقفت دورات «مهرجان المسرح العربي» بالقاهرة الذي شرفت بتأسيسه ورئاسة جميع دوراته خلال الفترة (2001- 2017 ) أي توقف منذ ما يقرب من عشرة سنوات، إذا فهي دعوة شخصية بعيدا عن شبهة تبادل أي مصالح.
تضمنت فعاليات هذه الدورة عدة أنشطة مسرحية تكاملت فيما بينها ومن أهمها ما يلي:
أولا العروض المسرحية: تضمن جدول مهرجان هذه الدورة تقديم عشرة عروض وهي:
- «روشتة» لمؤسسة «إشهار للإنتاج الفني»: من تأليف/ تميم البورشيد، وإخراج/ فيصل العذبة.
- «كوكب القروض لمؤسسة السعيد للإنتاج الفني، من تأليف/ طالب الدوس ، وإخراج/ فالح فايز
- «ساعة زمن» لفرقة «الدوحة المسرحية»»تأليف وإخراج/ حنان صادق.
-» قصة حب في زمن الثمانين» لمؤسسسة الموال للإنتاج الفني»: تأليف، وإخراج/ حمد الروميحي.
- «حفرة وبس» لمؤسسة كيوفن للإنتاج الفني»، من تأليف وإخراج/ أحمد المفتاح.
- «خرابة» لفرقة «الوطن المسرحية» تأليف/ خليفة السيد، وإخراج/ سالم المنصوري.
- «روح المرحومة» لفرقة «قطر المسرحية» من تأليف/أناتولي لونا شارسكي، ومن إعداد/ فيصل رشيد ومن إخراج/ خالد خميس.
- «سكة بن عاصي لمؤسسة «الوكرة للإنتاج الفني» من تأليف وإخراج/ سعد البورشيدي.
-»»مزيون وظبية»» لمؤسسة «الذاكرة للفنون والتراث» من تأليف/ حمد الروميحي، وإعداد وإخراج/علي حسن.
- «بين قلبين» «لمؤسسة «مشيرب للإنتاج» من تأليف/ طالب الدوس، وإخراج/ محمد يوسف الملا.
والملاحظة التي يجب رصدها وتسجيلها خلال عروض هذه الدورة هي تعاظم ظاهرة المؤلف المخرج/ في أكثر من عرض ومن بينهم كأمثلة: حنان صادق (ساعة زمن)، حمد الروميحي (قصة حب في سن الثمانين)، أحمد مفتاح (حفرة وبس)، سعد البورشيدي (سكة بن عاصي)، ويمكن أن يضاف إلي أسماء مجموعة المبدعين السابق ذكرهم أيضا اسم علي حسن (إعداد وإخراج «مزيون وظبية»، وكذلك تجدر الإشارة إلى أن أغلبية هذه العروض العشرة يمكن تصنيفها بصفة عامة تحت مسمى «الكوميديا الإجتماعية» أو «الكوميديا السوداء»، فيما عدا عرضي «بين قلبين»، «مزيون وظبية»).
هذا وقد تشكلت اللجنة العليا الإستشارية للمهرجان بتوجيهات الدكتور/ غانم بن مبارك العلي وبرئاسة السيد/ عبد الرحيم الصديقي مدير عام مركز شؤؤن المسرح، ورئيس المهرجان.
وقد تم هذا العام ولأول مرة رصد جوائز مالية يبلغ إجمالي قيمتها(225) ألف ريال قطري، وذلك بعدما كانت النسخة الأخيرة العام الماضي بدون أي جوائز مالية.
هذا وقد تشكلت لجنة التحكيم برئاسة د.أحمد عبد الملك (قطر) ، وعضوية الأساتذة: د. فهد عبد المحسن (الكويت)، جواد الشكرجي (العراق)، عبد الله عبد الملك (البحرين)، زايد هزاع (قطر).
وقدجاءت نتائج لجنةالتحكيم كمايلي:
- جائزة أفضل عرض مسرحي «بين قلبين» لشركة مشيرب للإنتاج الفني، كما حصد العرض أبرز جوائز المهرجان في دورته السادسة والثلاثين، ومن بينها جائزة التأليف الأولى التي فاز بها الكاتب/ طالب الدوس.
- وجائزة أفضل إخراج التي فاز بها محمد يوسف الملا عن نفس مسرحية «بين قلبين
كما حصل العرض على جوائز الأزياء والإكسسوار، والألحان والمؤثرات الصوتية،.
- ففاز بجائزة أفضل ألحان ومؤثرات صوتية: محمد الملا وإياد سلسع عن مسرحية «بين قلبين»
- وبجائزة أفضل أزياء وإكسسوارات: لولوة عن نفس مسرحية «بين قلبين» أيضا
- وفاز بجائزة أفضل ممثل دور أول فيصل رشيد عن مسرحية «روح المرحومة».
- كما فاز بجائزة أفضل ممثل واعد: محمد المطاوعة عن مسرحية «بين قلبين.
- وفاز بجائزة أفضل ممثل دور ثاني: محمد الصايغ عن مسرحية «ساعة زمن».
- كما فازت بجائزة أفضل ممثلة دور أول أسرار محمد عن مسرحية «روح المرحومة».
- وفازت بجائزة أفضل ممثلة واعدة: مريم عاطف عن مسرحية «الخرابة».
فازت بجائزة أفضل ممثلة دور ثاني: هبة لطفي عن مسرحية «قصة حب في سن الثمانين».
- وفاز بجائزة أفضل إضاءة: الفنان/ ناصر عبد الرضا عن مسرحية «روح المرحومة»، والذي فاز أيضاعلى جائزة أفضل ديكور عن نفس المسرحية.
- جائزة أفضل كلمات أغاني: حصل عليها فيصل التميمي عن مسرحية «مزيون وظبية».
ثانيا – المطبوعات:
أصدر المهرجان نشرة يومية بإشراف برئاسة تحرير الإعلامي/ محمد مطر، وتشكلت لجنة التحرير من الإعلاميين: هاجر بو غانمي (هيئة تحرير )، د.حنان قصاب (مراجعة وتدقيق)، محمد العبيدلين سيف السبروت (التصوير الفوتوغرافي)، يوسف حجير، نور الدين الزوام (الإخراج والتنفيذ)، وذلك تحت الإشراف العام للسيد/ تيسير عبد الله.
كذلك تم إصدار كتابين بمناسبة تكريم بعض الفنانين الرواد
خلال هذه الدورة وهما: «علي حسن صاحب أل 1000» وجه من تأليف/ محمد مطر،
«هدية سعيد ذاكرة الفن القطري» تأليف/ زهير رضوان غزال
كذلك تم إعادة توزيع كتابين (كان قد سبق أن صدركل منهما بدورة العام الماضي بمناسبة الإحتفال بذكرى مرور نصف قرن على بدايات المسرح القطري)، والكتابين هما: «مسيرة المسرح في قطر» – اليوبيل الذهبي للكاتب/ زهير رضوان غزال.
«المسرح والبحر - قراءة في أعمال المبدع/ عبد الرحمن المناعي» للكاتب والناقد المسرحيئ المصري الراحل/ سباعي السيد
ثالثا -الندوات التطبيقية ئم يوميا تنظيم ندوة تطبيقية لمناقشة وتحلبل العروض -عقب نهابة كل عرض مباشرة (بالقاعة المجهزة لذلك)، والظاهرة الإيجابية التي لابد من الإشارة إليها والإشادة بها هي حرص عدد كبير من المشاهدين على حضور هذه الندوات وأيضا المشاركة في الحوار وطبقا للنظام المتبع في تنظيم هذه الندوات، يتم يوميا دعوة اثنين من ضيوف المهرجان للإستفادة من خبراتهم المسرحية وإثراء الحوار وذلك قبل فتح المجال أمام لبعض المسرحيين للتعقيب أو تقديم الإستفسارات وقد تم خلال أيام المهرجان المتتالية استضاتافة بعض رموز المسرحين والنقاد من مختلف الدول العربية الشقيقة ومن بينهم على سبيل المثال وليس الحصر: د.سعيد الناجي (المغرب)، رشيد ملحس (الأردن)، بهاء زهير الشمري (العراق)، باسمة حمادة، محمد الحملي (الكويت) عبد الله صالح (الإمارات)، طالب محمد البلوشي (سلطنة عمان) ياسرعوض، عرفة حسن (السودان)، بشرى مالك (المغرب)، د.عمرو دوارة (مصر).
رابعا- التكريم: تضمنت فعاليات هذه الدورة تكريم بعض رموز المسرح القطري، وفي مقدمتهم المبدعين الرائدين: الفنان الراحل/ عبد الله أحمد، والفنانة القديرة/ هدية سعيد، كما تم تكريم بعض رموز الفرق الأهلية ومن بينهم: الملحن/ ناصر الحمادي (فرقة الوطن المسرحية)، الفنان/ أحمد عفيف (فرقة الدوحةالمسرحية)، الملحن / طلال الصديقي (فرقة قطر المسرحية).
وأخيرا إذا كان الشكر والتقدير واجبا لكل من ساهم في تنظيم ودعم هذا العرس المسرحي الكبير الي تميز بدقة التنظيم وتكامل فعالياته، ونجح في تحقيق ذلك الجذب الجماهيري المنشود، وتلك الجماهيرية الكبيرة التي حرصت على متابعة جميع فعالياته، وبالتالي فقد وفق المهرجان في تحقيق أهداف مركز شؤؤون المسرح بوزارة الثقافة، الذي يسعى بصفة دائمة للنهوض بالحركة المسرحية في» قطر» من خلال ترجمة رؤية وزارة الثقافة وتطلعاتها المتمثلة في إتاحة الفرص أمام المواهب الشابة وتطويرها، ورفد الحركة المسرحية بالكوادر المؤهلة لمواصلة مسيرة رواد ورموز الفن المسرحي في «قطر»
خاصة وأن هذا المهرجان إذا كان يعتبر فرصة حقيقية لجميع المسرحيين بقطر بمختلف تخصصاتهم وأجيالهم لتبادل واكتساب الخبرات، فهو يعد بمثابة النافذة التي يطل منها المبدعون في قطر بأعمالهم على الجمهور وعلى الساحة الفنية، لخلق آفاق جديدة وإتاحة الفرصة أمام المواهب الشابة والصاعدة في التمثيل والإخراج والكتابة وجميع عناصر الفن المسرحي، إلإ أته كان أيضا فرصة رائعة لتيادل الخبرات المسرحية بين نخبة المسرحيين العرب (ضيوف المهرجان بمختلف تخصصاتهم الفنية وبتنوع تجاربهم المسرحية الثرية بمختلف الأقطار العربية الشقيقة) .