العدد 878 صدر بتاريخ 24يونيو2024
كانت برودواى عاصمة المسرح الأمريكي على موعد مع حدث مهم في تاريخها. وهذا الحدث هو بدء العرض المسرحي “الدفتر” على مسرح جرالد شونفيلد.
وهذا العرض بدوره مأخوذ عن قصة عاطفية بنفس الاسم حول قصة حب لا تنتهى بالزواج للأديب الأمريكي “نيكولاس سباركس”(58 سنة). ويعد سباركس من أعلام الأدب الأمريكي ويتمتع بشهرة كبيرة في الولايات المتحدة وخارجها. وهو في الوقت نفسه ليس كاتبا مسرحيا ولا يدعى لنفسه ذلك.
وباعت قصصه حتى الآن اكثر من 130 مليون نسخة بأكثر من 50 لغة منها 92 مليون نسخة في الولايات المتحدة وحدها. هذا رغم انه ليس غزير الإنتاج ويمكن أن يحتاج سنة كاملة أو اكثر لإنجاز عمل أدبي حث صدرت له حتى الآن 23قصة فقط . وتعد “الدفتر” واحدة من افضل أعماله الأدبية. كتبها منذ أكثر من ثلاثين عاما على مدى ستة شهور كاملة. وحققت الرواية مبيعات قياسية.
وتحولت الرواية إلى أفلام وحلقات تليفزيونية عدة مرات .لكنها لم تتحول قبل ذلك إلى عمل مسرحى رغم صدورها مطبوعة عام 1996. ورفض سباركس بإصرار ذلك حتى وافق أخيرا. وكان شرطه أن تتحول إلى مسرحية غنائية تكتب أغانيها وتؤديها على المسرح وتضع ألحانها صديقته المغنية انجريد ميكالسون. أما المعالجة فعهد بها إلى الكاتبة المسرحية الشابة بيكا برونستر.
“مع شقيقى”
وأعجبته الفكرة ووافق على تحويل كتابه غير القصصى “ثلاثة أسابيع مع شقيقى “الذى كتبه مع شقيقه مايكل إلى مسرحية تعالج بعض مشاكل المجتمع الأمريكي.
وهو في الوقت نفسه لاعب ألعاب قوى معتزل يمارس العدو في الصالات المغلقة وسبق له الفوز بعدة ميداليات. وعمل مدربا لعدة سنوات قبل أن يتفرغ للإبداع الأدبي. ورغم دخله الكبير فانه يتبرع بنسبة كبيرة منه للأغراض الخيرية.
وكانت المفاجأة أن عددا من النقاد لم يرحبوا بتحويل القصة إلى مسرحية غنائية كما هو الحال مع ناقد صحيفة النيويورك بوست.
قال الناقد انه حضر لمشاهدة العرض على أمل أن يستمتع به في المسرح كما استمتع به في السينما. لكنه وجد أن الكاتب الذى حول القصة إلى عرض مسرحى التزم بالطابع الرومانسى الميلودرامى الحزين للنص الأصلي حتى انه أبكى عددا من المشاهدين عندما تفاعلوا مع أحداث حزينة تدور أمامهم. وحتى لا يتهم بالتحامل على الفيلم يعترف بان أغانى الفيلم كانت معبرة مثل أغنية “مكواة في الثلاجة “ وهى واحدة من اكثر من 20 أغنية متنوعة. لكن المعالجة المسرحية أضاعت هذه الميزة. فليست وظيفة المسرح أن يبكى المشاهدين ويستدر دموعهم.
الحب على مراحل
وتدور القصة الأصلية – والمعالجة المسرحية بالتالى- حول الحب في مراحل العمر المختلفة.
وبشكل اكثر تحديدا تدور الأحداث حول قصة حب بين الصبى الفقير نوا كالهون والفتاة الغنية إلى هاملتون. ويروى الأحداث رجل عجوز لزوجته العجوز التى تعانى من اضمحلال قواها العقلية (زهايمر). وتبين بعد ذلك أن الزوجين العجوزين هما نفسهما الشاب والشابة اللذان يروى الزوج قصتهما ليعيد إلى الذاكرة قصة الحب الجميلة التى لم تنته بالزواج بعد أن تدخل والدا الفتاة وافسدا العلاقة بين الحبيبين.
قام ثلاثة ممثلين بدور الشاب في مراحل عمرية مختلفة بين الثلاثينيات والسبعينيات من القرن الماضى وكذلك ثلاث ممثلات بدور الشابة. ولبث الحيوية في العرض كان الممثلون الثلاثة أو اثنان منهم يمكن أن يظهروا في مشهد واحد. وكذلك بالنسبة للشخصيات الثلاث النسائية . وفى بعض المشاهد ظهرت الشخصيات الست في المشهد الواحد مما أصاب الجمهور بالارتباك لبعض الوقت من جراء هذا الأسلوب غير المعتاد.
ويعتبر بعض النقاد ذلك علامة إيجابية وعلامة تجديد للعرض الذى أخرجه مخرجان وليس مخرجا واحدا.
وحاول المخرج ومهندس الديكور إضفاء المزيد من الواقعية على العرض فتضمن في أحد مشاهده رصيفا يطل على بركة مياه حقيقية وهيكل قارب.
متاعب المهنة...على خشبة المسرح
الممثل العجوز تحدى السن والمرض
قام بدور البطولة وسقط من الخشبة
يعد التمثيل على المسرح متعة كبيرة لمن يمارسه ويتفاعل خلاله مع الجمهور. لكن ذلك لايمنع من أن تكون لهذه المهنة متاعبها. ومن هذه المتاعب الإصابات التى تلحق بالممثلين أثناء أداء مشاهدهم مثل السقوط على الأرض أو الاصطدام بالديكورات وغيرها.
وكان السير إيان ماكلين احد أعمدة الفن المسرحي في بريطانيا (85 سنة )والذى يمتد إبداعه إلى السينما والتليفزيون كما هو الحال مع فيلم ملك الخواتم احدث ضحايا مخاطر التمثيل على المسرح.
كان ذلك خلال تجسيد احد مشاهده في مسرحية “ملوك اللعب” على مسرح “نيو كوارد” في لندن. وكان ذلك في مشهد مبارزة بين إيان الذى كان يجسد شخصية جون فولستاف وبين الممثل هنرى بيرسى الذى يجسد شخصية أمر ويلز. ويبدو انه لم يحسب خطواته جيدا ربما بسبب حالته الصحية عندما تعثرت قدماه وفقد توازنه وسقط من على خشبة المسرح.
وعلى الفور توقف العرض المسرحي وتم إبلاغ الجمهور بإلغائه وإمكانية استرداد قيمة التذاكر لمن يريد أو الحصول على تذكرة بديلة عند استئناف العرض بعد شفاء إيان أو العثور على ممثل بديل للقيام بدوره.
الأرجح
وهذا هو الاحتمال الأرجح خاصة مع عدم صدور أي تقارير طبية مطمئنة عن حالة الممثل المخضرم. وهذا ما عبر عنه على مواقع التواصل الاجتماعي عدد ممن كانوا يشاهدون العرض بسبب صراخ إيان من الألم.
وكان في وعيه أثناء نقله على محفة إلى سيارة الإسعاف وكان يطلب المساعدة ويصرخ من ألام مبرحة يعانيها.
وكان من المفارقات أن يقع الحادث في بداية موسم عرض للمسرحية من المقرر أن يستمر 12 أسبوعا.
ونشرت الصحف عددا من الصور له في المستشفى تشير إلى تحسن محدود في حالته خاصة انه يعانى من ضعف الذاكرة.