ذات والرداء الأحمر.. وطرح مخالف بتدفق لمشاعر الحب

ذات والرداء الأحمر..   وطرح مخالف بتدفق لمشاعر الحب

العدد 881 صدر بتاريخ 15يوليو2024

عندما تتوافر الامكانيات والعناصر الفنية بامكانيات واضحة وتظهر بشكل وتوجيه واعى داخل الاتساق الفنى المطلوب ، بدون شك ستكون النتائج افضل على جميع المستويات وهذا ماظهر ولاح فى سماء العتبة وعلى خشبة مسرح القاهرة للعرائس فى مسرحية ذات والرداء الأحمر ففى المستوى الاول مستوى الاستدعاء من الماضى نجد الاسم الذى يحمل لنا معانى من التراث الفنى القديم وحكاية ذات والذئب الحكاية التى تستدعى رغما عنا عند قراءة الاسم والمستوى الثانى عند مشاهدة العرض فنجد ان الحدوتة بعيدة كل البعد عن الماضى بل حكاية من الحاضر والواقع الآنى ودور المسرح كوسيلة توعوية وتثقيفية وارشادية لمشاهديه وذات صاحبة الرداء الاحمر البراق الذى يلفت الانظار ويجمع المشاهدين لمشاهدة صاحبة الرداء الفضفاض والتى تستخدم التيك توك لتقدم تلك البثوث المباشرة وتشارك اصدقاءها وغيرهم والتعرض لبعض السلبيات والمخاطر التى من الممكن ان تحدث نتيجة التعامل عبر تلك الوسائل الخاصة بالتواصل الاجتماعى وذلك الواقع الافتراضى بكل ادواته ومفرداته التى يعرفها الاطفال قبل الكبار ودخولهم ذلك العالم بما فيه من العاب وتلألات واضواء تشدهم لداخل هذا العالم الافتراضى بكل مايتخيلونه او يتصوروه ومن وجود بعض المحتالين واللصوص المستغلين لوجود الاطفال وغيرهم متخفين وراء اسماء وملامح مختلفة عن الواقع فذات تبحث عن تحقيق وجودها فى الواقع التى تفتقد فيه وجود الاب المسافر للعمل وبعده عن البيت وعنها وعن اختها لتوفير الحياة الكريمة والتى ينشدها كل رب اسرة لابناءه وبناته وتستخدم فى البحث عن تحقيق وجودها هذا الرداء الاحمر الذى صنعته جدتها من اجلها فيكون بنتيجة جيدة فى تجمع الاشخاص حول وجود ذات على شاشات التيك توك وعرض المخاطر التى تتعرض لها كسلبيات لتلك الوسائل والتى يغفل عنها بدون اى شك معظم الاهالى باعتبار انشغال اطفالهم بالالعاب دون الاهتمام بالمخاطر الناتجة عن الاستخدام السيء فى هذه السن الحساسة والتى تططلب الاهتمام والعناية والتوجيهومواجهة الطفلة ذات لهذا العالم بكل مافيه من ابهار وحب مصطنع تفتقده لاجتذابها على مستوى الواقع بالرغم من تحذيرات الام المتكرر لها كتوعية وتركيز على مناطق الخطر فى الشارع وليس فى مواقع التواصل الاجتماعى فقط لان الحياة مليئة بمظاهر الشر والاشرار كما انها مليئة بالخير والاخيار ولابد لهؤلاء الاخيار من اعلاء قيم الخير والتكاتف ضد كل شر واعلاء القيم المجتمعية والانسانية وهذه القيم التى ظهرت بشكل واضح خلال المسرحية التى ستكون علامة فاصلة فى مسرح العرايس كدور تثقيفى وتوعوى لوجدان الطفل وداعما ومساعدا فى بناء شخصيته لمواجهة تحديات الحياة وصعوبتها  ذات و الرداء الأحمر.. حكاية جيدة يتخللها بعض النصائح والتوجهات الاسرية لاطفالها كقيم ونصائح لابد من التمسك بها بداية من التأليف لـ (وليد كمال) الذى استطاع ان يجذب انتباهنا منذ قراءة العنوان والربط مابين الحكاية التراثية كأسم و حكاية بسيطة منطقية من الواقع المعاش بمبادئ خاصة ورسالة مطلوبة للتحذير من مخاطر الحياة وخصوصا وسائل التواصل الاجتماعي بشكل حرفى ملم بكل الاحداث والعناصر والامكانيات المسرحية وفى عرض مخصص للعرائس ورسم الشخصيات بملامح مختلفة بدءا من ذات مرورا بأختها لامار والام والجدة والاب المغترب وعلى الجانب الاخر الاشرار كل بملامح شخصية مختلفة عن الاخر حتى صديقة ذات مختلفة كل الاختلاف عنها  من خلال حكاية بسيطة تحمل العديد من الاحداث والمقولات والعبر للأخرين ومن خلال اماكن مختلفة ايضا برع فى تصميمها (شادى قطامش ) بدءا من المنزل الخاص بذات والحديقة ثم المكان الاخر المخيف حيث يوجد الاشرار باللون الاسود والذى اعطى له الاحساس بالغموض والوحشة واظنه قام بذلك ليحدث الصدمة بالنسبة للطفل المتفرج لكى يخاف اذا ما تعرض لمثل هذا الموقف او لعدم الوصول لمثل تلك الأحداث التى جعلت ذات تصل لهذا المكان وهناك اكثر من توعية وتحذير غير مباشر للطفل فى عدم سماعه كلام امه او اخته خوفا عليه واظن انه نجح فى ذلك بشكل كبير ولابد من التنويه بشكل أساسي على الشريط الصوتى المتابع للصورة من البداية مرورا بالموسيقى المتابعة المعبرة لـ ( شريف الوسيمى ) كبطل رئيسى من ابطال العرض التي تفاعل معها الأطفال والكبار معا والالحان المتميزة أيضا لـ ( هانى شنودة ) وهذا الكم من الممثلين بإحساسهم الجميل الواعى بما يقدم للطفل ..تحية لكل كوكبة النجوم المشاركين في الشريط الإذاعي المصاحب للعمل: اسعاد يونس.. هالة فاخر. مايان السيد. سامي مغاورى.. أشرف طلبة.. عمرو رمزى.. تامر فرج.. عصام الشويخ.. ريم طارق.. داليا طارق ، و تحية خاصة لصانع العرائس المبدع النحات محمد امين الذى استطاع ان يصنع عرائس قريبة من الواقع لتصل للطفل بسهولة مع أزياء ( هدى السجينى ) بتميزها في تصميم الملابس بألوانها الجميلة التي تلفت انتباه الطفل خصوصا الفستان الأحمر الفضفاض الموضوع المحوري للعمل والذى يميز ذات منذ البداية مع الملابس الأخرى المميزة والاستعراضات لـ مصطفى حجاج والتي كانت مميزة لر البشرى بشكل واضح ومن خلال العرايس أيضا والاضاءة لـ(أبو بكر الشريف ) والتي شاركت كبطل من ابطال العرض باظهار الحالة الشعورية لابطال العرض والانتقالات خصوصا في مشهد الحديقة الخطرة التي طارد فيها اللصوص ذات ، ثم محركى العرائس هذا الكم من الفنانين الذى ظهر احساسهم بالموضوع واستطاعوا ان يجعلوا من عرائسهم حالة خاص من خلال معايشة خاصة لكل شخصية واهتمام كل فرد بالشخصية التي يحركها وكأنها جزء منه وهذا جعل الموضوع قريبا من صالة العرض والجمهور تحية لكل محركى العرائس : محمد فوزى ..ياسر عبد المقصود.. عماد أبو سريع.. ايمن حسين ..عيد مسعد .. سيد رستم.. محمد لبيب.. محمد سلام.. سحر منصور.. عمر محمود ..اما عن الجانب الإخراجى للعمل فتحية خاصة للمخرجة نادية الشويخ التي تصدت لهذ العمل والذى توافرت له كل الوسائل والعناصر مثل مشاهد الفيديو التي شاهدناها في لحظات الفلاش باك وذات تتذكر والدها وبعض المواقف الأخرى التي من خلالها استطاعت ان تمزج ما بين العنصر البشرى والعرائس وهذا يقرب الموضوع الى المشاهدين من الاطفال ويجعلهم متواصلين اكثر مع الاحداث بوجود ما يشبههم داخل العمل الفني واستخدام الرقصات والاستعراضات البسيطة والتي تعبر بها ذات العنصر البشرى عن سعادتها لنرى ما تقدمه في وسائل الاتصال الاجتماعي ما يجعل الاخرين يلتفتوا اليها واستطاعت ان تقدم أيضا عملا سيبقى طويلا في الاذهان لمسرح العرائس الحالي ويكون رمزا لعروض التي تعطى للأطفال معلومات ونصائح تتناسب مع العصر الانى بكل ما فيه من تكنولوجيا وحداثة  وبقت الإشارة الى الجهة الإنتاجية والمسئولة عن كل هذا النجاح الا وهو مسرح العرائس التابع لقطاع الإنتاج الثقافي تحت قيادة الفنان ( خالد جلال ) ومايسترو مسرح العرائس الفنان الدكتور (اسامة محمد على) مدير المسرح بباكورة انتاجه فهو صانع هذا العمل والمسئول عن كل هذا الحب الموجود بين الجميع والذى وضح بشكل عام وهذا الكم من الإخلاص في كل مجموعة العمل.....


صلاح فرغلي