العدد 882 صدر بتاريخ 22يوليو2024
في ظل الظروف الاقتصادية المتغيرة والتوجهات نحو التقشف المالي، أصبحت مسألة الدعاية والإعلان للعروض المسرحية تحديًا كبيرًا يواجهه المسرحيون والفنانون في مصر. إلغاء بند الدعاية ضمن القرارات التقشفية الأخيرة ألقى بظلاله على الفعاليات الثقافية، حيث أضحى التسويق والترويج للعروض المسرحية يعتمد بشكل كبير على المبادرات الذاتية والجهود الفردية للفنانين. وفي هذا السياق، تبرز تساؤلات حول كيفية تحقيق التوازن بين توفير الدعم المالي اللازم للدعاية والحفاظ على استدامة العروض المسرحية. من خلال هذا التحقيق، نستعرض آراء عدد من المخرجين والفنانين حول التحديات التي يواجهونها في مجال الدعاية، وما هي الحلول والمقترحات التي يرونها ضرورية لتجاوز هذه العقبات وضمان وصول العروض المسرحية إلى الجمهور المستهدف بفعالية وكفاءة
محمد فاضل
قال الفنان محمد فاضل إنه في البداية أود أن أشيد بالدور التي لعبته الدولة المصرية ممثلة في وزارة الثقافة في تطوير عنصر الدعاية والتسويق في المجال المسرحي خلال السنوات الأخيرة، والذي حققنا فيه نجاحات لولا دعم الوزارة والبيت الفني للمسرح ما كنا حققناها بالشكل الذي وصلنا إليه، وأتمنى أن يستمر ذلك في فترة الدكتور أحمد فؤاد هنو، والذي يولي اهتمامات خاصة بالتحول الرقمي، يؤكد على أنه سوف يحقق طفرة جديدة في ذلك الشأن، أما فيما يخص التحديات فبالتأكيد كان إلغاء بند الدعاية هو أكبر تحدي نواجهه خاصة مع قرارات الترشيد الأخيرة التي صدرت، وبالتأكيد نحن لسنا ضد التأكيد خاصة أن تلك القرارات ساعدت في الخروج من الازمة المالية، لكن إلغاء بند الدعاية تماما مشكلة لأن أي منتج وخصوصا المنتج الفني يحتاج الترويج له حتى يصل إلى الناس، كما أن يتم تخصيص ميزانية كبيرة لعرض مسرحي ولا يكون هناك تخصيص للدعاية فهو بمثابة إهدار لتلك الميزانية لان المنتج لن يصل إلى المتلقي، وأتمنى من الوزارة أن تنظر إلى هذه الأمر بعين الاعتبار.
وأضاف فاضل : نعمل على التسويق الإلكتروني من منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية، وتطبيقات الهواتف، والمنصات الرقمية، والحقيقة أننا بدأنا منذ عام 2017 وكان مع البيت الفني للمسرح، وبعد النجاح الكبير الذي حققناه انتقل هذا الأمر إلى بعض القطاعات الأخرى مثل البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، ومنها إلى المهرجانات المسرحية التي تنظمها وزارة الثقافة مثل مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمهرجان القومي للمسرح المصري.
وأشار المخرج محمد فاضل إلى إن المسرح مهدور حقه تماما فيما يخص تغطية وسائل الإعلام المختلفة لفعالياته بالمقارنة بتغطية الفعاليات السينمائية أو الحفلات الموسيقية، والتي تصل على تسليط الأضواء بشكل أكبر، ولعل ذلك يعود إلى أن وسائل الاعلام بشكل عام تذهب وراء النجم، وهو ما يغيب عن المسرح وخاصة مسرح الدولة، لكن في الفترة الأخيرة بدأ النجوم يعودون مرة أخرى، مثل النجم الكبير علي الحجار والنجمة الكبيرة رانيا فريد شوقي في عرض «مش روميو وجوليت»، ومن قبل كانت النجمة داليا البحيري، والنجم نضال الشافعي في عرض سيدتي أنا.
وأكد فاضل على ضرورة وسائل التواصل الاجتماعي فهي أصبحت الجزء الأساسي من الدعاية لأنها الأكثر انتشارا بين الجمهور والأسرع وصولا إلى المتلقي، ولكننا نأمل أن نعود إلى وسائل الإعلان في التليفزيون وأن يتم تفعيل بروتوكول التعاون مع الشركة المتحدة التي أصبحت لاعب رئيسي في دعم صناعة الفن المصري بشكل عام في السنوات الأخيرة الماضية.
وعن دور الدولة قال إن من خلال إيمانهم واستيعابهم لمفهوم التسويق والدعاية، فلا يعقل أن يكون عمل فني يتم انتاجه على سبيل المثال مليون جنية ، ويخصص أقل من عٌشر الميزانية للدعاية، لأن ذلك لن يحقق المطلوب من الدعاية.
وأضاف إن هناك أكثر من فكرة وأكثر من مخطط للتسويق، لكن كل قطاع في الوزارة له خططه المختلفة، لان التسويق لندوة يختلف عن الترويج لمسرحية أو لفيلم سينمائي، لكن هناك بعض الأفكار التي يمكن أن تحدث نقلة نوعية فيما يخص الدعاية في وزارة الثقافة المصرية، لكن عليهم أن يفتحوا الباب ويتم الاستماع للمقترحات التي يتم تقديمها.
وعن خبرته في مجال الدعاية والإعلان والتسويق للعروض المسرحية قال المخرج محمد فاضل في الواقع أدير مؤسسة خاصة تعمل منذ 10 سنوات في مجال التسويق والترويج الفني، وهي مؤسسة اتجاهات للإعلان، والحقيقة أن التدريب يتم طوال الوقت لفريق العمل لنكون مواكبين للتطور الكبير الذي يحدث في مجال التسويق الإلكتروني، والحقيقة أن التعاون الكبير مع وزارة الثقافة بقطاعاتها المختلفة ساهم كثيرا في تطوير فريق العمل الذي كان يعد خطة مسبقة ومختلفة لكل فعالية يقوم بمسئولية الترويج لها، ودائما ما يحدث بشكل مباشر بفعل الاحتكاك والخبرة التي يكتسبها فريق العمل من المشاريع التي عمل عليها خلال السنوات الماضية.
ياسر أبو العينين
وعن مقتراحاته الجديدة قال إن بجانب المنصات الرقمية، استخدام اعلانات التليفزيون، واعلانات المترو، واعلانات الطرق، وتسويق تذاكر العروض للشركات و الأندية والمولات التجارية، وشركات السياحة ، والمدارس الخاصة، وهناك عدد من الافكار والخطط التسويقية متاحة نستطيع طرحها على مسئولي جهات الانتاج المختلفة.
قال المؤلف والفنان ياسر أبو العينين إن التحديات التي تواجهنا إنه لا يوجد بند للدعاية من الأساس، لأن البيت الفني للمسرح ألغى شريحة الجرائد القومية وشريحة التلفزيون ، وهاتان الشريحتان كانتا تمثلان أكبر تأثير على إن الجمهور العادي يعرف عروض مسرح الدولة ويحضرها، ويتابعها، ثم تقلص الأمر إلى تمويل دعاية السوشيال ميديا، ومؤخراً تم إلغاء هذا التمويل بقرار من رئاسة مجلس الوزراء كترشيد للنفاقات، ولكن هذا القرار أصفه بالعبثي لأن هذا القرار لا ينطبق على جميع الوزارات بالتساوي، لأن وزراة كوزارة الثقافة عملها كله قائم على الدعاية لمنتجها الثقافي، فلا يصح تطبيق هذا القرار عليها.
وأضاف أبو العينين إن الوسائل الأساسية التي نعتمد عليها حاليا في استخدام الدعاية هي السوشيال ميديا ولكن بدون تمويل نظرا لعدم توفر الإمكانيات المادية، لأننا لا نملك الإمكانيات، والبيت الفني لا يرصد ميزانية لذلك والأجور هزيلة لا تسمح لنا أن نمول إعلانات أو صفحات، وبناءا عليه فهي غير كافية بالطبع.
وأضاف إن الدولة لابد أن يكون لها دور كبير في مسألة الدعاية لأن هذا هو منتجها حتى وإن كانت لا تبتغي من وراءه الربح لأنه عمل خدمي ومدعوم من أجل تقديم الثقافة إلى محدودي الدخل، ولكن تظل الدعاية أمر مهم وإلا فإنه من العبث أن أنفق على عرض مئات الآلاف ثم يأتي ليشاهده بضعة عشرات من الأشخاص.
وأشار المؤلف ياسر أبو العينين إن الحل بسيط جداً وسهل وكل المسؤولين في أجهزة الدولة يعرفونه وسبق أن اقترحناه مراراً وتكراراً ولكن لا أحد يعمل به دون أن ندري السبب، فالحل في تمويل الشركات الخاصة عن طريق سبونسر يأتي ليضع إعلانه بجوار إسم المسرحية أو على التيكت الخاص بها وهو سيقوم بإنفاق مبلغ كبير من أجل ذلك، ويتم توظيف هذا المبلغ من أجل عمل دعاية وإعلان تليق بعروض مسرح الدولة.
وأكد أبو العينين على ضعف التغطية الإعلامية للعروض المسرحية ، وإن أغلب البرامج التي لتغطية العروض المسرحية تقدم على القنوات المصرية والتي تكون نسبة مشاهدتها ضعيفة جداً مقارنة بالقنوات الخاصة الأخرى والتي بالطبع لا تهتم بعروض المسرح ولكن تهتم بعروض أفلام السينما ومسابقات ملكات الجمال وعروض الأزياء.
وعن إمكانية جذب الجمهور يأتي عن طريق تقديم عروض جيدة وفي نفس الوقت لا يكون هناك خصام بينها وبين الجمهور، فلقد انتهى ذلك الزمن الذي يقدم فيه الفنان عرضاً ويدعي أنه عرض للخاصة أو لا يصلح تقديمه للجمهور العادي، العرض الفني بجوار أنه يجب أن يكون جيداً فنيا ومستخدما لكل عناصر العرض المسرحي بتمكن واقتدار، إلا أنه يجب أيضا في نفس الوقت أن يكون حريصاً على أن يكون قريباً ومعبرا عن طموح الناس وآمالهم احلامهم وان يجدوا انفسهم فوق خشبه المسرح دون ان يدروا.
محسن رزق
قال المخرج محسن رزق إن هناك تحديات كثيرة سواء في القطاع الخاص أو العام، ففي القطاع العام لأنه لا يوجد بند للدعاية وتعتمد على الدعاية الذاتية، ونعمل على السوشيال ميديا فقط، فلا يوجد دعاية في الأوت دور، أو القنوات، وحتى الدعاية داخل المسرح لا تكون كافية للمارين أمام المسرح لتعريفهم إنه يوجد عرض مسرحي داخل المسارح في مصر، وكذلك في القطاع الخاص عندما نضع ميزانية فتكون الميزانية كبيرة جدا للإعلانات في الشوارع، أو الإعلانات الممولة على الإنترنت، ويكون ذلك في البداية ثم نتوقف، لأن الدعاية تحتاج إلى ميزانية كبيرة كما سبق وذكرت، وبالتالي لابد من وجود دعم للعروض المسرحية والدعاية من كل المؤسسات الإعلانية، لأن عروض القطاع العام لها دور كبير في التثقيف والتنوير عن العروض التجارية، فنتمنى أن يكون هناك دعم كامل لعروض المسرح العام.
وأضاف رزق إننا نستخدم كمسرحيين السوشيال ميديا ونقدم بروموهات عن أعمالنا ، وننشرها على صفحات المسرح، وصفحاتنا الشخصية وأحيانا نستخدم الإعلانات الممولة لأن هذا المتوفر لدينا حاليا، وهذا لا يكفي بالطبع بأي شكل من الأشكال، بالإضافة إلى وجود دعم من بعض القنوات والمؤسسات الصحفية أو التلفزيونية لكل عروض المسرح وأشكرهم على هذا الدعم، فهو دورهم الأساسي ويقدمونه على أكمل وجه.
وأشار المخرج محسن رزق إلى الدور الكبير الذي لابد أن تلعبه الجهات الحكومية في الدعم للمؤسسات الثقافية بأن يكون الدعاية والإعلان للعروض المسرحية بمبالغ قليلة لتساهم في نشر الوعي والثقافة، وأن يتم تصوير العروض وعرضها على الشاشات ويكون لدينا مكتبة مسرحية ضخمة، لأن هناك الكثير من العروض لم يتم تصويرها وتوثيقها، وهذا شئ صعب وطالبنا بهذا الأمر كثيرا، فالدعم من المؤسسات الحكومية يعتبر دور الدولة في التنوير والتثقيف وزيادة الفكر، وحتى يتم جذب الجمهور أيضا للمسرح من خلال تقديم عروض مسرحية كاملة الجودة، وأن يكون العرض مقدم بأحدث التقنيات الحديثة التي نراها في الخارج فلابد أن نواكب هذا التطور.
أحمد فؤاد
قال المخرج أحمد فؤاد إن هذا الجزء هو الجزء الأهم الي يواجهنا كمسرحيين، وهو الإعلان لأننا نقدم منتج فني نقدمه في مكان معين، وللحصول على هذا المنتج لابد من الوصول إلى هذا المكان ، فالإعلام والإعلان والدعاية عنه هي الأهم، فهي الوسيلة الوحيدة لتعريف الجمهور بما يقدم على خشبات المسارح، فالتحدي كبير وخصوصا مع تطور وسائل الإعلام، فكان في الماضي منذ أكثر من 20 عام ، كان الإعلان يتم من خلال الصحف الرسمية، والدعاية الخارجية في كل المسارح والشوارع، ولكن الأمر اختلف حاليا، فأصبح الإعلان على السوشيال ميديا مدفوع الأجر، وبشكل معين لتكون دعاية جاذبة، وفيديوهات وبروموهات مثل السينما ولكن في السينما عامل الجذب أقوى لأنها تطورت بشكل كبير في منطقة الدعاية وشكل البوسترات والبرومو الذي يعرض طوال الوقت على التلفزيون، فأصبحت تكلفة الحملات الدعائية في السينما توازي تكلفة العمل نفسه ، وهذا لا يوجد في المسرح بأي شكل من الأشكال فبند الدعاية يتقلص وأصبح غير موجود.
وأضاف إننا نعتمد على السوشيال ميديا، لأن الدعاية الموجودة أمام المسارح معناها أننا نخاطب الجمهور المار أمام المسرح فقط ، وهذا أصبح عنصر غير جاذب للجمهور، ولكن لتعريف أكبر عدد من الجمهور ، فلابد من وجود إعلان تشويقي يظهر من خلاله جودة المنتج الفني المقدم ليجذب الجمهور، أو الإعتماد الأساسي الذي تعتمد عليه في المسرح ، وهي قوة الجمهور نفسه، وكلمة الجمهور ، وحديثه عن جودة العرض الذي شاهده ويدعو دائرته، وهكذا ولكن هذا لا يكفي أيضا.
وأكد فؤاد إن وسائل الإعلام لا تتحرك إلا بعد تحرك الجمهور، لأن وسائل الإعلام لها متطلبات معينة، منها أن يكون بطل العمل نجم معروف ، فهذا النجم سيحقق نسبة مشاهدة عالية للتقرير الذي سيقدم، أو أن العرض قوي وحقق نسب مشاهدة عالية وله صدى واسع بين الجمهور، وبعد تحقيق هذا يكون هناك تفاجأ من صناع البرامج التلفزيونية بالعروض المسرحية المهمة التي تقدم، فأصبح هناك فجوة كبيرة بين ما يقدم في المسارح، وبين وسائل الإعلام المكلفة بتغطية ما يحدث.
وأكد المخرج أحمد فؤاد على أهمية السوشيال ميديا واعتماده عليها بشكل كبير في قوة حضور الجمهور للعروض المسرحية ، قائلا إن أراء الجمهور هي الدافع الرئيسي لمشاهدة العروض المسرحية في ظل وجود التلفزيون والمنصات المختلفة التي تتيح الفرصة لمشاهدة كل شئ وأنت في مكانك، فالمشجع هنا هو رأي الجمهور ، والأغلب يكون على السوشيال ميديا، فالسوشيال ميديا هي الأساس للتسويق للعروض المسرحية حاليا وتعتبر هي المنفذ الجديد للمسرحيين ، لتشجيع الجمهور على مشاهدة العروض المسرحية.
وأضاف إن الجهات الحكومية تحاول ولكن في إطار خطة التقشف كان إلغاء بند الدعاية لمنتج قائم على الدعاية، فمحاولة أن يتم تدشين صفحة لكل مسرح ولكنه محتاج إلى أن يتم ذلك بشكل إحترافي وقوي لكل مسرح ، وألا احتاج إلى تدشين صفحة لكل عرض، بأن يكون لكل مسرح سياسته القائم عليها للتسهيل على الجمهور، في معرفة نوعية العروض التي يفضلونها، فنحن في أمس الحاجة للخروج لمحاولة العثور على أنواع أخرى ودوائر أخرى من الجمهور ونحن متأخرين في هذه المنطقة.
أما عن جذب الجمهور للعروض المسرحية فلابد من صنع علامات تجارية لكل مسرح « البراند»، وتحديد الفئة المستهدفة من الجمهور، فعلى سبيل المثال المحلات والعلامات التجارية لبعض الملابس فهي التي تحدد شكل زبائنها، ، ففي النهاية نحن نقدم منتج والمنتج يجب أن يباع بأساسيات المنتج نفسه، ولكن في المسرح نكون أمام جمهور مستهدف لتقديم فن مختلف وممتع سواء كان عرضا جادا أو عرضا كوميديا، ولكن كيفية صناعة العمل الجاد ، وكيفية صناعة العمل الكوميدي بما يتناسب مع شكل الجمهور ، واعتقد إن أغلب المسرحيين انتبهوا لهذا الشئ، وتطوروا من خلال تقديم أعمال فنية مستحسنة عن الناس وبها عوامل جذب، والدعاية للعمل الفني وشكل البوسترات والتيزر للعمل الفني واختيار النجوم، فنقطة الدعاية بالتأكيد هي النقطة الأهم التي نفتقدها في العمل الفني عموما.
يوسف المنصور
قال المخرج يوسف المنصور إن أهم التحديات التي تواجهنا كمسرحيين إن مسارح الدولة بشكل عام أصبح ليس لديها بند دعائي، وهذه كارثة كبيرة لأن العمل المسرحي من الممكن أن يكون جيد جدا ولكنه لا يصل المتفرج أصلا، فلل يوجد فن بدون جمهور ووزارة الثقافة حتى وإن كانت لا تهدف إلى الربح، فهي تهدف إلى نشر العمل الثقافي وخصوصا إذا كان جيد، لأكبر شريحة من الناس، فعدم وجود بند الدعاية المادية لميزانية العمل فهي تعد مشكلة كبيرة، وخصوصا لأن الدعاية حتى تصل إلى أكبر عدد من الناس تحتاج إلى أموال كثيرة والعالم كله أدرك أهمية الدعاية ، لأن ما الفائدة في تخصيص ميزانية كبيرة لعرض مسرحي ، والجمهور لا يعلم شئ عن ذلك.
وأضاف المنصور ، استخدم السوشيال ميديا بشكل شخصي من خلال صفحتي على الفيس بوك وانستجرام وكل القائمين على العمل وهذا مجهود ذاتي، لأن الدعاية بشكل عام لابد وأن تكون على نطاق أوسع، ففي الماضي كنا نرى الدعاية لمسرح الدولة بشكل كبير وواسع في التلفزيون والصحف والبانرات في الشوارع والميادين، لكن حاليا نعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير فهي تقوم بصعوبة كبيرة جدا بالدور المطلوب لأن الدعاية على وسائل التواصل تحتاج إلى ماديات، لأن العالم الجديد أدرك أهمية السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي فلم يعد الدعاية من خلاله شيئا سهلا فلابد من وجود بند للدعاية لتغطية هذه النفقات.
وأشار إلى عدم وجود دعم كافي من الجهات الإعلامية حتى وإن كانت حكومية لأنها تهدف في النهاية إلى الربح، والطبيعي إن المؤسسات تتعامل مع بعضها بمنطق تجاري، فهي لا تدعم بشكل كبير ألا إذا كان هناك إتفاقات وبروتوكولات بينها وبين وزارة الثقافة، بدليل إن لدينا عروض مسرحية جيدة وناجحة ومحققه إقبال جماهيري كبير وعلى الرغم من ذلك فهناك شريحة أكبر من الجمهور لم تسمع عن هذه العروض، فلابد من وجود بروتوكول بين وزارة الثقافة وبين تلفزيون الدولة على الأقل، والصحف الرسمية للدولة ولابد من فتح الباب الممولين والقنوات الخاصة تدعم وإن كانت لا تدعم كل العروض ، فمن الممكن أن يكون النية لشراء عرض بعينه من قبل القنوات الخاصة وهذا شئ لا يضر ، فليس من العيب أن يكون هناك توجه لشراكة بين مسرح الدولة أو وزارة الثقافة وبين القنوات التلفزيونية الخاصة لأن ذلك سيصنع انتعاشة فنية كبيرة.
شادي الدالي
قال المخرج شادي الدالي إنه في الحقيقة لا يوجد دعاية من الأساس، ولكن يوجد محاولات ضئيلة على وسائل التواصل الاجتماعي ، يعرف من خلالها الجمهور كل ما هو جديد عن العروض المسرحية ، فهي موجودة ولكنها غير موجودة بالشكل الكافي، وبالتالي التحديات واضحة لأنه لا يوجد دعاية فعلية، ففي الماضي كانت الدعاية في التلفزيون والشوارع والجرائد الرسمية وموجهة بشكل واضح ، وكان هناك تنافس شديد بين مسارح القطاع العام « مسارح الدولة»، بتخصصاتها المختلفة، ولكن الوضع اختلف حاليا فالجمهور يأتي للعرض لأنه سمع عن العرض أو شاهد رأي على الفيس بوك، ولذلك يمكننا القول أن الدعاية الوحيدة الموجودة هي وسائل التواصل الإجتماعي وأرى إنها ليست بالشكل الكافي أو التخطيط الكافي.
وأضاف إنه لا يوجد دعم كافي من المؤسسات ولكنه موجود، فما زال بعض البرامج المتخصصة في المسرح تجوب المسارح لتغطية العروض، ولكن من يشاهدها فنحن نحتاج إلى حركة أكبر لتوعية الجمهور الذي أصبح كل اهتماماته منصب على الهاتف الذي يحمله في يده، فكيف تستقطب جمهور يذهب إلى المسارح ويشاهد العرض لايف، بجماله ومتعة اللايف التي لا يعلم عنها أحد، فنحن أصبحنا قلة قليلة جدا هي التي تتعاطي الثقافة في مصر، سواء في المسرح أو السينما ، لأن السينما أيضا في أزمة.
وأشار الدالي إلى إن السوشيال ميديا لها تأثير قوي لأنها الوسيلة الوحيدة الموجودة الآن ولكنها غير كافية، فأتمنى أن أرى دعاية المسارح في كل مكان ، في الشوارع ، ومحطات المترو، وعلى صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية بما إن الإعلام تحول من ورقي إلى ديجيتال، بالإضافة إلى أننا نحتاج إلى عدد أكبر من العروض المسرحية لأننا دولة كبيرة بعدد سكان فوق ال 100 مليون نسمة ، ونحتاج الى زيادة الجودة الفنية، لأنني لاحظت إنه توجد عروض قوية على المستوي الفني ولكنها لم تحظى بالقدر الكافي للدعاية والعكس بالعكس، فدور الجهات الحكومية هو رجوع الدعاية لأننا نقدم منتج فني، هذا بالإضافة إلى الاهتمام بالجودة الفنية ، فالجمهور المصري جمهور ذواق ومحب المسرح، ويجب تصوير كل العروض المسرحية التي تنتجها الدولة وأن تكون متاحة بعد عرضها للتوثيق وأن تكون موجودة للتاريخ.