العدد 886 صدر بتاريخ 19أغسطس2024
من أهم أسباب التقدم والتطور فى المهرجان القومى للمسرح المصرى أن نتابع أراء المتخصصين فى كل دورة تنتهى ، حتى نضع أيدينا على أى نقاط ضعف كى نستطيع التعامل معها بشكل مناسب فى الدورات التالية ، ولأن الفنان “محمد رياض” رئيساً لهذه الدورة السابعة عشرة فنان مهموم بالمسرح وتقدمه ودائماً يتقبل جميع الأراء والمقترحات بصدر رحب لأن الجميع لهم هدف واحد وهو رفعة وسمو وتقدم المسرح المصرى، لذلك نقرأ هنا أراء بعض النقاد الشباب عن هذه الدورة من المهرجان سواء على مستوى التنظيم أو عن مستوى العروض المسرحية التى شاركت فى دورة هذا العام.
فى البداية عبرت الناقدة «نهلة إيهاب» عن إعجابها بفيلم «سيدة المسرح العربي “ الفنانة القديرة “سميحة أيوب “ الذى قدم فى حفل الإفتتاح ،وأضافت أن المهرجان هذا العام شهد طفرة نوعية كبيرة وإضافات جديدة على مستوى ورش التدريب والتي وصل عددها الي 6 ورش تقدم لها الالاف من المواهب كما قسمت ورشة أعداد الممثل والتي اسميها ورشة “صناعة الممثل” إلي ورشتين الأولى للدكتور “علاء قوقة” والثانية للدكتورة “هنادي عبد الخالق”،كما ساعد بدء هذه الورش في وقت مبكر عن المهرجان على إعطاء فرصة جيدة للمدربين لتوصيل رسالتهم وأفكارهم للمتدربين، مما انتج تلك المغامرة الفنية التي قدمت يوم الإفتتاح من خلال تقديم العرض المسرحي “أستاذ جمهور” ، واعجبت بندوات هذا العام التى كان لها صدى عظيم يتوافق مع قيمة سيدة المسرح العربي سميحة ايوب، وذلك من خلال طاولة المحور الفكري للمهرجان “المرأة المصرية والفنون الادائية” حيث تنوعت الندوات تحت مسميات فرعية تمس إبداع المرأة وتفردها.
وقال الناقد “محمد عبد الوارث “ : من وجهة نظري ومتابعتي لأغلب عروض المهرجان وفعالياته أعتقد أن هذه الدورة ربما لم تكن الأفضل لكنها جيدة ، فعلي مستوى التنظيم لم يكن هناك مشكلات معتادة تتعلق بدخول الجمهور كسابق الدورات وفي ظنى السبب هو الاجتماع الذي سبق الدورة مع مديري دور العرض وهو ما منح مرونة شديدة في التعامل مع الجمهور ، أيضاً فكرة الباركود جيدة إن تم التعامل معها وفقا لنظام التكنولوجيا الحديث لكنها فكرة جيدة يمكن البناء عليها مستقبلا ، وعلى المستوى الفنى للعروض في ظني البحت وهى وجهة نظر خاصة أنها أقل من الدورة السابقة والسبب في ذلك ليس عملية الإختيار ولكنه المتاح ، لكن الأكيد أن هناك مشكلة كبرى في عروض البيت الفني للمسرح فمن بين ستة عروض تم إختيارها لن تجد سوى عرضين يليقا باسم البيت الفني في حين هناك تقدم ملحوظ وواضح في عروض الهيئة العامة لقصور الثقافة سواء على مستوى الأفكار والتنفيذ أو عروض الجامعات والمعاهد ، ومازال هناك مشكلة كبرى في عدم وجود ممثل لمسرح الطفل حيث أن العرض الوحيد كان على الهامش ، لكن في النهاية هناك مجهود واضح وكبير يمكن البناء عليه وتفادي الأخطاء البسيطة الموجودة.
أما الناقدة “ منار خالد “ فقالت : لم تختلف هذه الدورة، عن سابقتها العام الماضي كثيرا، من حيث استراتيجية التسويق والدعاية، وكان ومازال رأيي أن هذه الدورات توضع تحت عنوان “دورات كبش الفدا” تلك التضحية الخاصة بهوية المسرح والمهرجان في مقابل الظهور على السطح بجانب المهرجانات الأكثر شهرة بمصر، وهذا لم يكن بسئ على العكس، بل وعي تام بحجم المهرجان وجمهوره، في محاولة حقيقية للوصول لشرائح أكبر، أولا عن طريق طرح أسماء ذات شعبية في الشارع المصري، بداية من اسم الدورة التي تحمل أسم الفنانة سميحة أيوب، وهو النهج نفسه الخاص بطرح اسم الفنان عادل إمام الدورة السابقة ، نعم هي نفسها الاستراتيجية، رغم انه يبدو أن هناك فارق من حيث عدد الأعمال المسرحية لكل منهما، وما يخص العدد لمسرح القطاع الخاص والدولة وهكذا، لكن الأمر غير معني بهذه الحسابات، بقدر البحث عن اسماء تحقق معادلة المسرح والسينما والشهرة معا، لتكون خير وسائل جذب للإعلام ومواقع التواصل، وهذا ما يسير أيضا على اسماء المكرمين، وبالتبعية من قدموهم بحفل الافتتاح، وكل ما يخص “اللقطة الصحفية” وهذه أمور جيدة للغاية في عالم التسويق والدعاية للمهرجان، ربما تهمل بعض الشيء المسرحي المتخصص وتشعره بالتجاهل سواء في إرسال دعوات الافتتاح، أو حتى في التكريم والترحيب، كما اعتاد مسبقا داخل دائرته التي لا ينتمي إلا لغيرها، وهذا ما يشيع الخلافات دائما حول المهرجان، لكن بالنظر للأمر بكونها دورات فقط لبلوغ السطح والظهور، تتضح الأمور بشكل أقل حدة ، ومن التطورات التي تم تطبيقها العام الماضي ومازالت مستمرة دون تطوير ملحوظ، هي “الحجز الالكتروني للعروض” الذي يبدأ الساعة 12م وينتهي أيضا ويصبح مكتمل العدد بعدها بدقائق معدودة، والسبب أنه مجاني، لم يكن الأمر بمربح أو في صالح المهرجان بالقدر الكافي، نظرا لأن الجمهور يستسهل الأمر في الحجز سواء متأكدا من الحضور أم غير متأكد، مما يصعب على غيره الأمر في الحجز، ونجني ثمار ذلك أمام أبواب الدخول من زحام مع من حجزوا، أو مع من لم يلحقوا بالحجز متدافعين مصرين على الدخول، لأن القواعد التي تُطبق تنص على إذا كان هناك أماكن فارغة فمن الممكن دخول من لم يتمكنوا من الحجز، وهذا يزيد التدافع والزحام لا يقلل منه، مع الوضع في الاعتبارات زحام منشورات الفيس بوك المعبرة عن الاستياء من عدم الحجز، وكذلك في أحيان كثيرة الحجز مكتمل والقاعة غير مكتملة، بجانب عدم تفعيل نظام الباركود على أبواب المسارح فيمكن أن يدخل أحد بحجز لعرض أخر أو حتى شخص أخر غير الذى قام بالحجز ، وأعتقد أن سببها الأول هو عدم النظر في أمر الحجز الالكتروني بشكل أكثر انضباطا والتعلم من أخطاء الدورة السابقة، والتعامل الدائم مع أي رأي ينصح بالتطوير بصفته هجوما يريد هدم التجربة قبل البدء ، فربما لو تم تطبيق مبلغ مالي رمزي بالتغيير في اللوائح، أو ترقيم التذكرة برقم الكرسي، وإلغاء قائمة الانتظار أمام الأبواب، وتدريب الموظفين في التعامل مع الجمهور بشكل لائق، ربما يتحسن الأمر فيما يخص الحضور ويرتقي المشهد ويتوافق مع صورة النجوم التي أرادتها الإدارة، والتي بالتأكيد ستتدارك بعد عدة دورات أنه لابد من تغيير في الاستراتيجية، لتحقيق معادلة توازن ترضي الظهور على السطح، بجانب الحفاظ على ماهية المهرجان المسرحي وإرضاء المسرحيين وأخذهم هم أيضا إلى عالم الأضواء. الذي لم يلحق بهم من قبل.
وقالت الناقدة “سارة عمرو” : أن دورة هذا العام شهدت تنوع فى العروض المشاركة على مستوى ما تمكنت من مشاهدته ،واعجبت بمحاولات البعض بصنع تفاعل حقيقي مع الجمهور ليصبح جزء أصيل من العرض ، والمميز أيضا إختيار المسارح المناسبة للعروض عن الدورات السابقة ، مع إرتفاع جودة العروض هذا العام بشكل يليق بقيمة وحجم المهرجان القومي للمسرح المصرى ، أما من ناحية التنظيم هناك بالطبع بعض المشكلات وربما يحتاج نظام الحجز الالكتروني إلى تفاصيل أكثر دقة تتيح مبدأ العدالة للجميع ،وفكرة تسويق الحجز الالكتروني بدون ذكر أنه يمكن الدخول بدون حجز إلكتروني جعلت البعض لا يذهب للمشاهدة من الأساس لأنه لم يستطيع الحجز ، والنقطة الأخيرة أتسأل فيها لماذا لا نستطيع دخول حفلتى الإفتتاح والختام بكارنيه النشرة بدون دعوات ؟..لأنه من ضمن تفاصيل عملنا حضور كل الفعاليات بما فيها الإفتتاح والختام ، فيجب الإهتمام بالنقاد سواء فى إدارة المهرجان أو إدارات المسارح وتسهيل دخولهم حتى نستطيع القيام بعملها.
وتحدث الناقد “أسامة القاضي “ عن تميز هذه الدورة من ناحية التنظيم وأنه تم ترتيبها بشكل جيد وقال : أن فكرة الحجز أونلاين جيدة وربما الضغط على المهرجان والإقبال يجعل هناك بعض الصعوبات فى ذلك ، أحيانا كنت أرى المنظمين يسهلون دخول الجمهور للمسرح حتى لو لم يتمكنوا من الحجز الالكتروني، لكن هناك نقطة هامة تخص دخولنا نحن النقاد أنه كان فى السابق لنا أماكن داخل القاعة ولكن بعض المسارح لا تتفهم هذا الأمر ولا أعرف هل المسئول ليس لديه معلومة عن دخول النقاد والإعلاميين؟.. ويجب أن تكون هناك أماكن مخصصة فى كل عرض للنقاد والصحفيين مهما كان حجم المسرح أو عدد الكراسي داخله ، أما مستوى العروض هذا العام أراه ممتاز وخاصة المسرح الموسيقى الغنائي وعروض الدراما الحركية وهو تطور على مستوى العروض فى المنافسة ، وأيضاً أراه شيء جيد أن تنافس العروض المستقلة عروض مسرح الدولة ، وأتمنى أن تذهب دائما الجوائز لمن يستحق ، خاصة أن جودة العروض جيدة حتى العروض التى كانت تواجه مشكلة فى الجودة قبل المهرجان وبعد مشاركتهم فى المسابقة الرسمية عملوا مجددا على رفع جودة العرض المسرحى ، بالإضافة إلى أن بعض العروض أعتبرها تجريبية نوعا ما.
وعبرت الناقدة “سارة أشرف “ عن إعجابها بمستوى العروض وقالت : العروض المسرحية تنوعت بين الممتاز والجيد جداً ، وتحديداً عروض الشباب سواء فرق مستقلة أو فرق أكاديمية الفنون وغيرهم، كانوا حريصين على تقديم افضل ما لديهم، الأهم أن هذا العام أغلب العروض تم تقديمها على الخشبة الملائمة لها، لأننا في بعض الأحيان كنا نجد مثلا عرض به إستعراضات ويحتاج معدات صوت تسعفه مُقدم على خشبة مسرح لا تناسبه وبالتالى تقلل من جودة العمل، ولكن تم تلافى هذا الأمر فى هذه الدورة ، ومن جهة التنظيم ف على الرغم من محاولات القائمين على المهرجان تطوير عملية الحجز لحضور العروض، للحد من المشاكل التي تسبق دخول الجمهور لمشاهدة العرض، إلا أن هذا العام يدهش المرء من عدم وجود جمهور، العديدين انصرفوا عن متابعة العروض والذهاب للمشاهدة ظناً منهم أن من لم يحجز إلكترونياً لن يُشاهد! فهل أصبح المهرجان القومي يُخاطب المتخصصين فقط؟ .
وقالت الناقدة “سميراء سليم “ : توجد مشكلة كبيرة في كيفية التعامل مع النقاد ، حيث أنهم ليس لهم أماكن محددة رغم المفروض عليهم من المتابعة والتغطية والركض خلف العروض من مكان لآخر ومايتبع ذلك من تأخير وعدم القدرة على الوصول قبل العرض بساعة لضمان مكان للجلوس ،كما ان ذكر اليوم الذي ستتواجد به اللجنة للجمهور الذي يقوم بالحجز ، يجعل هذه الأيام شديدة الازدحام لاغراض قد لاتكون ليس لها علاقة بمشاهدة العرض ومتابعتها لأخذ لقطة تصويريه معهم ، بينما الايام الاخرى يكون المسرح فارغ في أغلبه، وهو ماينعكس أيضا على اختلاف طاقة وجودة العرض بين اليومين بحيث يكون العرض بكامل طاقته يوم اللجنه، بينما اليوم الآخر كأنه يقوم ببروفة، لاهتمام فريق العمل بألا يجهد يوم اللجنة او يستنفذ مشاعر الشخصية وحالة العرض ، ولذا أعتقد أنه من الافضل الا تعرض اليومين للعمل الواحد وراء بعض ، وان يكون ليلتين العرض بينهما فاصل ، بحيث تفصل بينهما ليلة أو اثنتين، لضمان جودة وطاقة العرض و الممثلين في ليلتهما ، أما عن جودة العروض فمن الملاحظ جودة عروض المعهد العالي للفنون المسرحية وعروض الجامعات والانتاج البسيط ،عن عروض الأسماء الكبيرة في الإنتاج و الاخراج لذلك سيظل الهواه والمحترفين الصغار هم الأعنى بتقديم صورة وفكر وفلسفة وحركة تحافظ على ريادتنا للفن والمسرح ، والعروض الاخرى غلب عليها الخطابية والمباشرة والدراما سريعة النسج والتحضير ، ونقطة أخرى لا أعرف من المسؤل عنها ،حتى لو مسموح بها في اللائحة، كيف لشخص واحد أن يدخل بإكثر من عرض من إخراجه حتى لو يتبع أكثر من جهة انتاج ؟.
وعبرت الناقدة “إسراء محجوب “ عن دهشتها من طريقة تنفيذ الحجز الالكتروني فى حين لا يتم على باب المسرح عمل مسح “سكان” للكيو أر كود وقالت : ما فائدة الحجز الالكتروني إذا ؟ طالما لا يتم تفعيله بشكل مناسب ، ولاحظت فى دورة هذا العام أن عدد كبير من العروض “مأخوذ عن” وكأن لا يوجد لدينا كتاب مسرح جيدين ، ولست ضد الفكرة نفسها بالطبع ولكنى أتحدث عن كثرة ذلك فى دورة هذا العام فهل أصبح لدينا فقر فى الأفكار المطروحة؟.. وأعتقد على مستوى العروض المشاركة أن أفضل العروض من وجهة نظرى كانت للمعهد العالى للفنون المسرحية رغم أنه ليس جهة إنتاج كبيرة مثل جهات أخرى ولكنى لاحظت بشكل واضح إرتفاع جودة العروض المشاركة من المعهد عن الأعوام السابقة.