الدنيا على كف عفريت وإشكالية الأوبرا!!

الدنيا على كف عفريت وإشكالية الأوبرا!!

العدد 887 صدر بتاريخ 26أغسطس2024

مازالت مسرحية «الدنيا على كف عفريت» تشغل الساحة النقدية، حيث كتب عنها الناقد «عبد العليم المهدي» مقالة في جريدة «البلاغ»، قال فيها: مسرحية الدنيا على كف عفريت من النوع الاستعراضي الذي لا يهتم فيه كاتبه بالموضوع أو الفكرة، بل يفرغ كل همه في عرض مشاهد طريفة مسلية ومضحكة. ولكن مؤلفي هذه المسرحية يقدمان لك فكرة وموضوعاً في أسلوب ساخر ساحر معاً ولعلك تدهش من هذا التعبير! أجل فالمسرحيات التي يكتبها هذان المؤلفان هي الكوميدية دائماً، وبالرغم من ذلك فأنت لا بد واجد بين سطورها فكرة جدية قد لا يصرح بها الكاتبان.
ولكنها تتركز في ذهن المشاهد حين يدع المسرح ويفرغ من ضحكه. لقد تناول المؤلفان بعض النواحي المريضة من حياتنا الاجتماعية وعرضاها للجمهور نقداً في سخرية لاذعة ترغمك على الضحك وهي تستر وراءها مأساة. ففكرة هذه المسرحية تتلخص في أن عمدة إحدى القرى جاءه نعي أحد مواطنيه وقد ترك ثروة تقدر بأربعين ألفاً من الجنيهات وأوصى بهذا المبلغ لابنته المقيمة في القاهرة، وهذا الميت «إسكافي» عاش طوال حياته في فقر مدقع يتكسب من ترقيع الأحذية، وقد ضيق على نفسه الخناق حتى جمع هذه الثروة التي تركها لابنته. فيحمل العمدة هذا المبلغ ويرحل إلى مقرّ إقامة الوارثة. وفي القاهرة تدرك العمدة من مصادمات أهلها على اختلاف طبقاتهم إهانات يضيق المقام عن سردها، فيُضرب ويُشتم ويُسب في كرامته وأخيراً يصل إلى غايته - الوارثة العزيزة - بعد الجهد الجهيد فتتهمه هي أيضاً بأنه أكل مال أبيها المرحوم فأخفى الألماس والجواهر وأظهر لها الأربعين ألفاً من الجنيهات فقط. هذا كل ما في المسرحية من موضوع .. هذا هو الذي اجتمع في ذهني بعد أن تمتعت برؤية الرقص وسماع الغناء ومشاهدة جمال الطبيعة وجمال الأجسام وبعد أن ضحكت وضحكت حتى كتابة هذه السطور.
انتقل الناقد بعد ذلك إلى الإخراج، فقال: من واجبي كمقرر للحقيقة أن أعترف لنجيب بالمقدرة الفنية الفائقة، فهو بلا مراء الفنان المصري الوحيد الذي يشترك في التأليف ويقوم بمهمتي الإخراج والتمثيل أيضاً، ومع هذا ينتج ثمراً طيباً هو نتيجة مجهود شاق يحمد نجيب عليه. فنحن في الفصل الأول أمام محكمة «خط» يقضي قضاتها بين الفلاحين بقانون فطري توحيه إليهم ضمائرهم البسيطة الساذجة، فتعرض أمامنا عدة قضايا تقوم بعضها على دعوى الكسب الفاحش والزواج القائم على حياة كلها عذاب وشقاء جمع فيه بين ابن المائة وبين بنت السابعة عشرة. وقد أعجبني إخراج فكرة التفكير في أمر الدنيا، فقد جلس العمدة بعد أن أعطى الميراث أمانة ليؤديها إلى أهلها إلى منصة القضاء بعد انصراف هيئة المحكمة - التي يترأسها هو - يستعرض الدنيا بإغرائها وجمالها ومالها وغرامها وسعادتها وفقرها. فالغرام والإغراء والجمال والسعادة كلها تدرك بالمال. أما الفقر فهو الوحيد الذي يستطيع أن يناله الإنسان بلا ثمن. وفي الفصل الثاني يعرض لنا منظر شارع تاه فيه العمدة وهو يبحث عن منزل الوارثة العزيزة لثروة الإسكافي المرحوم. وفي هذا الشارع تعرض ألوان الحياة ومناظرها في ثوب براق جميل فهذا رجل يبيع رماناً، وآخران يحملان بيانو ويلقي أحدهما أغانيه الشعبية، وهذا رجل قذفته امرأة من سكان هذا الشارع - بمرق فراخ - وتلك شركة سينمائية أقبلت تلتقط عدة مناظر في هذا الشارع فيطلب مخرج هذه الشركة من جندي المرور أنا يأذن له بتعطيل المرور عشرة دقائق. ولكننا لاحظنا أن المرور لم يتعطل عشرة دقائق فحسب بل امتد الزمن إلى ما يزيد على أربعين دقيقة ليتمكن الممثل من إضحاك الجمهور وقد نسى الجميع أن الشارع معطل لمدة عشر دقائق. وهناك طريقة لجأ اليها المخرج في عرض مناظر الشارع كانت غريبة بعض الشيء فلم يقدم في كل مرة إلا الممثل الذي يريد أن يظهره للجمهور ونحن لم نر الشارع الطبيعي في مناظر متقطعة أبدأ وقد كان الأفضل أن يترك الطريق لكل مار ولا يتكلم إلا الممثل الذي يشترك في عرض الحوادث على المسرح ولا أدري كيف غابت على ذهن المخرج مثل هذه المسألة الصغيرة. ولكننا لم نلبث أن انتقلنا إلى مشهد السوق الخيرية في نفس الفصل وقد رمز المخرج فيه إلى اسم المسرحية بوساطة المنظر، ولقد كان إخراج هذا المشهد من أرقى أنواع الاستعراض. وفي الفصل الثالث نرى داراً للبغاء السري بالغ المخرج في إتقان مناظرها إلى أبعد حد، وإذا كنت لا أرضى لنجيب أن يعرض مثل هذه المشاهد التي تؤثر في شعور بعض الأسر المحافظة! ولا أنكر له جهده الذي بذله في إخفاء المشاهد الخليعة والإغراء الماجن إلى غير ذلك مما يحدث في مثل هذه البؤر التي لا تعرفها البيوت الراقية في المجتمع المصري. وأرى أن دخول الراقصات الفرنجيات كان له مبرر في جميع المشاهد إلا في منزل البغاء حيث لم يكن طبيعياً بل كان مجرد حشو. أما في نهاية الفصل الأول حيث يشتركن في تجسيم فكرة الدنيا. وفي السوق الخيرية وفي التمثيل أمام الكاميرا كل هذه المشاهد كانت مناسبة كل المناسبة لعرض فن الرقص الذي كان غاية في الإبداع. أما الألحان فلن أقول أكثر من أن بديع خيري وزكريا أحمد تضافرا - الأول بالتأليف والثاني بالتلحين والموسيقا - على السمو بها إلى أعلى مراتب الألحان لولا أن بعض الممثلات لم يوفقن في تأدية الألحان بأمانة تامة. لعب الأستاذ نجيب الريحاني دور كشكش بك عمدة كفر البلاص وهذا الدور سبق لنجيب أن سجل فيه رقماً قياسياً وعرفه الشرق بهذا الاسم ولكنه في هذا الاستعراض يظهر بمظهره الجديد في الفكرة والموضوع فيضيف إلى مجده الفني مرتبة أعلى وأسمى ولا جديد على نجيب إذا قلت فيه إنه ممثل مجيد قد وصل إلى غاية الفن. وقامت الممثلتان أمينه شكيب وزوزو شكيب بعدة أدوار كان معظمها إلقاء منلوجات حازت رضاء الجمهور. وإني آخذ على زوزو كثرة تطلعها إلى الجمهور لترى هل حاز إلقاؤها استحساناً. كما إني لا أغتفر لها ضحكها في كثير من المواقف المحرجة التي يضحك فيها الجمهور على ما يبديه الممثل من فن طريف ولا يجوز للممثل أن يشترك معه في التمثيل. ولعبت السيدة زينات صدقي دور الممثلة السينمائية «ترسة» فأعطت للجمهور صورة صادقة عما عملته في أثناء قيامها بدورها الكبير في فيلم «وراء الستار» ودلت على أنها ممثلة موهوبة كانت عند حسن ظن المخرج إذ أسند إليها أكبر دور تمثيلي في هذا الاستعراض وأهنئ الأستاذ محمد مصطفى على اتقانه دور كاتب الجلسة في المحكمة القروية فقد أعطى صورة متقنة وكان طبيعياً في إلقائه متزناً في حركاته فله تهنئتي. وقد أجادت السيدة ماري منيب في دور سيدة البيت «إياه» في الفصل الأخير والسيدة ماري منيب ممثلة مجيدة لها ماضيها في عالم المسرح وعالم السينما أيضاً. وقد أبدع كل من الأساتذة بشارة واكيم وعبد اللطيف جمجوم والقصري في تأدية أدوارهم، ويطول بي المقام إذا تحدثت عن كل الأفراد الذين قاموا بتمثيل أدوار قصيرة فكلهم أجادوا. وعندي ملاحظة فاتني أن أذكرها قبل ذلك، فهي من مهمة المخرج وقد اشتهر لها نجيب وحده في عالم المسرح المصري، وهي أن يكتب حوار الأدوار لأصحابها، ويخرجها هو بنفسه.
سؤال لم يخطر ببالنا منذ بداية الحديث عن تاريخ مسرح الريحاني، وهو لماذا لم يعرض الريحاني وفرقته عرضاً مسرحياً واحداً في دار الأوبرا؟! وهذا السؤال نطرحه الآن بسبب مجلة «آخر ساعة» التي أشارت إلى هذه الإشكالية، بعد أن عرض الريحاني فصلين من أحد عروضه على خشبة دار الأوبرا لأول مرة عام 1937، ونشرت المجلة مقالة عنوانها «الأوبرا الملكية والامتيازات الأجنبية .. كشكش بك وشيخ الإسلام في دار الأوبرا»، بتوقيع «ناقد قديم»، قال فيها: 
أحيى النادي الأهلي في مساء يوم الجمعة الماضي حفلته السنوية على مسرح دار الأوبرا الملكية، وقد اشترك فيها الأستاذ نجيب الريحاني فمثل مع فرقته فصلين من رواية «حكم قراقوش» المعروفة، والتي تعد من أحسن الروايات التي أخرجتها فرقة الأستاذ الريحاني، وقد نجحت هذه الرواية عند تمثيلها في الموسم الماضي نجاحاً كبيراً، واستمر عرضها حوالي ثلاثة أشهر، وكان الإقبال من الجمهور على مشاهدتها إقبالاً سجل أرقاماً قياسية جديدة في تاريخ المسرح. وقد اتصل بنا أن ولاة الأمور كادوا يرفضون اشتراك الأستاذ الريحاني في الحفلة ويحولون بينه وبين الظهور مع فرقته على مسرح دار الأوبرا بحجة أن مقام الأوبرا وحرمتها يستدعيان ذلك!! ونرجو ألا يكون ما اتصل بنا صحيحاً فإنه لو صح لدل على عقلية متأخرة من ناحية وعدم تقدير لفنان كبير كالأستاذ الريحاني من ناحية أخرى، ومسرح الريحاني هو المسرح الوحيد الذي حافظ طوال ربع قرن كامل على نجاحه المتواصل، وعلى سمعته الطيبة من ناحية ما يعرضه من روايات أخلاقية ترمي في صميمها إلى معالجة كثير من عيوبنا الاجتماعية، وإصلاح البيئة المصرية بهذا الأسلوب الفذ الذي اشتهر به الأستاذان نجيب وبديع خيري. ومما سيذكر لهذين الفنانين البارعين دائماً أنهما نجحا في خلق المسرح المصري الصحيح، وهو ما فشلت فيه فرق الدرام التي ما زالت تعتمد على الرواية الأفرنجية في عملها. ثم ما هذه الأوبرا وما هذه الحرمة التي لها؟! وقد لا يعرف الكثيرون أن وزارة المعارف تراجع كل رواية تمثل على مسرح الأوبرا حتى ولو كانت قد مثلت من قبل على المسارح الأخرى وكانت قد نالت موافقة قلم المراقبة في وزارة الداخلية!! وقد يكون هذا الخرص محموداً على أي حال ولكن إذا اقتصر على ما تعرضه فرقنا المصرية من روايات أصبح لا معنى لها. وما أظن أن الجمهور قد نسى بعد تلك الضجة التي قامت من سنتين والتي أثارتها هذه المجلة بالذات – آخر ساعة – عندما مثلت فرقة «سيبل ثورنديك» الإنجليزية على مسرح دار الأوبرا الملكية رواية «جان دارك» لبرناردشو وقد جاءت فيها فقرات تعد تعريضاً صريحاً بالنبي محمد. فأين كانت إذن وزارة المعارف وأين كانت رقابتها ومراجعتها؟ وهل حرمة الأوبرا أهم أم حرمة الدين ومكانة النبي محمد في بلاد دينها الرسمي الإسلام!! وكثير من الفرق الأجنبية التي مثلت على مسرح دار الأوبرا لا تساوي ثقلها تراباً .. وأقل فرقة مصرية قد تفوقها مقدرة وفناً وكفاءة، ولكن الظاهر أن كل ما هو أجنبي يحمل بطاقة مرور تجيز له ما لا يحل لفرقنا المصرية مهما كانت الظروف والمناسبات. ويذكر العارفون أن السيدة منيرة المهدية لم يسمح لها ولفرقتها بالعمل على مسرح دار الأوبرا الملكية رغم محاولات السيدة منيرة المتكررة وإلحاحها المتواصل في أن يكون لها نصيب من العمل في الأوبرا أسوة بغيرها من الفرق التمثيلية. ووجد ولاة الأمور من الحجج والأعذار ما حالوا به دون السيدة منيرة وما تريد. وبعد وساطات كبيرة ورجاءات مستمرة سمح للسيدة منيرة ولفرقتها بليلة واحدة على مسرح الأوبرا مثلت فيها روايتها الشهيرة «كارمن» وكانت بيضة الديك، فلم يسمح لها بليلة أخرى بعد ذلك، وحرمة الأوبرا هي السبب!! ومن طريف ما نذكره هنا – والشيء بالشيء يذكر كما يقولون – إن العمامة والجبة والقفطان لم يكن يسمح للابسها بدخول الأوبرا! ليه ما تفهمش!! وحدث ذات ليلة أن أحد حملة العمائم أراد دخول الأوبرا فمنعه موظفو الدار وحالوا بينه وبين ما يريد رغم أنه كان يحمل تذكرة أسوة بغيره من حملة الطرابيش! وقع هذا الحادث من حوالي ربع قرن أو يزيد واتصل نبؤه بإحدى الصحف فأثارت حوله ضجة كبيرة، واشتركت الصحف كلها في حملة شعواء ضد الأوبرا والمشرفين على الأوبرا وانتهى الحادث بأن تقرر السماح لحملة العمائم بدخول الأوبرا كغيرهم من خلق الله. ومن لطيف ما يذكر بمناسبة هذا الحادث أن إحدى الصحف تساءلت يومها هل يمنع شيخ الإسلام وغيره من كبار الرجال المعممين كمفتي الديار المصرية ورجال القضاء الشرعي وغيرهم من دخول الأوبرا إلا إذا خلعوا عمامتهم وجبتهم وقفطانهم وارتدوا الطربوش والبنطلون والجاكتة؟! وكتبت جريدة أخرى تقول إن العمامة تدخل قصر عابدين، ويشترك لابسها في التشريفات ويقابل بعمامته ولي الأمر وصاحب العرش، فهل لا يسمح له بدخول الأوبرا؟ وهل حرمة الأوبرا هي شيء أعلى وأعظم من حرمة قصر الملك وولي الأمر؟! صحيح إن دار الأوبرا بصفتها المسرح الحكومي أو الرسمي للبلاد قد يكون لها بهذه الصفة شيء من الاعتبار، ولكن المغالاة في الأمر تقلب الأوضاع رأساً على عقب وتنتهي إلى نتائج مضحكة كحادث العمامة السالف الذكر. ومن الغريب أن دار الأوبرا تسيطر عليها الأيدي الأجنبية فمديرها وكبار موظفيها من الأجانب، أما المصريون الذين فيها فهم الخدم والحشم والأتباع لا أكثر! ولسنا نفهم السر في هذا ولا ما يدعو إليه وكأن ليس في مصر من يستطيع أن يشغل هذه الوظائف بمثل هذه الكفاءة المعدومة النظير!! وسل مديري الفرق المصرية عما يجدونه من التعنت من هؤلاء الموظفين الذين يأبون عليهم أبسط المساعدات فيقفلون في وجوههم مخازن الأوبرا، ولا يسمحون لهم إلا بالرث القديم من الملابس والمناظر بينما تزدحم مخازن الدار بكل ثمين ونادر. أما الفرق الأجنبية فالأبواب مفتحة أمامها .. والمخازن تحت تصرفها تنتقي منها ما تشاء دون رقيب أو حسيب. بل قد حدث وأكثر من مرة أن تعد إدارة الأوبرا ملابس جديدة ومناظر جديدة لرواية معينة تعلم أن فرقة أجنبية ستقدم لتمثلها على مسرح الدار!! وتدفع الخزينة المصرية هذه النفقات باسم الفن .. والفن بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب. وترفض إدارة الأوبرا إخراج فردة بنطلون وإعارتها لفرقة مصرية خارج الدار. حتى الفرقة القومية الرسمية .. فعندما قامت الفرقة برحلتها الأخيرة في الإسكندرية والوجه البحري اضطرت إلى شراء كل ما تحتاجه من الأدوات المسرحية التي تلزمها في رحلتها وتكلفت في هذا مبالغ طائلة وكان في وسع إدارة الأوبرا أن تعيرها ما تطلب من مخازنها المتسعة ولكن إدارة الأوبرا ترفض! وهذا الرفض قاصر على الفرق المصرية. فقد حدث من سنوات أن فرقة الأوبرا الإيطالية التي قدمت في تلك السنة لتمثل على مسرح دار الأوبرا، حدث أن احتاجت الفرقة إلى ملابس ومناظر لتمثل بها في الإسكندرية، وسمحت لها إدارة الأوبرا بأخذ كل ما أرادت من مخازنها!! وتنبه البعض إلى هذا الحادث وأبلغه إلى الصحف فكتبت فيه، وكان تحقيق انتهى بالحفظ طبعاً، لأن إدارة الأوبرا – كزوجة قيصر – فوق الشبهات!! وحرمة الأوبرا .. كالغول والعنقاء، خرافة نظن أنه قد آن الوقت لوضع حد لها


سيد علي إسماعيل