العدد 895 صدر بتاريخ 21أكتوبر2024
ولدت في بيئة غنية بالتنوع الديني والثقافي، مما أثر في تشكيل شخصيتها. بدأت رحلتها في عالم التمثيل بمزيج من الشغف. لقد أبدعت في تقديم شخصيات معقدة تعكس عمق التجربة الإنسانية، وتجاوزت حدود الأدوار التقليدية لتخلق عالمها الخاص. مع كل عرض، تنقل جمهورها إلى عوالم جديدة، مستفيدة من تجاربها الشخصية. تسعى دوماً إلى تحدي نفسها والتفكير خارج الصندوق، وهذا ما يجعل أعمالها تجذب الانتباه وتثير الإعجاب. في هذا الحوار، نغوص في العوالم الداخلية للفنانة السورية حلا عمران الحاصلة على جائزة أفضل ممثلة في الدورة الـ31 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، نستكشف أفكارها حول الفن، والهوية، والأثر الذي تتركه في النفوس من خلال أدوارها المميزة.
في البداية، ما الذي مثلته لك جائزة أفضل ممثلة في المهرجان التجريبي، خاصة أنها الجائزة الثانية من نفس المهرجان؟
الجوائز بشكل عام ليست هدفًا بحد ذاتها، لكنها تقدير مفرح لجهد مبذول، ومنحها لي للمرة الثانية من نفس المهرجان جعلني أشعر أنني كممثلة لست في حالة ثبات، بل في تطور وتحول.
كيف ترين أهمية المهرجان في دعم المسرح التجريبي؟ وكيف تطور المهرجان على مدار السنوات الماضية؟
لست تماماً مع مصطلح «مسرح تجريبي» لأنني لا أؤمن بالتصنيفات فيما يخص المسرح؛ فالمسرح قوامه التجريب. مجرد قرار الفنانين بتقديم مشروع جديد هو بحد ذاته تجريب، حتى لو كان «القالب» كلاسيكياً. أما بالنسبة لمهرجان القاهرة، فأعتقد أن مجرد الإصرار على استمراريته ضمن الظرف العام المعادي للثقافة هو إنجاز بحد ذاته. ورغم تفهمي لظروف تمويل مهرجانات المسرح العربية، إلا أنني أتمنى لو تُمنح فرص أكبر للعروض المستقلة وللخيارات الفنية القائمة على البحث.
حدثينا عن مسرحية “صمت” ودورك فيها.
«صمت» هو عرض إطاره العام انفجار مرفأ بيروت عام 2020، حيث يوجد الصامت والمتكلم الذي قد يكون هو أيضاً الصامت. يتناول النص جدوى الفعل الفني في مواجهة الأحداث الكبرى وفي زمن الانهيار. أؤدي في العرض دور المتكلم/الصامت.
ما الذي جذبك في النص والدور لتقديمه؟
نص «صمت» ربما من أصعب النصوص التي عملت عليها، فهو ليس نصاً مسرحياً تقليدياً، بل أقرب إلى قصيدة وربما مقالة، لكنه نص شعري مكثف بإيقاع سريع ومشحون. اللغة بشكل أساسي هي التي جذبتني إليه، إلى جانب الموضوع بالطبع، وأيضا تحدي تقديم عمل مسرحي يعتمد على نص غير مسرحي.
الأعمال الغنائية أو الشعرية تستغرق وقتاً وجهداً من الممثل للتدريب، كيف كانت استعداداتك للدور؟
بدأنا التحضير لهذا المشروع في عام 2020، عندما أرسل لي سليمان النسخة الأولى من النص، دون أن يكون هناك أي تفكير في تقديم عرض في ذلك الوقت، خاصة أننا كنا في طور العمل على عرض «آي ميديا» الذي توقف بسبب جائحة كورونا. قرأنا النص سوياً، أنا وسليمان، وكان لدينا نفس الحماس ونفس التخوف من تحويل نص كهذا إلى عرض مسرحي. في عام 2022، أرسل سليمان النص لبقية الفريق وبدأنا محاولات العمل عليه. كانت هناك عدة نسخ من النص، وكذلك الصيغ الإخراجية والأدائية والموسيقية. بحلول نهاية عام 2023، وصلنا إلى الصيغة الحالية للنص والعرض، والتي هي أيضا قيد التطور والتحول بشكل مستمر. كل هذا لأقول أنني لا أعمل أبداً بشكل منفرد أثناء التحضير للعمل؛ كل شيء يُخلق بشكل جماعي خلال البروفات. أما تحضيراتي الفردية، فهي تقتصر على روتيني اليومي من تمارين جسد وصوت وحضور.
ما هو شكل التجريب في مسرحية صمت ؟
النص الغير مسرحي والقالب العام للعرض الذي يتخذ شكل الحفلة الموسيقية، والذي يجعل الأداء حراً، ويضع الجمهور في قلب الحدث والعرض، ليصبح بدوره مؤدياً أيضاً.
اخترتم انفجار مرفأ بيروت كجزء من العمل. فكيف تؤثر الأوضاع السياسية على الفنانين واختياراتهم؟ ولماذا اخترتم تحديداً هذا الحدث؟
لا أظن أنه من الممكن تقديم فن منفصل في جوهره عما يحدث في العالم. الفن مرتبط بالسياسة بشكل عضوي، ولا أعني بذلك الخطابات أو الشعارات بالطبع. بالنسبة لي، لا أفهم كيف يمكن للفنان أن يقدم عملاً غير معني بما يحدث حوله، وكيف يمكن أن ينفصل عن اليوم والشهر والسنة التي يُقدم فيها العمل! كفنانين، وخاصة كفنانين عرب، نحن في قلب حدث كارثي مستمر منذ عقود، وهو الحدث الذي يتحكم في تفاصيل حياتنا اليومية، ولا يمكن إلا أن يكون المحرك الأساسي لإنتاجنا الفني. انفجار مرفأ بيروت هو حدث ضخم بالنسبة للبنان، وللعرب، وللعالم أجمع؛ هو مثال على الخراب الذي نعيشه، وهو حدث تراجيدي يجمع في تفاصيله كوارث المنطقة المستمرة.
حدثينا عن بداياتك في المسرح، وكيف تركت دراسة الصيدلة من أجل الفن؟ وكيف أثر هذا القرار على مسيرتك الفنية؟
رغبت أن أكون ممثلة منذ عمر الخامسة رغم أنني لم أجرب التمثيل مطلقًا قبل دخولي المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق. ولدت ونشأت في أسرة ثقافية فنية، وشاهدت وأنا طفلة معظم عروض المسرح التي كانت تُقدم في دمشق. عندما كبرت، أردت أن أكون راقصة وليس ممثلة، وخلال ذلك الوقت، درست الصيدلة في انتظار سفري لدراسة الرقص في تشيكوسلوفاكيا (التشيك حاليًا). لكن فجأة، تذكرت أنني أريد أن أكون ممثلة وليس راقصة، فتخليت عن دراسة الرقص وتقدمت لامتحان القبول في المعهد العالي للفنون المسرحية وقُبلت. حاولت التوفيق بين دراسة المسرح والصيدلة، لكنني لم استطع. في النهاية، درست الصيدلة لمدة 4 سنوات وتوقفت عند سنة التخرج، واخترت المسرح بشكل نهائي.
عشت طفولتك وسط تنوع طائفي. كيف أثر ذلك في نشأتك ومسيرتك الفنية؟
أعتبر نفسي من المحظوظين القلائل الذين عاشوا في وسط متنوع طائفياً وعرقياً. نشأت في حي يضم جميع الأديان والطوائف والأطياف السورية، وعشت سوريا الحلم في طفولتي ومراهقتي، لكن للأسف شاهدت هذا الحلم يتكسر شيئاً فشيئاً فيما بعد. أظن أن هذه النشأة جعلتني شخصاً غير منغلق، وفتحت وأغنت مخيلتي بألوان وأصوات وموسيقى وروائح ساحرة التنوع، وهو ما أثر جذريا على ما أنا عليه الآن.
سبق أن قدمت دور «ميديا» في مسرحية «آي ميديا». هل تتعمدين اختيار أدوار تراجيدية جادة؟
إطلاقًا، لست في الحياة شخصية تراجيدية أو جادة أبداً، ولا أسعى لهذا مطلقاً. لكن ربما يحمل حضوري عمقاً تراجيدياً ما! في الواقع، لا أحب مسرح الثرثرة، ولا المسرح الطبيعي الواقعي؛ أحب ما تقدمه التراجيديا من تطرف في المشاعر ومن اختزال في الكلام، لأنها تحرك الذاكرة الجمعية العميقة اللاواعية لدى الممثل وتعيده إلى الأصل المختزل المكثف.
ما سبب اهتمامك بتقديم أعمال تتناول موضوعات النزوح والهجرة وقهر المرأة؟ وهل تؤثر هذه الأعمال في المجتمع؟
في الحقيقة، لا أبحث تماماً عن هكذا أعمال بقدر ما تبحث هي عني. لا أعتبر نفسي كممثلة معنية بطرح قضايا بقدر ما أنا معنية بالمشاركة في أعمال جدلية بشكل ما، أعمال ذكية وجريئة في طرحها سواء على صعيد النص أو الشكل. لا أعرف مدى تأثير هذه الأعمال في المجتمع، لكن ما يعنيني هو أن يطرح العمل أسئلة ويفتح مساحة للتفكير والخيال.
ماذا أضافت لك باريس كفنانة وإنسانة؟ ولماذا اخترت الإقامة فيها؟
باريس، أو فرنسا بشكل عام، بصفتها نقطة التقاء ثقافية أساسية، ساهمت بشكل كبير في تشكيلي كممثلة، بما تقدمه لي من فرصة للاطلاع على كم هائل ومتنوع من التجارب الفنية، والمشاركة في تجارب فنية متنوعة، ولتعزيز حرية أدواتي وحريتي كممثلة. جاء خياري للإقامة فيها تدريجياً نتيجة ارتباطي شيئاً فشيئاً بمشاريع فنية فيها.
هل ساهمت إقامتك في باريس في تغيير الصورة النمطية للمرأة العربية؟ وكيف يمكنك كفنانة أن تساهمي في ذلك، سواء في المجتمع الغربي أو في مجتمعاتنا العربية؟
أظن أن هذا التغيير يتطلب زمناً طويلاً، خصوصاً أن معظم الشعوب تميل نحو الانغلاق في الفترة الأخيرة، مما يعزز الصور النمطية المسبقة لديها عن الآخر. بالتأكيد يتم النظر إليّ، شئت أم أبيت، كفنانة عربية أو من أصول عربية، لكني صراحة لست معنية بهذا ولا سعيدة بهذه التصنيفات. أعتبر ذلك انغلاقاً أن يتم التأكيد على أصولي في معرض الحديث عني كفنانة. لا شك أنني أحمل الثقافة العربية بشكل طبيعي، لكنني لا أتحمل مسؤولية تغيير صورة المرأة العربية أو غيرها، سواء في أوروبا أو في المجتمعات العربية. أنا معنية بتقديم فن غير مدّعٍ يشبهني وينطلق من تجربتي وتجارب الأفراد الذين أتعاون معهم.
كنت محظوظة بالتدرب على يد أوجينيو باربا، وكذلك مع آريان منوشكين وماتياس لانغوف. حدثينا عن تأثير كل منهم عليك، وما الذي استفدتيه منهم؟ وما الذي يميز أسلوب أوجينيو باربا في الإخراج؟
شاركت في ورشات تدريبية مع عدد من مدربي وأساتذة المسرح في العالم، وتعلمت كثيراً من كل من عملت معه. الملاحظات التي تلقيتها من أساتذة المسرح مثل باربا ومنوشكين ولانغوف هي ملاحظات مفصلية في عملي كممثلة. تعلمت من منوشكين مثلاً أن لا أسعى للفعل وأنا على خشبة المسرح، وأن أكتفي بأن أكون هنا والآن، وهنا أسمع وأرى وأكون. التمارين التي قدمها أعضاء فرقة الأودين تياتر ويوجينيو باربا تشكل جزءاً لا يتجزأ من روتيني اليومي. بالنسبة لباربا، لم أعمل معه كمخرج، إنما شاركت في ورشة عمل معه ومع فرقته.
شاركتِ في عدة أعمال سينمائية، من بينها عملان تم اختيارهما للمشاركة في مهرجان كان. كيف أثرت هذه التجارب على مسيرتك الفنية؟
كان لي الحظ أن أشارك في أول فيلم سينمائي وهو فيلم «صندوق الدنيا» لأسامة محمد، الذي كان أول فيلم سوري يتم اختياره في العروض الرسمية في مهرجان كان. والفيلم الثاني، وهو «باب الشمس» ليسري نصرالله، فقد اختير أيضاً في العروض الرسمية في كان. بالطبع، كانت هذه فرص ثمينة لي كممثلة، من ناحية العمل مع مبدعين مثل أسامة محمد ويسري نصرالله، الذين يختلف كل منهما عن الآخر فنياً ويتشابهان بقلقهما الإبداعي وعشقهما للممثل. دون شك، هذه المشاركات طورتني وهي جزء مهم من تجربتي، وتصب في شكل خياراتي القائمة على المغامرة والاكتشاف.
قدمتِ العديد من الشخصيات. أيها كانت الأقرب إليك وتفاعلتِ معها بشكل أكبر؟
الحقيقة أن كل تجربة هي مرحلة مهمة في حياتي تركت أثراً في شخصيتي. شخصية «شمس» في فيلم «باب الشمس» رافقتني طويلاً دون شك، بسبب كثافتها وتفاصيلها. كذلك، شخصية «نينا» من مسرحية «النورس» لتشيخوف رافقتني ومازالت منذ بدأت حياتي كطالبة تمثيل إلى اليوم. أما «ميديا»، فقد اكتشفت مؤخراً أنها أثرت على حياتي ومشاعري لفترة طويلة. أميل للاعتقاد بأنه لا توجد شخصية بقدر ما يوجد تلاقي بين الممثل والنص في لحظة محددة، الآن وهنا.
حدثينا عن علاقتك الفنية مع الكاتب والمخرج سليمان البسام والتي استمرت لأكثر من 12 عامًا. ما سر الاستمرارية والكيمياء بينكما؟
أنا وسليمان ومنذ لحظة التعاون الأولى أدركنا أننا لن ننفصل فنياً. الكيمياء التي لمسناها فوراً بيننا كانت وما زالت مذهلة. نتشارك حبنا للغة الشعرية المكثفة الغير شاعرية، العميقة والخفيفة معاً. نتشارك هوسنا بالتغيير وتكسير ما نعرفه، ونتشارك الملل الشديد من تكرار أنفسنا وسماع صوتنا يتكرر. نتشارك أيضاً علاقتنا بالفن التي لا تنتهي بنهاية البروفة أو العرض، وحاجتنا الشديدة للاستمتاع بكل لحظة. هذا التعاون القائم على الثقة الهائلة قد تكامل بوجود شركاء يحملون نفس الطبيعة الهوسية المجددة، كالسينوغراف إريك سوييه والموسيقيين عبد قبيسي وعلي حوت، وجميع أفراد فرقة «سبب»
ما الذي يميز سليمان البسام عن غيره من المخرجين والكتاب الذين عملتِ معهم؟ وهل تعكس كتاباته دائما ميولك الفنية؟
سليمان، كما ذكرت، يشبهني كثيراً، كأنه توأم روحي حرفياً. لغته تشبهني، وهي اللغة التي أحبها. سليمان مرن جداً، ويمتاز بأنه لا يخاف ككاتب من تغيير نصه، بالعكس، وكمخرج لا يخاف من منافسة الممثل أو باقي الفريق له. بالعكس، العمل معه هو عمل خلق جماعي ممتع ومسلي للغاية.
هل تتدخلين في النص المكتوب أو تقدمين مقترحات للدور أو العمل ككل؟ وهل كانت هناك إضافات منك في مسرحية «صمت»؟
منذ سنوات طويلة، أصبحت أميل للعمل مع مخرجين لا يخشون التعاون مع الآخرين. سليمان، مثلاً، يرسل لي النص عندما يكتبه، وأرسل له ملاحظاتي، وأحياناً يضيف ارتجالاتي النصية خلال البروفات على النص الأصلي. حدث هذا في «آي ميديا»، مثلاً. في «صمت»، قمت بترجمة وتعريب نص سليمان الذي كتبه بالإنجليزية، وأنا فعلاً فخورة بذلك وبأني استطعت نقل روح وإيقاع النص الأصلي للعربية، وفخورة بالنسخة التي توصلنا لها.
ما الدور الذي تعتبرينه نقطة تحول في مسيرتك المهنية، سواء في المسرح أو في وسائط أخرى؟
بالتأكيد، «شمس» في «باب الشمس» ليسري نصرالله، وبداية تعاوني مع سليمان البسام في 2012، هي نقطة تحول في حياتي، وحتماً «ميديا» كانت نقطة مفصلية توجت تعاوننا. دوري في «عساه يحيا ويشم العبق» لعلي شحرور، وهو بداية تعاوني مع علي، كان نقطة مفصلية في حياتي أيضاً. كما أن «ريم» في عرض «Two Palestinians Go Dogging» إخراج عمر العريان في مسرح الرويال كورت/لندن، كان أيضاً مفصلياً.
ما النص أو الدور الذي تتمنين تقديمه على خشبة المسرح؟ ومن المخرج أو الكاتب الذي تودين العمل معه؟
لا أسعى لأداء أدوار معينة قدر ما تعنيني التجربة بحد ذاتها والشركاء. أتمنى أن أكتشف نفسي في مساحات جديدة، أن أتفاجأ مما يمكن أن أقدمه، وأن أستمتع دائماً.
كيف ترين واقع المسرح في سوريا في ظل التحديات المستمرة؟ وكيف أثرت الحرب على الفنانين السوريين؟
مع الأسف الشديد، لست مضطلعة بشكل جيد على التجارب السورية الحالية. أعرف أن الوضع حتماً ليس كما يتمناه المسرحيون السوريون. الحرب أثرت على أحلام الفنانين، وهناك شح في الإمكانات وعزلة. سوريا ما زالت في حالة حرب وما زلنا نعيش تبعاتها سواء كنا في الداخل أو في الخارج. أظن أننا نحتاج زمناً أطول لنفهم ما حصل لنا، وربما نستطيع حينها أن نخلق فناً يكون بقوة وعمق الزلزال الذي قلب حياتنا رأساً على عقب.
كيف ترين المسرح اليوم في الوطن العربي مقارنةً بما تشاهدينه في باريس والدول الغربية الأخرى؟
هناك مسرح مؤسسات ومسرح مستقل، ولدي انطباع أن مسرح المؤسسات هو مسرح كهل منفصل عن تطور الحركة المسرحية في العالم. المسرح المستقل برأيي أكثر حرية وشباباً. ألاحظ أيضاً ميلاً للعروض الضخمة على صعيد السينوغرافيا والتصور دون بحث عن التفرد والخصوصية. أعتقد أن هناك حاجة لكسر التنميط في المسرح العربي والخروج من سطوة تجارب مسرحية كانت مهمة في حينها، لكنها صارت نمطاً يحتذى ويكرر دون أن تخلق. هناك تجارب شابة مبدعة ومهمة يتم الاحتفاء بها خارج العالم العربي عموماً، دون أن تكون معروفة للجمهور العربي بسبب آليات اختيار العروض في المهرجانات الرسمية وآليات التمويل، وسيطرة جيل معين وأفكار معينة على المسرح العربي. باختصار، نحتاج ثورة على كل هذا.