عمرو حسان: «كازينو» رحلة مسرحية تبرز قيمة الحياة وترصد مشاكل الفروق الطبقية

عمرو حسان: «كازينو» رحلة مسرحية تبرز قيمة الحياة وترصد مشاكل الفروق الطبقية

العدد 896 صدر بتاريخ 28أكتوبر2024

الحياة لا تقدر بثمن
الحياة أجمل ما فيها الحياة
دروسها ليست بالمجان
فلا تتأفف وتحزن عندما تدفع تكاليف تلك الدرس
بل كن واعياً ونبيهاً وتقبل عن طيب نفس أن تدفع الضرائب نظير ما أخذت.

بهذه الكلمات البسيطة التي تحمل في طياتها معاني كثيرة، بنى المخرج الواعد عمرو حسان رؤيته في عرض كازينو، الذي يناقش قيمة الحياة وأن شربة ماء أحيانا تساوي كنوز الدنيا، في حوارنا معه يكشف لنا المخرج عمرو حسان عن تفاصيل عرض كازينو، وعن خططه المستقبلية.


ما الذي جذبك إلى نص عرض «كازينو»؟ وما هي الفكرة الأساسية التي أردت إيصالها للجمهور من خلاله؟
في البدايه طلب مني الفنان محسن منصور أن أقدم عرض لفرقة المسرح الحديث،  وتحمس لي جدا بعد مشاهدة عرض يوم عاصم جدا والنجاح الذي حققه فتحمس لتقديم عمل جديد في القاعة، والفنان محسن منصور حريص طوال الوقت على تقديم عروض مختلفة داخل القاعة وعروض تستغل القاعة بشكل مختلف وأنا بشكل شخصي أحب العروض المختلفة التي تحمل أفكارا مختلفة وتقدم بشكل مختلف ويكون بها في الحدث أحداث مفاجئة وساسبنس،  فعرض كازينو من العروض المختلفة التي تجعلني مستمتع أثناء العمل عليها وخصوصا إن هذا العرض يعتبر غامض بعض الشيء وطوال الوقت نوجه الجمهور لنقطة معينة وفي النهاية يتفاجئ بنهاية مختلفة وغير متوقعة.
أما عن الرسالة فهي بشكل عام تناقش فكرة الفروق الطبقيه بين الناس في المجتمع ، فهناك بعض من الناس يمتلكون كل شيء والعكس تماما ، ونرصد نظرة كلا منهما للاخر فالطبقة العليا دائما تنظر للطبقة الأقل بدونية والطبقة البسيطة يكون لها نظرة عدوانية وعنصرية للطبقة العليا.

كيف كانت تجربة العمل مع فرقة المسرح الحديث بقيادة الفنان محسن منصور؟ وكيف ساهمت روح الفريق في إنجاح العرض؟
الفنان محسن منصور من الفنانين الحماسيين والمشجعين والدؤوبين في عملهم ، من خلال تواجده طوال فتره البروفات والمتابعة الدائمة والسرعة في حل المشاكل وتذليل كافة العقبات.

حدثني عن تعاونك مع الكاتب والشاعر أيمن النمر ؟
تعاونت معه في البداية مع ورشة سوكسيه للإرتجال ونحن نعمل دائما على الكتابة في الورشة، من خلال المناقشات وطرح الأفكار المختلفة ، فهو شاعر مهم وله العديد من المسرحيات المهمة، ومن خلال الورشة قدمنا عدة عروض منها مظهر ، ورحلة عمري ، والعمل الثالث لم يخرج للنور بعد ، وكان بيننا تعاون  في يوم عاصم جدا فهو مريح في التعامل، حيث  نتناقش حول الأفكار التي تدور بذهني وهو قادر على تحقيق الخيال الذي أريد تحويله إلى واقع.

وماذا عن فرقة سوكسيه للإرتجال؟
أثناء دراستي بالمعهد العالي للفنون المسرحية ،وأنا أحب الإرتجال، واشتغلت مع عدد كبير من المخرجين الذي يعتمدون على الإرتجال في عروضهم المسرحية فاستفدت منهم الكثير بجانب إن مشروع تخرجي من المعهد، كان عن كوميديا ديلارتي في مسرح داريوفو ، وهو من رواد الكوميديا المرتجلة،  فاقمت ورشة سوكسيه للإرتجال ، لتقديم عروض مسرحية تقوم على فن الإرتجال، ولإشباع رغبتي في حب فن الإرتجال.

بما أن أحداث العرض تدور داخل كازينو، كيف تم توظيف السينوغرافيا والديكور لدعم الأجواء الدرامية؟
اشتغلت كثيرا مع المهندس محمد عبد الحميد مهندس الديكور وهو مدير دار العرض بمسرح السلام فرقة المسرح الحديث،  على فكرة توظيف المكان وكيفية استغلاله وكيف يمكن استغلال حوائط القاعة نفسها،  فالحوائط ساعدتنا لانها كانت ملائمة للجو فاستخدمنا الحوائط مع إضافة بعض التفاصيل، مثل البار، والترابيزة فاستطعنا تحقيق هذه الرؤية من خارج القاعة أيضا من خلال الإضاءة والبانوهات وورق الكوتشينة، لتهيئة الجمهور من الخارج قبل الدخول إلى الكازينو بالإضافة إلى اضاءة عز حلمي خارج وداخل القاعة،  فالحمد لله أن من أحد أسباب نجاح العرض هي تهيئة الجمهور لدخول المكان.

تحدثت في السابق عن أهمية «الونس والقعدة الحلوة» في عروضك السابقة، هل هناك نفس الإحساس بالحنين في «كازينو»؟
ليس بنفس القدر ولكن هنا في الكازينو هم مجموعة من الأصدقاء وبينهم تفاصيل وعلاقات،  ولكن مع تطور الأحداث والوقوع في أزمة،  بدأ كل شخص يظهر على حقيقته.

ما هي التحديات الفنية التي واجهتك أثناء تنفيذ هذا العرض؟ وكيف تجاوزتها مع فريق العمل؟
العرض تم بسلاسة الحمد لله وذلك بسبب تحمس الفنان محسن منصور للعرض وإدارة المسرح والشؤون المالية والإدارية ، فتم الانتهاء من كل الإجراءات سريعا فخرج العرض في خلال شهرين ولكن التحديات الفنية كانت تتمثل في أنني كنت أريد أن يكون التمثيل في منتصف القاعة،  والجمهور ملتف حول الحدث ولكن نظرا لأن القاعة صغيرة ، وبالتالي عدد الجمهور قليل ، ومخارج الطوارئ قليلة، فلم نستطيع تنفيذ هذا التصور بسبب لعدم توافر شروط الحماية المدنية إذا نفذنا هذا التصور، ولكن ما قدمناه أيضا صنع نفس حالة دخول الجمهور في مود الكازينو.

هل تعتقد أن الجمهور الحالي يقدر العروض المسرحية بنفس قدر الأجيال السابقة؟ وكيف تعمل على جذب الأجيال الجديدة إلى المسرح؟
جدا،  ففي خلال هذا العام قدمت عرضين هم يوم عاصم جدا وكازينو، فمن ضمن الأشياء المهمة في هذان العرضين انهما استقطبا جمهور عادي وليس جمهور مسرحي ، ومن ضمن الاشياء المفرحة بالنسبة لي في عرض كازينو هو بعض الأشخاص الذين قالوا لي أننا رأينا إن العرض من إخراج عمرو حسان،  وهو مخرج يوم عاصم جدا فدخلنا لنشاهد العرض، وأيضا زوج وزوجته دكتور شريف ومدام لوسي،  حضروا عرض يوم عاصم جدا 4 مرات،  واحتفلوا بعيد زواجهم في عرض كازينو فهم أشخاص ليسوا متخصصين في المسرح ولكنهم يتابعونه ويحرصون على مشاهدة العروض المسرحية وهذا شيء اسعدني كثيرا.

أما بالنسبة عن عناصر جذب الجمهور ، فاعمل دائما على جذب جمهور المسرح من خلال الإهتمام بالتسويق والسوشيال ميديا وأنا حريص أن تكون طرق الدعاية عن العرض بشكل مختلف والجمهور عند حضوره وعندما يجد إن  العرض مختلف ويناقش فكرة جديدة يكون هو وسيله الدعاية بالحديث عن العرض والدعاية من خلال صفحاته الشخصية.

ما الدور الذي يمكن أن يلعبه الفن المسرحي في معالجة القضايا الاجتماعية المعاصرة مثل العزلة والتفكك الاجتماعي الذي يتناوله العرض؟
المسرح فن مهم جدا وعلاج مهم،  فالمسرح يعتبر طبيب نفسي فأي مشكلة يمكن رصدها و مناقشتها وحلها من خلال عرض مسرحي مدته ساعة واحدة ، فالمسرح قادر على توجيه الجمهور وتنقيه النفس البشرية للفرد،  فالمسرح فهو وسيلة للتعليم أيضا كتعليم الحب والمودة والإبتعاد عن بعض السلوكيات المنحرفة من خلال المسرح،  وأتمنى أن يكون هناك دعم من الدولة لمجال المسرح فأتمنى الإهتمام بتسويق العروض بطريقة تتجاوز الأفلام السينمائية ، لأننا نواجه أزمة في صناعة السينما، ولكن لا أحد يتحدث عن هذه الأزمة، ولكن الكل يتحدث عن أزمة المسرح فأنا أرى أنه لا يوجد أزمة مسرح ولكننا نواجه أزمة تسويق لنشاط المسرح بشكل عام.

بالرغم من النجاح الكبير الذي حققه عرض يوم عاصم جدا، ما هي أسباب توقفه وعدم مشاركته في المهرجان القومي للمسرح؟
الحمد لله بفضل من الله عرض يوم عاصم جدا كان من العروض الناجحة جدا خلال الموسم السابق بالبيت الفني للمسرح على المستوى الفني والجماهيري والنقدي الإيرادات أيضا،  فحققنا نجاحا كبيرا على مدار 75 ليلة عرض على مسرح السلام، و بالرغم من ذلك فوجئت بعدم اختياره للمشاركة في المهرجان القومي للمسرح المصري ، فلم اعترض أو أناقش الأسباب ، ولكني إلى الآن لا أعلم سبب التوقف وعدم مشاركته ،  خاصة إن عرض يوم عاصم جدا في نفس مستوى العروض المشاركة بالمهرجان،  فالعرض قوي وكان قادرا على المنافسة، لأنه حقق نجاحا جماهيريا ونقديا وبه عناصر قادرة على المنافسة،  فعناصر العرض متكاملة فأنا إلى الآن لا أعلم أسباب عدم مشاركته بالمهرجان، والمحزن أن العرض توقف نهائيا ولا أفهم السبب أيضا ، فقد قدمنا 75 ليلة عرض في وقت قليل والعرض ميزانيته بسيطة وأجوره بسيطة، وله جمهور كبير ،  وتواصلت مع الفنان ياسر الطوبجي مدير فرقه المسرح الكوميدي ، وسألته عن أسباب توقف العرض وإلى الآن لا أجد الإجابة على أسئلتي،  وأنا لا أرى أن وجود عرض آخر لي في خطة البيت الفني للمسرح سبب كافي لتوقف عرض يوم عاصم جدا، لأن في النهاية العرض تم إنتاجه ، وحقق إيرادات تفوق إنتاجه، فلماذا لم يتم عرضه فهل المخرج عندما يقدم عملا آخر يتم غلق العرض السابق له،  وخصوصا إن كل عرض من إنتاج فرقة مختلفة،  وكل عرض أنتج في موسم فهذا لا يمنع ولو أن السبب هو وجود عرض لي في الخطة،  فتم عرض عملين مسرحيين لنفس المخرج وهذا شيء جميل ما دامت العروض ناجحة.

ما هي خططك المستقبلية بعد عرض «كازينو»؟ وهل هناك مشاريع مسرحية جديدة تعمل عليها؟
أسعى واجتهد طوال الوقت لتقديم كل جديد ، ولكن حاليا بجانب عرض كازينو ، اعمل من خلال ورشة سوكسيه على عرض أصل وصورة وهو من فكرتي وإخراجي.


صوفيا إسماعيل