أوبريت «يا قاهرة» بقصر ثقافة روض الفرج

أوبريت «يا قاهرة»   بقصر ثقافة روض الفرج

العدد 926 صدر بتاريخ 26مايو2025

فى إطار الموسم المسرحى 2024/2025، بالهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، وبإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، الإدارة العامة للمسرح، وضمن التجارب النوعية للمسرح، قدم إقليم القاهرة الكبرى – فرع ثقافة القاهرة –قصر ثقافة روض الفرج، العرض المسرحى “أوبريت يا قاهرة”، ديكور شادى قطامش، ألحان عبدالله رجال، ملابس منال عبدالحليم، استعراض عربى محمد، هندسة صوتية فرح مدحت، إضاءة مصطفى الديب مساعد إخراج أحمد إسماعيل – نورا جلال، تأليف وأشعار وإخراج محمود عطية.
العرض المسرحى بطولة، إسماعيل شعراوى، طارق محسن، محسن صبحى سعد، أحمد سلامة، محمد حيدر، محمود رأفت، تامر مهران، خالد طه، إسماعيل عبدالحميد، محيى الشاعر، رجب حامد، عمر بندارى، محمد أشرف، يارا عمر، إيمان عادل، هند محمد، ندى محمد، سالى حسين.

قال المؤلف والمخرج محمود عطية، تدور فكرة العرض المسرحى (يا قاهرة) حول مدينة القاهرة فى زمن سقوط دولة المماليك وقدوم العثمانيين، حيث يبرز العمل كيف واجه أهل القاهرة هذا التحول التاريخى بحفاظهم على هويتهم الوطنية وثوابتهم الثقافية، وقدم العرض فى شكل “فرجة شعبية” نابضة، مزجت بين عناصر الحكى الشعبى والأرجواز وخيال الظل، لتعكس روح المدينة فى لحظة مفصلية من تاريخها.
قال الفنان رجب حامد، بجسد دور القاضى يحيى، صوت العدالة فى زمن اصطراب الحكم وانتقال السلطة، وفى اواخر عهد الدولة المملوكية، ومع احتدام الصراع بين أمراء المماليك على السلطة، برز القاضى يحيى كأحد الأصوات النادرة التى حاولت الدفاع عن مصلحة البلاد، فى وقت كانت مصر فيه غارقة فى التنازع الداخلى والانقسام السياسى.
كان القاضى يحيى يرفض بشدة ممارسات أمراء المماليك، الذين انشغلوا بتصفية بعضهم البعض طمعاً فى الوصول إلى كرسى السلطنة، متناسين معاناة الشعب الذى أنهكته الضرائب والمجاعات، اعتبر القاضى أن المماليك، رغم ما يرفعونه من شعارات، لا يختلفون عن القوى الأجنبية المحتلة، وأن ولاءهم لم يكن لمصر بل لمصالحهم الخاصة.
وتابع حامد، فى موقف شجاع، نادى القاضى يحيى بضرورة تغليب مصلحة المصريين على حساب الصراع المملوكى، ما عرضه للسجن والإقصاء،حيث اعتبر معارضاً لسلطة الأمراء ومصدر إزعاج لنفوذهم، لكن الأحداث تسارعت بعد مقتل السلطان قنصوه الغورى فى معركة مرج دابق أثناء توجهه لمواجهة العثمانين بقيادة سليم الأول، ومع فراغ كرسى الحكم، لم يجد الأمراء بديلا يمتلك الكفاءة والشرعية لقيادة البلاد إلا القاضى يحيى، فاستدعوه على مضض.
وتابع الفنان رجب حامد حديثه، قائلا: وفى خطاب شديد اللهجة وجه القاضى يحيى انتقاده للماليك، قائلا: “أنتم تعيشون فى القصور وتتلذذون بالخيرات، بينما يئن الشعب من الجوع الآن تطلبون منهم أن يقاتلوا ويموتوا من أجلكم!
وحذر طومان باى من الخطر العثمانى، مشيرا إلى أن السلطان سليم الأول لم يغادر القاهرة كما أشيع، بل كان يتربص بالمماليك، وبالفعل وقعت المفاجأة، حين باغت العثمانيون القوات المملوكية خارج القاهرة، وقتوا معظمهم، وتم القبض على طومان باى، الذى أعدم شنقاً وعلق جسده على باب زويلة.
وبذلك سقطت الدولة المملوكية، وبدأ العهد العثمانى، لتنقل مصر من حكم محتل إلى محتل آخر، فيما بقى القاضى يحيى رمزاً للضمير الوطنى، وشاهدا على واحدة من أعقد المراحل فى تاريخ مصر، حيث اختلطت الخيانة بالبطولة، وسجن صوت الحق فى زمن أضاع فيه الجميع بوصلتهم.
قالت الممثلة الشابة سالى حسين، تدور فكرة العرض فى فترة زمن المماليك والعثمانيين، ودخول السلطان العثمانى إلى مصر بعد أن هزم سلاطين المماليك قنصوه الغورى، فى موقعة مرج دابق سنة 1516، وطومان باى فى موقعة الريدانية عام 1517، ويعود بينا لحقبة تاريخية مهمة، وهى عصر الدولة المملوكية ثم نهاية دولة المماليك بقيادة سليم الأول، وأضافت سالى دخلت مجال التمثيل لكى أكتسب خبرة وبعشق التمثيل من صغرى وبحلم أكون نجمة مشهور، أنا فى الأساس مطربة، مثلت فى العديد من المسرحيات منها: “أوبريت” شهر زاد” كنت “كورال غناء” مثلت أيضا دور وصيفة الأميرة فى مسرحية “صندوق الدنيا، شاركت أيضا مع أشرف عزب فى مسرحية سيد درويش بطولة ميدو عادل ولقاء سويدان، ومسرحية “عائلة رودى” إخراج حسن عبدالسلام.
 قالت الممثلة يارا عمر، عن العرض المسرحى “يا قاهرة”، العرض يجمع بين الطابع الإنسانى والسياسى ويكشف عن دور المرأة القوى حتى فى أحلك اللحظات، مجسداً سلمى كرمز للابنة الوفية والفتاة العاشقة، والمرأة الصبورة، فهو عرض مسرحى مؤثر يحمل عنوان “بنت القاضى” تبرز شخصية سلمى كواحدة من أبرز الشخصيات التى لمست قلوب الجمهور، تؤدى سلمى دور ابنة القاضى “يحيى” تلك الفتاة الرقيقة التى تعيش صراعاً بين حبها لخطيبها الشيخ “سلامة” وخوفها الشديد على والداها الذى يقرر مواجهة السلطة بجرأة.
وأضافت يارا، تبدأ الأحداث حين يخطب الشيخ سلامة لسلمى بعدها تعارفاً أثناء زياراته المتكررة لبيت القاضى، لتنشأ بينهما قصة حب رقيقة فى قلب عاصفة من الأحداث السياسية والاجتماعية، فى المشهد الأول من العرض مرت سلمى فى حوار مؤثر مع خطيبها تعبر فيه عن قلقها من إصرار والدها على مواجهة السلطان الغورى ورفضه فرض ضرائب جديدة على الناس. ورغم محاولات الشيخ سلامة لطمأنتها، يبقى القلق مسيطراً على سلمى، وهو ما يتأكد فى المشهد التالى حين يلقى القبض على القاضى ويحاكم بسبب موقفه الجرىء، وتمر سلمى خلال العرض برحلة طويلة من التوتر والخوف، تعيش خلالها معاناة نفسية كبيرة بين أملها فى براءة والدها، وخوفها من أن تدفع الأسرة كلها ثمن الحرية، ويستمر الصراع حتى النهاية، حين يفرج أخيرا عن القاضى ويعود إلى منزله سالماً، لتتوج النهاية بزواج سلمى من الشيخ سلامة بعد رحلة مشاعر مضطربة أثرت فى قلوب الحاضرين.
 


تغريد حسن