العدد 933 صدر بتاريخ 14يوليو2025
ملاحظات عديدة رصدها النقاد على ترشيحات النسخة الأخيرة من جوائز تونى عروس الجوائز المسرحية فى الولايات المتحدة.
من بين هذه الملاحظات ترشيح الممثلة الأمريكية السمراء كارا يونج (56 سنة رغم أنها تبدو أصغر كثيرًا من هذه السن) لجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن مسرحيتها «الغرض».
وهذه هى المرة الرابعة التى يتم فيها ترشيح يونج ابنة المهاجرين القادمين من بليز لجائزة افضل ممثلة فى جوائز تونى. وهذا رقم قياسى لم تحققه أى ممثلة من السود. وفازت بالجائزة فى آخر مرة من المرات الثلاث السابقة. وكان ذلك عن مسرحية «بورلى المنتصر: نزهة غير كونفدرالية عبر رقعة القطن».
وقد تفوز هذه المرة أيضًا فتحقق رقمًا قياسيًا لم تحققه أى فنانة سوداء من قبل حيث تفوز فى ترشيحين متواليين لجائزة تونى. وحتى إذا لم تفز يظل مجرد الترشيح جائزة فى حد ذاته، حيث يشير إلى أن العمل يستوفى الكثير من عناصر الجودة ويستحق الترشيح للجائزة.
اختيار وتجسيد
وفى ذلك يقول الناقد المسرحى الأمريكى مارك كنيدى إن كارا من الممثلات اللاتى لفتن نظره منذ بداية حياتها الفنية، بسبب قدرتها على اختيار الشخصيات التى تجسدها ببراعة واقتدار. وفى ذلك يقول: «لا تتعبوا أنفسكم بسؤال كارا يونج عن دورها المفضل، فجميعها أدوار مفضلة لديها وتبذل أقصى الجهد فى تجسيدها بنفس الدرجة».
وتقول كارا نفسها فى ذلك: «فى كل مرة أقدم عرضًا، أشعر أنه أهم شىء على وجه الأرض. ليس لدىّ عمل مفضل. الأمر أشبه بهذا: كل مشروع، كل مشروع له وزنه الخاص». وهذا الأمر ينطبق على اى عمل مسرحى تقدمه سواء فى برودواى عاصمة المسرح الأمريكى أو خارجها.
والمشروع الأهم الذى يشغل بالها حاليًا هو مسرحية «الغرض» التى تقدمها على إحدى قاعات مسرح هيلين هايز فى برودواى.
نقاط ضعف
والمسرحية من تأليف الكاتب المسرحى الأسود براندن جاكوبس-جينكينز. وتدور أحداثها حول عائلة سوداء ناجحة تكشف عن نفاقها ونقاط ضعفها خلال تجمع حاصرته الثلوج.
وتلعب يونج، التى تلعب دور عزيزة وهى سيدة على وشك الانهيار من جراء مشاكل تعانيها فى حياتها:
تدور أحداث مسرحية الغرض فى غرفة معيشة عائلة جاسبر فى حيّ من الطبقة المتوسطة العليا فى شيكاغو. رب الأسرة هو القس سولومون جاسبر، أسطورة الحقوق المدنية، وزوجته الشجاعة كلودين.
يلتقيان بابنيهما - جونيور، عضو مجلس شيوخ سابق فى الولاية، أُفرج عنه مؤخرًا بعد قضاء عقوبة بالسجن بتهمة اختلاس أموال، وناز، التى فرت من مدرسة اللاهوت وهى الآن رسامة.
وتؤدى يونج دور عزيزة، عاملة اجتماعية من هارلم، صديقة مقربة لناز لكنها لا تعرف شيئًا عن أسرتها.
وتتعامل عزيزة فى البداية مع هذه الأسرة بشىء من الرهبة. وسرعان ما تتلاشى الرهبة عندما تلمس اسلوب الحياة الشائك الذى تعيشه الأسرة من غرة بين الأشقاء وإحباطات الوالدين، وخطايا الماضى، والنزاع حول الميراث.
وتعلق يونج على أحداث المسرحية وعلى الشخصية التى تجسدها فتقول: «نحن عرضة للغضب من أحبائنا كثيرًا». ما نراه فى أقل من 12 ساعة من لقائهما لأول مرة منذ عامين، هو أنهما يجلسان ويتناولان العشاء، وتظهر كل هذه الأمور، كما يحدث عادة.
وقد أكسبها العمل ترشيحًا لجائزة تونى وفرصة لصنع التاريخ. وهى بالفعل أول ممثلة سوداء تُرشَّح أربع مرات متتالية، وإذا فازت، فستكون أول فنانة سوداء تفوز بجائزتى تونى على التوالي.
وتعلق: أشعر بالارتباط بجوهرها. فى كل مسرحية قدمتها منذ مهرجانات المسرحيات التى مدتها عشر دقائق، كنت دائمًا أقول لنفسى: «يا إلهى، هذا الشعور قادر على تغيير العالم»، أتعلمون؟ وأشعر أن هذا هو جوهر عزيزة.. إنها تريد تغيير العالم».
«والغرض»، من إخراج المخرجة السوداء فيليسيا أحد رشاد، ويشارك فى بطولته أيضًا لاتانيا ريتشاردسون جاكسون، وهارى لينكس، وجون مايكل هيل، وألانا أريناس، وجلين ديفيس.
ويصف جاكوبس-جينكينز شخصية عزيزة فى نصه بأنها شخصية ثاقبة ومتعاطفة، وهذا ينطبق أيضًا على يونج. تقول إنها تتماهى مع شخصيتها فى مسرحية الغرض، فهما من مواليد هارلم، ويدافعان عن حقوق الآخرين، ويأملان فى جعل الكوكب مكانًا أفضل.
تاريخ على المسرح
ظهرت يونج لأول مرة على مسرح برودواى عام 2021 فى مسرحية «كلايد»، وشاركت فى مسرحية «تكلفة المعيشة» فى العام التالى، وشاركت مع ليزلى أودوم جونيور فى مسرحية «بورلى المنتصر: نزهة غير كونفدرالية عبر رقعة القطن» عام 2024، وفازت بجائزة تونى.
وتقول هيل، الذى رُشِّحت لجائزة تونى لأفضل ممثل رئيسى عن نفس المسرحية (الغرض) عن شخصية ناز، إن يونج عبارة عن عائلتنا الصغيرة وبهجتها تدخل المبنى، وتُخصِّص وقتًا للجميع، وهى متحمسة حقًا لرؤية الناس والاستماع إلى أحوالهم. لم أرَ قط شخصًا يُقدِّر كل هذا السخاء فى وعيه ووجوده لكل من تلتقى به، إنها تُعايش كل يوم بفرح وفضول وحماس.
وإذا فازت يونج بجائزة عن مسرحية الغرض فلن تكون أول جائزة تفوز بها عن المسرحية بل فازت قبل أسبوعين فقط بجائزة أدبية مرموقة هى جائزة بوليتزر.
تلقت يونج الخبر أثناء وضع ماكياجها، فبدأت بالصراخ. عندما وصلت إلى الحفل - لحظةٌ تُثير الإعجاب، إن وُجدت - كانت إعلانًا متحركًا للمسرحية. قلتُ للجميع: «عليكم الحضور لمشاهدة هذه المسرحية. فاز للتو بجائزة بوليتزر!».
وظهرت يونج لأول مرة على المسرح عام 2016 فى مسرحية «جوع جميل» للكاتبة باتريشيا أيون لويد على المسرح العام، وهى مسرحية تدور حول فتاة سوداء فى سن المراهقة من عمرها لا تعرف أنها سوداء. أخبرتها الكاتبة أنها كتبت المسرحية، وهى تُفكر فى يونج.
وتعلق يونج تقول: «أيون لويد من الأشخاص الذين جعلونى أرى نفسى فنانة حقًا، إنها من مهدت لى الطريق بطريقة رائعة حقًا».
والسينما أيضًا
ولا يتوقف إبداع يونج على المسرح بل يمتد إلى مجالات أخرى منها السنيما.
والفيلم القادم ليونج هو فيلم «هل الله موجود»، الذى تُخرجه الكاتبة أليشيا هاريس، عن مسرحيتها التى كتبتها عام 2018، وفى الصيف على مسرح برودواى، ستُشارك فى بطولة نسخة جديدة من مسرحية مونولوجات ووبى مع كيرى واشنطن.