العدد 946 صدر بتاريخ 13أكتوبر2025
يعود النجم الكبير الدكتور يحيى الفخراني إلى خشبة المسرح القومي ليمنح الجمهور تجربة استثنائية جديدة من خلال عرضه «الملك لير»، في رؤية إخراجية متجددة للمخرج شادي سرور. وليس هذا العمل غريبا على الفخراني، إذ سبق أن قدمه مرتين من قبل، إحداهما على المسرح القومي، والأخرى ضمن إنتاج القطاع الخاص، غير أن عودته الحالية تمنح العرض أبعادا فنية وإنسانية مختلفة، ورغم تجاوزه الثمانين من عمره، لا يزال الفخراني واقفا على خشبة المسرح بذات الشغف والطاقة والإصرار، مؤكدا أن العمر لا يُقاس بعدد السنوات، بل بالحب الذي نحمله للفن عامة وللمسرح خاصة. هذا العمل يؤكد أن المسرح لا يشيخ، وأن النصوص الخالدة لا تفقد بريقها مهما مر الزمن. فالمأساة التي كتبها شكسبير قبل قرون تُبعث من جديد برؤية فكرية وجمالية مختلفة، تُعيد طرح أسئلة الإنسان الأزلية حول السلطة والخذلان والحب والجنون، في عالم تتبدل فيه القيم وتضيع فيه الموازين.
يجمع «الملك لير» بين الفخراني وعدد من فناني المسرح البارزين، الذين يتقاسمون معه شغف الأداء وصدق التجسيد، ليقدموا معا لوحة درامية متقنة والذين ألتقينا بعضهم ليروا لنا كواليس عملهم مع النجم الكبير يحيى الفخراني.
حسن يوسف: «كنت» تجسيد للوفاء..والفخراني يسعى دائماً للتطوير والتجديد في الأداء والشكل واللغة
بدأ الحديث الفنان حسن يوسف الذي يجسد دور «كنت» قائلا: إن اللورد «كنت» من أقرب المقربين إلى الملك لير ومن أكثر أصدقائه وفاءً. اتسم بالصراحة، وكانت تلك الصفة سبب مشكلته مع الملك. فعندما قرر لير توزيع الميراث على بناته، لم يرضَ اللورد كنت بما فعله، إذ اعترض بشدة على ظلم الملك لابنته الصغرى «كورديليا» التي لم تجِد تملقه أو مجاملته بالكلام. ونتيجة لذلك، طرده الملك من القصر. لكن من شدة حب “كنت” ووفائه للير، قرر ألا يتركه، فتنكّر في شخصية أخرى حتى يبقى إلى جواره، يراقبه ويحميه من أي شر قد يتعرض له. وما كان يخافه حدث بالفعل، إذ طردتاه ابنتاه من القصر، فظل ملازماً له حتى آخر لحظة في حياته، الصديق الوفي الذي لم يبتعد عنه أبداً حتى توفي الملك وابنته كوندليا معاً.
وأضاف «يوسف»: تكمن صعوبة هذا الدور في مشهد التنكر؛ ففي المشهد الأول يظهر اللورد كنت بشخصيته الحقيقية، ثم يظهر في المشهد الثالث بشخصية مختلفة تماماً، بعد أن قص شعره وغيّر مظهره وملابسه وصوته. وهذه من أبرز التحديات التي قد تواجه أي ممثل يؤدي الدور، إذ يجب أن يمتلك القدرة على التغيير خارجيا وداخليا، والتنقل بسلاسة بين الشخصيتين: كنت، ثم التابع له طوال أحداث المسرحية. واللورد شخصية رومانسية رغم قوته، يحمل في داخله حباً كبيراً للملك ولابنته كوندليا.
أما عن الفنان الكبير يحيى الفخراني، فأشار موضحا: فو نموذج يُحتذى به في الالتزام والانضباط، يحضر البروفات في مواعيدها بدقة، ولا يتعامل معها كمجرد تدريب أو برو?ة، بل كعرض مسرحي كامل يسعى من خلاله إلى التطوير والتجديد في الأداء والشكل واللغة. سعيد بالعمل معه، وسعيد بردود الأفعال على المسرحية وأتمنى أن تعود بالخير عليهم جميعا، لأن فريق العمل كله بذل جهداً كبيراً. وكذلك الفنان شادي سرور الذي تعب كثيراً مع الفنانين في إعداد العرض، فهو من الفنانين الذين يولون اهتماماً حقيقياً بالممثل، ويحب عمله بإخلاص، وهو أمر نادر حالياً. كما أتوجه بالشكر للدكتور أيمن الشيوي مدير المسرح القومي، الذي لم يتأخر في دعم العرض، ونتمنى جميعاً أن يكون العمل مشرفاً للمسرح القومي ولكل العاملين فيه.
عادل خلف: فخور بالعمل مع الفخراني وأقدام «المهرج»بروح مختلفة
أعرب الفنان عادل خلف عن سعادته بالمشاركة في مسرحية الملك لير مع النجم الكبير يحيى الفخراني، مؤكدا أنه رمز للالتزام والانضباط في المسرح، سواء في البروفات أو أثناء العروض. وأضاف قائلا: إن النجم يحيى الفخراني يحفظ دوره وأدوار الممثلين من حوله بدقة شديدة، ولا يقتنع بالممثلين بسهولة، فهو يبحث في الممثلين عن الالتزام والقدرة على الحفظ بجانب الأداء، هذا بالإضافة لرفضه التام للخروج عن النص. نحن نقدم عملا جادا جدا، لكن بطريقة كوميدية راقية.
وأضاف خلف: منذ اللقاء الأول أبدى موافقته على اختياري لأداء الدور، وكانوا يعرفونني في المسرح القومي من خلال أعمالي العديدة التي يغلب عليها الطابع الكوميدي، سواء على خشبة المسرح القومي أو في مسارح أخرى. خاصة في أعمال الأطفال وأعمال الكرتون، حيث يعرف عني أداء الشخصيات التي تتسم بخفة الظل، ولهذا رُشحت لدور المهرج في المسرحية، لأن الشخصية تحتاج إلى ممثل يجمع بين الحس الكوميدي والإجادة التامة للغة العربية. بالإضافة لللتعاون السابق مع النجم الكبير يحيى الفخراني في أعمال إذاعية وكرتونية.
وحول ما إذا كان استعان بأي مصادر لتأدية الدور أكد قائلا: شاهدت المسرحية التي سبق وقدمت، لكنني لم أتأثر بأي أداء سابق، فأنا أقدم الشخصية بطريقتي الخاصة وبأسلوبي. الدكتور يحيى سعيد بما أقدمه، وأعتقد أن الدور لاقى إعجاب الجمهور.
وتحدث الفنان عادل خلف عن كواليس العمل قائلاً: الكواليس كانت في منتهى الالتزام، فالفخراني هو أول من يحضر إلى المسرح، ويحرص على أن يكون كل ممثل حافظا لدوره تماما. المخرج شادي سرور بذل مجهودا كبيرا، ونحن جميعا نعمل بروح الفريق الواحد، ومتجانسون بشكل جميل. يشرفنا جميعا العمل مع النجم الكبير، والأهم بالنسبة لنا أن يكون سعيدا بالأداء وبالنتيجة.
وعن أبرز تجاربه السابقة نوه موضحا: لدي خلفية مسرحية وتلفزيونية قوية ساهمت في ترشيحي لتجسيد شخصية المهرج في الملك لير، حيث شاركت في عروض مثل الست هدى، والمحاكمة، والغزية والدرويش، إلى جانب عدد من عروض الأطفال. وأضاف: معظم أطفال مصر يعرفون صوتي من خلال أعمال الكرتون مع ديزني وبكار وغيرها، وكثير منهم يحفظون صوتي، لذلك عندما يشاهدونني على المسرح ويتعرفون عليه، أشعر بسعادة بالغة لتفاعلهم الصادق.
وفي نهاية حديثه أشار إلى تجربته في عرض الأطفال الشهير حواديت الأراجوز قائلاً: قدمت هذا العرض لمدة عشر سنوات، جُلت به في معظم محافظات مصر، حيث كنت أجسد شخصية كوميدية تحكي الحكايات مع الأراجوز، وكان الأطفال متعلقين بي كثيراً.
تامر الكاشف: العمل مع النجم يحيى الفخراني تجربة أكثر من رائعة وتفيض بطاقة إيجابية
فيما قال الفنان تامر الكاشف الذي يجسد دور إدجار
البداية حين تلقيت اتصالا من المخرج شادي سرور، وأخبرني عن بدء التحضيرات لمسرحية الملك لير، وإبداءه الرغبة في انضمامي للعمل من خلال شخصية إدجار. فرحبت بذلك على الفور، إذ أن كل عناصر العمل جاذبة ومشجعة، بداية من المخرج المتميز الذي أحب العمل معه، مرورا بالنص المسرحي القوي والدور المهم في المسرحية وعلى المسرح القومي الذي أشرف بكوني عضوا في فرقته العريقة. بالإضافة لوقوفي كممثل أمام د.يحيى الفخراني أحد أهم وأكبر النجوم في مصر والوطن العربي. وبالتالي فكل العوامل تدعو للحماس ودفعتني للموافقة على المشاركة في هذا العمل المهم.
اما عن الاستعداد للدور فأضاف «الكاشف» موضحا: بالنظر إلى معظم الشخصيات والتي تحمل تناقضات وتمر خلال الأحداث بتغيرات وتحولات قوية فإن إدجار - بعد الملك لير- هو الأكثر تحولا وتغيرا واضحا وقويا حتى يكاد يكون الأكثر حدة وتلونا بين كل الشخصيات. قمنا على مدار عام كامل بعقد جلسات من العمل، شملت قراءات ومناقشات حول المسرحية بشكل عام، والشخصية بشكل خاص، وصولا لوضع تصور لطبيعة الشخصية وتحولاتها، ولطبيعة الأداء التمثيلي الذي يعبر عنها بشكل واقعي ودقيق.
واسترسل، إدجار هو صوت انتصار قيمة الحق والنبل على حساب الخسة والمؤامرات مهما كانت خبيثة ومحكمة. أما عن الكواليس فهي جيدة مخرج واع ومجموعة مميزة من الزملاء وفريق دؤوب، فالجميع حريص على خروج العمل في أفضل صورة في ظل وجود علاقة ود وتعاون بين الجميع.
وتابع بحماس قائلاً: العمل مع الفخراني تجربة أكثر من رائعة، فهو يتميز بالالتزام الشديد بالمواعيد، واحترام النص، والتركيز العميق في أداء الدور، إضافة إلى تعاونه الكبير مع المخرج بمنتهى الاحترافية والتناغم. وكل ذلك يتوَّج بطاقة إيجابية وروح لطيفة يفيض بهما هذا النجم الكبير.
ياسر مجاهد: العمل مع يحيى الفخراني تحقيق لحلم طال انتظاره..و«ملك فرنسا» يجسد النبل والسلطة السوية في مواجهة جنون الحكم.
أما ياسر مجاهد، الذي يجسد دور ملك فرنسا، فأكد قائلاً:
إن العمل مع الفنان القدير يحيى الفخراني هو بمثابة تحقيق لحلم طال انتظاره، فهو حالة خاصة جداً بالنسبة لي، لا سيما أنه منذ بداياتي في التمثيل كان كثيرون يشبهونني بالنجم الكبير، وكنت أحلم وأدعو من كل قلبي أن أعمل معه. وها هو الحلم يتحقق أخيرا في عمل مسرحي ضخم من إخراج المبدع شادي سرور، الذي سعدت كثيرًا بالتعاون معه ومع كامل فريق العمل المحترم والمبدع، وذلك ضمن إنتاج المسرح القومي بقيادة الدكتور والفنان الجميل أيمن الشيوي.
وأضاف «مجاهد»، شخصية ملك فرنسا تُعد من الشخصيات الجميلة والنبيلة في المسرحية، فهي الوحيدة – إلى جانب شخصية كورديليا – التي تُجسّد النبل الخالص. وعلى الرغم من أن مساحة الشخصية ليست كبيرة، فإن حضورها مؤثر دراميا، إذ تُحدث تحولاً في مجرى الأحداث وتظل فاعلة في الصراع حتى في غيابها. فبين جميع من أرادوا شيئاً من الملك لير، كان ملك فرنسا الوحيد الذي أراد كورديليا دون شروط، في موقف إنساني نبيل يتحول إلى حب خالص لهذه الشخصية النقية الصريحة، التي لا تعرف المجاملات أو المؤامرات أو الكذب أو النفاق، وهو ما جذب ملك فرنسا إليها وجعله مصراً على التمسك بها.
واسترسل: إن النبل في حاجة دائمة إلى من يجسده؛ فيجب على الفن أن يُعبّر عن القيم الرفيعة، والأخلاق، والعدل، تماما كما يُقدم الشر والدناءة. وأعتقد أن هذا ما نفتقده اليوم في كثير من الأعمال الدرامية العربية، حيث تحولت أساليب الطرح في أغلب الأحيان إلى إبراز السيئ والشرير دون إضاءة كافية على الطيب والنبيل. لقد عملت على هذه الشخصية بمعاونة المخرج المبدع شادي سرور، وبحثنا معًا في كيفية تقديمها بطريقة لائقة ومعبرة عن جوهر النبل، خاصةً أنها تُعد الشخصية الوحيدة الطيبة في النص.
وتابع، يمثل ملك فرنسا نموذجا للسلطة السوية؛ أي السلطة العاقلة والعادلة والحكيمة التي تشعر بالناس وبالأشياء من حولها. فهو مثال للسلطة النقية التي نادرا ما نسمع عنها في زمننا هذا. أما عن جنون السلطة الذي يجسده الملك لير، فليس لير وحده من وقع فيه، بل إن معظم شخصيات المسرحية تمثل وجوها مختلفة لهذا الجنون؛ بدءا من لير نفسه، مروراً ببناته وأزواجهن، وانتهاءً بكل من طمع في السلطة لمجرد امتلاكها. بينما كانت السلطة في جوهرها الحقيقي مسؤولية، تجعل من حاملها عاملا لدى الشعب وخادمًا لهم.
وأخير، بدأت العمل في المسرح منذ 2010 ومثلت في العديد من العروض المسرحية بمصر وخارجها ، مثل ؛ ليلة القتلة ، دكان أحلام ، Drama 1882 ورحلة سعيدة وغيرها . وتدربت في ورش كثيرة لفنون الآداء محلية ودولية كما حصلت على العديد من الجوائز في التمثيل في مصر وخارجها ، أهمها ؛ جائزة أفضل ممثل بالمهرجان القومي للمسرح المصري الدورة 14 سنة 2021 ، وجائزة أفضل ممثل بهرجان الأردن المسرحي الدولي الدورة 29 سنة 2022 .
محمد العزايزي: تعلمت من النجم يحيى الفخراني أصول المهنة، وسرور جمع فريقا استثنائيا.
أما محمد العزايزي الذي يجسد شخصية كورونال، فقد أكد قائلاً: علاقتي بالمخرج شادي سرور قديمة، إذ عملنا معا من قبل في مسرحية «طه حسين»، وهو من أحب المخرجين إلى قلبي على المستوى المهني، وذلك لما يتميز به من اهتمام كبير بالممثل واعتباره الأداة الأساسية في تجسيد رؤيته الإخراجية. ويعود هذا إلى كونه ممثلا موهوبا في الأساس، مما يجعله يضيف كثيرا إلى الأداء التمثيلي لكل فريق العمل.
وأضاف العزايزي قائلاً: سبق لي العمل مع الدكتور يحيى الفخراني في مسرحية «ليلة من ألف ليلة»، وتعلمت منه الكثير عن الحرص على الفن، وأصول المهنة، والالتزام بالمواعيد. ثم تعاونت معه مجددًا في مسلسل الكرتون «قصص القرآن»، وهو من رشحني لدور كورنوال، ليتواصل معي بعد ذلك المخرج شادي سرور بحكم صداقتنا.
وتابع الحديث: كعادته، يجمع شادي سرور فريق عمل يتمتع بدرجة عالية من الحرفية والموهبة. فالنجم طارق الدسوقي يتميز بقوة الأداء وإتقانه للغة العربية بسلاسة، وقد عملت معه في مسلسل «قضاة عظماء»، وهو دائم الحرص على تفاصيل العمل ولا يبخل بالنصيحة. أما الفنانة أمل عبد الله فهي نموذج للاجتهاد والبحث المستمر في التفاصيل الدقيقة. وأحمد عثمان فموهوب بالفطرة، وأداؤه مبهر، بينما يتميز تامر الكاشف بالإخلاص والتفاني وأداء مهني محترم. كما تجسد الفنانة إيمان رجائي دور زوجتي في المسرحية، وتفاجئني في كل مرة بعمق أدائها وحضورها القوي على الخشبة. ولا أنسى الأساتذة الكبار حسن يوسف، وعادل خلف، وطارق شرف، الذي سعدت بالتعامل معه لما يتمتع به من ثقافة واسعة وإلمام عميق أضفى ثراءً واضحًا على الشخصية التي يؤديها
أما عن دوري، فهو دوق كورنوال، أحد النبلاء الأقوياء في البلاط الملكي، والذي يتحالف مع زوجته ريغان، الابنة الوسطى للملك لير، وأختها جونيريل ضد أبيهما. شخصية عديمة الرحمة، سادية الطبع، ويتجلى ذلك في مشهد تعذيب غلوستر، حيث يقوم بقلع عينيه بوحشية ويتلذذ بذلك. إنه رجل استبدادي لا يتسامح مع المعارضة، ويستخدم سلطته لإخضاع الآخرين. ورغم قسوته، فإنه جبان في جوهره، إذ يُقتل على يد خادم بسيط أثناء تعذيب غلوستر، في مشهد يكشف هشاشته أمام الشجاعة الحقيقية. موته المفاجئ يفتح الباب لانهيار التحالف بين ريغان وجونيريل، ويمهد للصراع بين الأختين.
واسترسل، ما جذبني للدور، فهو أنه يمثل السلطة حين تُمارس بلا ضمير. وجوده في المسرحية يُبرز التناقض بين العدل والطغيان، وموته لا يُعد خلاصاً بقدر ما هو بداية لانهيار النظام الذي ساهم في بنائه، حيث يشكل مع الأختين ثالوثا يجسد الطمع والقسوة والخيانة.
وحول استعداداته للدور والتعامل مع شخصية كورنوال المركبة فلفت إلى أن التحضير لشخصية دوق كورنوال كان تجربة مختلفة، لأنها شخصية شديدة التركيب تحتاج إلى قراءة عميقة في دوافعها وأبعادها النفسية. موضحا: بدأت التحضير بقراءات عن المسرحية وشخصياتها وما كُتب عنها، ثم جاءت مرحلة البروفات إذ عملت خلالها على تفكيك الشخصيات من الداخل وإعادة تركيبها على المستوى النفسي والشكلي، بما يمنحها نبضاً حيا يجعلها من لحم ودم.
ولفت إلى أن العلاقة بينه وزوجته ريغان من أكثر الجوانب إثارة في المسرحية، فهي علاقة قائمة على تحالف شرير يجمع بين الطموح والقسوة، لكنها في الوقت نفسه تكشف عن ضعف عميق فـريغان هي نقطة ضعفه الوحيدة، التي يحاول من خلالها السيطرة، لكنه لا يتردد في إظهار حبه وحرصه عليها أمام الجميع. موضحا: بعد موته، تنهار العلاقة سريعا، لتنكشف هشاشتها وافتقارها لأي عمق إنساني.
وتابع: لتجسيد هذه الشخصية المعقدة، كان عليّ الغوص في أبعادها الاجتماعية والنفسية واستحضار مشاعر السيطرة واللذة في تعذيب الآخر، لكن دون مبالغة. اعتمدت على تفاصيل الأداء الجسدي والصوتي، نظرات حادة، متوترة، خطوات بطيئة واثقة، ولحظات الغضب التي تخفي خلفها خوفاً دفينا يظهر أحيانًا في نبرة الصوت أو ارتعاشة اليد. كنت أطرح على نفسي طوال الوقت أسئلة مثل: ما دوافع كورنوال؟ ما الذي يخشاه؟ وما غايته؟ ومن خلال هذه الأسئلة حاولت بناء الشخصية.
واختتم بالحديث عن بداية علاقته بالمسرح قائلا: بدأت خلال دراستي بالصف الثالث الإعدادي حيث المشاركة في مسابقة الإلقاء، وحصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية، ثم انطلقت إلى مسرح الهواة وشاركت في مسابقات وزارة الثقافة للمسرح الجامعي. ومنذ عام 2005 بدأت العمل في مسرح الدولة والقطاع الخاص، ثم حصلت عام 2010 على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية، وعُينت ممثلا بالمسرح القومي، وشاركت في عدد من العروض منها روميو وجوليت إخراج د. سناء شافع، والأسطورة للمخرج أشرف النعماني، وعلى اسم مصر إخراج أحمد رجب، وتذكرة للتحرير إخراج سامح بسيوني، ورفاعة الطهطاوي إخراج عصام السيد، ويوليوس قيصر إخراج سامح بسيوني، وساحرات سالم إخراج جمال ياقوت، وسيرة محمد إخراج سامح بسيوني، والمعجنة إخراج أحمد رجب، وليلة من ألف ليلة إخراج محسن حلمي.
حازم صلاح: الوقوف أمام يحيى الفخراني شرف كبير.. و«الملك لير» محطة مهمة في مشواري
فيما قال حازم صلاح والذي يجسد دور الأمير برجندي: شرفت وسعدت بالعمل مع النجم الكبير يحيى الفخراني، فهو أيقونة من أيقونات الفن المصري، وأعتبرها فرصة رائعة لأي ممثل في بداية مشواره المهني أن يعمل مع الدكتور يحيى، وبالتأكيد تعلمت منه الكثير. أما المخرج شادي سرور، فهي المرة الأولى التي أعمل فيها معه، وبالطبع أنا سعيد وفخور بالعمل مع أحد أهم المخرجين، إذ أتعلم منه كثيرا، لأنه أستاذ حقيقي يهتم بالممثل وأدائه وشكله على خشبة المسرح. والعمل ضمن فريق الملك لير يُعد خطوة مهمة في مشواري، خاصةً في ظل وجود أساتذة كبار ضمن الفريق، والحمد لله نال العرض إعجاب الجمهور، وهذا هو الأهم.
وأضاف صلاح: أُجسد شخصية الأمير برجندي، ورغم أن مساحة الدور صغيرة، فإنه دور مهم ومحوري في سياق المسرحية، فهو أمير رأسمالي ينظر إلى الحياة نظرة مادية واستثمارية.
وتابع: وبالنسبة لبداياتي مع المسرح، فكانت عام 2014، حيث تخرجت في كلية التجارة، ثم التحقت بكلية الآداب قسم المسرح، وشاركت في عدد من العروض منها البؤساء للمخرج سامح بسيوني، وقاع، وهو مشروع تخرّج ورشة «نجوم المستقبل» التابعة للبيت الفني لفرقة الإسكندرية، إخراج محمد مرسي، والرحلة إخراج سامح الحضري، وثم نبدأ في الرقص المشارك في مهرجان قسم المسرح وحاصل على جائزة أفضل ممثل في المهرجان، بالإضافة إلى مسلسل قهوة المحطة رمضان 2025، إخراج إسلام خيري.
أحمد عثمان: يحيى الفخراني يجعل من الكواليس درسا في البساطة والانضباط..و«إدموند» ضحية تحولت إلى جلاد
فيما قال الفنان أحمد عثمان ويجسد دور إدموند: رشحت من قبل المخرج شادي سرور، وبالتأكيد وجودي بجانب العملاق يحيى الفخراني هو ما دفعني للقيام بالدور.
وأضاف «عثمان»: إدموند هو ضحية مجتمعة حتى حولهم جميعا لضحاياه، فالظلم يولد طاقة والميل والهوى هو من يحدد نوعها إيجابية أو سلبية.
وتابع: الاستعداد للدور كان من خلال الجلسات المستمرة مع المخرج، والنصائح القيمة من الفخراني، فعلى الرغم من إرهاق العمل إلا أنه يتم ببساطة يسهلها علينا الدكتور يحيى بحميمية الكواليس والانضباط الحازم جدا والذي يتفق معه فيه شادي سرور.