محمد الطايع: نوادى المسرح هى المختبر الحقيقى لتفريغ وصقل المواهب الحقيقية من مختلف محافظات مصر

محمد الطايع: نوادى المسرح هى المختبر الحقيقى لتفريغ وصقل المواهب الحقيقية من مختلف محافظات مصر

العدد 918 صدر بتاريخ 31مارس2025

تُعتبر تجربة نوادى المسرح واحدة من أهم التجارب المسرحية البارزة التى تتيح وتعرض المشاريع والأفكار الجديدة لشباب الأقاليم، حيث تمتلك فلسفة وخططًا وأهدافًا خاصة بها. فهى تقدم شكلًا مختلفًا عن المسرح المصرى التقليدى، كونها تجربة قائمة على التجريب والابتكار. وتوفر تجربة النوادى منصة للشباب الموهوبين لعرض أفكارهم وإبداعاتهم. وللإطلاع على آخر التطورات المتعلقة بمستقبل نوادى المسرح، التقينا المخرج ومدير إدارة نوادى المسرح، المخرج محمد الطايع، للكشف عن خطط وتطورات الدورة الـ32.
كما يستعد المخرج محمد الطايع لتقديم عرض الفندق عن نص فندق العالمين للكاتب إيمانويل شميت، إنتاج مسرح الشباب بالبيت الفنى للمسرح.
عرض الفندق تمثيل أسماء عمرو، شريهان قطب، منة الفيومى، إيمان الناقر، محمد هانى، محيى الدين يحيى، أحمد شرباش، الطفل أدم وهدان، دراماتورجيا فادى نشأت، ديكور محمد فتحى، ملابس سماح نبيل، أشعار سامح عثمان، موسيقى وألحان زياد هجرس، فيديو مابينج محمد المأمونى، إضاءة وإخراج محمد الطايع.

ما أبرز ملامح خطة نوادى المسرح لهذا الموسم؟
لقد بدأنا الموسم المسرحى لعام 2024-2025 فى وقت مبكر، حيث انطلقت التحضيرات منذ شهر أغسطس، وبعد انتهاء فترة تقديم المشاريع، التى بلغ عددها 325 مشروعًا من نوادى المسرح فى مختلف محافظات مصر، بدأت لجنة المشاهدة عملها فى5  سبتمبر، وبعد الانتهاء من عملية المشاهدة والمناقشة، تم اختيار 155 مشروعًا للإنتاج من بين 325 مشروعًا تقدمت.
وتم إرسال الميزانيات لهذه العروض لبدء العمل على المهرجانات الإقليمية بشكل مبكر، وبالفعل، تمكنّا بفضل الله من الانتهاء من إقامة جميع المهرجانات الإقليمية خلال شهرى يناير وفبراير، وقد تم اختيار 27 عرضًا مسرحيًا للتصعيد إلى المهرجان الختامى الذى سيقام بعد عيد الفطر أو فى شهر أبريل.
ومن أبرز الإنجازات هذا الموسم هو إعادة فكرة الندوات فى المهرجانات الإقليمية، وهى فكرة كانت مطبّقة سابقًا ولكن توقفت. ونحن نؤمن بأهمية هذه الندوات؛ لأنها تتيح للمخرجين والفرق المسرحية فرصة فهم وتحليل أعمالهم، سواء من حيث الإيجابيات أو السلبيات، فالندوات توفر فرصة لتثقيف الشباب المبدعين، خاصة المخرجين، حول كيفية تطوير أدائهم وعروضهم المسرحية.
كيف يتم اختيار العروض المسرحية المشاركة فى الموسم؟
عملية اختيار العروض تبدأ بتقديم المشاريع، حيث يقوم كل فريق بتقديم مشروعه المسرحى. بعد ذلك، تتولى لجان المشاهدة والمناقشة مهمة تقييم هذه المشاريع. دور هذه اللجان هو مشاهدة حوالى 50 % من العرض أو المشروع المُقدَّم، ما يعنى أنهم يشاهدون الجزء الأكبر من العمل ويتناقشون مع المخرج وفريق العمل حول التجربة المسرحية التى يعرضونها.
خلال هذه المناقشات والمشاهدة، تقيم اللجنة مدى جدية المخرج وفريق العمل، وتدرس مدى توافق المشروع مع أهداف نوادى المسرح. بعد هذه المرحلة، تأتى مرحلة المهرجانات الإقليمية، حيث تتولى لجان التحكيم تقييم العروض التى تم إنتاجها. التحكيم يشمل تقييم الجوانب الفكرية، الجدية فى العمل، والجودة الفنية. بناءً على هذه المعايير، يتم اختيار العروض التى ستصعد للمهرجان الختامى.

ما الأيدلوجية التى تعتمد عليها نوادى المسرح فى تقديم عروضها؟
نوادى المسرح تعتمد بشكل أساسى على إنتاج عروض قليلة التكلفة، حيث تكون ميزانية العرض المسرحى حوالى خمسة آلاف جنيه فقط. هذه الفكرة تهدف إلى تحفيز خيال المخرج ودفعه للبحث عن حلول إبداعية بتكاليف منخفضة. المخرج يحاول استغلال الموارد المتاحة فى بيئته، مثل إعادة تدوير الأشياء المتوفرة، لخلق صورة مسرحية مبهرة باستخدام إمكانيات محدودة.
الهدف من هذا الأسلوب هو تنشيط خيال المخرج وتوسيع مداركه، بحيث يتمكن من تنفيذ عرض مسرحى بتكلفة قليلة جدًا، وفى الوقت نفسه، تقديم عمل فنى متكامل. بالإضافة إلى ذلك، تمتاز نوادى المسرح دائمًا بالروح التجريبية. منذ نشأتها، وهى تشجع المخرج الهاوى على تجربة أشكال مسرحية جديدة ومختلفة، سواء من حيث تقديم قضايا مجتمعية واقعية أو فى طرق التنفيذ.
فالتجريب فى نوادى المسرح يشمل الأفكار، الأدوات، وحتى التقنيات المستخدمة فى العروض، ما يمنح المخرجين الجدد فرصة لتطوير أنفسهم وتجربة أفكار مبتكرة.

كيف تطورت هذه الأيدلوجية منذ تأسيس نوادى المسرح قبل 33 عامًا؟
تطورت الأيديولوجية المرتبطة بنوادى المسرح بشكل مستمر منذ إنشائها، حيث تشهد تطورًا ملحوظًا كل عام. تجربة نوادى المسرح، مثل أى تجربة فنية، تمر بفترات من الصعود والهبوط، ولكن بفضل الله، يظل نادى المسرح المصرى بشكل عام فى تطور مستمر، حيث يظهر تقدمًا ملحوظًا مع مرور الوقت.
على مر السنين، قدم نادى المسرح إسهامات كبيرة للمسرح المصرى، حيث ساعد فى تقديم العديد من المواهب البارزة التى أصبحت الآن نجومًا فى السينما والمسرح المصرى. العديد من هؤلاء الفنانين بدأوا مسيرتهم من خلال نوادى المسرح، وكانت النوادى نقطة انطلاق مهمة لهم. الكثير من النجوم الحاليين على الساحة الفنية فى مصر بدأوا مشوارهم الفنى من خلال هذه النوادى.
وعروض نوادى المسرح أيضًا تمثل مصر بشكل كبير فى العديد من المهرجانات المحلية والدولية، سواء فى المهرجان القومى للمسرح المصرى أو مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، وحتى فى المهرجانات الدولية خارج مصر. على مدى سنوات طويلة، حققت هذه النوادى العديد من النجاحات، ولا تزال تسهم فى دفع الحركة المسرحية فى مصر حتى يومنا هذا.

ما أبرز التحديات التى تواجه نوادى المسرح حاليًا وكيف تعملون على مواجهة هذه التحديات وتذليل العقبات؟
الحمد لله، لا نواجه تحديات كبيرة فى نادى المسرح، خاصة منذ أن توليت مسئولية ملف نوادى المسرح قبل ثلاث أو أربع سنوات. وإن واجهتنا أى عقبة، نعمل على حلها بشكل فورى. يعود ذلك بالأساس إلى الدعم الكبير الذى نتلقاه من شباب وفنانى نوادى المسرح، بالإضافة إلى دعم القيادات فى الهيئة العامة لقصور الثقافة.
والدعم يأتى من شخصيات بارزة مثل الأستاذ شاذلى فرح، وكيل الإدارة العامة للمسرح، والأستاذة سمر الوزير، مدير الإدارة العامة للمسرح، والأستاذ أحمد الشافعى، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، والأستاذ محمد عبدالحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة. هذه القيادات تدعم تجربة نادى المسرح بشكل كبير، وتسهم فى تذليل أى عقبات قد تواجهنا.

ما  البرامج أو الورش التدريبية التى تقدمونها للشباب المخرجين والممثلين؟
فى الإدارة العامة للمسرح، لدينا قسم متخصص للورش التدريبية، يرأسه الكاتب الكبير الأستاذ سماح عثمان. تعمل إدارة الورش باستمرار على تنظيم ورش تدريبية للفنانين المسرحيين فى مختلف محافظات مصر. بجانب ذلك، خلال المهرجان الختامى لنادى المسرح، يتم تصعيد المخرجين الذين شاركوا فى الموسم، على سبيل المثال فى الموسم الحالى، تم تصعيد 27  مخرجًا من 27 عرضًا مسرحيًا للمشاركة فى المهرجان الختامى.
تتعاون إدارة نادى المسرح مع إدارة الورش لتنظيم مجموعة من الورش التدريبية التى يشرف عليها متخصصون وأكاديميون فى جميع عناصر العمل المسرحى، بما فى ذلك الإخراج. الورش تتم على ثلاث مراحل، وفى النهاية يُطلب من المشاركين تقديم مشروع تطبيقى. هؤلاء المخرجون الذين يتم تصعيدهم فى المهرجان الختامى يتلقون هذه الورش التدريبية باستثناء المخرجين الذين حصلوا على جوائز الإخراج الأول أو الثانى أو الثالث فى المهرجان الختامى، حيث يتم اعتمادهم تلقائيًا فى الهيئة العامة لقصور الثقافة.
بالنسبة للمخرجين الآخرين، يتم إشراكهم فى الورش التدريبية التى تمر بثلاث مراحل، وفى نهاية تلك المراحل، يُطلب من كل مخرج تقديم عرض مسرحى يتم تقييمه من قبل لجنة مختصة. بناءً على هذا التقييم، يتم اعتماد بعض المخرجين، بينما يُطلب من الآخرين العودة لتقديم المزيد من الأعمال لتحسين مهاراتهم والمشاركة مرة أخرى فى نوادى المسرح.

كيف تقيم دور نوادى المسرح فى اكتشاف وتطوير المواهب الجديدة؟
نوادى المسرح تعد التجربة المسرحية الوحيدة فى مصر التى تكتشف المواهب الجديدة بشكل فعلى فى كل عناصر العمل المسرحى، سواء على مستوى الإخراج، التمثيل، السينوغرافيا، الديكور، الإضاءة، الموسيقى، وغيرها. الهدف الأساسى من تأسيس نوادى المسرح هو أن تكون بمثابة المختبر الحقيقى لتفريغ وصقل المواهب الحقيقية من مختلف محافظات مصر ومن كل بقعة فيها.
وعلى مدى سنوات طويلة، أسهمت نوادى المسرح فى اكتشاف وتقديم العديد من العناصر الفنية والمواهب البارزة، وبعضهم أصبح الآن نجومًا على الساحة الفنية. على سبيل المثال، الفنانين مصطفى أبوسريع، حسنى شتا، أسماء إبراهيم، عارفة عبد الرسول، شريف دسوقى، وعزت زين، جميعهم خرجوا من نوادى المسرح، وهم مجرد أمثلة بسيطة ضمن عشرات ومئات المواهب التى بدأت مسيرتها الفنية من خلال هذه النوادى وتحولت إلى نجوم كبار سواء فى مجال التمثيل أو الإخراج.
تُعتبر إدارة نوادى المسرح الإدارة الأكبر والأكثر إنتاجًا للعروض المسرحية فى مصر والوطن العربى، بل والعالم بأسره. لا توجد أى إدارة أو مؤسسة ثقافية فى العالم تنتج هذا العدد الكبير من العروض المسرحية. على سبيل المثال، فى موسم واحد ننتج 155 عرضًا مسرحيًا، والموسم السابق كان 160 عرضًا.
الجميل فى تجربة نوادى المسرح أنها لا تقتصر على المدن الكبرى فقط، بل تشمل كل محافظة، وكل مركز، وكل قرية فى مصر، حيث تجد عروض نوادى المسرح موجودة فى كل أنحاء البلاد، ما يجعلها تجربة فريدة وشاملة تمتد لجميع أفراد المجتمع المصرى.
كيف تشجعون التجريب والإبداع فى عروض نوادى المسرح؟
بالطبع، دعم التجريب والإبداع فى قواعد المسرح هو أحد أهم الأهداف التى يسعى نادى المسرح إلى تحقيقها. كما ذكرت سابقًا، نوادى المسرح تمثل بيئة خصبة لتشجيع التجريب، حيث يتم تحفيز المخرجين على ابتكار رؤى مسرحية جديدة بأقل التكاليف. نحن دائمًا نشجع وندعم العروض التى تعتمد على فكرة التجديد، سواء كان ذلك فى الإخراج أو السينوغرافيا أو الأفكار المسرحية المختلفة.
الهدف الأساسى لنادى المسرح هو توفير مساحة للمخرجين والفنانين لتجربة أفكار جديدة وخلق صور مسرحية مبتكرة، دون قيود مالية كبيرة. هذا يشجعهم على التجريب واكتشاف طرق جديدة للتعبير المسرحى، ما يسهم فى تطور المسرح المصرى واستمراريته كمنصة للإبداع.
بالإضافة إلى ذلك، نحن دائمًا ندعم العروض المتميزة التى تعتمد على التجريب والإبداع من خلال تشجيعها على المشاركة فى المهرجانات المختلفة. العروض التى تتميز بالتجديد والإبداع تجد فرصتها فى المشاركة فى مهرجانات كبرى مثل المهرجان القومى للمسرح المصرى ومهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، حيث شاركت نوادى المسرح فى العديد من الدورات السابقة ممثلة لمصر.
بل إن العديد من العروض التى انطلقت من نوادى المسرح حصلت على جوائز فى هذه المهرجانات. أيضًا، فنحن نشجع على مشاركة هذه العروض فى مهرجانات دولية، حيث تمثل مصر فى العديد من المحافل المسرحية الدولية، مما يعكس مدى اهتمامنا بدعم التجارب القائمة على التجريب والإبداع فى نوادى المسرح وتقديمها على الساحة المحلية والدولية.

ما رؤيتك المستقبلية لنوادى المسرح؟
بالنسبة لرؤيتى لمستقبل نوادى المسرح، أرى أن هذه التجربة بحاجة إلى رعاية ودعم أكبر بكثير مما هى عليه حاليًا. لدى العديد من المشاريع التى أتمنى أن ترى النور، وهى مشاريع كبيرة وطموحة لنوادى المسرح، تملك القدرة على أن تصبح عالمية بمعنى الكلمة. ربما لأننى مخرج قدمت عروضًا فى العديد من دول العالم، وهذا منحنى تفكيرًا مختلفًا حول كيفية تطوير أى مشروع أعمل عليه.
وأنا أؤمن بأن نوادى المسرح لديها إمكانيات هائلة، وأتمنى أن تتحقق مشاريعى وأن أرى هذه التجربة تتطور وتنتقل إلى مستوى عالمى. وأعطى كل جهدى وحبى لهذه التجربة، لأننى ابن نوادى المسرح، وكانت هى نقطة انطلاقى، ولذلك أعمل بكل طاقتى لتطويرها.

ما أبرز الإنجازات التى حققتها نوادى المسرح خلال إدارتكم؟
أولًا عودة الندوات التثقيفية فى المهرجانات الإقليمية، فتجربة نوادى المسرح نجحت فى إعادة هذه الندوات التى تعتبر جزءًا أساسيًا لتثقيف الشباب والمهتمين بالمسرح فى مختلف المحافظات المصرية.
وثانيا الإنتاج المسرحى الضخم، نوادى المسرح أصبحت الجهة الأكبر فى مصر والوطن العربى، بل والعالم من حيث إنتاج العروض المسرحية. إذ لا توجد جهة أخرى تنتج 155 عرضًا مسرحيًا فى موسم واحد.

ثالثا الوصول إلى كل أنحاء مصر، نوادى المسرح نجحت فى توسيع نطاق نشاطها لتشمل جميع المحافظات، القرى، والمراكز فى مصر، ما أتاح الفرصة لكل مواهب المسرح للتعبير عن نفسها فى جميع أنحاء البلاد.
رابعا زيادة الدعم المالى للإنتاج: تمت زيادة الميزانية المخصصة للإنتاج المسرحى من 3000 جنيه إلى 5000 جنيه للموسم الواحد، مع السعى لزيادة هذا المبلغ فى المستقبل، رغم أن الفكرة الرئيسية تعتمد على تحفيز المخرجين على الإبداع بتكاليف محدودة.
خامسا الجوائز المحلية والدولية: نوادى المسرح حصدت العديد من الجوائز فى المهرجانات الكبرى مثل المهرجان القومى للمسرح ومهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى. ومن بين هذه الإنجازات حصول عرض الأفاعى على جائزة أفضل ممثل صاعد، وعرض «مسافر ليل» على نفس الجائزة فى الموسم التالى.
سادسًا، المشاركة فى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبي: عرض «وحش» الذى شارك فى مسابقة العروض القصيرة حصل على جائزة أفضل عرض ثالث، ما يعد إنجازًا كبيرًا على المستوى الدولى.
فكل هذه الإنجازات تعكس مدى تأثير نوادى المسرح فى تطوير الحركة المسرحية فى مصر ودورها البارز فى اكتشاف ودعم المواهب المسرحية فى جميع أنحاء البلاد.

كيف تسهم الجوائز والتكريمات فى تعزيز مكانة نوادى المسرح؟
الجوائز والكلمات لها دور كبير فى تعزيز مكانة نوادى المسرح وفى دعم المبدعين الشباب الذين يعملون فى هذا المجال. الجوائز التى يحصل عليها هؤلاء المبدعون من خلال مشاركتهم فى العروض المسرحية داخل نوادى المسرح أو فى المهرجانات الأخرى تعمل على، التحفيز والتشجيع، فالجوائز تمنح الشباب الثقة بأنهم على الطريق الصحيح، وتدفعهم للاستمرار فى تطوير مهاراتهم وصقل مواهبهم. فالجائزة ليست فقط مكافأة على العمل الجيد، بل هى أيضًا تكليف بأن يستمروا فى تقديم أعمال مميزة.
وأيضا التأكيد على القيمة الإبداعية، وفتح آفاق جديدة للمشاركة فى المهرجانات الدولية والمحلية، والتشجيع على الاستمرارية.
فى النهاية، الجوائز لا تعزز فقط مكانة المبدعين على المستوى الشخصى، بل تسهم فى إبراز أهمية نوادى المسرح كمنصة لصقل المواهب والإبداع الفنى، وتؤكد دورها الأساسى فى تطوير الحركة المسرحية فى مصر.
كيف اخترت نص «فندق العالمين» كمادة أساسية لهذا العرض؟ وما الذى جذبك إليه كمخرج؟
قدمت النص لأنه يتناول موضوعات فلسفية عميقة حول الحياة والموت، ويطرح فكرة الفندق كمكان افتراضى يقع بين عالم الحياة وعالم الموت، وهذه الفكرة كانت محور اهتمامى لأنه يتناول فترة الغيبوبة، التى يمر بها الشخص بين الحياة والموت، وهى تجربة معقدة ومثيرة للتأمل فى طبيعة الوجود الإنسانى.
فكرة الفندق هى بمثابة تجسيد لحالة الغيبوبة، حيث يكون المريض أو الشخص الذى تعرض لحادثة فى حالة من التعليق بين هذين العالمين. هذا المفهوم الفلسفى والإنسانى هو ما جذبك للنص، وفتح لك العديد من الآفاق الإبداعية لتقديمه بشكل بصرى قوى.
ما الدور الذى لعبه تصميم الديكور والإضاءة فى خلق الأجواء الخاصة بالفندق؟ وكيف ساعدت هذه العناصر على توضيح رؤيتك الإخراجية؟
الفيديو يلعب دورًا كبيرًا فى تقديم فكرة المكان الافتراضى للفندق، تقنية الفيديو، الديكور، والإضاءة يعملون معًا لخلق بيئة بصرية مختلفة وغامضة تناسب طبيعة القصة.
بعد تقديم هذا العرض، ما الرسالة الأساسية التى تأمل أن يخرج بها الجمهور؟ وما تأثير هذا النص على الجمهور العربى بشكل خاص؟
الرسالة الأساسية فى العرض هى فكرة أن الحياة رحلة مؤقتة، وأنه يجب على الإنسان أن يكون إيجابيًا وفعالًا فى هذه الرحلة القصيرة. كما تؤكد على أهمية الأعمال الصالحة وتأثيرها فى الحياة الأخرى بعد الموت. هذا يجعل العرض يحمل رسالة إنسانية عميقة، تدعو الناس إلى إعادة التفكير فى تصرفاتهم وسلوكياتهم تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين والمجتمع.
فالهدف من العرض هو تحفيز الجمهور على التفكير فى حياتهم وقراراتهم، ودفعهم ليكونوا أكثر إيجابية وفاعلية فى حياتهم اليومية، والاستعداد لما بعد الحياة بكل ما تحمله من أبعاد دينية وإنسانية.


صوفيا إسماعيل