عادل حسان: ملتقى القاهرة الدولى للحكى يسعى لإعادة إحياء فن أصيل

عادل حسان: ملتقى القاهرة الدولى للحكى يسعى لإعادة إحياء فن أصيل

العدد 917 صدر بتاريخ 24فبراير2025


فى إطار تسليط الضوء على الفنون الشعبية والتراثية فى مصر، نلتقى مع المخرج عادل حسان، مؤسس ومدير ملتقى القاهرة الدولى للحكى، للحديث عن انطلاق الدورة الأولى لهذا الملتقى الذى يسعى إلى إعادة إحياء فن الحكى فى مصر.
مسرحنا تحدثت مع المخرج عادل حسان للتعرف على الجهود التى بُذلت لإطلاق الملتقى، والتحديات التى واجهت فريق العمل، وأهمية اختيار المحافظات المختلفة لإقامة العروض.
جدير بالذكر إن المخرج عادل حسان تولى منصب مدير المركز القومى للمسرح والموسيقى الشعبية، بقرار من وزير الثقافة أحمد هنو، وذلك فى إطار استراتيجية الوزارة لتعزيز دور المؤسسات الثقافية والفنية، وتوثيق وحماية التراث.

بداية.. ما الذى دفعك إلى إطلاق ملتقى القاهرة الدولى للحكى، وما الذى يميزه عن الفعاليات الفنية الأخرى؟
ملتقى القاهرة الدولى للحكى هو فكرة قديمة، كنت افكر فيها مع الفنان محمد عبدالفتاح كالابلا، وكنا نتمنى أن يكون لدينا مهرجان أو تجمع وكيان للحكى، فكنا نفكر سويًا، فى أن يكون فن الحكى له شكل دائم، والناس المتناثرة فى فن الحكى تتجمع، فكان أول تعاون بينى وبين الفنان محمد عبدالفتاح فيما يتعلق بالحكى، وقت رئاسة المخرج إسماعيل مختار، وكان وقتها رئيس البيت الفنى للمسرح، واستمرت هذه الورشة تقريبا لمدة 4 أو 5 أشهر، وتخرج فيها دفعة أولى، وكان نتاج الورشة نتاج مهم جدا، وكان يدرب فيها الفنان محمد عبدالفتاح، ورأفت البيومى، وحازم الكفراوى، وأحمد مجدى، وكنت أدرب فيها أيضا، وقدمنا عرضًا كنتاج للورشة، وكنا طوال الوقت نفكر فى إقامة هذا الملتقى إلى أن حان الوقت المناسب لاتخاذ خطوة إيجابية وتقديم الدورة الأولى للملتقى.
بالطبع لإقامة أى مهرجان لا بد من اتخاذ الخطوات السليمة، فقمنا بإعداد ملف خاص بالمهرجان، وتم تقديمه للجنة العليا للمهرجانات بوزارة الثقافة، وهذا لا بد وأن يكون من خلال كيان وليس من خلال أفراد، ومن خلال التلاقى بين الأفكار بيننا وبين د. محمد فتحى أستاذ الصحافة بكلية الأداب قسم الإعلام بجامعة حلوان، وهو رئيس مجلس أمناء وإدارة مؤسسة اسمعونا، وهى مؤسسة معنية بالعمل الثقافى والاجتماعى، وعرضنا عليه المشروع ورحب جدا بالفكرة وبأن تكون مؤسسة اسمعونا هى الداعم الإدارى الملتقى، ولذلك دائما أقول أن رأس الملتقى هو مؤسسة اسمعونا، ولكن أيضا هناك جناحين لا يمكن إغفال دورهم فى التنظيم للملتقى، فالجناح الأول هو بيت الحواديت، وأنا اعتبره بيت الخبرة، ومؤسسه الفنان محمد عبد الفتاح، منذ أكثر من 25 عامًا، والجناح الثانى هو شركة وصلة للفنون والتى تديرها الزميلة منى سليمان، والتى بذلت مجهودا كبيرا وضخمة فى إعداد الملف وتجهيزه، وأنا طوال الوقت مؤمن بفكرة إن أى كيان حتى يكون قائم بشكل صحيح لابد وأن يحتمى بجيل من الأساتذة أصحاب الخبرات الكبيرة، ولذلك فكرنا فى تكوين مجلس أمناء للملتقى، ويكون مجلس كبير وقوى وبه شخصيات لامعة، ولذلك فكرت فى د. إيناس عبد الدايم وزير الثقافة الأسبق، وتحدثنا عن فكرة الملتقى، وبدأنا فى التفكير سويا حول تشكيل أعضاء مجلس الأمناء وتم اختيار د. نبيلة مكرم وزير الهجرة الأسبق، وأ. هبة السويدى رئيس مجلس أمناء مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، وأ. أحمد حلمى الشريف وهو نائب برلمانى ورجل قانون وعضو مجلس إدارة إتحاد الكرة المصرى، وهو يعمل بالوسط الثقافى بسوهاج، لأن لديه مركز جيل المستقبل، وهو مركز من المراكز الثقافية المهمة، والشاعر جمال بخيت، وهو شاعر وحكاء مهم، والمخرج إسماعيل مختار، والفنانة وفاء الحكيم، وكانت معنا الفنانة سميرة عبدالعزيز، لكنها اعتذرت لأسباب صحية، وبالتأكيد معنا د. محمد فتحى بصفته أمين عام مجلس الأمناء، وأ. منى سليمان كمدير تنفيذى، والفنان محمد عبد الفتاح كمدير فنى للملتقى، وكان من المفترض إقامة الملتقى فى نوفمبر الماضى، ولكن تعثرنا ماليا خاصة فيما يتعلق بالاستضافات من الخارج، ولذلك الاستضافات هذه الدورة ستكون فى أضيق الحدود، لأن لدينا مشكلات فى الإقامة وتذاكر الطيران، ولكن هذه الدورة أهم ما يميزها أننا سنعمل فى 5 محافظات بجانب القاهرة، وهى: سوهاج سنعمل بمركز جيل المستقبل، وأسيوط بالتعاون مع جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين، والتى يرأس مجلس أمنائها أ. زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء الأسبق، وهو مرحب جدًا ومتعاون معنا، وأيضا مركز الدوير بأسيوط، وبمحافظة الفيوم، فهناك تعاون كبير بين التنفيذيين والنائبة مير?ت عبد العظيم، عضو مجلس النواب ووكيل لجنة الصحة، وهى متحمسة جدًا للملتقى من خلال توفير الدعم اللوجيستية والإقامة، ومحافظة البحيرة بمركز أبوالمطامير بقصر ثقافة محمود الجندى، وأيضًا محافظة الإسماعيلية.
وبالطبع لا يمكن بأى حال من الأحوال العمل بالمحافظات، دون التعاون والتنسيق بيننا وبين الهيئة العامة لقصور الثقافة، باعتبارها هى الهيئة الأم فى العمل بالمحافظات، فلدينا تعاون كبير ومهم مع الهيئة، وتحديدا مع أ. محمد عبدالحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة وهو متحمس جدا ويدعم الملتقى بشكل كبير، وخالد اللبان، رئيس الهيئة أيضا، ونتعاون أيضا مع أ. سمر الوزير، مدير عام المسرح، وأ. إيمان حمدى مدير عام المهرجانات وأود أن أشكرهم كثيرًا لتعاونهم معنا. 

لماذا تم اختيار الفنان حسن الجريتلى لتسمية الدورة الأولى باسمه؟ 
مجموعة العمل ككل (عندها أصل)، فعند التفكير والتخطيط لكل شئ فى الملتقى كان العمل فيها بكل تركيز ووعى، فلا يمكن أن يكون لدينا ملتقى عن الحكى فى مصر، ولن تحمل الدورة الأولى اسم الفنان حسن الجريتلى، باعتباره من أكثر الفنانين الذين جاهدوا فى تطوير فن الحكى، من خلال فرقة الورشة المسرحية، وهى فرقة رائدة فى فن الحكى، فهو الوحيد الذى حافظ على كيان خاص بالحكى، كل هذه السنوات برغم ما واجهه فى السنوات الأخيرة من مشاكل فى الدعم، فإن تهدى الدورة الأولى لاسمه، فهذا عرفان وتقدير لجهوده فى الحفاظ على فن الحكى.
 المكرمون؟ 

لدينا 3 حكاؤون مهمون لا يمكن إغفال دورهم فى مجال فن الحكى، وبعد وقت طويل من مشوارهم الفنى أصبحوا نجوم شاشة، لكنهم ظلوا لسنوات طويلة يمارسون الفن بشكل عام، ويقدمون الحكايات فى كل مكان، فكل من يعمل فى الفن المستقل بمصر يعرف دورهم فى مجال فن الحكى أبرزهم الفنان سيد رجب، والفنانة عارفة عبد الرسول، والفنان شريف الدسوقى، فلا يمكن أن نتجاهل دورهم واسهاماتهم، ومن حقهم علينا أن يكونوا من مكرمين الدورة الأولى، وأيضًا تم اختيار فنانين راحلين سيتم تكريم أسماءهم وهم الفنان رمضان خاطر، والفنانة سهام عبدالسلام، وهذا التكريم سيكون بالتعاون مع نقابة المهن التمثيلية، لأن النقابة ستقدم دعمًا مهمًا لأسرهم وسيتم تكريم 4 مشروعات مهمة خارج القاهرة تعمل فى مجال الحكى، وهذه تعتبر المرة الأولى التى يكرم فيها مهرجان كيانات ومشروعات وليس أشخاصًا فقط.

تم الإعلان عن إقامة فعاليات الملتقى فى ست محافظات مختلفة. كيف تم اختيار هذه المحافظات، وما الهدف من توزيع العروض على هذا النطاق الجغرافى؟
كنا حريصين من البداية على العمل فى المحافظات، فالمحافظات التى تم اختيارها هى مرحلة أولى، وكل دورة سنضيف 5 محافظات أخرى، حتى يكون العمل فى كل المحافظات فى وقت واحد، والهدف إن فن الحكى منتشر فى كل المحافظات، ففى الجنوب وبحرى موجود رواة السيرة الشعبية، وحكايات المصاطب، والحكايات الشعبية، وقعدات شيوخ البلد لا تخلو من الحكى، وحكايات الجدات لأحفادهم وأبنائهم، فالحكى غالبا أصوله جنوب وغرب وريف مصر، فالحكى فن أصيل فى المحافظات، وأيضًا لأن أبناء الأقاليم دائما لديهم شكوى إن الفعاليات دائما مركزية، ولذلك انتقلنا بالملتقى ليكون غير مركزى، لأن الفن من الأساس غير مركزى، فهو فن منتمٍ لجغرافية مصر. 
ما أهمية إقامة بعض العروض داخل دور المسنين ومستشفيات الصحة النفسية؟ وكيف سيسهم ذلك فى تعزيز دور الحكى كوسيلة علاجية؟
نتعامل طوال الوقت على إن فن الحكى ليس فنًا خاصًا لكنه فن له دور مجتمعى، ففن الحكى قادر على الانتشار لأن ليس له تجهيزات، فالحكاء قادر على تقديم حكاياته فى أى وقت وفى أى مكان وتحت أى ظروف، ومن هذا الأساس كان التفكير فى تقديم العروض داخل دور المسنين ودور الرعاية الاجتماعية ودور الأيتام والسجون ( فى الخطة للدورات المقبلة سيكون هناك ورش المساجين لتدريبهم على فن الحكى)، وأيضًا لأن فن الحكى يتم استخدامه فى العلاج النفسى، ولذلك معنا بمجلس الأمناء د. نبيلة مكرم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة فاهم للدعم النفسى، وأ. هبة السويدى رئيس مجلس أمناء مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، فلدينا أشخاص تعمل فى العمل الاجتماعى، وهذا هو سبب وجودهم بمجلس أمناء الملتقى، ونتعاون أيضًا مع وزارة التضامن الاجتماعى، فنحن نقدم فنًا مهمًا، ومتلقى هذا الفن متلقى عام وليس نوعى، ومتلقى سوى وغير سوى، فالمتلقى الغير سوى يحتاج إلى أن يحكى كى يخفف آلامه، ونحن نرى أيضًا إنه لا بد أن يكون لنا دور مجتمعى، ولذلك كل فعالياتنا فى أماكن مفتوحة كبيت السحيمى، وقصر الأمير طاز، وبيت السنارى، وساحة الهناجر المفتوحة بدار الأوبرا المصرية، فأنا أرى إن فن الحكى مولود من الشارع المصرى ولا بد أن يقدم فى الشارع.
هل هناك استراتيجيات معينة لتشجيع الأطفال والشباب على المشاركة فى فن الحكى، وكيف ستتم عملية اكتشاف المواهب؟
نعمل مع كل الفئات العمرية بمن فيهم الأطفال، فقبل إقامة الملتقى بأسبوع، سيقوم الفنان محمد عبدالفتاح بإقامة ماراثون للأطفال، نستقبل أى عدد وسيقيم ورشة لمدة 3 أيام، وسيتم اختيار عدد من الأطفال للمشاركة فى الحكى بفعاليات الملتقى، ويوجد قسم خاص للشباب الهواه حتى عمر 40 عامًا، ولدينا مسار آخر باسم الحكاء المحترف، ففى ورشة الشباب سنعطى الفرص للشباب للتقديم للملتقى بحكايات فردية، وسيتم اختيار 25 حكاء شابًا، وسنقدم 5 حكايات كل يوم فى مكان مختلف، بالإضافة إلى فعاليات أخرى مصاحبة لعروض الحكى، والحكاء المحترف أيضا يستطيع تقديم عرضه سواء بفرقة أو تقديم الحكاية بمفرده، ولكن سواء فئة الهواه أو المحترفين، فالمتلقى بدون جوائز لأن ليس به تسابق، ولكن المشاركة فى الملتقى تعتبر هى الجائزة والمكسب من خلال توفير مكان لتقديم الحكاية واستقطاب جمهور وتوفير الدعاية وأيضا سنقدم ورشًا فى القاهرة وجميع المحافظات.
ما الدورات التدريبية والورش الفنية التى سيتم تقديمها خلال الملتقى؟
ورشة خاصة بفن الحكى، ويمكن أن يصاحب هذه الورش، التدريب على الأداء الصوتى والموسيقى، وفن كتابة الحكاية.
ما رؤيتك المستقبلية لتطوير ملتقى القاهرة الدولى للحكى فى الدورات المقبلة؟
إذا تأسس لهذا الملتقى بشكل جيد فى الدورة الأولى، أعتقد إنه فى السنوات القادمة سيكون قيمة مضافة للمهرجانات والملتقيات الموجودة بمصر، خصوصًا إنه لا يوجد لدى أفراد عمل الملتقى أهداف غير انتشار هذا الفن، لأننا طوال الوقت كان لدينا سؤال، كيف نكون فى مصر ولدينا تاريخ طويل مع فن الحكايات ولا يوجد كيان منتظم لهذا الفن، اللهم إلا من سنوات قليلة ماضية، قدم د. خالد الخميسى، مهرجان الدوم بقنا، وكان يقدم فن الحكى، ولكن بعد سنوات قليلة توقف، وكان مهرجان محلى، لكننا لدينا طموح كبير بأن يكون الملتقى مثل مهرجان حكاية بالأردن، ومهرجان الراوى بالشارقة، ومهرجان مغرب الحكايات بالمغرب، ولذلك كنا حريصين على أن تكون مصر موجودة على خريطة المهرجانات الخاصة بالحكايات. 


صوفيا إسماعيل